تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مرض التوحد


ابو حبيب
03-19-2009, 02:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

التوحد Autism
مرض التوحد ...هذا المرض الذي بدا ينتشر بصورة كبيرة مؤخرا حسب ماجاء في التقرير الذي ينشره معهد ابحاث التوحد فا … Autism Research Institute vol. 14 no: 2(2000) فقد لوحظا مؤخرا زيادته بنسبة كبيرة ..
اما مركز الابحاث في جامعة كامبردج اصدر تقريرا بازدياد نسبة مرض التوحد حيث اصبحت 75 حالة في كل 10.000 من عمره 5-11 سنة و تعتبر هذه نسبة كبيرة عما كان معروف سابقا و هو 5 حالات في كل 10.000
السبب الرئيسي للمرض غير معروف لكن العوامل الوارثية تعمل دور مهم بالاضافة الى العوامل الكيمائية و العضوية.
ايضا من المهم ان نعرف انه ليس جميع المصابون بالتوحد مستوى ذكاءهم منخفض ... فحسب الاحصائيات ان ¼ الحالات من الاطفال المصابين بالتوحد ذكاءهم في المعدلات الطبيعية .

بعض الامراض التي قد تكون مصاحبة احيانا لمرض التوحد : ( و ليس دائما )
1- متلازمة فراجايل وسببه عيب في تركيبة الكروموزم x (fragile x syndrome)و له صفات معينة في الطفل مثل بروز الاذن , كبر مقاس محيط الراس – مرونة شديدة في المفاصل و ايضا تخلف عقلى .
2 - مرض فينايل كيتونيوريا phenylketonuria (PKU)
هو مرض وراثي سببه ان الحمض الاميني المسمى فينايل النين لايتم له ****bolism في الجسم و ذلك بسب نقص او عدم نشاط انزيم معين في الكبد فيؤدي الى تراكم هذا الحمض في الدم والمخ . التشخيص يتم عن طريق فحص الدم .. وقد اصبح هذا الفحص اختبار روتيني لكل طفل يولد في الخارج حيث ان التشخيص المبكر يحمي الطفل من التخلف العقلى و ذلك بأرشاد الاهل الى الابتعاد عن الاطعمة التى تحتوى عل حمض phenylalanine .
3 – مرض Tuberous sclerosis ايضا مرض وراثي يوصف بوجود مشاكل في الجلد و بقع لونها داكن او بقع افتح من لون الجلد وتخلف عقلي ..
انواع طيف التوحد
1 – مرض التوحد التقليدي المستوفي جميع الاعراض Autistic Disorder
2 – مرض اسبرقس Asperger's Disorder
3 – مرض رتزRett’s Disorder
4 – مرض Disintergrative Disorder
5 – وجود بعض سمات من التوحد .
سوف نقوم بشرح اعراض التوحد التقليدي و مرض اسبرقس ..
اعراض مرض التوحد التقليدي :
تبدا ملاحظة هذا المرض فى السنة الثانية و النصف من عمر الطفل ( 30-36 شهرا ) المعروف ان التوحد له 3 اعراض رئيسية
1 – ضعف العلاقات الاجتماعية.
2 – ضعف الناحية اللغوية .
3 – الاهتمامات و النشاطات المتكررة.
و قد يصاحبه اضطربات في السلوك مثل نشاط زائد و قلة تركيز او نوبات غضب شديدة وقد يظهر سلوكا مؤذيا لنفسه وايضا تبول لأرادي
1 - ضعف التواصل الاجتماعي
اي ضعف في العلاقات الاجتماعية مع امه ..ابيه اهله والغرباء . بمعنى ان الطفل لا يسلم على احد .. لا يفرح عندما يرى امه او ابوه .. لا ينظر الى الشخص الذي يكلمه ... لا يستمتع بوجود الاخرين و لايشاركهم اهتماماتهم ...و لا يحب ان يشاركوه العابه ..يحب ان يلعب لوحده ... و لا يحب ان يختلط بالاطفال الاخرين.
ايضا لا يستطيع ان يعرف مشاعر الاخرين او يتعامل معها بصورة صحيحة (مثل ان يرى امه تبكي او حزينة فهو لا يتفاعل مع الموقف بصورة طبيعية مثل بقية الاطفال )
2 – ضعف في التواصل اللغوي
ضعف في التعبير اللغوي او تاخر في الكلام ..احيانا استعمال كلمات غريبة من تاليف الطفل و تكرارها دائما او اعادة اخر كلمة من الجملة التي سمعها.. صعوبة في استعمال الضمائر فمثلا لا يقول " انا اريد ان اشرب " بل يستعمل ا سمه فيقول " حسن يريد ان يشرب "
3 – نشاطه و اهتماماته والعابه متكررة و محدودة :
فلا يوجد فيها تجديد مثل ان يلعب بالسيارات فقط او المكعبات او طريقة لعبه لا تتماشى مع اللعبة التي يلعب بها مثل ان يرص السيارات الصغيرة بطريقة معينة بدل من ان يتخيل انها تسير في الطريق . ايضا يحب الروتين و لايحب التغير في ملابسه او انواع اكله او طريقة تنظيم غرفته .. التعلق بالاشياء مثل مخدة معينة او بطانية و يحملها معه دوما و قد يكون عنده ايضا حركات متكررة لليد و الاصابع .

اعراض مرض اسبرقس : Asperger’s
هو مرض يدخل تحت مسمى طيف التوحد الطفل يكون لديه بعض التصرفات المشابهة للتوحد .
من خصائصه ان الطفل طبيعي الذكاء او ذا معدل عالى من الذكاء و لايوجد لديه تاخر في النطق لكن لديه ضعف في فهم العلاقات الاجتماعية و التفاعل معها.. هؤلاء الاطفال لا يحبون التغير في كل شيء سواء في الاكل او الملابس.. و عادة ما تكون لهم طقوس و روتين معين في حياتهم .
- ايضا ينشغلون و يلعبون في اغلب الاوقات بشئ واحد.. لديهم حساسية بشكل كبير للاصوات.
- من المهم ان نتذكر ان الطفل مختلف وينظر الى العالم بطريقة مختلفة.
_ ايضا بعض هؤلا الاطفال عندهم قدرات فائقة في بعض النواحي مثل (قدرة غير عادية على الحفظ).
- هم عرضه احيانا الى السخرية و التهكم من اقرانهم لكونهم غريين في تصرفاتهم بعض الاحيان.
نقطة هامة
تشخيص الطفل بمرض التوحد لا تتم بزيارة واحد للطبيب بل هو تستغرق وقت للتاكد من الحالة ..فهذا التشخيص لا يطلق بسهولة على اي طفل الا بعد الملاحظة المكثفة و عمل اختبارات نفسية و ملء استبيانات و تحليلها ..تعاون الاهل و المدرسة في كشف اى سمة او اعراض من التوحد مبكرا ...يخفف كثيرا من معانات الاهل و الطفل معا لذا اتمنى ان تكون كل معلمة في رياض الاطفال ....عندها خلفية عن هذا المرض .
ففى الخارج اكثر الحالات محولة من قبل المدارس .
علاج اسباب المشاكل السلوكية عند الاطفال المصابين بالتوحد قبل البدء بأي برنامج سلوكي او اعطاء اي ادوية
1 – التهابات الاذن الوسطى قد تؤدي الى الم شديد و تهيج عند الطفل و اضطربات في السلوك .
2 – ايضا تسوس الاسنان قد تؤدي الى الم شديد
3 – الامساك : فالبراز القاسي يسبب تهيج و الم ..وعادة ما يكون سبب الامساك نوع الاكل الذي بتناوله الطفل مثل الاكثار من البطاطس و الخبز و الموز و الحليب فكل هذه الاطعمة تؤدي الى الامساك بدرجة كبيرة فقبل البدء باي علاج سلوكي يحب اولا علاج الامساك و تغير نوع الغذاء تدريجيا و الاكثار من العصائر الطازجة و الخضروات .
4 – الادوية : ايضا هناك بعض الادوية التى تسبب اضطربات في السلوك مثل ادوية الزكام و السعال و مضادت الحساسية مثل مضادات الهستامين
5 –قلة النوم : عدم اخذ كمية كافية من النوم ايضا قد تسبب تغيير في السلوك ..و ايضا يحب الابتعاد عن المشروبات المنبه كاشاي و الكافين .
العلاج:
حتى الان لا يوجد دواء فعال في علاج مرض التوحد.. سوف اذكر بعض الطرق العلاجية المستخدمة.

1 – التعليم والتدخل المبكر :
هذا من انفع واهم الوسائل بالنسبة للطفل التوحدي حيث اثبت الدراسات ان كلما تلقى الطفل برامج التعليم المخصصة مبكرا من عمر 3 سنوات كلما كانت النتيجة المستقبلية افضل .
من هذه البرامج برنامج تيتش TEACCH من جامعة نورث كارولينا ( للايضاح انظر موضوع تيتش )و ايضا برنامج Ivar lovvas

2 – الغذاء :
حتى الان لا يوجد اثبات علمي يوضح ان الغذاء له علاقة بمرض التوحد .. و لكن هناك كثير من الامهات وجدوا علاقة بين الامتناع عن بعض الاطعمة وتحسن بعض الاعراض المصاحبة للتوحد مثل زيادة الحركة و النشاط من هذه الاطعمة ( القمح – الحليب و منتجاته - الخميرة ) ..و هناك منظمة في بريطانيا تسمي Autism intoterance and allergy network تتبنى فكرة علاقة التوحد بالغذاء على اساس ان بعض الاطفال يكون لديهم عدم قابلية او حساسية لبعض الاطعمة و المواد الكيمائية التي تزيد من اعراض مرض التوحد.

3 – استعمال بعض الفيتامينات بكميات كثيرة :
حتى الآن لم يثبت أن لها تأثير فعال وجذري لذا يجب توخي الحذر من استعمال مثل هذه الفيتامينات ويجب صرفها عن طريق الطبيب حتى لا يدخل الطفل في تسمم من جراء الإكثار من هذه الفيتامينات.
4 – Auditory integration therapy :
ظهرت هذه الطريقة على اساس ان الأطفال المصابين بالتوحد لديهم تحسس للصوت وهذا العلاج الذي أظهر تحسن جزئي في بعض الأطفال يتألف من اسماع الطفل لموسيقى اليكترونية معينة عن طريق سماعات للرأس لمدة 30 دقيقة مرتين في اليوم لمدة عشرة أيام فقط.
5 – السكريتينSecretin:
هو هرمون يفرز من الأمعاء الدقيقة في جسم الانسان لكي يحفز افراز بعض العصائر في البنكرياس ( وعادة يعطي عند اجراء بعض الفحوصات للجهاز الهضمي) وجد أنه في بعض الحالات أظهر تحسن في الناحية اللغوية والإجتماعية عند الطفل.. والسبب إلى الآن غير معروف وهناك دراسات كثيرة جارية في هذا الموضوع..

ماهو برنامج TEACCH (تيتش)

هو برنامج تعلمى للاطفال المصابون بالتوحد هذا البرنامج له شهرة واسعة حول العالم .. يعمل به فى حوالى 13 دولة ..وعملت ابحاث و دراسات عديدة اثبتت نجاحه.
مخترع هذا البرنامج هو ERIC SHOPLER من جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة .
ماذا يعتمد هذا البرنامج :
هذا البرنامج له مميزات عديدة بالاضافة الى التدخل المبكر فهو يعتمد على نظام STRUCTURE TEACHING او التنظيم لبيئة الطفل سواء كان في المنزل او البيت حيث ان هذه الطريقة اثبتت انها تناسب الطفل التوحدى و تناسب عالمه .
من مزايا هذا البرنامج انه ينظر الى الطفل التوحدى كل على انفراد ويقوم بعمل برامج تعليمية خاصة لكل طفل على حدة حسب قدراته الاجتماعية –العقلية –العضلية –واللغوية وبذلك باستعمال اختبارات مدروسة .
برنامج تيتش يدخل عالم الطفل التوحدى و يستغل نقاط القوة فيه مثل اهتمامه بالتفاصيل الدقيقة وحبه للروتين . ايضا هذا البرنامج متكامل من عمر 3-18 سنة حيث ان تهيئة الطفل للمستفبل و تدريبه بالاعتماد على نفسه وايجاد وظيفة مهنية له عامل جدا مهم .. لملا الفراغ .. واحساسه بان يقوم بعمل منتج مفيد .. قبل ان يكون وسيلة لكسب العيش .
من المهم لكل ام ان تعرف :
1- كيف يفكر الطفل التوحدي وما هو عالمه
2-ما هي وسيلة التواصل المناسبة لطفلها .
3- كيف تهيئة المنزل و البيئة .
4-كيف تقوي التواصل الاجتماعي .
5- كيف نعلم الطفل المشاعر الانسانية .


د. رابية ابراهيم حكيم
تخصص الطب النفسي للاطفال
جامعة لندن- المملكة المتحدة

ابو حبيب
03-19-2009, 02:36 PM
تشخيص التوحد:

لا توجد اختبارات طبية لتشخيص حالات التوحد, ويعتمد التشخيص الدقيق الوحيد على الملاحظة المباشرة لسلوك الفرد وعلاقاته بالآخرين ومعدلات نموه. ولا مانع من اللجوء فى بعض الأحيان إلى الاختبارات الطبية لأن هناك العديد من الأنماط السلوكية يشترك فيها التوحد مع الاضطرابات السلوكية الأخرى. ولا يكفى السلوك بمفرده و إنما مراحل نمو الطفل الطبيعية هامة للغاية فقد يعانى أطفال التوحد من:

- تخلف عقلى.

- اضطراب فى التصرفات.

- مشاكل فى السمع.

- سلوك فظ.

* أدوات التشخيص:

يبدأ التشخيص المبكر وذلك بملاحظة الطفل من سن 24 شهراً حتى ستة أعوام وليس قبل ذلك، وأول هذه الأدوات:

1- أسئلة الأطباء للآباء عما إذا كان طفلهم:

- لم يتفوه بأيه أصوات كلامية حتى ولوغير مفهومة فى سن 12 شهراً.

- لم تنمو عنده المهارات الحركية ( الإشارة- التلويح باليد - إمساك الأشياء) فى سن 12 شهراً.

- لم ينطق كلمات فردية فى سن 16 شهراً.

- لم ينطق جملة مكونة من كلمتين فى سن 24 شهراً.

- عدم اكتمال المهارات اللغوية والاجتماعية فى مراحلها الطبيعية.

لكن هذا لا يعنى فى ظل عدم توافرها أن الطفل يعانى من التوحد، لأنه لابد وأن تكون هناك تقييمات من جانب متخصصين فى مجال الأعصاب، الأطفال، الطب النفسى، التخاطب، التعليم.


2- مقياس مستويات التوحد لدى الأطفال(Cars):

ينسب إلى "إيريك سكوبلر " Eric schopler - فى أوائل السبعينات ويعتمد على ملاحظة سلوك الطفل بمؤشر به 15 درجة ويقييم المتخصصون سلوك الطفل من خلال:

- علاقته بالناس.

- التعبير الجسدى .

- التكيف مع التغيير.

- استجابة الاستماع لغيره.

- الاتصال الشفهى.


3- قائمة التوحد للأطفال عند 18 شهراً (Chat):

تنسب إلى العالم"سيمون بارون كوهين" Simon Baron-Cohen - فى أوائل التسعينات وهى لاكتشاف ما إذا كان يمكن معرفة هذه الإعاقة فى سن 18 شهراً، ومن خلالها توجه أسئلة قصيرة من قسمين القسم الأول يعده الآباء والثانى من قبل الطبيب المعالج.



4- استطلاع التوحد:

وهو مكون من 40 سؤالاً لاختبار الأطفال من سن 4 أعوام وما يزيد على ذلك لتقييم مهارات الاتصال والتفاعل الإجتماعى.


5- اختبار التوحد للأطفال فى سن عامين:

وضعه "ويندى ستون" Wendy Stone - يستخدم فيه الملاحظة المباشرة للأطفال تحت سن عامين على ثلاث مستويات التى تتضح فى حالات التوحد : اللعب - التقليد (قيادة السيارة أو الدراجات البخارية) - الانتباه المشترك.


* علاج التوحد:

لا توجد طريقة أو دواء بعينه بمفرده يساعد فى علاج حالات التوحد، لكن هناك مجموعة من الحلول مجتمعة مع بعضها اكتشفتها عائلات الأطفال المرضى والمتخصصون، وهى حلول فعالة فى علاج الأعراض والسلوك التى تمنع من ممارسة حياتهم بشكل طبيعى. وهو علاج ثلاثى الأبعاد نفسى واجتماعى ودوائى.

وبينما لا يوجد عقار محدد أو فيتامين أو نظام غذائى معين يستخدم فى تصحيح مسار الخلل العصبى الذى ينتج عنه التوحد، فقد توصل الآباء والمتخصصون بأن هناك بعض العقاقير المستخدمة فى علاج اضطرابات أخرى تأتى بنتيجة إيجابية فى بعض الأحيان فى علاج بعضاً من السلوك المتصل بالتوحد. كما أن التغيير فى النظام الغذائى والاستعانة ببعض الفيتامينات والمعادن يساعد كثيراً ومنها فيتامينات B12&B6 كما أن استبعاد الجلوتين (Gluten) والكازين (Casein) من النظام الغذائى للطفل يساعد على هضم أفضل واستجابة شعورية فى التفاعل مع الآخرين، لكن لم يجمع كل الباحثين على هذه النتائج.

- العلاج الدوائى:

يوجد عدداً من الأدوية لها تأثير فعال فى علاج سلوك الطفل الذى يعانى من التوحد ومن هذا السلوك:

- فرط النشاط.

- قلق.

- نقص القدرة على التركيز.

- الاندفاع.

والهدف من الأدوية هو تخفيف حدة هذا السلوك حتى يستطيع الطفل أن يمارس حياته التعليمية والاجتماعية بشكل سوى إلى حد ما وعند وصف أى دواء للآباء لابد من ضمان الأمان الكامل لأبنائهم:

- كم عدد الجرعات الملائمة؟

- أى نوع يتم استخدامه: حبوب أم شراب؟

- ما هو تأثيره على المدى الطويل؟

-هل يوجد له أية آثار جانبية؟

- كيف يتم متابعة حالة الطفل لمعرفة ما إذا كان هناك تقدم من عدمه؟
- ما هو مدى تفاعله مع العقاقير الأخرى أو النظام الغذائى المتبع؟

مع الوضع فى الاعتبار أن كل طفل له تكوينه الفسيولوجى الذى يختلف عن الآخر وبالتالى تختلف استجابته للدواء أو العقار.

* أنواع الأدوية:

1- Serotonin Re-Uptake Inhibitor

اكتشف الباحثون ارتفاع معدلات (Serotonin) فى مجرى الدم لحوالى ثلث حالات الأطفال التى تعانى من التوحد، وباستخدام هذه العقاقير التى تعادل الأعراض ومنها:

- (Clomipramine (Anafranil
- (Fluvoxamine(Luvox
- (Fluoxetine(Prozac


- لوحظ استجابة الأطفال من قلة حدة:
- السلوك المتكرر.
- التهيج والاستثارة.
- السلوك العدائى.

- تحسن ملحوظ فى الاتصال العينى مع الآخرين والاستجابة لمن حولهم.



2- والأنواع الأخرى من العقاقير لم يتم دراستها جيداً، كما أنه من المحتمل وجود آثار جانبية لها ومنها:
– Elavil
– Wellbutrin
– Valium
– Ativan

– Xanax

3- أدوية مضادة للاضطرابات العقلية Anti-psychotic
- وهذه الأدوية هى فى الأصل لعلاج الانفصام الشخصى وتقلل من:
- فرط النشاط.

- السلوك العدوانى.

- السلوك الانسحابى وعدم المواجهة.

وقد اعتمدت أربعة عقاقير منها:

– (Clozapine (Clozaril

– (Risperidone (Risperdal

– (Olanzapine (Zyprexa

– (Quetiapine (Seroquel

ولكن من المحتمل أن يكون لها آثاراً جانبية.

4- أدوية محفزة:

- وهى تستخدم بشكل أساسى للأطفال التى تعانى من نقص الانتباه لعلاج فرط النشاط ومنها:

– Ritalin

– Adderall

– Dexedine



- الفيتامينات و المعادن:

فما يزيد على العشرة أعوام السابقة، كثر الجدل حول فائدة مكملات الفيتامين والمعادن فى علاج أعراض التوحد وتحسينها.

حيث أوضحت بعد الدراسات أن بعض الأطفال تعانى من مشاكل سوء امتصاص الأطعمة ونقص فى المواد الغذائية التى يحتاجها الطفل نتيجة لخلل فى الأمعاء والتهاب مزمن فى الجهاز الهضمى مما يؤدى إلى سوء فى هضم الطعام وامتصاصه بل وفى عملية التمثيل الغذائى ككل.

لذلك نجد مرضى التوحد يعانون من نقص فى معدلات الفيتامينات الآتية: أ، ب1، ب3، ب5 وبالمثل البيوتين، السلنيوم، الزنك، الماغنسيوم، بينما على الجانب الآخر يوصى بتجنب تناول الأطعمة التى تحتوى على نحاس على أن يعوضه الزنك لتنشيط الجهاز المناعى. وتوصى أيضاً بعض الدراسات الأخرى بضرورة تناول كميات كبيرة من الكالسيوم ومن أكثر الفيتامينات شيوعاً فى الاستخدام للعلاج هو فيتامين (B) والذى يلعب دوراً كبيراً فى خلق الإنزيمات التى يحتاجها المخ، وفى حوالى عشرين دراسة تم إجراؤها فقد ثبت أن استخدام فيتامين (B) والماغنسيوم الذى يجعل هذا الفيتامين فعالاً ويحسن من حالات التوحد والتى تتضح فى السلوك الآتية:

- الاتصال العينى.

- القدرة على الانتباه.

- تحسن فى المهارات التعليمية.

- تصرفات معتدلة إلى حد ما.

هذا بالإضافة إلى الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين "ج" والذى يساعد على مزيد من التركيز ومعالجة الإحباط - ولضبط هذه المعدلات لابد من إجراء اختبارات للدم فقد تؤذى النسب الزائدة البعض ويكون لها تأثير سام وقد لا تكون كذلك للحالات الأخرى.


Secretin- :

المفرزين هرمون معوى يحث البنكرياس والكبد على الإفراز تنتجه الأمعاء الدقيقة وهو يساعد على الهضم ليس هذا فقط بل يجعل الطفل قادراً على:

- الاستغراق فى نومه.

- تحسن فى الاتصال العينى.

- نمو المهارات الكلامية.

- زيادة الوعى.

- الاختيار الغذائى:

قد تعانى بعض حالات التوحد من حساسية لبعض أنواع الأطعمة، لكنها ليس فى نفس الوقت سبباً من أسباب الإصابة بهذا المرض وتؤثر بشكل ما على السلوك، لذا فقد يساعد استبعاد بعض المواد الغذائية من النظام الغذائى على تحسن الحالة وهذا ما يلجأ إليه الآباء والمتخصصون وخاصة البروتينات لأنها تحتوى على الجلوتين والكازين والتى لا تهضم بسهولة أو بشكل غير كامل. وامتصاص العصارة الهضمية بشكل زائد عن الحد يؤدى إلى خلل فى الوظائف الحيوية والعصبية بالمخ، وعدم تناول البروتينات يجنب مرضى التوحد تلف الجهاز الهضمى والعصبى على ألا يتم الامتناع عنها بشكل مفاجئ ولكن تدريجياً مع استشارة المتخصصين.

وعلى الجانب الآخر فأطفال التوحد يوصف جهازهم التنفسى بأنه "جهاز مثقب"

والذى يساعد على ظهور اضطرابات سلوكية وطبية أخرى مثل الارتباك، فرط النشاط، اضطرابات المعدة، الإرهاق. وباستخدام المكملات الغذائية، وعقاقير ضد الفطريات قد تقلل من هذه الأعراض.

وما زالت الأبحاث جارية حول ما إذا كانت هذه الإعاقة تحدث أثناء فترة الحمل أو الوضع أو لها علاقة بالعوامل البيئية مثل العدوى الفيروسية أو عدم توازن التمثيل الغذائى أو التعرض للمواد الكيميائية فى البيئة.

ابو حبيب
03-19-2009, 02:37 PM
هل للطفل التوحدي ثقافة خاصة به أم لا؟
هذا السؤال قد حير علماء النفس حيث لاحظوا أن بعض أطفال التوحد لا يفهمون أبعاد اللعبة كما في لعبة السيارات مثلاً حيث نرى أنهم يضعونها خلف بعضها البعض دون حركة, و إنما يقومون فقط بصفها بشكل واحد أو على هيئة واحدة, بعكس أطفال آخرين في لعبهم مع الأحجية (البازل Puzzle) فقد يُركب أحدهم 1000 قطعة بشكل مرتب و منظم و محكم. و قسم ثالث من أطفال التوحد يقومون برسم أشكال و ألوان يعجز الإنسان العادي عن رسمها. و قد أوضحت أمثال هذه المشاهدات و الملاحظات التي جاءت في الدراسات الخاصة بهذا الموضوع أن الخلايا و المراكز الموزعة في المخ هي المنطقة الوحيدة السليمة و غير مصابة بإعاقة المراكز التي لها علاقة بالنشاطات التي يعملها الطفل التوحدي. و أن بعض الإشارات العصبية المسؤولة في بعض أجزاء المخ سليمة و أن بعض الأجزاء تالفة أو أصابها خلل لذلك فإنها تنعكس على مدركات الطفل التوحدي و تفكيره مما يعطي إنطباعاً لدى الجميع بأنه لا يعرف العلاقات في اللعب أو أنه غير مثقف اتجاه اللعبة التي يلعبها. فأطفال التوحد ثقافتهم تختلف عن ثقافة الأطفال العاديين و كذلك مدى سلامة الأجهزة العصبية و المخية و الجهاز العصبي المركزي و مدى تطورهم و نضجهم النفسي و الجسمي و العقلي و تناسبها مع مجريات الأحداث و الخبرة العملية و التدرج لنمو العقل و الخبرة في مجال الحياة.

يُطلق على التوحديين مُسمى ذوي القصور النمائي الشامل Prevasive developmental Disorder (PDD) و يختلفون في سماتهم من مستوى إلى مستوى آخر مما يعكس إختلافاً في اللعب حسب شدة الإصابة بالمخ و شدة الأعراض المصاحبة للحالة المرضية.

إن العملية المعرفية و العقلية و الرضاء الوجداني للتوحديين شيء صعب جداً مع ظروف التطور التكنولوجي الحديث و مستوى الألعاب الحديثة و مدى التعقيدات التي بها , و تجدر الإشارة هنا إلى أن الوالدين في الأسرة أو الهيئة التدريسية في المدرسة أو المعهد يجب أن تختار نوعية الألعاب و مستواها العلاجي التي تُلائم ثقافة و مستوى وحدة أطفال التوحد, علماً بأن ألعاب العصر الحديث أصبحت مُعقدة و مُتطورة و تحتاج إلى إرتياح نفسي و إنعدام القلق و التحكم الجيد في اللعبة و يمكننا أن نتدرج في الألعاب حسب تطور الطفل و نضجه العقلي و سلامته النفسية و أن تقدم إليه من خلال الوسائل التي تسمح لنا باللعب معه و حسب الجدول الوظيفي لمعززات اللعب و أن تقدم إليه كذلك من خلال أجهزة الكمبيوتر ألعاب و برامج مُسلية و في نفس الوقت تعليمية و ترفيهية بسيطة حيث يكون التوحدي بإستطاعته أن يلعب اللعبة التي يختارها مثل لعبة الأتاري أو السيجا إلى جانب أن هناك ألعاباً رياضية قد نشاهدها في التلفزيون أو الفيديو.

و لا شك أن الجهات المُختصة من قطاعات الدولة يجب أن توفر للأفراد الذين لديهم إعاقة (فئة التوحد) المرافق العامة التي تتوفر فيها الألعاب و الأجهزة الترفيهية و الأجهزة الإلكترونية ذات الألعاب التعليمية المتنوعة المناسبة لهم, حيث أن هذه المشاركة و التعاون و التنسيق بين وزارة التربية و وزارة الصحة و وزارة الشؤون الإجتماعية و العمل و المؤسسات الخاصة و الخيرية سوف تكون مثمرة و مفيدة لأطفالنا من ذوي الحاجات الخاصة و التي يكون لها دور فعال في وضع استراتيجيات علاجية تُحسن و تطور وضع طفل التوحد. و من الضروري أن تدرك الأسرة المنزلية و المدرسية أن برامج أطفال التوحد ذات فائدة ترفيهية و ذات فائدة علاجية بطريقة تعليمية و عليها أيضاً أن تعرف مدى العلاقة بين الألعاب و المشاكل و الحساسية التي يعاني منها التوحدي, فمثلاً هناك ألعاب خاصة على تدريب الحواس و العقل كتلك التي قد يعاني من مشكلتها الطفل التوحدي فلا بد أن يعرف الفريق المختص العارف بالأهداف و المهارات الوجدانية و المعرفية كيف يصل إلى الطفل المصاب بالتوحد عن طريقها.
فالتدخل السريع مع تطور النمو الإدراكي لفئة التوحد أمر مهم, لمنعهم من التكسير و التخريب و هذا شيء طبيعي كما إختياره للعبة شرط رئيسي لراحته النفسية و لو أن الخبراء و المختصين يرون أهمية التدقيق في نوع اللعبة مع مراعاة نوع الإعاقة و شدتها و الإهتمام بإخضاع اللعبة للبحث العلمي بعد ملاحظة الطفل و سلوكه حيالها و الأعراض الملازمة له لأن التدخل في حل مشاكل التوحديين ضروري جداً و أن الغفلة عنهم و عدم الإرشاد و التوجيه اللازم لهم أمر ضار على العلاج و على التطور المنتظر للطفل.

و بما أن أطفال التوحد تفكيرهم غير مرن في الغالب و غير منطقي فإننا نجد أن إستجابتهم بطيئة للمواقف المعقدة في اللعبة و تنعكس على تعاملهم مع اللعبة بشكل عدواني فيقومون بالتكسير و التدمير, لذلك كان مهماً أن نبين الأهداف العلاجية للعب عن طريق إدراك القدرات المعرفية و الجسمية و النفسية لتقدم هؤلاء الأطفال و تطورهم النمائي الشامل, مثلاً لعبة الفك و التركيب التي تُعطي للتوحديين بعض المفاهيم البسيطة و الخاصة عن منهج الحياة التي يُمارسها الطفل التوحدي من واقع منزله أو مدرسته سواء كان ذلك في مأكله أو ملبسه أو أي جانب آخر من حياته الإجتماعية , علماُ بأن الألعاب تتنوع بأشكال و هيئات و صور متعددة تخدم الجانب العلاجي للطفل المصاب بالتوحد و كما قلنا أن نوع اللعبة و شكلها يرجع لمدى فهم الأسرة لحاجات الطفل مثال ذلك : الألعاب ذات التنمية للعضلات الصغيرة (أصابع اليد) و الألعاب ذات التنمية للعضلات الكبيرة (اليدين و الرجلين) و هذه الألعاب و غيرها من الألعاب ذات العلاقة بالجانب الجسمي و الحركي يجب أن تكون محل إهتمام الأسرة و المدرسة. و تأتي هذه الخطوات العلاجية من خلال التشاور مع المُختصين و إقامة الندوات العلمية و الإطلاع على البحوث التجريبية لرسم استراتيجيات مُستقبلية, و بالمتابعة المستمرة لخطوات تنفيذ البرامج العلاجية لأطفال التوحد حيث نجد أن النتائج جيدة و مثمرة لهم.

من كتاب / التـــوحـــد الــــعـــلاج بالـــلـــعب / أستاذ/ أحــمــد جــوهـــر/ الــــكــــويـــــت



التوحد ...

التوحد (Autism) إعاقة نمائية متداخلة ومعقدة تظهر عادة خلال السنواتالثلاثة الأولى من عمر الطفل، ويقدر عدد الأطفال الذين يصابون بالتوحد والاضطراباتالسلوكية المرتبطة بحوالي 20 طفل من كل (10.000) تقريباً وذلك نتيجة لاضطراب عصبييؤثر في عمل الدماغ. ويزيد معدل انتشار التوحد بين الأطفال الذكور أربع مرات عنهبين الإناث، كما أن الإصابة بالتوحد ليس لها علاقة بأية خصائص ثقافية أو عرقية أواجتماعية، أو بدخل الأسرة أو نمط المعيشة أو المستويات التعليمية.


يعترض التوحد النمو الطبيعي للدماغ وذلك فيمجالات التفكير والتفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل مع الآخرين ويكون لدى المصابينعادة قصور التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وأنشطة اللعب أو أوقاتالفراغ، ويؤثر الاضطراب في قدراتهم على التواصل مع الآخرين على التفاعل مع محيطهمالاجتماعي وبالتالي يجعل من الصعب عليهم التحول إلى أعضاء مستقلين في المجتمع. وقديظهرون حركات جسدية متكررة (مثل رفرفة اليدين والتأرجح)، واستجابات غير عاديةللآخرين أو تعلقاً بأشياء من حولهم مع مقاومة أي تغيير في الأمور الاعتيادية (الروتينية) وقد تظهر لدى المصابين بالتوحد في بعض الحالات سلوكات عدائية أواستجابات إيذاء الذات . ولا تتوفر تقديرات عن عدد المصابين بالتوحد في المملكةالعربية السعودية أو الدول العربية إلا أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من نصف مليونشخص تقريباً مصابون بأحد أنواع التوحد في الولايات المتحدة، وبذلك يصبح واحداً منأكثر الإعاقات النمائية شيوعاً ، وأكثر انتشاراً من متلازمة داون إلا أن الغالبيةالعظمى من الناس بمن في ذلك العديد من المختصين في المجالات الطبية والتربويةوالمهنية لا زالوا يجهلون تأثير التوحد وكيفية التعامل معه على نحو فعال.

أنواعالتوحد ...

غالباً ما يعرف التوحد بأنه اضطراب متشعب يحدث ضمن نطاق (Spectrum) بمعنى أنأعراضه وصفاته تظهر على شكل أنماط كثيرة متداخلة تتفاوت بين الخفيف والحاد، ومع أنهيتم التعرف على التوحد من خلال مجموعة محددة من السلوكات فإن المصابين من الأطفالوالبالغين يظهرون مزيجاً من السلوكات وفقاً لأي درجة من الحدة، فقد يوجد طفلانمصابان بالتوحد إلا أنهما مختلفان تماماً في السلوك. لذلك يُجمع غالبية المختصينعلى عدم وجود نمط واحد للطفل التوحدي وبالتالي فإن الآباء قد يصدمون بسماعهم أكثرمن تسمية ووصف لحالة ابنهم، مثل شبه توحدي أو صعوبة تعلم مع قابلية للسلوك التوحدي،ولا تتم هذه المسميات عن الفروق بين الأطفال بقدر ما تشير إلى الفروق بين المختصين،وخلفيات تدريبهم، والمفردات اللغوية التي يتسخدمونها لوصف حالات التوحد.


غالباً ما تكون الفروق بين سلوكات الأطفالالتوحديين ضئيلة للغاية، إلا أن تشخيص حالات التوحد يعتمد على متابعة الحالة من قبلالمختص، أما إطلاق التسمية على الحالة فيعتمد على مدى إلمام المختص بمجال التوحدوالمفردات المختلفة المستخدمة فيه، ويعتقد الكثير من المختصين أن الفروق بين التوحدوغيره من الاضطرابات المتشابهة ليست ذات دلالة ويعتقد البعض الآخر من المختصين أنهممن باب مساندة الآباء يقومون بتشخيص أبنائهم على أنهم يعانون من اضطرابات أخرىكالإعاقات النمائية غير المحددة (PDD-NOS) بدلاً من التوحد. ويختلف المختصـــونفيما بينهم حول ما إذا كانت متلازمة أسبيرجر ٍ(Asperger's Syndrome) على سبيلالمثال اضطراباً توحدياً.


أسبابالتوحد ...

لا يزال السبب مجهولا حتى الآن حيث يقومالباحثون بالتعرف على تفسيرات مختلفة لحالات التوحد المتعددة، وعلى الرغم من عدمالتوصل إلى سبب محدد واحد للتوحد فإن الأبحاث الحالية تربط بينه وبين الاختلافاتالحيوية أو العصبية في الدماغ. ويبدو من خلال تحليل الصور الإشعاعية المغناطيسية (MRI) وجود اختلاف في تركيب الدماغ لدى الطفل التوحدي تبرز بشكل أكبر في الجزءالمسؤول عن الحركات اللاإرادية للجسم.

ويبدو في بعض الأسر وجود نمطللتوحد أو الاضطرابات المتصلة به، وهو ما يوحي بوجود سبب جيني لحالات التوحد علماًبأنه لم يتم حتى الآن الربط بين أي من الجينات والإصابة بالتوحد. وقد ثبت مؤخراًفشل العديد من النظريات القديمة ذات العلاقة بأسباب التوحد فهو ليس مرضاً عقلياً،وكذلك فإن الأطفال التوحديين ليسوا أطفالاً اختاروا الخروج على قواعد السلوكالمرغوب فيه، كما أن التوحد لا يحدث نتيجة لسوء تربية الأبوين لأطفالهم، كما لميثبت إلى الآن تأثير أي من العوامل النفسية التي يمر بها الطفل خلال مراحل نموه علىإصابته بالتوحد.


تشخيصالتوحد ...

لا توجد اختبارات طبية محددة لتشخيص التوحد، ومن أجل التوصل إلى تشخيص دقيقفإنه ينبغي أن يخضع الطفل لمتابعة مختصين ماهرين في تحديد مستويات التواصل والسلوكوالنمو، وحيث أن الكثير من السلوكات المرتبطة بالتوحد هي أيضاً أعراض لاضطراباتأخرى فإنه يمكن للطبيب إخضاع الحالة لاختبارات طبية مختلفة لاستبعاد مسببات محتملةأخرى، ولذلك فإن تشخيص حالات التوحد يعتبر صعباً ومعقداً لا سيما بالنسبة للأخصائيقليل الخبرة والتدريب. ومن أجل التوصل إلى تشخيص أكثر دقة ينبغي أن يتم تقييم الطفلمن قبل فريق متعدد التخصصات يضم مختصاً في الأعصاب، وأحياناً نفسياً، وطبيب أطفال،وأخصائي في علاج النطق، وأخصائي تربية خاصة وغيرهم من المختصين ذوي العلاقة بإعاقةالتوحد. مع أهمية التأكيد على أن المراقبة السريعة خلال لقاء أو موقف واحد لن توفرصورة حقيقية لقدرات الطفل وأنماط سلوكه، فمن النظرة الأولى يبدو الطفل المصاببالتوحد وكأنه يعاني من تخلف عقلي أو صعوبة في التعليم أو إعاقة سمعية، إلا أنه منالأهمية بمكان التمييز بين التوحد وحالات الإعاقة الأخرى، ذلك أن التشخيص الدقيقيمثل القاعدة الأساسية للبرنامج التعليمي والعلاجي الأكثر ملائمة للحالة.


أعراضالتوحد ...

غالباً ما يكون نمو الأطفال التوحديين عادي نسبياً حتى بلوغهم سن 24-30شهراً، بعد ذلك يلاحظ الأبوين تأخراً في النمو اللغوي أو مهارات اللعب أو التفاعلالاجتماعي لدى طفلهم. إلا أن أياَ من مظاهر التأخر في الجوانب التالية لا يمكنالاستناد عليه بشكل انفرادي أو الحكم على إصابة الطفل بالتوحد، لأن التوحد عبارة عنتحديات نمائية متعددة ومتداخلة. والجوانب التالية بعض مما قد يتأثر عند الإصابةبإعاقة التوحد:

1- التواصل: ويتضح ذلك من خلال بطء نمو اللغة أو توقفهتماماً، كاستخدام الكلمات دون ربطها بمعانيها المعتادة واستخدام الإشارات عوضاَ عنالكلمات وقصر فترات الانتباه.
2- التفاعل الاجتماعي: فقد يقضي الطفل وقتهمنفرداً بدلاً من قضائه مع الآخرين، أو يظهر القليل من الاهتمام في اكتسابالأصدقاء، أو يكون أقل استجابة للمؤثرات الاجتماعية المحيطة به، كالاتصال البصر أوالابتسامة.
3- الإعاقة الحسية: كالاستجابات غير الطبيعية للأحاسيس الجسدية،كالحساسية للمس أو ضعف الاستجابة للألم وقد تتأثر حواس السمع والبصر واللمس والذوقوالسم بدرجات نقص أو زيادة متفاوتة.
4- اللعب: قصور في اللعب العفوي أو المرتكزعلى الخيال، عدم القدرة على محاكاة أفعال الآخرين، وعدم القدرة على المبادرة بألعابتتطلب من الطفل تقمص شخصيات أخرى.
5- السلوكات: فقد يكون مفرط النشاط أو شديدالخمول ينفعل دون سبب واضح أو يتأثر في التعرف على أحد المواضيع أو الأفكار أوالأشخاص أو يعاني من فقدان واضح لحسن تقدير الأمور، أو يظهر سلوكاً عدائياً أوعنيفاً أو يؤذي نفسه.

توجد فروق كبيرة بين الأشخاص المصابين بالتوحد،فقد يظهر بعضهم ممن تكون حالات إصابتهم خفيفة تأخراً بسيطاً في نمو اللغة بينماتتأر بشكل أكبر قدرتهم على التفاعل الاجتماعي، كما قد يتمتعون بمهارات متوسطة أوفوق المتوسطة في مجالات النطق والذاكرة والإحساس بالمكان، ولكنهم مع ذلك يجدونصعوبة في الاحتفاظ بخيال واسع في حين يحتاج من تكون حالات إصابتهم بالتوحد أكثر شدةدعماً مكثفاً للقيام بأبسط المهام والاحتياجات اليومية.

وغالباً ماتظهر لدى المصابين بالتوحد نصف الأعراض المدونة أدناه على أقل تقدير، وهي قد تتراوحبين الطفيفة والحادة كما تتنوع شدتها من عرض لآخر، وبالإضافة إلى ذلك فإن النمطالسلوكي عادة ما يحدث ضمن الكثير من المواقف المختلفة ولا يكون ملائماً لأعمارالتوحديين والأعراض التي قد تظهر لدى التوحديين هي:

- الصعوبة في الاختلاطمع غيره من الأطفال.
- الإصرار على ذات الأشياء، ومقاومة التغيير في الأمورالمعتادة.
- الضحك والقهقهة بصورة غير ملائمة.
- انعدام الخوف الحقيقي منالأخطار.
- قلة الاتصال البصري أو انعدامه كلياً.
- عدم الاستجابة لطرقالتدريس التقليدية.
- اللعب المستمر بطريقة غريبة أو غير مألوفة.
- انعدامواضح للإحساس بالألم.
- تكرار المفردات أو العبارات بدلاً من اللغة الطبيعية.
- تفضيل الوحدة والعزلة عن الآخرين.
- عدم الرغبة بالاحتضان.
- تدويرالأشياء.
- إفراط ملحوظ في النشاط البدني، أو خمول شديد.
- انفعالاتمفاجئة، فقد يظهر ضيقاً شديداً دون سبب واضح.
- عدم الاستجابة للتعبيراتاللفظية، فهو يتصرف وكأنه أصم.
- تعلق غير ملائم بالأشياء.
- تفاوت فيالمهارات الحركية الكبيرة والدقيقة (فقد لا يرغب بركل الكرة ولكنه قادر على تجميعالمكعبات).
- صعوبة التعبير عن الاحتياجات، يستخدم الإيماءات أو الإشارات بدلاًمن الكلمات.

وخلافاً للمفاهيم الشائعة عن التوحديين فإن بعض حالاتالتوحد أطفالاً كانوا أم بالغين قادرون على الاتصال بصرياً بالآخرين وإظهار المودةوغيرها من الأحاسيس والابتسام والضحك ولكن بدرجات متفاوتة. ونجدهم يستجيبون للبيئةالمحيطة بهم كغيرهم بطرق إيجابية أو سلبية، وقد يؤثر التوحد على مدى استجابتهمويجعل من الصعب عليهم التحكم في ردود أفعالهم الحسية والذهنية، ويعيش التوحديونأعماراً طبيعية، وقد تتغير الاضطرابات السلوكية المرتبطة بالتوحد أو تختفي تماماًمع مرور الوقت.

وعلى الرغم من أنه ليس بمقدور أحد التنبؤ بالمستقبلفإننا نعلم جيداً أن بعض البالغين الذين يعانون من التوحد يعيشون حياتهم ويعملونكأفراد مستقلين في المجتمع في حين أن بعضاً أخر يستمر في الاعتماد على دعم الأسرةوالمختصين. وفي الغالب يستفيد البالغون المصابون بالتوحد من برامج التدريب المهنيلاكتساب المهارات اللازمة للحصول على عمل ، إضافة إلى استفادتهم من البرامجالاجتماعية والترفيهية. أما من حيث المسكن جماعي، أو السكن مع الأهل والأقارب أوالسكن في دور خاصة تحت إشراف مختصين وفي ظروف غاية في الدقة والتنظيم.

وقد يعاني المصابون بالتوحد من إعاقة أو اضطرابات أخرى تؤثر في عمل الدماغ مثل: الصرع أو التخلف العقلي أو الاضطرابات الجينية مثل (متلازمة X الهشة Fragile X Syndrom). وتظهر الفحوص أن ما يقارب ثلثي من يتم تشخيصهم بالتوحد يدخلون ضمن مجالالتخلف العقلي وأن ما يقارب من 25-30% من التوحديين قد يتطور لديهم نمط الصرع فيإحدى مراحل حياتهم.
علاجالتوحد ...

لقد ازداد فهمنا للتوحد إلى حد كبير منذ أن تم التعرف عليه عام 1943، وثبتأن بعض المحاولات المبكرة للبحث عن علاج للتوحد كانت غير واقعية في ظل الفهم الحديثلاضطرابات الدماغ. وإذا كان المقصود بالعلاج من منظور طبي هو ضمان الصحة والسلامةفإنه لا يتوفر حتى الآن علاج للاضطرابات التي تحدث في الدماغ والتي ينتج عنهاالإصابة بالتوحد. إلا أننا في وضع أفضل من حيث القدرة على فهم التوحد والاضطراباتالمصاحبة له وبالتالي مساعدة المصابين به على التكيف مع الأعراض المصاحبة لهذهالإعاقة. حيث بات من الممكن إحداث تغيير إيجابي في أنماط السلوك المصاحبة للتوحدمتى ما تم تبني إجراءات التدخل المبكر الملائمة، إلى الدرجة التي يبدو فيها بعضالتوحديين طفلاً كان أم بالغاً إنسان عادي لا سيما في نظر الأشخاص الذين تقل خبرتهمفي هذا المجال. ومن جهة أخرى فإن غالبية الأطفال والبالغين التوحديين سوف يستمرونفي إظهار بعض أعراض التوحد إلى حد ما طوال حياتهم.


ما هي أكثر الأساليب فعاليةفي التعامل مع التوحد؟ ...

لقد ثبت بشكل قاطع أن التدخل المبكر يفيد ويثمر بشكل إيجابي مع الأطفالالتوحديين، وعلى الرغم من الاختلاف بين برامج رياض الأطفال، إلا أنها تشترك جميعهافي التركيز على أهمية التدخل التربوي الملائمة والمكثف في سن مبكرة من حياة الطفل،ومن العوامل المشتركة الأخرى بين تلك البرامج درجة معينة من مستويات الدمج خاصة فيحالات التدخل المستندة إلىالسلوك، والبرامج التي تعزز من اهتمامات الطفل،والاستخدام الواسع للمثيرات البصرية أثناء عملية التدريس، والجداول عالية التنظيمللأنشطة وتدريب آباء الأطفال التوحديين والمهنيين العاملين معهم، والتخطيطوالمتابعة المستمرة للمرحلة الانتقالية. ومن غير الممكن تحديد أسلوب واحد أثبتفعاليته أكثر من غيره للتخفيف من أعراض التوحد المختلفة، ويعود ذلك إلى الطبيعةالمتشعبة للتوحد وكثرة السلوكات المتداخلة المرتبطة به، ولذلك فإنه لا مناص للتعاملمع التوحد والاضطرابات المصاحبة له من خلال جهود فريق من الأخصائيين، كمعلم التربيةالخاصة، وأخصائي تعديل السلوك، وأخصائي علاج النطق والكلام، والتدريب السمعي،والدمج الحسي، وبعض العقاقير الطبية والحمية الغذائية .

وقد أظهرتالدراسات أن الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون جيداً لبرامج التربية الخاصةالمتخصصة عالية التنظيم والتي تصمم لتلبية الاحتياجات الفردية، وقد يتضمن أسلوبالتدخل الذي يتم تصميمه بعناية أجزاءً تعنى بعلاج المشاكل التواصلية، وتنميةالمهارات الاجتماعية، وعلاج الضعف الحسي، وتعديل السلوك يقدمها مختصون مدربون فيمجال التوحد على نحو متوافق وشامل ومنسق، ومن الأفضل أن يتم التعامل مع التحدياتالأكثر حدة للأطفال التوحديين من خلال برنامج سلوكي تربوي منظم يقوم على توفير معلمتربية خاصة لكل طالب أو من خلال العمل في مجموعات صغيرة.

ينبغي أنيتلقى الطلاب المصابين بالتوحد تدريباً على مهارات الحياة اليومية في أصغر سنٍممكنة، فتعلم عبور الشارع بأمان، أو القيام بعملية تسوق بسيطة، أو طلب المساعدة عندالحاجة هي مهارات أساسية قد تكون صعبةحتى لأولئك الذين يتمتعون بمستويات ذكاءعادية، ومن المهارات الهامة كذلك التي يجب أن يعتنى بتنميتها لدى الطفل التوحدي تلكالتي تنمي الاستقلالية الفردية أو تنمي قدرته على الاختيار بين البدائل، وتمنحههامش حرية أكثر في المجتمع، ولكي يكون الأسلوب المتبع فعالاً ينبغي أن يتصفبالمرونة ويقوم على التعزيز الإيجابي، ويخضع للتقييم المنتظم ويمثل نقلة سلسة منالبيت إلى المدرسة ومنها إلى البيئة الاجتماعية، مع أهمية عدم إغفال حاجة العاملينللتدريب والدعم المهني المستمر إذ نادراً ما يكون بوسع الأسرة أو المعلم أو غيرهمامن القائمين على البرنامج النجاح الكامل في تأهيل الطفل التوحدي بشكل فعال ما لمتتوفر لهم الاستشارة والتدريب على رأس العمل من قبل المختصين.

ولقدكان في الماضي يتم إلحاق ما يقارب 90% من المصابين بالتوحد في مراكز داخلية وكانالمختصون عندئذ أقل معرفة وتثقيفاً بالتوحد وما يصاحبته من اضطرابات، كما أنالخدمات المتخصصة في مجال التوحد لم تكن متوفرة. أما الآن فإن الصورة تبدو أكثرإشراقاً، فبتوفر الخدمات الملائمة ارتفع عدد الأسر القادرة على رعاية أطفالها فيالبيت، في حين توفر المراكز والمعاهد والبرامج المتخصصة خيارات أوسع للرعاية خارجالمنزل تمكن المصابين بإعاقة التوحد من اكتساب المهارات إلى الحدود القصوى التيتسمح بها طاقاتهم الكامنة حتى وإن كانت حالات إصابتهم شديدة ومعقدة.




مقتبس من عدد من المواقع

smilest
03-19-2009, 03:28 PM
شكرا كتير ابو حبييب ع الموضوع كتير استفدت منه لاني موضوع حلقة بحثي بس معلش طلب انو تكتبلي المواقع يلي اخدتها منه ؟

semsem samir
03-16-2013, 01:12 PM
بارك اللهم فيك انا عاوزة احمل الكتاب بس ازاى ارجوكوا الرد