تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اشياء تهمك : الايمو!!


مجننهم
07-07-2009, 12:19 AM
×*×ستايلـ الإيمو×*×




قصة قصيرة

لمو .. بنت عمرها 17 سنة

ربي منعم عليها ..و الحمد لله .. ما عمرها طلبت شي وما حصلته

كانت تدخل الفرح و السعادة بقلب كل شخص يعرفها

انسانة حبوبة مرة .. مرحة .. محبوبة من كل اللي حولها

كانت جميلة .. جمال عذب مثل عذوبة روحها الطاهرة ..اللي الكل يتمنى يعرفها او يتعرف عليها

لكن مع كل هذا ..كانت تحس بضعف وحزن وضيقة .. عكس اللي كان يظهر للناس

وكانت تهرب من هذا الواقع .. و تلجأ للنت ..علشان تخفي هذا الحزن اللي ما تعرف له مبرر

ما كانت تدري وش ذا التغيرات الطارئة عليها وعلى نفسيتها ..لكن بعد ما تعرفت على شاب من احدى الدول العربية

واللي بدأ يحتويها .. ويسمع لها ..ويعطيها حلول مرضية .. وبنفس الوقت بدأ يبث سمومه فيها من خلال نقطة الضعف اللي لقاها

وبدأ يغير مفاهيمها للحياة .. وأسلوب حياتها .. الى أن صارت تتبع كل كلامه

صارت بعيدة عن أهلها .. قرايبها .. حتى صديقاتها

حتى السعادة اللي كانت تظهر على ملامحها الرقيقة .. تغيرت ..واختفت فجأة .. وصار بدالها ملامح كئيبة ..ومهمومة وحزينة

ماحد انتبه للتغير هذا ..حتى اللي حسوا .. اعتقدوا أنه تغير بسيط .. فترة وتعدي ..يمكن بسبب ضغط الدراسة .. اختبارات .. او شي زي كذا

صارت متمردة .. حزينة .. كلماتها كللها شؤم وكأبة .. ما تتكلم الا عن ستايل معين للملابس ..صفات معينة .. قصات شعر معينة

وهالشي اللي كان يخليها في صدام مستمر مع مديرة المدرسة اللي تدرس فيها .. واللي حاولت التواصل مع أبوها أو أمها .. لكن لا نتيجة


http://www.a5baar.com/uploaded/540_1229723147.jpg


في طابور الصباح .. وقفت المديرة لمو .. واخذت اكسسوارها .. وفرضت عليها تربط شعرها اللي كان طايح على اكتافها وعيونها

تأثرت لموو .. رجعت لبيتها تبكي .. ولغياب الأم الدائم عنها .. ما كان قدامها الا ياسر


http://www.a5baar.com/uploaded/540_1229723196.jpg



بعد اسبوع .. صار فيه مشادة بالكلام مع مدرسة الدين .. بس هالمرة كانت أشد من اللي قبلها

لمو رجعت للبيت .. أخذت مشرط .. وقعدت تطبق كلام ياسر ..وتنفذ تعليماته ..ومعتقداته هو .. و (( الإيمو ))

لكن المفاجأة .. إن لمو .. جرحت الشريان .. وبدا دمها يسيل .. وبغزارة ..وبكل مكان

وكان منظرها المقزز .. هو السبب اللي دخلها بحالة اغماء ..وجلست تنزف 4 ساعات .. وماحد داري فيها

والنهاية ... إنتحار ..

****
من هم الإيمو ؟

إذا نظرنا إلى تاريخ ثقافة "الإيمو" ، فقد أتت كلمة Emo اختصاراً لـEmotion الانكليزية

والتي تعني الانفعال والإحساس. بدأت كتيار موسيقي في موسيقى الهارد روك في أوائل الثمانينات

لتتحول في بداية الألفية الثالثة إلى Life Style لجماعات معينة. بدأت تظهر هذه الجماعات في واشنطن

ويعتبر علماء الاجتماع أنهم تطور طبيعي لجماعات البانكس punk الشبه منقرضة

تتميز جماعة الإيمو أولاً بأن معظم أفرادها من المراهقين الذين لا يتجاوز عمرهم الـ17 سنة

لهم طريقة معيشة خاصة بهم، ولباس معين وموسيقى يتميزون بها

***

ماهي موسيقى الايمو ؟

نوع من أنواع الموسيقى، الذي ينتمي إلى الروك والميتال

و تتحدث حول الألم والحزن وكلماتها الحساسه

و قد لاقى العديد من الإنتقاد نظرا لإفتقاره إلى اللحن الغنائي

****

ماذا يلبـسون ؟

الجينز الضيّق والقميص الضيّق يحمل علامة الإيمو أو أحد شعارات فرق الروك-إيمو

غالباً ما يكون أسوداً ذو مربعات بيضاء وعلامات زهرية, وكذلك الجواكيت ذات الزر السفلي الوحيد المزرور

الحلق في كافة أعضاء الجسد, الكثير من الأساور. والنظارة ذات الأطراف العريضة السوداء

****

كيف تبدو شخصية الإيمو ؟

كما سبق أن ذكرت ، أن الإيمو عاطفيون وحساسون بطبعهم، يميلون إلى الكآبة والبكاء

مكسوري القلب ويميلون إلى الحب الغير متبادل و يقولون أننا دائما منبوذين من مجتمعنا لأن لا أحد يستطيعون فهمنا

وخشي علماء النفس في بداية ظهور هذه الحركة على المراهقين من الضرر النفسي أو الجسدي الذي قد يلحق بهم

نتيجة كآبتهم الدائمة، والخشية من ميلهم للانتحار. لكن الإيمو يصفون أنفسهم بأنهم طيّبون من الداخل

لا يميلون إلى العنف ، ويبتسمون كثيراً، بابتسامتهم الحزينة تلك. ولا زال الجدل قائماً حول حقيقة نفسيتهم النزاعة للحزن

وكثرت احزانهم التي تجعلهم يميلون للانتحار و شق انفسهم بما هو حاد حتى ولو لم يكونوا يردون الانتحار

وإيمو شخصية شاعرية نزّاعة لكتابة الشعر وسماعه، يعالج شعرهم ارتباكهم والكآبة والشعور بالوحدة والغضب

الناتج عن عدم قدرة الأشخاص العاديين لفهم مشاعرهم. والقاسم المشترك بين المؤلفين هو الشعور بأن الحياة هي الألم

لكنهم الآن في تطور كبير وأعداد كثيرة وبأعمار مختلفة كبار وصغار ولهم شعارات مختلفة وغريبة جدا و نجدهم ايضاً بالرسوم المتحركــة و كذلك الانمي و المانجــا




http://www.a5baar.com/uploaded/540_1229723260.jpg

صوره لكريبي مسلسل كرتوني يعرض الان على القنوات

كما أنهم يحبون هتلر ويتعاطفون معه جدا ويدعون أن العالم لم يفهم قصده لذا اختار الانتحار

وقد عبثوا بصوره وجعلو له سمات تشابه حركتهم الهوجاء

****

ما هي ثقافة الإيمو ؟

هذه الثقافة يتبعها العديد من المراهقين، في أمريكا الشمالية عادة، كوسيلة للتعبير

عن مشاعرهم، وهي ليست عادة أوظاهرة خطيرة

و انما هي مجرد مرحلة يمر بها المراهق ثم يفيق منها..

هؤلاء أناس طبيعيون جدا وإجتماعيون.. على عكس مايقولهـ الغيـــر

ويعتبرون من أكثر الناس فكاهة، إلا أنهم حساسون أكثر من اللازم ,,

فقد إشتهر عنهم كتابة الأشعار الحزينة منها , و يعيشون حياتهم في حزن دائم

امـــــا البعض منهم ...

يكونون في العادة متشائمين أويضخمون جدا من المشاكل الصغيرة التي تحدث في حياتهم ..

حتى لو كانت بسيطــة ,,

****

كيف يعيشون ؟

يتسكع الإيمو في شوارع المدن الغربية (ليلاً)، بمفرده أو بصحبة أحد أفراد جماعته، بوجه كئيب. غالباً ما تراه باكياً

***

كيف يبدو مظهرهم العام ؟

من مميزات مظهر إيمو أنه يصعب التفريق بين الإيمو الفتاة والإيمو الصبي

فكلهم Emo-kids ولا يفرقون بين الجنسين

يتميزون كذلك باللونين الأسود والزهري، وتخطيط أسود حول العيون، لتظهر كبيرة (كما في أفلام الأنيمي)

الشعر الأسود، الذي ينساب على طرفي الرأس بموديل آسيوي حديث. ومن الخلف غالباً ما يُثبّت في الهواء. وقد يحتوي على خصلات زهرية

http://www.a5baar.com/uploaded/540_1229723335.jpg





***

ماذا يقال عن الايمو ؟

يوجــد من يعتقد ان الايمو تنتمي لعبدة الشياطين ؟!

فهذا غير صحيح اطلاقا انما .. الايمو ليس لهمــ ديانه محددة و اي شي من هذا

فالايمو همــ من يعانون من الإضطرابات أو الميول للانتحار

فشخص يستمع لموسيقى الإيمو، ويلبس ملابس عادية ذات ألوان فاقعة , ويعيش حياة رغيدة

تنطبق عليه صفة إيمو، لأنه يشارك جزءا من هذا الثقافة الثانوية , اذا فهـو منهم

***

صرخة لأبناء وبنات الإسلام

إن الشباب والفراغ والجدة.. ... ..مفسدة للمرء أي مفسدة

ومازال شباب الإسلام يتابع وبشدة أحدث الحركات والتي أبدلها بمسمى الموضات

ونسي الهدف الأساسي الذي خلق من أجله

إلى شباب الإسلام قد رزقكم الله العافية وكمال في خلقته وعقلا يميزكم عن بقية خلقه

ويدان تكتب وعينان تعي ما تقرأ فهل هذا شكر نعمته تعالى عليك

أما جلست يوما تتفكر كيف سيكون حسابك وأنت قد جازيت الشكر بالإساءة ؟

وتذكر أن من تشبه بقوم فهو منهم

ولاتنسون أن ديننا يدعونا للتفاؤل ونبذ التشاؤم

{ قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون }

{ ولا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون }

ومن كان قريب من الله استحالة يصيبه الحزن ابداً

قال تعالى

(إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْـزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
***

كلمة أخيرة للأهل

يجهل بعض الأهل دخول بعض المعتقدات على ابنائه ويظنون انها موضه او ستايل وبينتهي

لكن هي بالواقع اقتحمت افكاره وقلبت احواله وجعلته يبتعد عن عاداته وتقاليده وحتى دينه

فيجب على الاهل معرفة التعامل مع ابنائهم والإقتراب منهم حتى لايقعون بمثل هذه الافكار

والمراهق له معامله خاصه لانه يمر بتكوين شخصيته

وفي بعض الأوقات يشعر ان المجتمع كله يقف ضد رغبته فيتجه الى أشخاص خارج الأسره ويبحث عن الحب

الذي هو طبيعي بهذه المرحله العمريه وهو نتيجة تغيرات جسميه وهرمونيه تثور لديهم مشاعر الحب المفرط

وهنا يأتي دور الأهل بتشبع هذه العاطفه من خلال الكلمات الإيجابيه والتوجيه والجلوس معهم واعطائهم اكبر قدر من الأهتمام

وبتثقيفهم أكثر عن هذه الفئات ومقاصدها وانها مجرد أفكار شيطانيه أبتدعها الغرب ليقع فيها شبابنا

لتبعدهم عن دينهم , وتغرس فيهم روح الكآبه والإضطرابات النفسيه ,حتى تسيطر عليهم روح الحزن وتشجعهم على الإنتحار

***

آلاء
07-07-2009, 10:51 PM
معلومات جديدة مشكور مجنن الجن
بس بعتقد انه السبب الرئيسي للتقليد الأعمى بمجتمعاتنا هو غياب القدوة الصالحة والمثل الأعلى

آلاء
07-10-2009, 10:21 PM
"انزعجت السيدة العربية من وجود كلمة (إيمو) المكتوبة على ذراع ابنتها، وتخيلت أن الاسم لحبيب لها. وهو الأمر الذي أشعل غضبها، وأثار حنقها. لم تكن الكتابة بالقلم، لكنها كانت بآلة حادة خلّفت وراءها جروحاً غائرة وبقايا دماء متخثرة. وبعد شد وجذب وعراك بين الأم وابنتها بينت الفتاة المراهقة أن الإيمو نمط حياة يتبناه المراهقون ويتعايشون معه".
إنه وجه آخر للتعبير عن الذات، والتنفيس عمَّا يعتلج في النفس، وقد يكون للاعتراض على واقع المجتمع، بل إنه للفراغ النفسي والعاطفي والإيماني الذي يشعر به بعض شبابنا وفتياتنا، وهو أيضاً انهزامية.. تقليد أجوف أعمى لكل وافد من الشرق أو الغرب، غزو لعقول شبيبتنا، وأخلاقهم، والتزامهم الشرعي. فإن المراهق يسعى إلى تحقيق ذاته، واستغلال طاقاته، يسعى إلى إقناع من حوله بوجوده، وأهمية احترام مشاعره وتفكيره، بل إنه يبتكر وسائل متعدِّدة يؤكِّدُ فيها استقلاليته، فيصطدِمُ أحياناً بشيء من الضوابط الشرعية، والعادات الاجتماعية، ليبدأ بعضهم في الانسحاب شيئاً فشيئاً، ناقماً على والديه، أو على مجتمعه، مردّداً أنهم لا يفهمونني، لا يشعرون بي، فيجد في الوحدة والعُزلة سبيله الأمثل للهروب من هذا الاصطدام.
ثم تأتي المرحلة الثانية؛ وهي حاجته إلى الانتماء، فيبدأ البحث عمَّن يتوافق معه، عَمَّن يؤكد صِحَّة مساره، عَمَّن يُشعره بالدفء الجماعي، واستقلالية الفِكر والمظهر، فتكون (الإيمو) مرتعاً خِصْباً لتحقيق ما يريد دون قيود.
إننا أمام مسارين فيمن هذا شأنه:
الأول: يأخذ هذه التصرفات أو بعضها نوع تجديد في لباسه، أو إعجاب بها، أو متابعة (للموضة)، أو تقليد لشخصية هنا أو هناك، أو لِلَفْت الانتباه. دون أن يكون لها تأثير آخر على سلوكه أو أفكاره أو معتقده. تقول أ.ف: (أنا أمووووت على هالستايل، لو تفتح دولابي تلاقي أغلب ملابسي مثل "ستايلهم" تقريباً).
و ع.ع تقول: (ما المانع أن أرتدي ما يعجبني من ملابس حتى لو اعترض أهلي عليها؛ إن لهم حياتهم الخاصة، وأنا لي حياتي الخاصة!! لماذا يصرون علي أني دائماً مخطئة?! وماذا في تلك الملابس التي أرتديها?! ولمن تعرضها محلات الملابس إن لم نرتدها نحن الشباب والفتيات?).
أما أ.ع فيقول: (ما المانع أن يكون الشباب مواكباً لعصره، وأن يكون «ستايل»?! فالشباب بطبعه متمرد لا يريد أن يحكمه أحد، وإن لم يكن الشاب كذلك فأعتقد أنه يعاني مرضاً نفسياً. كل جيل قديم لا يعجبه الجيل الجديد، وهكذا تسير الدنيا ونحن كذلك إذا أصبحنا آباء فسوف نعترض على ما يفعله أبناؤنا).
هذه النماذج أخذت من هذه المجموعة مظهرها الخارجي فقط، لكن الخشية أن تجذبهم إلى ما لا تُحمد عقباه. مع ما قد يرد عليها من محاذير شرعية؛ مثل تشبه الرجال بالنساء، والعكس كذلك، أو التشبه بزي الكافرين.
الثاني: يأخذ هذه التصرفات نمط حياة، انتماء فِكري ووجداني لهذه المجموعة، التي بدأت في أمريكا الشمالية، منتصف الثمانينيات تقريباً، ومرت بمراحل عديدة، معظم أفرادها من المراهقين الذين لا تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة، لهم معيشتهم ولباسهم الخاص، ترى الكآبة تلوح على محياهم، والحزن يأخذهم في كل اتجاه، عاطفيون، وعلى درجة كبيرة من الحساسية المفرطة، يرون ألاّ أحد يشعر بهم، أو يُقَدِّرهم، أو يتفهَّم حاجاتهم؛ إلاّ من كان على فِكرهم، وأنهم تعرّضوا إلى ظلم كبير، وعاشوا في حرمان عظيم، فهم منبوذون من المجتمع، تراهم مكسوري القلب، لا تكاد تُفرِّق بين ذكورهم وإناثهم، لباسهم (الجينز) والقميص الضيّق، ملابسهم قاتمة الألوان، يضعون لفافاً قاتماً أيضاً حول الرسغ والرقبة، يلبسون كثيراً من الأساور، ويضعون الكحل بكميات كبيرة حول العين، والنظارة ذات الأطراف العريضة السوداء، ويبقى الشعر منسدلاً على العينين والجبهة، مع الاهتمام بموسيقى الروك، وبعض المقاطع الموسيقية الحزينة، أو مقاطع الشِّعر التي تَصِفُ انهيار الحب مع المحبوب، وأن الدنيا لا قيمة لها، وأن الحياة ألم لا أمل فيها ولا سعادة. ولهم شعارات يقتنونها، ويعلقونها على ملابسهم، منها: الهياكل العظمية، والجماجم، والصلبان، وشعارات فرق الروك الموسيقية.
تقول ك.ل: (الإيمو يجرحون أنفسهم، وينتمون لبعض، ويكون لهم "ستايلهم" الخاص؛ لأنه لا أحد يشعر بهم، أو يهتم بهم، إلاّ من عاش تجربتهم، فلا أحد يعلم عن الأحداث التي حصلت لنا، ولا أحد يعلم قدر الحرمان الذي عانيناه، أو الظلم الذي وقع علينا).
وتقول ب.خ: (هناك من يقعون في مشاكل كبيرة، لا يستطيعون التفكير بصورة صحيحة، عقولهم تتوقف، فَيُؤلمون أنفسهم، لكي ينسوا آلام الناس).
لا شك أنها التفاتة في مطلع مرحلة المراهقة، تُنعشها الضغوط والمشكلات، يفيق المراهق بعدها مدركاً ما فيها من سلبية وقنوط، فصاحبها يكون في فورة انفعالاته عند التحاقه بها، ثم لا يلبث أن تنقشع الغشاوة عن ناظريه، ليرى الحقيقة صافية كالشمس؛ فبعد السابعة عشرة يتخلَّى عن هذه الجماعة، لأنها ليست الملجأ الآمن، فهي لا تتناسب إطلاقاً مع مرحلة الرشد.
ولعلَّ مجمل أسباب انتشارها في عالمنا العربي، والخليجي على وجه الخصوص، التعامل السلبي مع المراهق، ذكراً كان أو أنثى؛ فهو مرهف الإحساس، يميل إلى التقليد، عنده تضخيم انفعالي كبير، وهذه الأفكار هي متنفسه حين لا يجد ملاذاً آمناً؛ فإن هذا التعامل –ولاشك- يُفرز أعراضاً وأمراضاً في مجتمعنا، ومنها انتماؤه لمثل هذه التيارات المنحرفة، في ظل القنوات الفضائية، ووسائل الاتصالات المتعددة؛ إذ أصبح العالم على اتساعه، واختلاف عاداته وتقاليده، قرية صغيرة، تنتشر فيها ما أفرزه الغرب أو الشرق من حضارات، أو مفاهيم، أو قيم، أو أفكار.
وأما تفصيل هذه الأسباب، فهو:
1- جهل الأسرة بالأساليب الصحيحة في التعامل مع أولادها المراهقين، وعدم إدراك متطلَّبات هذه المرحلة العمرية الهامة؛ ومن ذلك: (الاستماع له، القيام باحتياجاته، الثقة به، مشاركته في اهتماماته مع التوجيه برفق عند الحاجة، واصطحابه إلى الجلسات العائلية الترفيهية المناسبة).
2- الانفتاح بلا انضباط ولا توجيه على ثقافات المجتمعات المتحرِّرة، من خلال القنوات الفضائية، والعمالة الوافدة، والشبكة العنكبوتية، والمجلات السيّارة.
3- قِلَّة القدوات الناصحة المحبوبة، التي تحتوي الشاب أو الفتاة، وتتعاون معهم في تنفيس مشاعرهم المحبطة، وتوجِّههم الوجهة السليمة، وتُشعرهم بأدوارهم الإيجابية في مجتمعاتهم الأسرية والوطنية.
4- نُدرة المحاضن المأمونة التي تستوعب المراهقين من الجنسين، وتُتيح لهم تحقيق ذواتهم، وتفريغ طاقاتهم.
5- عدم وضوح الهدف الأساس الذي خُلقنا لأجله، ودور الشيطان في حياتنا، (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ). [فاطر:6].
6- عدم ملائمة الخطاب التوجيهي مع متطلبات مرحلة المراهق العمرية، ووسائل تفكيره، ونوافذ المعرفة التي بين يديه.
ولهذا الفكر خطورته على المجتمع، يُلحظ من اعتماد هذه الفئة على وقودٍ من الحزن والاكتئاب، تُعبِّر عنه ببكاء شديد، وانطواء، وانعزال عن المجتمع المحيط، مع تضخيم المشاكل الصغيرة التي تحدث في حياتهم، وجرح الجسم بأي آله حادَّة، وتفكير في إنهاء حياتهم بالانتحار، مع عدم تحمّل أي ضغوط أو أزمات، ورفض توجيهات الوالدين، أو الإخوة الكبار.
هذه السلوكيات لم تَعُد فردية، بل لقد تحولت إلى جماعات تستقطب المراهقين والمراهقات، وتُلحقهم بمواقع على الإنترنت خاصة، وتُنَظِّم لهم لقاءات واحتفالات، بل ولهم دُعاة في مجتمعات عديدة. انتشرت فكرتهم في الجامعات ومدارس البنات على الخصوص.
إن فِكراً كهذا ينتشر في أوساط عِماد الأمة وآمال نهضتها، لا شك سينعكِسُ سلباً على مجتمعاتها. فالخمول، والضعف، والتفرُّق، والانبهار بالغرب، وضعف الإيمان بالله، والثقة به؛ ستكون علامة فارقة في مُخرجات هذه الأمة، وهذا المجتمع.
ولذا ينبغي علينا جميعاً تَفَهُّم أنَّ هذه السلوكيات لدى بعض أولادنا، عَرَضٌ وليست مرضاً، نحتاج معها إلى النظر في أسباب هذا الواقع، إلى البحث عن أساس هذا التوجُّه، إلى إغلاق المنافذ المنحرفة عن أفكار فلذات أكبادنا، إلى التعامل مع هذه الفئة العمرية، من (12 – 18) سنة، باللين وتفهم حاجاته النفسية، وإشباعه بالعاطفة الأسرية، والاستماع له، والتزام آداب الحوار الناجح معه، وإحاطته بالأمان النفسي، مع توجيهه بالحسنى عند خطئه، وتحفيزه عند إنجازه، وتنمية مهاراته، وإشغاله بما يُحقق ذاته؛ كل ذلك سبب رئيس لغلق منافذ الغزو الفكري، وتقليده الأعمى لتفاهات الشرق والغرب.
ثم أقول لأبنائي وبناتي، لكل من أُعجب بهذا المظهر أو المنهج، لكل من زاحمته الهموم والغموم والأحزان، ما يلي:
1- يقول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً). [النحل: 97]. إن العيش في ظلال الإيمان هو الظل الظليل، والحصن المنيع لهذا الغزو البغيض؛ فقد أثبت الطب النفسي الحديث أن من يعيش مؤمناً بالله، ملتزماً هدي نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وشرائعه، يعيش بنفس مطمئنة هانئة مستبشرة منتجة، ويكون في أمان وحرز من حالات الاكتئاب النفسي، والانطواء.
2- كنْ سعيداً، فإنَّ السعادة قَدَرُ كل مسلم، يكفيه قوله صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ". وقوله صلى الله عليه وسلم: "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلاَ نَصَبٍ وَلاَ سَقَمٍ وَلاَ حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ". رواهما مسلم رحمه الله.
ثم إن اليأس والإحباط والقلق والاكتئاب، وأمراض الصداع واللوعة والسرطان والتجلطات، والمشاكل الأسرية، والاضطراب في الحياة، والخاتمة السيئة، هي الاحتمال المتعيِّن لمن لم يَسْعَد بالرضا بقضاء الله وقَدره.
3- الإسقاطات ورمي الآخرين بالتسبُّب فيما نحن فيه من ضيق، راحة لأنفسنا أحياناً، لكنها راحة مؤقَّتة، لا تُغير في واقعنا شيئاً، ولا تُصلح أحوالنا، ولا ترتقي بأنفسنا إلى مصافّ الناجحين. لا بد من أن نتحمَّل مسؤولية ما نحن فيه، مِنْ طَرق أبواب السعادة والنجاح والحياة. إنها مهارات وخطوات نحتاج أن نُمرِّس أنفسنا عليها، لنصل بأنفسنا ومجتمعنا إلى بر الأمان.
4- لا تنس أنَّك نِتاج فكرك، والأفكار التي تَرِدُ إلينا دون تمحيص، تُنشِئ سلوكاً، والسلوك يتحول إلى عادة ومنهج يُعَبِّر عن ذواتنا. أعدْ دراسة المؤثرات في تفكيرك: أصحابك، مواقع الإنترنت، والقنوات الفضائية، والمجلات؛ هل تراها تُحَقِّق لك السعادة الحقيقية؟! هل تضمنُ لك جَنَّة عرضها السموات والأرض؟! هل تُشعرك بالدفء الأسري والري العاطفي!؟ هل تجد نفسك ناجحاً منتجاً؟!
5- لا تنظر بعيداً، أعد قراءة ما حولك، ستجد تيار الحب والحميمية بين يديك. إنَّكَ غالٍ على أهلك ومجتمعك ووطنك وأمتك، أنتَ غالٍ علينا جميعاً، لِتُشَكِّل معنا صورة الأسرة الواحدة التي أشار إليها نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". متفق عليه.
6- هناك ضوابط وجَّهنا إليها شرعنا الكريم في أي لباس ترتديه الفتاة، منها: أن يكون فضفاضاً لا يصف مفاتن المرأة، وغليظاً لا يشفّ عن بشرتها، ذلك أن الملابس الشفَّافة التي تَصِفُ البشرة، والملابس الضيقة التي تُبدي تقاطيع خلْقها، ومفاتنها تزيد المرأة تبرّجاً، وزينة، وفتنة؛ فهي كاسية ظاهراً، عارية في الحقيقة. وألاّ يكون شبيهاً للباس الرجال، وليسَ شبيهاً للباس الكفرة، وأهل الفسوق. وليس لباس شهرة، هو ما يتميز به الإنسان، ويشتهر به، ويخرج به عن عادة مجتمعه.
7- اتخاذ السلاسل للتجمل بها "للرجال" محرَّم؛ لأنَّ ذلك من شيم النساء، وهو تشبه بالمرأة، وقد لَعَنَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- المُتَشَبِّهِين من الرجال بالنساء، ويزداد تحريماً وإثماً إذا كان من الذهب؛ فإنه حرام على الرجل من الوجهين: من جهة أنه ذهب، ومن جهة أنه تشبه بالمرأة، ويزداد قبحاً إذا كان فيه صورة حيوان أو ملك، وأعظم من ذلك وأخبث إذا كان فيه صليب؛ فإن هذا حرام حتى على المرأة أن تلبس حلياً فيه صورة؛ سواء كانت صورة إنسان، أو حيوان، طائر أو غير طائر، أو كان فيه صورة صليب، وهذا - أعني لبس ما فيه صور - حرام على الرجال والنساء، فلا يجوز لأي منهما أن يلبس ما فيه صورة حيوان أو صورة صليب.
(الشيخ ابن عثيمين: فتوى رقم 1290).
8- ظهور هذه التيارات في الغرب هو إفراز طبعي لما يعانونه من خواء روحي وتفكك اجتماعي، فمن شابههم في نتيجة لم يتلبس بأسبابها فهو إلى محض التقليد الأعمى أقرب منه إلى المخطئ في البحث عن حل.

مجننهم
07-10-2009, 11:18 PM
شكرا الاء للدعم بالمعلومات ...........