فـــراشـــة شـــوق
02-19-2010, 11:07 PM
]الأتمتة الإمتحانية هزال علمي في ثياب أكاديمية *
الأتمته كنظام قياسي تتناقض مع الهدف الأساسي للعملية التعليمية من حيث خلق الذخيرة المعلوماتية والعلمية الكافية لتخريج جيل قادر على اثبات موجودية في سوق العمل و الدراسات العليا. و يتيح النظام المؤتمت الفرصة لممارسة لعبة "التخمين و الحظ كما تقول الدكتورة سلوى الحلو من قسم اللغة العربية في جامعة حلب.وتضيف في المرحلة الثانوية يتعلم الطالب صياغة الأسلوب و في المرحلة الجامعية نلغي هذه العملية و نعيد الطالب الى الخلف هذا حرام ".
إن عملية الاتمتة تجعل من المتعذر قياس الكفاءات العلمية و تحرم الطلبة المتميزين من ابراز مقدراتهم الابداعية و المعلوماتية في كافة الاختصاصات لأن الإجابة تكون محصورة بمعلومة محددة و هذا مايؤدي الى إضعاف سويتهم العلمية كما يقول الدكتور غسان مرتضى عميد كلية الآداب في جامعة البعث.
كتب الدكتور مرتضى في اجابته على أسئلة حول الأتمته نشرتها صحيفة العروبة بتاريخ 18/6/2009 قائلاً: "لقد أفضت تجربة الأتمتة إلى انخفاض ملحوظ في المستوى العلمي للطلاب ولا سيما أولئك الذين تخرجوا في كليات أفرطت في استخدام هذا الأسلوب، فالطالب لم يعد قادراً على الكتابة بلغة سليمة أو مقبولة ولم يعد قادراً على التعبير كتابياً عن أفكاره، وأصبح يرتكب عند الكتابة أخطاء لغوية ونحوية وإملائية لا يجوز السكوت عنها،
و فيما قبلت بعض الكليات تطبيق الأتمتة و تبنت التجربة متغاضية عن نتائجها فقط رفضتها أقسام أخرى جملةً و تفصيلاً كما تقول الدكتورة عبير زهرة من قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين و التي شغلت منصب رئيسة قسم و لسنوات عدة. أكدت الدكتورة زهرة رفض القسم لمبدأ الأتمتة من أصله لأنه من المستحيل أتمتة بعض المواد
إن نظام الأسئلة المؤتمتة و التصحيح الآلي من وجهة نظر الطلاب مفيدة للطالب والدكتور وأنَ نظام الأتمتة يريح الطالب من عناء الحفظ والبصم ... والأتمتة أسرع في اصدار النتائج التي تأتي عادلة ودقيقة ... فيأخذ الطالب العلامة التي يستحقها بعيداً عن مزاجية أساتذة الجامعة أو ميولهم، و... بالتالي (هي) مفيدة للطالب والدكتور معاً لأنها توفر لهم الكثير من الوقت والجهد.
إن نظام الأسئلة المؤتمتة يُحرم الطالب من الاستنتاج الفكري المنطقي و يركز على نقاط صغيرة هامشية تتناسب و أسلوب الأتمتة.
الملاحظ أن مايهم معظم الطلبة هو التخلص من عناء الدراسة بغض النظر عن النتائج المستقبلة وعما يعنيه انعدام الكفاءة العلمية في سوق العمل و الدراسات العليا. كما أن عمليات الغش الامتحاني تزداد بنسب كبيرة لسهولة النقل و التي يعتمد فيه الطلاب على اشارات لتناقل الخيار الصحيح هذا ان لم نقل يتم تبادل أوراق الإمتحان فيما بينهم.
و بالطبع فإن الأتمتة مريحة من حيث التصحيح للمدرس الجامعي و لكن و كما أكد الكثير ممن يطبقونها على أنهم يرفضون هذه العملية مضموناً ويلجؤون إليها كمهرب من مشاكل تصحيح الدفاتر الإمتحانية في ظل انعدام الحوافز المالية لقاء التصحيح اليدوي. و تأكيداً لهذا الأمر فإننا نجد نفس المدرس يؤتمت مواداً تدرَس في التعليم الحكومي و لايؤمت ذات المواد في التعليم المفتوح لانه يتقاضى أجوراً على التصحيح!!.(والله أعلم)
يقول الدكتور سليمان الأحمد الأستاذ في قسم اللغة الانكليزية في جامعة دمشق" قدمت استقالتي احتجاجا على الأتمتة و للغرابة قبلت في زمن قياسي.
و يضيف قائلاً "الأتمتة جريمة و تخريب علمي لم أرغب بالمشاركة بها. نحن في كلية الآداب كنا نخرج أساتذة و الآن أصبحنا نخرج طلاباً تذهب إلى المعاهد لتتعلم مهارات اللغة.
من الملاحظ أن بعض المدرسين و نتيجة عدم معرفتهم بآلية وضع الأسئلة المؤتمتة يعمدون الى المبالغة في الصعوبة فتتدنى نسبة النجاح و آخرون يبالغون في الايضاح فترتفع نسبة النجاح الى مافوق 90 بالمئة
يوضح الدكتور سليمان الأحمد أن أموراً في غاية الأهمية تجري وراء الكواليس حين ترتفع أو تنخفض نسبة النجاح في المادة المؤتمتة. يقول الدكتور الأحمد "إن النتائج لاتعلن قبل طبخها.
فمثلاً إذا كانت النسبة مرتفعة فيعمد مدرس المقرر مع معنيين في الكلية الى حذف السؤال الذي أجاب عليه أكثر الطلاب فتنخفض نسبة النجاح. بينما اذا كانت النسبة منخفضة فيتم حذف السؤال الصعب أو التمييزي الذي أجابت عليه نخبة الطلاب لترتفع النسبة!! و برأيي هذه جريمة بحق الطلاب و العلم بكل معنى الكلمة".
و لعل الغبن يقع حين لاتطبق الاتمتة في أحد أقسام جامعات القطر كما هو الحال في قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين و ينال الطلبة معدلات قد لاتتجاوز في كثير من الأحيان حاجز 70% بينما نظراؤهم في جامعة دمشق و الجامعات الأخرى ذات الامتحانات المؤتمتة يحصلون على معدلات أعلى من ذلك بكثير و يتقدمون للمعيدية و تكون لهم الأحقية. لذلك فان الغاء الأتمتة في جامعة واحدة كما هو مقترح الآن في جامعة دمشق يجب أن يكون متبوعاً بتطبيق ذات القرار على كافة الأقسام في جامعات القطر و في ذلك تحقيق للعدالة العلمية و لمبدأ تكافؤ الفرص.
في النهاية يمكننا القول إن نظام الأتمتة نظام قياسي فاشل بامتياز و هو وجد لأسباب تقنية و ليس لأسباب علمية.
بقلم الدكتورة ناهد غزول : مدرسة لغة إنكليزية في علوم " اللغويات " بجامعة حلب .
أكيد ما عجبكن المقال
_________________
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }
الدكتور محمد نهار المزعل الدكتورة سلوى الوفائي
الأتمته كنظام قياسي تتناقض مع الهدف الأساسي للعملية التعليمية من حيث خلق الذخيرة المعلوماتية والعلمية الكافية لتخريج جيل قادر على اثبات موجودية في سوق العمل و الدراسات العليا. و يتيح النظام المؤتمت الفرصة لممارسة لعبة "التخمين و الحظ كما تقول الدكتورة سلوى الحلو من قسم اللغة العربية في جامعة حلب.وتضيف في المرحلة الثانوية يتعلم الطالب صياغة الأسلوب و في المرحلة الجامعية نلغي هذه العملية و نعيد الطالب الى الخلف هذا حرام ".
إن عملية الاتمتة تجعل من المتعذر قياس الكفاءات العلمية و تحرم الطلبة المتميزين من ابراز مقدراتهم الابداعية و المعلوماتية في كافة الاختصاصات لأن الإجابة تكون محصورة بمعلومة محددة و هذا مايؤدي الى إضعاف سويتهم العلمية كما يقول الدكتور غسان مرتضى عميد كلية الآداب في جامعة البعث.
كتب الدكتور مرتضى في اجابته على أسئلة حول الأتمته نشرتها صحيفة العروبة بتاريخ 18/6/2009 قائلاً: "لقد أفضت تجربة الأتمتة إلى انخفاض ملحوظ في المستوى العلمي للطلاب ولا سيما أولئك الذين تخرجوا في كليات أفرطت في استخدام هذا الأسلوب، فالطالب لم يعد قادراً على الكتابة بلغة سليمة أو مقبولة ولم يعد قادراً على التعبير كتابياً عن أفكاره، وأصبح يرتكب عند الكتابة أخطاء لغوية ونحوية وإملائية لا يجوز السكوت عنها،
و فيما قبلت بعض الكليات تطبيق الأتمتة و تبنت التجربة متغاضية عن نتائجها فقط رفضتها أقسام أخرى جملةً و تفصيلاً كما تقول الدكتورة عبير زهرة من قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين و التي شغلت منصب رئيسة قسم و لسنوات عدة. أكدت الدكتورة زهرة رفض القسم لمبدأ الأتمتة من أصله لأنه من المستحيل أتمتة بعض المواد
إن نظام الأسئلة المؤتمتة و التصحيح الآلي من وجهة نظر الطلاب مفيدة للطالب والدكتور وأنَ نظام الأتمتة يريح الطالب من عناء الحفظ والبصم ... والأتمتة أسرع في اصدار النتائج التي تأتي عادلة ودقيقة ... فيأخذ الطالب العلامة التي يستحقها بعيداً عن مزاجية أساتذة الجامعة أو ميولهم، و... بالتالي (هي) مفيدة للطالب والدكتور معاً لأنها توفر لهم الكثير من الوقت والجهد.
إن نظام الأسئلة المؤتمتة يُحرم الطالب من الاستنتاج الفكري المنطقي و يركز على نقاط صغيرة هامشية تتناسب و أسلوب الأتمتة.
الملاحظ أن مايهم معظم الطلبة هو التخلص من عناء الدراسة بغض النظر عن النتائج المستقبلة وعما يعنيه انعدام الكفاءة العلمية في سوق العمل و الدراسات العليا. كما أن عمليات الغش الامتحاني تزداد بنسب كبيرة لسهولة النقل و التي يعتمد فيه الطلاب على اشارات لتناقل الخيار الصحيح هذا ان لم نقل يتم تبادل أوراق الإمتحان فيما بينهم.
و بالطبع فإن الأتمتة مريحة من حيث التصحيح للمدرس الجامعي و لكن و كما أكد الكثير ممن يطبقونها على أنهم يرفضون هذه العملية مضموناً ويلجؤون إليها كمهرب من مشاكل تصحيح الدفاتر الإمتحانية في ظل انعدام الحوافز المالية لقاء التصحيح اليدوي. و تأكيداً لهذا الأمر فإننا نجد نفس المدرس يؤتمت مواداً تدرَس في التعليم الحكومي و لايؤمت ذات المواد في التعليم المفتوح لانه يتقاضى أجوراً على التصحيح!!.(والله أعلم)
يقول الدكتور سليمان الأحمد الأستاذ في قسم اللغة الانكليزية في جامعة دمشق" قدمت استقالتي احتجاجا على الأتمتة و للغرابة قبلت في زمن قياسي.
و يضيف قائلاً "الأتمتة جريمة و تخريب علمي لم أرغب بالمشاركة بها. نحن في كلية الآداب كنا نخرج أساتذة و الآن أصبحنا نخرج طلاباً تذهب إلى المعاهد لتتعلم مهارات اللغة.
من الملاحظ أن بعض المدرسين و نتيجة عدم معرفتهم بآلية وضع الأسئلة المؤتمتة يعمدون الى المبالغة في الصعوبة فتتدنى نسبة النجاح و آخرون يبالغون في الايضاح فترتفع نسبة النجاح الى مافوق 90 بالمئة
يوضح الدكتور سليمان الأحمد أن أموراً في غاية الأهمية تجري وراء الكواليس حين ترتفع أو تنخفض نسبة النجاح في المادة المؤتمتة. يقول الدكتور الأحمد "إن النتائج لاتعلن قبل طبخها.
فمثلاً إذا كانت النسبة مرتفعة فيعمد مدرس المقرر مع معنيين في الكلية الى حذف السؤال الذي أجاب عليه أكثر الطلاب فتنخفض نسبة النجاح. بينما اذا كانت النسبة منخفضة فيتم حذف السؤال الصعب أو التمييزي الذي أجابت عليه نخبة الطلاب لترتفع النسبة!! و برأيي هذه جريمة بحق الطلاب و العلم بكل معنى الكلمة".
و لعل الغبن يقع حين لاتطبق الاتمتة في أحد أقسام جامعات القطر كما هو الحال في قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين و ينال الطلبة معدلات قد لاتتجاوز في كثير من الأحيان حاجز 70% بينما نظراؤهم في جامعة دمشق و الجامعات الأخرى ذات الامتحانات المؤتمتة يحصلون على معدلات أعلى من ذلك بكثير و يتقدمون للمعيدية و تكون لهم الأحقية. لذلك فان الغاء الأتمتة في جامعة واحدة كما هو مقترح الآن في جامعة دمشق يجب أن يكون متبوعاً بتطبيق ذات القرار على كافة الأقسام في جامعات القطر و في ذلك تحقيق للعدالة العلمية و لمبدأ تكافؤ الفرص.
في النهاية يمكننا القول إن نظام الأتمتة نظام قياسي فاشل بامتياز و هو وجد لأسباب تقنية و ليس لأسباب علمية.
بقلم الدكتورة ناهد غزول : مدرسة لغة إنكليزية في علوم " اللغويات " بجامعة حلب .
أكيد ما عجبكن المقال
_________________
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }
الدكتور محمد نهار المزعل الدكتورة سلوى الوفائي