نسرسوريا
09-20-2007, 11:48 PM
علوم ... مستقبل استكشاف الفضاء يحتاج إلى عقول البشر باتفاق معظم الخبراء والعلماء في مجال الفضاء في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المنافسة في هذا المضمار تعتبر المرحلة الحالية فترة ذهبية وممتعة على صعيد استكشاف الفضاء لانها تتميز بالانجاز والعمل الدؤوب. وتقوم وكالة أبحاث الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا” حالياً بتشغيل ومتابعة أكثر من خمسين مركبة أو طائرة فضائية تعمل بالانسان الآلي “الروبوت” في اطار الدراسات والأبحاث العلمية المستمرة حول الارض والمجموعة الشمسية وما وراءها.
هناك أكثر من 40 رحلة ومهمة فضائية قيد التخطيط والتنفيذ لدى “ناسا”، في حين تواصل وكالات الفضاء في أوروبا وروسيا واليابان والهند والصين جهودها الحثيثة لتطوير برامجها وبناء سفن ومركبات فضائية غير مأهولة تعمل بالروبوت لتشكل هذه الوكالات مع “ناسا” اسطولاً كبيراً وقوياً قادراً على ضمان تدفق نهر من المعلومات والبيانات العلمية لاغراض البحث والدراسات في هذا الميدان. ومما يعزز مصداقية هذا السيل المتدفق من المعلومات هو أنه متعدد المصادر. ومخطئ من يظن أن عمليات استكشاف الفضاء من خلال المركبات غير المأهولة التي تعمل بالروبوت أفضل من إرسال بعثات رواد من البشر أو تغني عنها لأنه لا يمكن الاستغناء عن جهود الانسان وما يتميز به باعتراف العلماء الذين يقولون إن الجهود البشرية لها أهميتها الخاصة والمتزايدة في القرن الحادي والعشرين.
ورغم ان الرحلات الفضائية المأهولة أكبر تكلفة وأكثر خطورة من مركبات الروبوت إلا أنها أساسية لاستمرار عمليات استكشاف الفضاء ونجاحها. والسبب أن اكتشاف الفضاء مغامرة بشرية يسعى اليها الانسان للحصول على المديح والشهرة والمجد، فالرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي اكد التزام الولايات المتحدة بارسال رواد الفضاء الى القمر حتى يتحدث بكل فخر عن قوة القيم والمبادئ الأمريكية في الديمقراطية والحرية وليس من أجل العلم وتقدمه. وإحدى نتائج هبوط الإنسان على سطح القمر كان التوصل إلى جمع معلومات جديدة وفيرة وتحليلها بما يساعد في فهم علمي أفضل للقمر وتضاريسه وتربته وأصله ومسيرة نشأته. وما هو أكثر أهمية من ذلك ان برنامج “أبوللو” لاستكشاف القمر أسهم في توفير جيل حيوي وفاعل من الباحثين والمهندسين والفنيين المؤهلين والمدربين جيداً نجح في تحقيق اختراقات وإنجازات كبيرة مهدت الطريق لبدء إطلاق المهمات الفضائية غير المأهولة وأحدثها المركبات الآلية التي تعمل بالروبوت وما صاحب كل هذا من تقدم تكنولوجي. وفي اعتقاد كثير من الباحثين، كان إنهاء برنامج “أبوللو” قبل موعده خطأ واضحاً، حيث تبين لاحقاً أن استراتيجية “ناسا” لاستكشاف الفضاء بواسطة الانسان والرحلات المأهولة ركزت كثيراً على رحلات المكوك والمحطات الفضائية المدارية ولم يكن فيها الكثير من الاثارة والتجديد وتخللتها أخطاء مأساوية مثل انفجار المكوك “تشانجر” ومصرع جميع افراد طاقمه. وقد يشير النجاح الذي سجلته حتى الآن المركبات التي تم ارسالها إلى المريخ والمسبار “كاسيني” الذي تم ارساله الى كوكب زحل وغيرها من المهمات الآلية من خلال مركبات الروبوت إلى فاعلية عمليات الاستطلاع والاستكشاف لكن الوضع العام مازال يفتقر الى الثبات والاستقرار. وما ظهر بعد وقف برنامج “أبوللو” من قلة اهتمام ببرامج استكشاف الفضاء ينعكس حالياً بوضوح في مناقشات مسؤولي “ناسا” ومداولاتهم حول الميزانية والخطط وأجواء التشاؤم العام السائدة حول مستقبل الوكالة، سواء على المستوى العام للشعب الأمريكي أو في قطاع الفضاء. ويدفعنا ذلك الى القول، إن تحقيق إنجازات وانتصارات جديدة في برنامج المركبات الفضائية العاملة بالإنسان الآلي سيكون ممكناً فقط في حال استعادة الاهتمام السياسي والشعبي من خلال وضع برامج جديدة حيوية وفاعلة ومثيرة للرحلات الفضائية المأهولة من خلال رواد الفضاء. وبالاضافة الى ذلك فإن المرحلة المقبلة من برامج استكشاف الفضاء ستكشف مدى الاحتياج للأدمغة والخبرات والإبداعات البشرية لأن المركبات غير المأهولة أدت ما عليها من توفير سيل غزير من المعلومات والبيانات عن مواصفات وقياسات النجوم والكواكب البعيدة، وكل هذا يحتاج الى عقول وخبرات بشرية لتحليل هذه البيانات والمعلومات والربط بين نتائجها للوصول الى القرارات والاحكام والنظريات العلمية وذلك مع الأخذ في الحسبان التعلم من خبرات الآخرين وتجاربهم في الدول الأخرى. ويمكن القول انه تم قطع شوط لا بأس به من التقدم على طريق التعاون الدولي في تبادل الخبرات والمعلومات في مجال الفضاء خلال العقدين الأخيرين. وما لا شك فيه أن النجاح في القيام بعمليات استكشاف جديدة في الفضاء يحتاج إلى تلك التوليفه من العلم والمنطق والخبرة والتجربة والموهبة والخطط والبرامج المحددة ذات المضمون لأن دماغ الانسان الآلي سيختلف كثيراً عن مواكبة عناصر هذه التوليفة.
وفي بداية برامج استكشاف الفضاء في خمسينات وستينات القرن الماضي تم تحقيق إنجازات جيدة من خلال المركبات الآلية غير المأهولة ساعدت في تمهيد الطريق أمام اكتشافات مثيرة وكبيرة ولكننا ندخل عصراً جديداً في مجال اكتشاف الفضاء يتطلب منا أبحاثاً علمية أكثر دقة لما هو أبعد وأعمق من القشرة الأرضية أو الكواكب الأخرى والغوص عميقاً في تحليل ودراسة الصخور والتربة والغازات للعوالم والكواكب الأخرى حتى نتمكن من بلورة تاريخ غني ودقيق لنظام مجموعتنا الشمسية. وهذا التاريخ العلمي يحتاج بلا شك إلى عقول وخبرات بشرية وفي مقدمتها رواد للفضاء يتمتعون بالشجاعة والمبادرة والإبداع والجسارة على الاقتحام والذهاب بعيداً إلى آفاق وأماكن لا يستطيع أي “روبوت” أن يأخذنا إليها
هناك أكثر من 40 رحلة ومهمة فضائية قيد التخطيط والتنفيذ لدى “ناسا”، في حين تواصل وكالات الفضاء في أوروبا وروسيا واليابان والهند والصين جهودها الحثيثة لتطوير برامجها وبناء سفن ومركبات فضائية غير مأهولة تعمل بالروبوت لتشكل هذه الوكالات مع “ناسا” اسطولاً كبيراً وقوياً قادراً على ضمان تدفق نهر من المعلومات والبيانات العلمية لاغراض البحث والدراسات في هذا الميدان. ومما يعزز مصداقية هذا السيل المتدفق من المعلومات هو أنه متعدد المصادر. ومخطئ من يظن أن عمليات استكشاف الفضاء من خلال المركبات غير المأهولة التي تعمل بالروبوت أفضل من إرسال بعثات رواد من البشر أو تغني عنها لأنه لا يمكن الاستغناء عن جهود الانسان وما يتميز به باعتراف العلماء الذين يقولون إن الجهود البشرية لها أهميتها الخاصة والمتزايدة في القرن الحادي والعشرين.
ورغم ان الرحلات الفضائية المأهولة أكبر تكلفة وأكثر خطورة من مركبات الروبوت إلا أنها أساسية لاستمرار عمليات استكشاف الفضاء ونجاحها. والسبب أن اكتشاف الفضاء مغامرة بشرية يسعى اليها الانسان للحصول على المديح والشهرة والمجد، فالرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي اكد التزام الولايات المتحدة بارسال رواد الفضاء الى القمر حتى يتحدث بكل فخر عن قوة القيم والمبادئ الأمريكية في الديمقراطية والحرية وليس من أجل العلم وتقدمه. وإحدى نتائج هبوط الإنسان على سطح القمر كان التوصل إلى جمع معلومات جديدة وفيرة وتحليلها بما يساعد في فهم علمي أفضل للقمر وتضاريسه وتربته وأصله ومسيرة نشأته. وما هو أكثر أهمية من ذلك ان برنامج “أبوللو” لاستكشاف القمر أسهم في توفير جيل حيوي وفاعل من الباحثين والمهندسين والفنيين المؤهلين والمدربين جيداً نجح في تحقيق اختراقات وإنجازات كبيرة مهدت الطريق لبدء إطلاق المهمات الفضائية غير المأهولة وأحدثها المركبات الآلية التي تعمل بالروبوت وما صاحب كل هذا من تقدم تكنولوجي. وفي اعتقاد كثير من الباحثين، كان إنهاء برنامج “أبوللو” قبل موعده خطأ واضحاً، حيث تبين لاحقاً أن استراتيجية “ناسا” لاستكشاف الفضاء بواسطة الانسان والرحلات المأهولة ركزت كثيراً على رحلات المكوك والمحطات الفضائية المدارية ولم يكن فيها الكثير من الاثارة والتجديد وتخللتها أخطاء مأساوية مثل انفجار المكوك “تشانجر” ومصرع جميع افراد طاقمه. وقد يشير النجاح الذي سجلته حتى الآن المركبات التي تم ارسالها إلى المريخ والمسبار “كاسيني” الذي تم ارساله الى كوكب زحل وغيرها من المهمات الآلية من خلال مركبات الروبوت إلى فاعلية عمليات الاستطلاع والاستكشاف لكن الوضع العام مازال يفتقر الى الثبات والاستقرار. وما ظهر بعد وقف برنامج “أبوللو” من قلة اهتمام ببرامج استكشاف الفضاء ينعكس حالياً بوضوح في مناقشات مسؤولي “ناسا” ومداولاتهم حول الميزانية والخطط وأجواء التشاؤم العام السائدة حول مستقبل الوكالة، سواء على المستوى العام للشعب الأمريكي أو في قطاع الفضاء. ويدفعنا ذلك الى القول، إن تحقيق إنجازات وانتصارات جديدة في برنامج المركبات الفضائية العاملة بالإنسان الآلي سيكون ممكناً فقط في حال استعادة الاهتمام السياسي والشعبي من خلال وضع برامج جديدة حيوية وفاعلة ومثيرة للرحلات الفضائية المأهولة من خلال رواد الفضاء. وبالاضافة الى ذلك فإن المرحلة المقبلة من برامج استكشاف الفضاء ستكشف مدى الاحتياج للأدمغة والخبرات والإبداعات البشرية لأن المركبات غير المأهولة أدت ما عليها من توفير سيل غزير من المعلومات والبيانات عن مواصفات وقياسات النجوم والكواكب البعيدة، وكل هذا يحتاج الى عقول وخبرات بشرية لتحليل هذه البيانات والمعلومات والربط بين نتائجها للوصول الى القرارات والاحكام والنظريات العلمية وذلك مع الأخذ في الحسبان التعلم من خبرات الآخرين وتجاربهم في الدول الأخرى. ويمكن القول انه تم قطع شوط لا بأس به من التقدم على طريق التعاون الدولي في تبادل الخبرات والمعلومات في مجال الفضاء خلال العقدين الأخيرين. وما لا شك فيه أن النجاح في القيام بعمليات استكشاف جديدة في الفضاء يحتاج إلى تلك التوليفه من العلم والمنطق والخبرة والتجربة والموهبة والخطط والبرامج المحددة ذات المضمون لأن دماغ الانسان الآلي سيختلف كثيراً عن مواكبة عناصر هذه التوليفة.
وفي بداية برامج استكشاف الفضاء في خمسينات وستينات القرن الماضي تم تحقيق إنجازات جيدة من خلال المركبات الآلية غير المأهولة ساعدت في تمهيد الطريق أمام اكتشافات مثيرة وكبيرة ولكننا ندخل عصراً جديداً في مجال اكتشاف الفضاء يتطلب منا أبحاثاً علمية أكثر دقة لما هو أبعد وأعمق من القشرة الأرضية أو الكواكب الأخرى والغوص عميقاً في تحليل ودراسة الصخور والتربة والغازات للعوالم والكواكب الأخرى حتى نتمكن من بلورة تاريخ غني ودقيق لنظام مجموعتنا الشمسية. وهذا التاريخ العلمي يحتاج بلا شك إلى عقول وخبرات بشرية وفي مقدمتها رواد للفضاء يتمتعون بالشجاعة والمبادرة والإبداع والجسارة على الاقتحام والذهاب بعيداً إلى آفاق وأماكن لا يستطيع أي “روبوت” أن يأخذنا إليها