المبادىء النظرية و التطبيق العملي

[سيزيف]

المبادئ النظرية والتطبيق العملي
أكدت الأبحاث التربوية التي طالعتنا بها كتب المنهاج فشل أو عدم فعالية أسلوب التلقين في عملية التعليم ، وأن التربية التي تعتمد على حشو الذاكرة لن تقدم للمجتمع ذلك الفرد الفاعل القادر على مواجهة مواقف الحياة المختلفة و الابتكار ..
أكد فيخته بعد هزيمة ألمانيا أن التربية هي الحل الوحيد للنهوض بالمجتمع وأن هذه التربية ينبغي أن تكون إنسانية قومية وأن لا تعتمد على تراكم المعلومات في مجال الذاكرة بل أن تعتمد التفاعل والفهم والاستيعاب من قبل المتعلم ..
حين صنفوا اختبارات التعليم ركنت أسئلة الحفظ والتذكر في المستوى الأدنى وأكد خبراء التعليم والتربية الذين قاموا بالتصنيف أن الفهم والقدرة على توظيف المعارف في المواقف الجديدة هو جوهر عملية التعليم وهو الغاية من نقل المعلومات للمتعلم ......
و السؤال الآن : ما سر هذا الشرخ بين ما يقوله الدكاترة في كليتنا و ينادون به وبين نموذج الأسئلة المطروح في الامتحان .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسئلة الامتحان في الغالب لا تعتمد على فهم الطالب ، وإنما على الحفظ الذي يمضي بعيداً بعد الفحص بأيام ، حيث أجزم أن الطالب الذي تنفق عليه الدولة من أجل تأهيله ليعلم ويربي أبناء المجتمع لن يكون في الغالب مؤهلاً لذلك فهو حفظ دون أن يفهم ، وهذا نتيجة سبل التقييم التقليدية المتبعة في الكلية ، هذا واقع فرضته طرق أو نماذج الاختبار ..
أنا لا أتكلم عن جميع الدكاترة فثمة استثناءات ، فأذكر مثلاً الدكتورة عهد حوري و الدكتورة غادة شما والدكتور أحمد سباهي حيث أنهم يعتمدون بالفعل على فهم الطالب ولاسيما الدكتورة الفاضلة عهد حوري التي قدمت هذا العام في مادة أصول التدريس نموذج أسئلة يحاكي عقل الطالب فلا يستفيد الطالب الذي اعتمد الحفظ دون الفهم ، فالطالب هنا ينبغي أن يحاكي المادة و يناقشها و يحللها و يقترح أمثلةً و تطبيقات جديدة مبتكرة ..
و السؤال الآن إلى متى سنبقى نقول ما لا نفعل وننادي بمبادئ نتخلى عنها في العمل كي لا نتعب أنفسنا قليلاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[سيزيف]

ظننت أن هذا الموضوع سيتابع من الزملاء .. فهو من صلب واقعنا الدراسي ..
أين أنتم ............؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

[عبد العزيز الجفان]

نحن في سبات
نحتاج الى نفض ونسف
نفض عقولنا مما علق بها من اعراف اجتماعية
ونسف الرجعية العلمية التي طغت علينا
فالنفض يعني التخلي عن المعيارية الاجتماعية للدراسة
الطفل من اول من يولد حلمه في الطب - حقه في المجتمع المادي-
ما الذي يميز الطب هل الدم ام التشريح ام ..
اظن هو ما يكسبه من مال يحقق له مكانة اجمتاعية
واما النسف التخلي عن النظرة والواحدة وقبول العلم ككل
والابتعاد عن الذاتيةيعني دكتور ماركسي لماذا لا يقبل الادب الاسلامي
والعكس صحيح هذا مثال بسيط
وايضا لابد من اعطاء الحرية او هامش منها للطالب
ليكون فاعل عوضا عن قطبية العلم والمتمثلة بالمدرس
وبعد هذه الشذرات لنبحث عن السبب في الفجوة بين النظرية والتطبيق
بقي امر بسيط ان الدكتورة حفظه الله
عانت الكثير لانها خرجت عن نسق الصم الآلي

[سيزيف]

فعلاً .. كلامك منطقي .. واقعي ..
بالنسبة للدكتورة التي عانت ..
ذو العقل يشقى ...............................
وفهمك كفاية ....

[بلقيس]

في الحقيقة موضوع يستحق المناقشة ...سأقف عند عدة نقاط
السبب الاول والاخير في فشل الجيل الحالي والاجيال السابقة هو المعلمون لا التعليم لان المعلم الحقيقي يستطيع وان كان المنهاج المكلف به تقليدي ومتخلف يستطيع ان يصنع شيء من لا شيء ...لكن للاسف ان المعلم غالبا ما يقولب نفسه في اطار المنهاج من مبدأ(أسهل وأسلم ) ....معك حق سيزيف الامة الالمانية كانت تعاني من وضع أسوأ من وضعنا الحالي لكن استطاعت لانها ارادت ..لكن نحن لا نريد لذا لن نستطيع ..اتذكر قول فخته لقد فقدنا كل شيء ولم يبق أمامنا سوى التربية ....أعتقد أننا في الطريق لفقد التربية أيضا .......وبالنسبة لطرق التقييم فطالما أن طريقة التلقين هي السائدة ستظل طرق التقييم تعتمد على الحفظ والتذكر وليس الفهم وهذا منطقي مرة قال لنا الدكتور الرائع هيثم أبو حمود (كيف لي أن أطالبكم في الامتحان بتعاليل اذا كنت اعطيكم بطريقة التلقين ..كيف لي ان اعطيك حسب المستوى الادنى وهو الحفظ والتذكر ثم اطالبك باسئلة تحتاج التحليل والتركيب ) كلام منطقي ولاغبار عليه .....سيزيف المشكلة اوسع من ان تكون مرتبطة بدكتور او اكثر.. المشكلة مشكلة امة بحالها و مجتمع بأكمله ...حتى الدكتورة الفاضلة عهد حوري
صحيح ان اسئلتها كانت تعتمد الفهم والامثلة لكن لم تستند لاسس منطقية ...فانا حين اطالب برأيه عليّ ان اقبل كل الاراء ي اطار المنطق طبعا ...لكن ما حدث في الواقع هو ان الطلاب كتبوا رأي الدكتورة الذي تكرره في كل محاضرةلا رأيهم الشخصي ....نقطة اخرى الاسئلة كانت تتضمن ما رأيك في تطبيق (فكرة معينة) في الواقع التعليمي ...أي واقع تعليمي ....؟؟؟..نحن حتى الان لم نقف امام تلاميذ فعن أي واقع تعليمي نتحدث ؟؟؟....
بمعنى حتى اسلوب الفهم لم يتبلور لدينا بشل واضح حتى الان .....الدكتورة غادة شما اسلوبها تلقيني بحت ..قراءة لا اكثر ولا اقل ..ومن المؤسف حقا ان يحذف الابحاث التي تتضمن التربية السكانية والبيئية وكيفية تطبيقها عمليا
وتبقى الابحاث العلمية البحتة نحن لسنا مختصون لامانع اكيد ومن الضروري ايضا هكذا معلومات ..لكن يهمني كمعلم
ان اتعلم كيف اعزز هذه القيم البيئة والسكانية عند الاطفال بدلا من ان اعرف في اي عام قام المؤتمر الفلاني وماذا عرف فلان البيئة ......كل الجامعة تعتمد اسلوب التلقين بل كل المجتمع ...الصدمة الاكبر كانت بمادة علم النفس التربوي ...حسب كلام الدكتور توقعت رسوب المادة لكوني آمنت بمبدأ الحفظ البصم ليس عن قناعة ولكن من تجاربي الشخصية ...لكن والحمد لله نجحت المادة وبمعدل عالي ......انا من الذين يحفظون تقريبا بصم لكن احرص ايضا على الفهم لكن جزءكبير من زملائي يسخر مني من مبدأ (شو بينفعك )..لكن انا احفظ بصم حرصا على المعدل وهذا واقع .... علني استطيع ان اكمل دراستي ان شاء الله لاغير هذا الواقع ...
نقطة هامة اشار اليها استاذ عبد العزيز وهي ان( كل شعبنا بدو يصير دكتور واذا تنازل مهندس ) نسوا ان معلم او حرفي او اي انسان ناجح افضل من الف طبيب هدفه مادي ...وان المتميز سيتميز ويظهر ايا كان ...حصروا النجاح بكون الشخص طبيب او مهندس....هم الذين اعطوا للطبيب هذه الهالة الوهمية ..بأنك طبيب ..ويكفي بأنك طبيب ..الحل بأيدينا نحن المعلمون ..اتوقع ان يكون الجيل القادم من المعلمين أفضل من السابق وأتمنى ذلك .....آسفة على الاطالة احيانا احس انه لايوجد امل بنهضة فكرية وتعليمية تعلمية ..
أمامنا جواهر لكننا حدادون ...
بالنسبة لاين نحن ...يمكن في مواضيع بالطبخ او شو لون الجوارب المفضل عندك ..او شخصيتك من لون الجاكيت يلي لبستو من سنتين... تكون اهم ....

[سيزيف]

شكراً لمشاركتكِ التي عالجت كثير من النقاط الهامة ..
بالنسبة للمعلم ودوره فبرأيي أن المنهاج و السياسة التعليمية هي التي تحدد صلاحيات المعلم و دوره .. لا أنكر قد يكون للمعلم مساحة ليمارس دور إيجابي .. ولكن بالتأكيد هي مساحة ضيقة للغاية ..
فالتفتيش من وزارة التربية لا ينظر إلى وضع التلاميذ إلا من خلال المنهاج .. وليس ثقافتهم و ماهية الإيديولوجيا القائمة عليها ... وبالتالي المعلم يقيم وفقاً لذلك ..
أفكر بأن الشرخ جلي بين ماكنت أطمح إليه حين سجلت في كلية التربية و بين الواقع الذي أراه اليوم في المدرسة ..
للأسف _ و كم أقولها _ نحن مقيدون .. ولكن سنبذل مانستطيع ..

[سمر]

السؤال الآن إلى متى سنبقى نقول ما لا نفعل وننادي بمبادئ نتخلى عنها في العمل كي لا نتعب أنفسنا قليلاً ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجواب : عندما يتغير الطلب ....على مبدأ العرض والطلب .

فطالما أن المطلوب في مجتمعاتنا أن تكون طالب علامة / لا طالب علم لتثبت وجودك في مجتمع يقدس الشهادات المعلقة ....فنحن لسنا بحاجة للخروج من واقع فرض وجوده ،في ظل ثقافة مجتمعية يخدمها ويكرس وجوده بها بالتالي .

فضلا عن أن المشكلة ، أن كثيرين يرون أنالوضع الحالي ممتاز مقارنة بالعصور الحجرية ، غير ناظرين نحو آفاق مستقبل لا يؤمن بالعلم إلا إذا اقترن بالعمل ، على أن الوضع كان سيكون أفضل لو أنهم قارنوه بعهد الحضارة العربية ،يوم صنعت الأمة ذات يوم حضارة على أكتاف من عاشوا تحت لواء * طلب العلم فريضة على كل مسلم ...وكانوا طلاب علم بحق.


أخ سيزيف :

نتسائل أين الرابط بين المبادىء النظرية والتطبيق العملي ، في جامعاتنا ...
أولا : ربما نعود بالنظر إلا المحتوى النظري الذي ،نلقنه في جامعاتنا ...ربما يحتاج فعلا للتدقيق وإعادة النظر ، بداية من تاريخ أول طبعة للكتاب ، مرورا إلى أي مدى أدرس ما سأستفيد منه مستقبلا ، ؟؟؟!!!
مثال : وهذا المثال ربما طرحته من قبل وأعود لأطرحه لأنه ما زال يشعرني يالأسى بل والغضب كوني طالبة /معلم صف لكن أستغرب حينمتا أدرس مادة //// طرائق التدريس //// لمرة واحدة بعد أن تم اختصارها ،من مقررين لمقرر واحد والوضع نفسه مع مادة ////تقنيات التعليم /// ....ولكن بالمقابل ، لا أدري حقا ماذا أستفيد من دراسة أشكال وطرق كتابة الأعداد عند الفراعنة و البابليين ،وغيرهم .......في حين يحذف الفصل الأهم من مقرر // / الأعداد الحسابية /// وهو فصل طرق تدريس الأعداد ...؟؟؟!!!!!!

فهل فعلا المحتوى النظري الذي ندرسه ، بعيد عن النقد أولا ، حتى نكون قادرين على التأسي على عدم ربطه بالعملي ؟؟؟
ثانيا : حتى في جامعاتنا ، مازال العائق الثاني في نظري ....هو التردد بين أن تكون : ***طالب علم/ أو طالب علامة *** رغم إمكانية التوفيق ،إلا أن الغالبية العظمى من طلابنا وربما للحظات قد أكون منهم، جل همهم أن تنجح المادة ويصلوا لعتبة التخرج في نهاية المطاف ... ويسمعون تلك الكلمة التي يخدعون بها أنفسهم : ما شاء الله خريج جامعة مثقف ....وبالنتيجة طالبنا الذي تنادي له بالتغير هو نفسه قد لايعنيه الأمر أصلا.

فضلا عن أننا قد ألفنا دورنا الذي اعتدنا عليه مذ كنا صغارنا في مدارسنا ، ادرس = احفظ +اكتب ...واعتادت كثير من العقول على أن قمة الانجاز عندما تنال 10/10 ...حتى لو كانت هذه العشرة لاتسمن ولاتغني من جوع .

فالوصول للمستقبل يحتاج لمن يحلم في الوصول إليه أولا .....لمن يؤمن أن هناك آفاقا جديدة تنتظر،ولمن يؤمن أن الواقع يحتاج لنقد وإعادة بناء .

لكن مايزال في الأمة خيرررررر .......فحتى في جامعاتنا ، هناك من يحمل بوادر التغييررر ، والإصلاح على الأقل ظهر ذلك من خلال ، نموذج أسئلة الامتحان ، وكما ذكرت مثالا ال د. عهد ، وأضيف ال د. أنور حميدوش ... .وبالتحديد في مادة المناهج ،ربما لأول مرة كنت أرى أسئلة مأتمة لكن نسبة النجاح ليست 100% ولاحتى 80% ....وحتى العلامة الجيدة لم يكن لينالها إلا من استحقها عن فهم وجدارة .

...........آسفة على الإطالة وعلى التكرار ، وشكرا أستاذ سيزيف : لطرحك مثل هذا الموضوع ، لأني بيعطينا الأمل أنو أكيد في مين بيسعى ليغير الواقع ويبني المستقبل .

:others1: مشكورة جهودك...ودام تميز فكرك :others1:

[سيزيف]

طبعاً لازم الطالب يكون طالب علم موطالب علامة ..
بس الأسس التربوية والتعليمية من البداية (( في المدارس )) أسس غبية و بعيدة عن الواقع ..
مروركِ أسعدني وكلماتكِ تذكرني بأنه ثمة من يسمعنا .. فلماذا الصمت .. ؟