ranooosh
04-26-2008, 08:53 AM
المخـــــــــــــــــــــدرات
أسبابها ومنعكساتها
د.أحمد أبوراس
أستاذ في علم الاجتماع الجنائي
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن صورة وأفضل حال فهيأ له أسباب السعادة والهناء وأمده بعناصر النجاح والفلاح حيث وهبه عقلا راجحا ومن عليه بالصحة والعافية ومنحه رزقا حلالا طيبا
ولكن نفرا من الخلق جحدوا النعمة وأنكروا المنة وانغمسوا بالرذيلة فأدمنوا آفة مسمومة وتعاطوا المخدرات وانساقوا في تيارها بإدمانها فحطوا من مكانتهم ودمروا كيانهم وضيعوا أموالهم وأضعفوا إنتاجهم وأمرضوا أجسادهم ونالوا من عقولهم وأفسدوا حياتهم ومن حياة أسرهم ومما سبق ولخطورة هذه الظاهرة لابد من التعرف على أنواعها من أجل تشخيصها والوقوف على أسبابها
أولا:أنواع المخدرات:
أ.الحشيش:وهو مستحضر نبات القنب فضلا عن الحشيش السائل أما الحشيش الورقي فإنه يأخذ من أطراف القنب المورقة ويلف في شكل سجائر أو يجفف ويكبس أو يستخرج من إفراز القمم المزهرة للنبات بعد كشطه أثناء فترة تزهير النبات
أما الحشيش السائل فيحصل عليه بعد إذابة الحشيش في محلول كحولي يسخن إلى درجة التبخر ثم يكثف والحشيش عموما يتعاطى بواسطة دخان أو يتناول بدون طهي أو بطهيه أو بإذابته في سائل كالقهوة مثلا
وتعاطي الحشيش يعطي شعورا مزيفا بالرضا والسعادة وتفادي الإرهاق وهو يؤثر على الإدراك الحسي والتقدير السليم للزمان والمكان وأن تناوله بكمية كبيرة يؤدي إلى تأثير مماثل لتأثير عقاقير الهلوسة وهذا ينجم عن انقطاع تناوله اضطرابات جسمية حادة خاصة بعد إدمانه
ب.مركبات الأفيون:وتشمل مجموعة من المركبات المشتقة منهه وهي (الأفيون المورفين الكودائين الهيروئين وبعض العقاقير المستخلصة منه ) ويستخلص الأفيون عموما من نبات الخشخاش ويؤخذ الأفيون بالاستحلاب تحت اللسان أو بابتلاعه مع الماء أو القهوة أو الشاي أو بتسخينه معها أو بالحقن في الوريد بعد إذابته في الماء الدافئ
والأفيون من المواد المخدرة المهبطة للنشاط الجهاز العصبي المركزي كما أن له أثارا على المتعاطي مثل زيادة إفراز العرق واصفرار الوجه والهرشة في الجسم مع الشعور بالغثيان ورغبة شديدة بالنوم وشعور زائف بالإبتهاج والتبلد وعدم الاهتمام بمن حوله
أما المورفين وهو أكثر مشتقات الأفيون شيوعا وأكثرها فاعلية فهو على شكل مسحوق ناعم الملمس أو على شكل أقراص مستديرة أو يمكن أخذه عن طريق الحقن تحت الجلد
ويعتبر الهيروئين من أخطر المواد المؤثرة على المتعاطي وهو على شكل مسحوق ابيض ناعم وله رائحة الخل ويؤخذ عن طريق الشم أو الحقن تحت الجلد ويؤدي إلى الشرود في الذهن والضعف الجسماني الشديد وفقدان الشهية والمعاناة من الأرق مع شعور بقلق وخوف مستمر وإذا زادت الجرعات أصيب الشخص بتشنجات قد تنتهي بتوقف التنفس
كما يعتبر الكودائين من أكثر المواد استعمالا في الأقراص الطبية وفي تسكين الآلام ونادرا ما يدمنه الأفراد لان إدمانه يقتضي تعاطيه لمدة طويلة ويؤخذ عن طريق الفم أو الحقن
ج.مجموعة الكوكايين:وهي من اخطر المخدرات تأثيرا على الإنسان وتستخرج من شجرة الكوكا وهي تكون على شكل مسحوق شبهه قلوي ناعم الملمس أو بلوري أبيض ناصع ويعتبر الكوكايين من منشطات الجهاز العصبي المركزي وهو يعطي شعورا كاذبا ومؤقتا بالقوة واليقظة والابتهاج يعقبه شعور بالإعياء والهبوط
د.مجموعة القات:وتستخرج من شجرة القات ويتم تعاطيه عن طريق مضغ أوراق النيات الطازجة أو تجفيف الأوراق وسحقها وتحويلها إلى عجينة
ويعتبر القات من منشطات الجهاز العصبي المركزي وهو يؤدي إلى شعور كاذب بالابتهاج واليقظة والقدرة على السهر وعند انتهاء مفعوله ينتاب الفرد حالة من الكآبة وفقد الشهية والقات له تأثير على الإنسان نفسيا وبدنيا
• المواد الصناعية:وتنقسم إلى مجموعة المنشطات ومجموعة المهبطات والمواد المسببة للهلوسة وهي غير مشتقة من المواد الطبيعية إلا أنها تحدث أثار مشابهة للمخدرات الطبيعية أهمها حالات التأثير العصبي والبدني والإدمان
مما سبق نستخلص نتيجة مفادها تأثير المخدرات واحد ولو تعددت أشكالها فهي تؤدي إلى الضياع والشرود وانفصام الشخصية والاضطرابات النفسية والتي تؤدي إلى الانتحار والقتل
ثانيا:أسباب تعاطي المخدرات:
تنقسم الأسباب إلى عدة مصادر فمنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو نفسي والأخر قد يكون مرده اقتصادي مادي
أ.الأسرة ودورها في تعاطي المخدرات:يؤدي التصدع الأسري لزيادة احتمال انحراف الأحداث وما يترتب على ذلك من زيادة الميل إلى تعاطي المخدرات وانتشاره بينهم
ب.التنشئة الاجتماعية:للتنشئة عاقة وطيدة بتعاطي المخدرات حيث يزداد التعاطي في الأسر التي تعاني من انحراف أحد أو بعض أبنائها ولا ننسىطبيعة التنشئةفي حال الإهمال وعدم الرقابة أو العكس الشدة والضرب فكلاهما يؤديان إلى زيادة احتمال الجنوح والذي يقود بالنهاية إلى تعاطي المخدرات وسلوك الطرق المنحرفة
ج. الرفاق ولا سيما رفاق السوء:يعتبر الاختلاط برفاق السوء دافعا أساسيا في إقدام الفرد على تعاطي المخدرات فطريق الانحدار والانحراف أسهل من طريق البناء ولعل الرفاق يشكلون عاملا مؤثرا في الانحراف وسلوك الرذيلة والفاحشة
د.كما توجد عوامل أخرى بمعتقدات غير صحيحة: فمثلا كالاقتناع بعدم حرمة المخدرات لعدم وجود نص صريح بذلك في القران والسنة كذلك من يعتقد زيفا بأنها وسيلة لتقوية القدرة الجنسية كما أنا تكسب المتعاطي قدرة على تحمل المشاق أو تزيد من طاقته في تأدية العمل والإنتاج وهناك من يعتقد بأنها وسيلة لنسيان الهموم والأحزان والمشاكل جلب السعادة والنشوة والراحة للجسم ة الأعصاب و أنا تساعد على تثبيت أفكارهم وتحقيق ذاتهم وتثبت شخصيتهم
هـ. قد تكون المخدرات استجابه للفشل والإحباط والضياع والعجز أو نتيجة لفقر والمعاناة والتخلف أو أثر الشعور بالاضطهاد والإحساس بالظلم والتفاوت الطبقي وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية كما أنها قد تكون نتيجة لاهتزاز ثقة الشباب بالمعايير والقيم السائدة في مجتمعاتهم وكأثر لفقد الثقة في النفس والمجتمع وكذلك فد يكون إدمانها نتيجة الاعتياد الناجم عن تناولها المتكرر كعلاج لبعض الأمراض أو كمسكن لبعض الآلام أو عند تكرارها للتجربة وحب الإطلاع عدة مرات
مما سبق نستنتج عوامل مختلفة تؤدي إلى تعاطي المخدرات لكنها عوامل اجتماعية وليست حتمية خارقة أي قادر الإنسان على التحكم بها لأنها نتاج اجتماعي بشري ترتبط بمتغيرات اجتماعية يمكن إزالة هذه المتغيرات وإجراء تعديل على السلوك بإحلال تغيرات بديلة تناسب حياة الإنسان وتلازم شخصيته وبناؤه السيكولوجي
ثالثا:خصائص المتعاطي:
1. القلق والتوتر المستمر مع ميل للاكتئاب واحتمال الإصابة بفصام في الشخصية وعموما يطلق على هذا النمط اسم الشخصية المكروية
2. عدم القدرة على الاستقلال والاعتماد على النفس في تكوين علاقات ثابتة وهادفة وقوية لمدة طويلة مع الغير مع الأفراد مع تقلب مستمر في العواطف وهو ما يطلق عليه عدم النضج العاطفي
3. الأنانية والإصرار على إشباع الرغبات فورا وعدم القدرة على تأجيل المطالب ولو مؤقتا مع الشعور بالجبن وميل إلى الخيانة ورغبة دائما للإيقاع بالأصحاء في براثن الإدمان والتلذذ برؤيتهم يعانون مما يعاني منه هذا المدمن وهذه عموما شخصية نرجسية ومنغمسة في حب الذات
4. الشعور بالذنب والرغبة في عقاب النفس ويكون ذلك غالبا نتيجة لأسلوب خاطئ في التربية في صغر المدمن حيث يعتاد الأب على عقاب الطفل بسبب أو بدون سبب فيشب الطفل مع الشعور بأنه مذنب كبير يستحق العذاب ويستعذبه
5. الحساسية الزائدة والانفعال لموضوعات لاتستحق ذلك مع الرغبة الشديدة في النوم وأرق مستمر
6. أحاسيس متغيرة كمشاعر اليأس والخوف والذنب والإحساس بالاحتقار للذات والرغبة في الانتحار في الكثير من المواقف
7. هلوسة وهزاءات مع تخيلات خاطئة كسماع أصوات غريبة لايسمعها غيره أو رؤية مشاهد شاذة لا وجود لها في محض الخيال
8. اتجاهات عدائية نحو الناس كالشعور بأنهم يغارون منه أو يضطهدونه أو يحتقرونه أو يهينونه وأنه يجب أن يبادلهم نفس المشاعر
9. إدراك خاطئ للزمان والمكان والمسافات والأحجام واختلال في القدرة على التمييز والتركيز مع إهمال وتبلد بوجه عام
10. إحساسات زائفة كشعور وهمي بقوة خارقة أو بقدرة فائقة مع أحاسيس كاذبة وغير صادقة كنشوة وابتهاج مزيف وسعادة وانشراح مؤقت مع سلبية وعدم مبالاة بكل ما يدور حوله وما يحيط به
رابعا:منعكسات المخدرات:
للمخدرات منعسكات عديدة فهي خطر اجتماعي داهم وآفة مسمومة وخطيرة تدمر الإنسان وتفتك بصحته وتمتد أثارها من الفرد والأسرة والمجتمع فهي تؤثر على العقل وتوهن الجسم وتضعف القدرة الاقتصادية وتحط من الإنتاج وتؤثر على التنمية فضلا عن أنها تجعل الدولة فريسة لأعدائها الذين طالما تعمدوا استخدام هذا السلاح في كسر شوكة الشعوب وتهديد قيمها والقضاء على مقوماتها وتقويض كيانها الداخلي للنيل منها وإخضاعها
1. تؤثر المخدرات تأثيرا ضارا على الإنتاج القومي وبرامج التنمية نتيجة تدهور الكفاية الإنتاجية في المجتمع بسببي تدهور إنتاجية المدمنين وخاصة في سن الإنتاج
2. تؤثر المخدرات على ق\درة المدمن على التفكير والتركيز واختلال حكمه على الأمور مع اضعف ذاكرته
3. تزداد حالة القلق والتوتر والحساسية الشديدة والعصبية الزائدة نتيجة التعاطي المتكرر
4. تؤثر المخدرات على سلامة اتخاذ القرار مع خلل في تقدير المكان والمسافات وفي الإحساس بالزمن وتقدير الألوان
5. تؤدي إلى تدهور في الصحة العامة وانخفاض الحيوية ومستوى الأداء والنشاط فضلا على أنها تقلل مقاومة الجسم للأمراض فيقع المدمن فريسة للعديد من الأمراض الخطيرة
6. تؤدي المخدرات على إدمان المدمن لعمله وعدم التزامه بضوابطه والخروج عن مقتضيات نظامه
7. تؤثر المخدرات تأثيرا ضارا على مستوى الدخل القومي نتيجة المبالغ الضخمة التي تهرب على الخارج لاستجلاب هذه السموم إلى داخل المجتمع
8. يؤدي انتشار المخدرات بالمجتمع إلى زيادة أوجه الإنفاق والمصروفات في المجالات غير الإنتاجية
9. تزيد المخدرات من الطاقة المعطلة من الأفراد الذين يزج بهم بالسجون نتيجة تعاملهم مع المخدرات بأي صورة من الصور
10. ترتفع معدلات الجريمة المقترنة بالمخدرات فيكون لها تأثير السلبي على أمن المجتمع وسلامة المواطنين وإنتاجية الأفراد ورفاهية المجتمع مثل تشرد الأحداث إدمان الخمر القمار الرشوة والاختلاس والسرقة البغاء جرائم المرور
11. تؤدي المخدرات إلى تدهور في حالة الأسر الاقتصادية و المبتلاة بها نتيجة استقطاع جانب من الدخل للإنفاق على هذه السموم فتتأثر ميزانية الأسرة وتحرم من مطالبها الأساسية وتتنازل عن حاجاتها الأساسية وتنخفض وتتأثر أحوالها المعيشة وينخفض مستواها المعيشي والصحي والتعليمي والترفيهي
12. أما الآثار الصحية والجسدية فهي كثيرة مثل زيادة مثل زيادة ضربات القلب وسرعة النبض وارتفاع احتمال الإصابة بالأزمات القلبية مع ارتعاشات عضلية وسخونة في الرأس وبرودة في الأطراف وقيء في بعض الأحيان واتساع واحمرار بالعيون واصفرار بالوجه وعدم التوازن الحركي وجفاف بالحلق والفم واضطرابات بالحواس وخاصة البصرية والشمية مع رغبة بالاسترخاء و شعور بالتعب والرغبة بالنوم وعدم الرغبة بالقيام بمجهود مع فقدان بالشعور بالواقع وإحساس بتخيلات وأفكار مختلفة وغريبة وشعور بالعطش وزرف للدموع وإدرار للبول
خامسا:توصيات عامة:
لطالما اجمعنا على أن المخدرات خطر اجتماعي داهم وآفة مسمومة خطيرة وظاهرة مرضية مدمرة تمتد آثارها السلبية إلى الفرد والمجتمع فهي تصيب كافة جوانب الحياة الروحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية هذا يقودنا إلى أنسب المقترحات في هذا الصدد وهي كالتالي :
1. دعم القيم الدينية وزيادة الوعي الديني لدى كافة فئات المجتمع مع التركيز على فئات الشباب بوجه خاص باعتبارهم أكثر الفئات تعرضا لهذا الخطر
2. إبراز الآثار الفتاكة والمدمرة لتعاطي المخدرات وضحد الخرافات والأكاذيب والمعتقدات الخاطئة عن آثارها الوهمية المزيفة
3. تشديد العقوبة بالنسبة لتجار المخدرات ومهربيها فضلا عن مصادرة أموالهم و ممتلكاتهم كوسيلة لردعهم
4. العمل على تغيير نظرة المجتمع إلى المدمن باعتباره مريضا يجب البدء في توفير وسائل علاج وطرق حل مشكلاته
5. استقطاب طاقة المواطنين وبخاصة الشباب في وقت فراغهم في أعمال صالحة ومشروعات نافعة تعود بالفائدة عليهم وعلى مجتمعاتهم
6. تكثيف برامج التوعية الدينية والثقافية للمسجونين ضد المخدرات مع التدقيق مع مكافحة تعاطي داخل السجون ومنع أي اختلاط للمسجونين في قضايا المخدرات للمسجونين في قضايا أخرى
7. عزل المدمنين الذين يتم علاجهم في المصحات العلاجية عن المرضى النفسانيين والعقليين عدم جمعهم في مكان واحد لتفادي الآثار السلبية
8. محاربة التدخين بوجه عام باعتباره خطوه هامة نحو تعاطي المخدرات
9. التوسع في إقامة المراكز العلاجية لتغطي كافة أنحاء المجتمع مع تحقق تطور مستمر في البرامج العلاجية والعمل على تحقيق رعاية لاحقة بعد علاج المدمن ضمانا لعدم الارتداد للتعاطي لما فيه من خسارة أفدح
10. إجراء مزيد من البحوث التي تتعمق في كشف العوامل والدوافع الحقيقية وراء ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانه
11. التشديد في ضابط صرف العقاقير المخدرة وتداولها بين الأفراد من خلال الأطباء أو الصيدليات
12. إعداد الباحثين الاجتماعيين للقيام بالدراسات العلمية العملية في مجال المخدرات مع التأكيد على دراسة شخصية المدمن ودوافعه للمتعاطي وأثار الإدمان ووسائل مواجهته
أسبابها ومنعكساتها
د.أحمد أبوراس
أستاذ في علم الاجتماع الجنائي
خلق الله تعالى الإنسان في أحسن صورة وأفضل حال فهيأ له أسباب السعادة والهناء وأمده بعناصر النجاح والفلاح حيث وهبه عقلا راجحا ومن عليه بالصحة والعافية ومنحه رزقا حلالا طيبا
ولكن نفرا من الخلق جحدوا النعمة وأنكروا المنة وانغمسوا بالرذيلة فأدمنوا آفة مسمومة وتعاطوا المخدرات وانساقوا في تيارها بإدمانها فحطوا من مكانتهم ودمروا كيانهم وضيعوا أموالهم وأضعفوا إنتاجهم وأمرضوا أجسادهم ونالوا من عقولهم وأفسدوا حياتهم ومن حياة أسرهم ومما سبق ولخطورة هذه الظاهرة لابد من التعرف على أنواعها من أجل تشخيصها والوقوف على أسبابها
أولا:أنواع المخدرات:
أ.الحشيش:وهو مستحضر نبات القنب فضلا عن الحشيش السائل أما الحشيش الورقي فإنه يأخذ من أطراف القنب المورقة ويلف في شكل سجائر أو يجفف ويكبس أو يستخرج من إفراز القمم المزهرة للنبات بعد كشطه أثناء فترة تزهير النبات
أما الحشيش السائل فيحصل عليه بعد إذابة الحشيش في محلول كحولي يسخن إلى درجة التبخر ثم يكثف والحشيش عموما يتعاطى بواسطة دخان أو يتناول بدون طهي أو بطهيه أو بإذابته في سائل كالقهوة مثلا
وتعاطي الحشيش يعطي شعورا مزيفا بالرضا والسعادة وتفادي الإرهاق وهو يؤثر على الإدراك الحسي والتقدير السليم للزمان والمكان وأن تناوله بكمية كبيرة يؤدي إلى تأثير مماثل لتأثير عقاقير الهلوسة وهذا ينجم عن انقطاع تناوله اضطرابات جسمية حادة خاصة بعد إدمانه
ب.مركبات الأفيون:وتشمل مجموعة من المركبات المشتقة منهه وهي (الأفيون المورفين الكودائين الهيروئين وبعض العقاقير المستخلصة منه ) ويستخلص الأفيون عموما من نبات الخشخاش ويؤخذ الأفيون بالاستحلاب تحت اللسان أو بابتلاعه مع الماء أو القهوة أو الشاي أو بتسخينه معها أو بالحقن في الوريد بعد إذابته في الماء الدافئ
والأفيون من المواد المخدرة المهبطة للنشاط الجهاز العصبي المركزي كما أن له أثارا على المتعاطي مثل زيادة إفراز العرق واصفرار الوجه والهرشة في الجسم مع الشعور بالغثيان ورغبة شديدة بالنوم وشعور زائف بالإبتهاج والتبلد وعدم الاهتمام بمن حوله
أما المورفين وهو أكثر مشتقات الأفيون شيوعا وأكثرها فاعلية فهو على شكل مسحوق ناعم الملمس أو على شكل أقراص مستديرة أو يمكن أخذه عن طريق الحقن تحت الجلد
ويعتبر الهيروئين من أخطر المواد المؤثرة على المتعاطي وهو على شكل مسحوق ابيض ناعم وله رائحة الخل ويؤخذ عن طريق الشم أو الحقن تحت الجلد ويؤدي إلى الشرود في الذهن والضعف الجسماني الشديد وفقدان الشهية والمعاناة من الأرق مع شعور بقلق وخوف مستمر وإذا زادت الجرعات أصيب الشخص بتشنجات قد تنتهي بتوقف التنفس
كما يعتبر الكودائين من أكثر المواد استعمالا في الأقراص الطبية وفي تسكين الآلام ونادرا ما يدمنه الأفراد لان إدمانه يقتضي تعاطيه لمدة طويلة ويؤخذ عن طريق الفم أو الحقن
ج.مجموعة الكوكايين:وهي من اخطر المخدرات تأثيرا على الإنسان وتستخرج من شجرة الكوكا وهي تكون على شكل مسحوق شبهه قلوي ناعم الملمس أو بلوري أبيض ناصع ويعتبر الكوكايين من منشطات الجهاز العصبي المركزي وهو يعطي شعورا كاذبا ومؤقتا بالقوة واليقظة والابتهاج يعقبه شعور بالإعياء والهبوط
د.مجموعة القات:وتستخرج من شجرة القات ويتم تعاطيه عن طريق مضغ أوراق النيات الطازجة أو تجفيف الأوراق وسحقها وتحويلها إلى عجينة
ويعتبر القات من منشطات الجهاز العصبي المركزي وهو يؤدي إلى شعور كاذب بالابتهاج واليقظة والقدرة على السهر وعند انتهاء مفعوله ينتاب الفرد حالة من الكآبة وفقد الشهية والقات له تأثير على الإنسان نفسيا وبدنيا
• المواد الصناعية:وتنقسم إلى مجموعة المنشطات ومجموعة المهبطات والمواد المسببة للهلوسة وهي غير مشتقة من المواد الطبيعية إلا أنها تحدث أثار مشابهة للمخدرات الطبيعية أهمها حالات التأثير العصبي والبدني والإدمان
مما سبق نستخلص نتيجة مفادها تأثير المخدرات واحد ولو تعددت أشكالها فهي تؤدي إلى الضياع والشرود وانفصام الشخصية والاضطرابات النفسية والتي تؤدي إلى الانتحار والقتل
ثانيا:أسباب تعاطي المخدرات:
تنقسم الأسباب إلى عدة مصادر فمنها ما هو اجتماعي ومنها ما هو نفسي والأخر قد يكون مرده اقتصادي مادي
أ.الأسرة ودورها في تعاطي المخدرات:يؤدي التصدع الأسري لزيادة احتمال انحراف الأحداث وما يترتب على ذلك من زيادة الميل إلى تعاطي المخدرات وانتشاره بينهم
ب.التنشئة الاجتماعية:للتنشئة عاقة وطيدة بتعاطي المخدرات حيث يزداد التعاطي في الأسر التي تعاني من انحراف أحد أو بعض أبنائها ولا ننسىطبيعة التنشئةفي حال الإهمال وعدم الرقابة أو العكس الشدة والضرب فكلاهما يؤديان إلى زيادة احتمال الجنوح والذي يقود بالنهاية إلى تعاطي المخدرات وسلوك الطرق المنحرفة
ج. الرفاق ولا سيما رفاق السوء:يعتبر الاختلاط برفاق السوء دافعا أساسيا في إقدام الفرد على تعاطي المخدرات فطريق الانحدار والانحراف أسهل من طريق البناء ولعل الرفاق يشكلون عاملا مؤثرا في الانحراف وسلوك الرذيلة والفاحشة
د.كما توجد عوامل أخرى بمعتقدات غير صحيحة: فمثلا كالاقتناع بعدم حرمة المخدرات لعدم وجود نص صريح بذلك في القران والسنة كذلك من يعتقد زيفا بأنها وسيلة لتقوية القدرة الجنسية كما أنا تكسب المتعاطي قدرة على تحمل المشاق أو تزيد من طاقته في تأدية العمل والإنتاج وهناك من يعتقد بأنها وسيلة لنسيان الهموم والأحزان والمشاكل جلب السعادة والنشوة والراحة للجسم ة الأعصاب و أنا تساعد على تثبيت أفكارهم وتحقيق ذاتهم وتثبت شخصيتهم
هـ. قد تكون المخدرات استجابه للفشل والإحباط والضياع والعجز أو نتيجة لفقر والمعاناة والتخلف أو أثر الشعور بالاضطهاد والإحساس بالظلم والتفاوت الطبقي وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية كما أنها قد تكون نتيجة لاهتزاز ثقة الشباب بالمعايير والقيم السائدة في مجتمعاتهم وكأثر لفقد الثقة في النفس والمجتمع وكذلك فد يكون إدمانها نتيجة الاعتياد الناجم عن تناولها المتكرر كعلاج لبعض الأمراض أو كمسكن لبعض الآلام أو عند تكرارها للتجربة وحب الإطلاع عدة مرات
مما سبق نستنتج عوامل مختلفة تؤدي إلى تعاطي المخدرات لكنها عوامل اجتماعية وليست حتمية خارقة أي قادر الإنسان على التحكم بها لأنها نتاج اجتماعي بشري ترتبط بمتغيرات اجتماعية يمكن إزالة هذه المتغيرات وإجراء تعديل على السلوك بإحلال تغيرات بديلة تناسب حياة الإنسان وتلازم شخصيته وبناؤه السيكولوجي
ثالثا:خصائص المتعاطي:
1. القلق والتوتر المستمر مع ميل للاكتئاب واحتمال الإصابة بفصام في الشخصية وعموما يطلق على هذا النمط اسم الشخصية المكروية
2. عدم القدرة على الاستقلال والاعتماد على النفس في تكوين علاقات ثابتة وهادفة وقوية لمدة طويلة مع الغير مع الأفراد مع تقلب مستمر في العواطف وهو ما يطلق عليه عدم النضج العاطفي
3. الأنانية والإصرار على إشباع الرغبات فورا وعدم القدرة على تأجيل المطالب ولو مؤقتا مع الشعور بالجبن وميل إلى الخيانة ورغبة دائما للإيقاع بالأصحاء في براثن الإدمان والتلذذ برؤيتهم يعانون مما يعاني منه هذا المدمن وهذه عموما شخصية نرجسية ومنغمسة في حب الذات
4. الشعور بالذنب والرغبة في عقاب النفس ويكون ذلك غالبا نتيجة لأسلوب خاطئ في التربية في صغر المدمن حيث يعتاد الأب على عقاب الطفل بسبب أو بدون سبب فيشب الطفل مع الشعور بأنه مذنب كبير يستحق العذاب ويستعذبه
5. الحساسية الزائدة والانفعال لموضوعات لاتستحق ذلك مع الرغبة الشديدة في النوم وأرق مستمر
6. أحاسيس متغيرة كمشاعر اليأس والخوف والذنب والإحساس بالاحتقار للذات والرغبة في الانتحار في الكثير من المواقف
7. هلوسة وهزاءات مع تخيلات خاطئة كسماع أصوات غريبة لايسمعها غيره أو رؤية مشاهد شاذة لا وجود لها في محض الخيال
8. اتجاهات عدائية نحو الناس كالشعور بأنهم يغارون منه أو يضطهدونه أو يحتقرونه أو يهينونه وأنه يجب أن يبادلهم نفس المشاعر
9. إدراك خاطئ للزمان والمكان والمسافات والأحجام واختلال في القدرة على التمييز والتركيز مع إهمال وتبلد بوجه عام
10. إحساسات زائفة كشعور وهمي بقوة خارقة أو بقدرة فائقة مع أحاسيس كاذبة وغير صادقة كنشوة وابتهاج مزيف وسعادة وانشراح مؤقت مع سلبية وعدم مبالاة بكل ما يدور حوله وما يحيط به
رابعا:منعكسات المخدرات:
للمخدرات منعسكات عديدة فهي خطر اجتماعي داهم وآفة مسمومة وخطيرة تدمر الإنسان وتفتك بصحته وتمتد أثارها من الفرد والأسرة والمجتمع فهي تؤثر على العقل وتوهن الجسم وتضعف القدرة الاقتصادية وتحط من الإنتاج وتؤثر على التنمية فضلا عن أنها تجعل الدولة فريسة لأعدائها الذين طالما تعمدوا استخدام هذا السلاح في كسر شوكة الشعوب وتهديد قيمها والقضاء على مقوماتها وتقويض كيانها الداخلي للنيل منها وإخضاعها
1. تؤثر المخدرات تأثيرا ضارا على الإنتاج القومي وبرامج التنمية نتيجة تدهور الكفاية الإنتاجية في المجتمع بسببي تدهور إنتاجية المدمنين وخاصة في سن الإنتاج
2. تؤثر المخدرات على ق\درة المدمن على التفكير والتركيز واختلال حكمه على الأمور مع اضعف ذاكرته
3. تزداد حالة القلق والتوتر والحساسية الشديدة والعصبية الزائدة نتيجة التعاطي المتكرر
4. تؤثر المخدرات على سلامة اتخاذ القرار مع خلل في تقدير المكان والمسافات وفي الإحساس بالزمن وتقدير الألوان
5. تؤدي إلى تدهور في الصحة العامة وانخفاض الحيوية ومستوى الأداء والنشاط فضلا على أنها تقلل مقاومة الجسم للأمراض فيقع المدمن فريسة للعديد من الأمراض الخطيرة
6. تؤدي المخدرات على إدمان المدمن لعمله وعدم التزامه بضوابطه والخروج عن مقتضيات نظامه
7. تؤثر المخدرات تأثيرا ضارا على مستوى الدخل القومي نتيجة المبالغ الضخمة التي تهرب على الخارج لاستجلاب هذه السموم إلى داخل المجتمع
8. يؤدي انتشار المخدرات بالمجتمع إلى زيادة أوجه الإنفاق والمصروفات في المجالات غير الإنتاجية
9. تزيد المخدرات من الطاقة المعطلة من الأفراد الذين يزج بهم بالسجون نتيجة تعاملهم مع المخدرات بأي صورة من الصور
10. ترتفع معدلات الجريمة المقترنة بالمخدرات فيكون لها تأثير السلبي على أمن المجتمع وسلامة المواطنين وإنتاجية الأفراد ورفاهية المجتمع مثل تشرد الأحداث إدمان الخمر القمار الرشوة والاختلاس والسرقة البغاء جرائم المرور
11. تؤدي المخدرات إلى تدهور في حالة الأسر الاقتصادية و المبتلاة بها نتيجة استقطاع جانب من الدخل للإنفاق على هذه السموم فتتأثر ميزانية الأسرة وتحرم من مطالبها الأساسية وتتنازل عن حاجاتها الأساسية وتنخفض وتتأثر أحوالها المعيشة وينخفض مستواها المعيشي والصحي والتعليمي والترفيهي
12. أما الآثار الصحية والجسدية فهي كثيرة مثل زيادة مثل زيادة ضربات القلب وسرعة النبض وارتفاع احتمال الإصابة بالأزمات القلبية مع ارتعاشات عضلية وسخونة في الرأس وبرودة في الأطراف وقيء في بعض الأحيان واتساع واحمرار بالعيون واصفرار بالوجه وعدم التوازن الحركي وجفاف بالحلق والفم واضطرابات بالحواس وخاصة البصرية والشمية مع رغبة بالاسترخاء و شعور بالتعب والرغبة بالنوم وعدم الرغبة بالقيام بمجهود مع فقدان بالشعور بالواقع وإحساس بتخيلات وأفكار مختلفة وغريبة وشعور بالعطش وزرف للدموع وإدرار للبول
خامسا:توصيات عامة:
لطالما اجمعنا على أن المخدرات خطر اجتماعي داهم وآفة مسمومة خطيرة وظاهرة مرضية مدمرة تمتد آثارها السلبية إلى الفرد والمجتمع فهي تصيب كافة جوانب الحياة الروحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والصحية هذا يقودنا إلى أنسب المقترحات في هذا الصدد وهي كالتالي :
1. دعم القيم الدينية وزيادة الوعي الديني لدى كافة فئات المجتمع مع التركيز على فئات الشباب بوجه خاص باعتبارهم أكثر الفئات تعرضا لهذا الخطر
2. إبراز الآثار الفتاكة والمدمرة لتعاطي المخدرات وضحد الخرافات والأكاذيب والمعتقدات الخاطئة عن آثارها الوهمية المزيفة
3. تشديد العقوبة بالنسبة لتجار المخدرات ومهربيها فضلا عن مصادرة أموالهم و ممتلكاتهم كوسيلة لردعهم
4. العمل على تغيير نظرة المجتمع إلى المدمن باعتباره مريضا يجب البدء في توفير وسائل علاج وطرق حل مشكلاته
5. استقطاب طاقة المواطنين وبخاصة الشباب في وقت فراغهم في أعمال صالحة ومشروعات نافعة تعود بالفائدة عليهم وعلى مجتمعاتهم
6. تكثيف برامج التوعية الدينية والثقافية للمسجونين ضد المخدرات مع التدقيق مع مكافحة تعاطي داخل السجون ومنع أي اختلاط للمسجونين في قضايا المخدرات للمسجونين في قضايا أخرى
7. عزل المدمنين الذين يتم علاجهم في المصحات العلاجية عن المرضى النفسانيين والعقليين عدم جمعهم في مكان واحد لتفادي الآثار السلبية
8. محاربة التدخين بوجه عام باعتباره خطوه هامة نحو تعاطي المخدرات
9. التوسع في إقامة المراكز العلاجية لتغطي كافة أنحاء المجتمع مع تحقق تطور مستمر في البرامج العلاجية والعمل على تحقيق رعاية لاحقة بعد علاج المدمن ضمانا لعدم الارتداد للتعاطي لما فيه من خسارة أفدح
10. إجراء مزيد من البحوث التي تتعمق في كشف العوامل والدوافع الحقيقية وراء ظاهرة تعاطي المخدرات وإدمانه
11. التشديد في ضابط صرف العقاقير المخدرة وتداولها بين الأفراد من خلال الأطباء أو الصيدليات
12. إعداد الباحثين الاجتماعيين للقيام بالدراسات العلمية العملية في مجال المخدرات مع التأكيد على دراسة شخصية المدمن ودوافعه للمتعاطي وأثار الإدمان ووسائل مواجهته