تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق تطلعات الأطفال النابغين (1)


علاء
11-22-2008, 10:19 AM
تحقيق تطلعات الأطفال النابغين (1)
المؤلف: ميرديث وارشو
المصدر: معهد ديفيدسون لتنمية المواهب 2002

إن العديد من الأطفال الموهوبين لديهم احتياجات خاصة أخرى – قدرات للتعلم ، متلازمة اسبيرجر ، اضطرابات انسجام مع الآخرين وغيرها. وهذا يشكل تحديا على مستوى الهوية (حيث أن الأطفال الموهوبين يميلون لاستخدام مواهبهم للتعويض جزئيا عن احتياجاتهم الخاصة، مما يجعل التمييز بين مواهبهم واحتياجاتهم الخاصة أمرا صعبا ولا يسهل تبينه) ، وعلى مستوى البحث عن طرق لاستكشاف جوانب الموهبة و الاحتياجات الخاصة في الأطفال بشكل جيد. وهذا السمنار الذي نحن بصدده يتناول موضوعات مفيدة لكل الباحثين في مجال تعليم الأطفال النابغين.
تحديات الأطفال الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة
يعتقد آباء الأطفال الموهوبين في أغلب الأحيان أن الأشياء تأتي لأطفالهم بشكل ميسر وبكل سهولة. وهؤلاء الأطفال من ناحيتهم يعتقدون أنه بإمكانهم أداء كل النشاطات الأكاديمية من الوهلة الأولى. ويخشى الآباء من أن هذا الاعتقاد لدى أطفالهم يجعلهم يصدمون مع أول فشل يواجهونه في أداء اي نشاط أكاديمي (وهذه الخشية لها ما يسندها في الواقع). وهذا يشكل أحد المرتكزات الرئيسية لعمليات التخطي الأكاديمي أو الطرق الأخرى لوضع تحديات أكاديمية كافية.
تتمثل مشكلة الأطفال النابغين الكبرى في تعلمهم لدرس آخر أكثر تدميرا هو أنه في حال فشلهم في أول محاولة لأداء أية مهمة أكاديمية فإن هذا يعني أنهم لن ينجحوا في ذلك أبدا مهما تكررت المحاولة.

إن كل الواجبات المدرسية إما صعبة للغاية أو سهلة للغاية ولا يوجد ما هو "عادي". يصاحب هذا الاعتقاد خطورة أخرى تتمثل في عدم اكتشاف فشل الطلاب النابغين مبكرا، حيث أن تفوق هؤلاء الأطفال الدائم يجعل من حولهم من مدرسين وآباء لا يلتفتون إلى نقاط ضعفهم الصغيرة حتى تستفحل الأمور بشكل يصعب معالجته. في هذا الأوان يكون قد حدث الكثير من التدمير العاطفي والأكاديمي لهؤلاء الأطفال.
إن المدرسين والآباء في أغلب الأحيان لا يعون أن هؤلاء الأطفال النابغين قادرين على أداء مهامهم الأكاديمية بنجاح في بعض الأحيان وليس دائما. فقدراتهم ومهاراتهم قد يصيبها الكلل بسبب الإجهاد أو المرض. فهم يستطيعون جمع كل قواهم العقلية والبدنية والعاطفية للقيام بالمهام الصعبة إذا كان الأمر مهما بالنسبة لهم وكانوا مهيئين له بشكل جيد. ولا يحدث ذلك بالنسبة للمسائل الغير ذات بال بالنسبة لهم. كما أنهم يتعلمون أن عليهم ألا يؤدوا الأشياء بشكل جيد حتى لا يكونوا مطالبين بالبقاء على ذلك المستوى طوال حياتهم أي المحافظة على القمة ، فهم يسمعون عبارات مثل "إنني أعلم بأنك قادر على أداء هذه المهمة حيث أنني قد رأيتك تفعل ذلك سابقا" ، وبعبارة أخرى أنهم يعاقبون على أنهم قد نجحوا في إحدى المرات.
إن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يشعرون بالتعب سريعا عندما يقومون بمهام تتطلب جهد غير بدني لأنها تكون صعبة عليهم بأكثر مما هي بالنسبة للفتيان الذين ليست لديهم احتياجات خاصة. مثال ذلك ، تخيل قضاء يوم في المدرسة وأنت تضع سماعات على أذنيك طوال ذلك اليوم مما يصيبك بمشاكل في السمع. هذا الشيء سوف يسبب لك الكثير من الإجهاد وعدم القدرة على سماع ما يقال ، وعندما تتبين ذلك يكون قد فاتك الكثير. وفي هذه الحالة يكون عليك بذل طاقة ذهنية كبيرة لتبين ما قد قيل مما لا يبقى معه أي جهد لاستخدامه في التفكير فيما قد قيل. يشبه ذلك تعلم لغة أجنبية ، فكم من الجهد يلزم للتمكن من الاسترسال في أي حديث بتلك اللغة التي لم تتقنها بعد. وهذا هو الحال في المدارس بالنسبة للأطفال الذين لديهم مشاكل في السمع.
ليست هناك إجابات جاهزة للمسائل التي تتعلق بمساعدة الأطفال النابغين لمجابهة المصاعب خاصة عندما تكون طاقاتهم قد استنفدت. مما قد يساعد في إعانة مثل هؤلاء الأطفال هو تحديد مدى صعوبة أية مسألة عليهم وتوضيح ذلك لهم. كما أن أخذ مثل هؤلاء الأطفال بطريقة متدرجة من المسائل السهلة إلى الأصعب سوف يساعد كثيرا في تسهيل الأمور عليهم. كما أن طريقة اشتراك أكثر من واحد معا في حل المشكلة سوف يسهل عليهم المهمة (مثل أن يقوم اثنان بالاشتراك في كتابة موضوع معين) قد يسهم في تجاوز بعض المشكلات لأولئك الأطفال. واحدة من أهم الجزئيات هي إدراك أن هناك قاعدة عامة لردود أفعال هؤلاء النابغين التي تبدو غير لائقة.

منقول (http://www.mawhiba.org.sa/Home/Topics/Publications/Prints/Newseletter/(NO+15)/)