
من أكثر اضطرابات الأطفال شيوعاً، ويكاد لا يخلو بيت من هذه المشكلة إلا أن أغلب الأمهات والأباء تنقصهم المعلومات الوافية والعلمية لفهم ذلك اللهم إلا بعض المعلومات المتناقلة من الجيران والأقارب، لذلك سنحاول تقديم المعلومات العلمية المبسطة والواضحة ابتداءً من تكرار نزول البول اللاإرادي في الفراش أثناء النوم قبل سن 5 سنوات أمر طبيعي، وكذلك التبول من حين لآخر لا يعتبر مشكلة ويصنف التبول اللاإرادي كاضطراب عندما يستمر بعد الخمس سنوات من العمر وعندما يكون مستمر في كل الليالي أو في أغلب الليالي .
ويكون التبول اللاإرادي في نوعين، الأول المتبول لاإرادياً منذ الولادة إلى ما بعد الخمس سنوات والثاني هو الذي عاد للتبول مرة أخرى بعد فترة معقولة من الانقطاع، والتبول اللاإرادي ينتشر أكثر لدى الذكور منه لدى الإناث.
أسباب التبول اللاإرادي :-
أسباب فسيولوجية : تأخر بعض الأطفال في ضبط المثانة ( فروق فردية في النضج )، التهابات المثانة، التهابات مجرى البول، فقر الدم، الديدان، الانهاك العصبي، الإمساك، سوء الهضم، تضخم اللوزتين، نقص الفيتامينات، مرض السكر، الزوائد الأنفية ( اللحمية )، الاستغراق في النوم العميق ( المرحلة الرابعة والخامسة من النوم ) الصرع، التأخر العقلي، البرودة المفاجئة للرأس وللأطراف، الإفراط في تناول السوائل والفواكه، ( الماء ، الحليب ، المشروبات، البرتقال، الدلاع )، تناول الأكلات المقلية (البيض ، الأسماك ، البطاطا … إلخ).
الأسباب النفسية : شعور الطفل بالخوف، وعدم الأمان (الخوف من الظلام أو من سماع قصص مزعجة أو من مشاهد مثيرة، الغيرة من المولود الجديد وخاصة إذا أدرك الطفل أنه أصبح يفقد الامتيازات السابقة، تخويف الأطفال بالغول وبالجن والعفاريت، المشاجرة بين الوالدين أمام الطفل، القسوة وكثرة النقد تجعل الطفل ينتقم لا شعورياً فيصبح ميالاً في لا وعيه إلى التبول اللاإرادي كأسلوب احتجاج على معاملة الأم. مبالغة بعض الأمهات وإصرارهن على أن يتوقف الطفل عن التبول دون مراعاة للنضج الفسيولوجي في ضبط المثانة، التعليق على الطفل والتحدث عن مشكلته أمام الأقارب والجيران، تأنيبه وضربه والاستهزاء به (فيحدث مثلاً أن يتبول الطفل نتيجة برد في أطرافه ، فتقوم الأم في الصباح بتأنيبه وربما ضربه ولا تنظر للسلوك بأنه طارئ وحتى وإن لم يكن طارئاً فإنها تلصق العار والعيب بالطفل كله، " وتقول له أنت مش اكويس، خوتك أحسن منك إصغار عمك أحسن منك، يا مسخ … يا … يا بوال … "
الفراغ العاطفي، وغياب الحوار بين الأطفال وآبائهم وخاصة أن بعض الآباء سامحهم الله لا يدخلون البيت إلا والأطفال نيام ويغادرونه والأطفال في المدرسة، أي أن لحظات اللقاء بين أفراد الأسرة تكاد لا توجد حتى وإن وجدت فهي ربما لتناول الوجبات أو لمشاهدة مسلسل مدبلج … وحتى أيام الجمعة والعطلات لا يستغلها الأباء في الحوار، فمن يبقى منهم في المنزل يقوم بالصيانة والترميم أو بالنوم العميق (وهو ما يعني علاقات باردة وصور باهتة وأفكار مجمدة وقلوب حائرة وأطفالاً فاقدين للشعور بالمعنى باحثين عن الحب والعطف والأمان … ولسوء حظهم فأبائهم .. صم .. عم .. بكم … لا يفقهون…
متى يمكن أن نبحث عن العلاج في حالة التبول اللاإرادي ؟
إذا ما استمرت عملية التبول لفترة طويلة وفي كل ليلة وخاصة بعد سن الخمس سنوات.. وذلك باتباع النصائح العلاجية الآتية :-
· فحص الطفل جسمياً عن طريق طبيب الأطفال وخاصة بإجراء التحاليل الطبية .
· تدريب الطفل على ضبط المثانة في الوقت المناسب لذلك لا قبله ولا بعده.
· تعويد الطفل على الدخول إلى الحمام قبل النوم مباشرة وأن تتيح له الوقت لإفراغ المثانة بالكامل (فلا ننهره بالاستعجال ، ولا نطفئ ضوء الحمام ولا نطفئ ضوء الممر الموصل إلى الحمام )، تفريغ المثانة بالكامل.
· بث الثقة في الطفل والإيحاء له بأنه يستطيع السيطرة على عملية التبول.
· التقليل من شرب السوائل ليلاً وخاصة قبل النوم بساعتين.
· عدم التركيز على خطأ الطفل والابتعاد عن إحساسه بالذنب.
· التقليل من السوائل كالمشروبات واللبن والفواكه .
· الابتعاد عن الوجبات المقلية ليلاً كالأسماك ، والبيض ( كل ما هو مقلي في السمن والزيت) .
· إيقاظ الطفل بهدوء بعد نومه بحوالي ساعة أو ساعة إلا ربع للدخول مرة أخرى للحمام.
· تدريب الطفل على التحكم في التبول عن طريق الاحتفاظ بكمية من البول في المثانة لفترة معلومة .
· نعود الطفل على تغيير شراشف السرير المبللة ووضعها في الغسالة دون توبيخ أو اشمئزاز .
· لتبقى كل أم مع طفلها أثناء النوم لمدة حوالي 15 دقيقة بجانبه كي تبعث فيه الارتياح عند دخوله في النوم مع ملاحظة عدم تذكيره بهذا السلوك .
· الاستعانة بلوحة النجوم وهي أن يحتفظ الطفل بسجل لليالي المبللة والليالي النظيفة على أن يضع في الجدول إشارة ( ü ) أمام الليالي النظيفة وإشارة (×) أمام الليالي المبللة شرط أن نتجاهل الليالي المبللة ونكافئه معنوياً بالليالي النظيفة .