يوسف الرسيس
02-24-2009, 09:11 PM
الوسواس القهري
هو نوع من التفكير ( غير المعقول وغير المفيد ) الذى يلازم المريض دائما ويحتل جزءا من الوعى والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير .
مثل تكرار ترديد جمل نابية أو كلمات كفر في ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب .
وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان فترة من فترات حياته
ولكن الوسواس القهرى يتدخل ويؤثر في حياة الفرد واعماله الاعتيادية وقد يعيقه تماما عن العمل .
وهو أحد الأمراض العصابية التي يعلم فيها المريض علم اليقين بعدم صحة أفكاره .
ويأتي المرض عادة في هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف...... وقد يكون في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية مع يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس ولا معقوليتها..... وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام....... ومحاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام .....
ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة مقاومته ....
وقد تترتب على إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية مشاكلُ اجتماعية والآم نفسية وعقلية.
و نسبة هذا المرض حوالي 2% وهذا يعني انه يعاني حاليًا واحد من كل خمسين من الناس من هذا المرض ، وربما كان ضعف هذا الرقم قد عانوا من هذا المرض المرضي في فترة ما من حياتهم.
من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالوسواس القهري :-
1/ الوراثة :-
فحوالي30% من أقارب المريض يكون لديهم نفس الاضطراب.... كما أن ظهور الاضطراب في التوائم وحيدة البويضة أعلى من ثنائية البويضة ... ويتداخل العامل الوراثي مع العامل البيئي .... فتأثير الوالدة مثلاً، المصابة بالوسوسة في تصرفاتها، سينعكس على شخصية أطفالها سواء وراثيا أو بيئيا.
2/ العامل الفسيولوجي :-
كوجود بؤرة كهربائية نشطة في لحاء المخ .... وعلاقته بالناقلات العصبية والتي تسمى «سيروتونين».
لذا تعمل الأدوية المضادة للوسواس القهري على التقليل من ناقل السيروتونين هذا.
3/ طبيعة الشخصية :-
أي الشخصية الوسواسية التي تتصف بالصلابة وعدم المرونة وصعوبة التكيف والتأقلم للظواهر المختلفة.
وقد تبين أن الشخصية الوسواسية لا تظهر إلا بعد 20 ـ 25 سنة من حالات الوسواس القهري.
4/ المشاكل الاجتماعية :-
فالوسواس القهري له علاقة بالقلق الشديد أو الاكتئاب.
الأعراض السريرية : -
* أفكار وسواسية وأفعال قهرية في صورة طقوس حركية.
* فكرة خاصة أو صورة لمنظر ما، جميل أو كريه، أو جمل معينة ترد على مخ المريض فتسيطر عليه.
* اندفاعات تجعل المريض يشعر برغبة جامحة لأن يقوم بأعمال لا يرضى عنها، ويحاول مقاومتها. ولكن هذه الرغبة تسيطر عليه بإلحاح وبقوة ....
وعادة ما تكون هذه الاندفاعات عدوانية أو انتحارية ... إذ يشعر المريض بالرغبة في رمي المارة في الشارع أو إخوته من الشرفة أو إلقاء نفسه من الأدوار العليا أو القطار أو الأتوبيس.
* اجترار الأفكار (Rumination) : -
فتنتاب المريضَ أفكارٌ وأسئلةٌ لا يمكن الإجابة عنها .... ويحاول التخلص منها من دون جدوى، كالسؤال التقليدي (خلقنا الله؛ إذا مَنْ خَلقَََ الله؟).
وطالما سألنا أنفسنا هذا السؤال.... ثم طردناه من ذهننا.
لكن المريض يرد على هذا السؤال أو يتساءل لماذا نعيش ولماذا نموت، ولن يحتل تفكيره سوى هذا السؤال ...
ولن يستطيع القيام بأي نشاط ذهني آخر·
* المخاوف القهرية ( phobia) : -
والتي ترتبط بالأفكار أو الصور ثم الاندفاعات والطقوس الحركية، فتكون المخاوف وسيلة للهروب من الموقف القهري الذي تسببه الأفكار الأخرى· ـ الطقوس الحركية (Rituals) ... نتيجة الرغبة الخاصة المسيطرة للقيام بحركات معقدة ...
ومن أشهر الأمثلة غسيل الأيدي مئات المرات أو غسيل الجسم بعد عمليات التبول أو التبرز أو أثناء فترة الطمث· ـ وهناك مرضى يمكثون في الحمام من ثلاث إلى خمس ساعات متواصلة لإنهاء عملية الاغتسال، وبالطبع تنتهي هذه العملية بإنهاك شديد وضياع الوقت.
الأثر الاجتماعي للمرض :-
نتيجة لهذا المرض فإن الأفكار القهرية التي تعترض المريض تحدث الكثير من المشكلات الاجتماعية وخاصة بين الزوجين .
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا ... كيف يمكن لزوج أن يعيش مع زوجة تقضي في الحمام ساعة أو ساعتين للوضوء فقط؟
وكيف ستكون حياتهم؟
أو أن شخصاً يجبر زوجته وأولاده على الاستحمام خارج المنزل حتى يدخلوا ؟
هذا سيسبب طبعاً الكثير من الخلافات والمشكلات ... وحتى بعدما يكبر الأبناء فإنه يحرم عليهم أن يزوروا والدهم أو يدخلوا بيته لعدم استيفائهم الشرط السابق .....
فذلك يؤدي بالتأكيد إلى التفرق وتشتت الأسرة.
العلاج والوقاية :-
يتحسن حوالي ثلث أو نصف المرضى في غضون خمس سنوات..
وقد أثبتت بعض الدراسات أن 1 ـ 12% من حالات الوسواس القهري تتحول إلى مرض شبيه بالفصام ... ويختلف العلماء في تفسير مدى هذا التحول.
ويعتقد انسل في عام 1990 أن الذهان الناتج عن الوسواس القهري، يختلف أساساً عن الفصام.... ويحتمل أن يكون نوعا مستقلا من الذهان له مسبباته البيئية ومصيره يختلف عن الفصام ... ويسمى بالوسواس الذهاني ... لكن شخصية المريض تكون متماسكة.
ويشمل العلاج : -
1/ العلاج النفسي :-
أ ـ يحتاج مريض الوسواس القهري إلى علاج نفسي ... وذلك عن طريق تفسير طبيعة الأعراض وتشجيعه وطمأنته بأن حالته بعيدة عن الجنون والتقليل من خوفه على ملكاته العقلية.
ب ـ محاولة الكشف عن العوامل الدفينة التي أدت إلى هذه الأعراض.
2/ العلاج البيئي والاجتماعي :-
يحتاج المريض أحيانا إلى تغيير مكان العمل والسكن حتى يبتعد عن مصدر الوساوس ... خاصة إذا كانت له علاقة بالخوف من هذه الأمراض أو التلوث بالميكروبات.
3/ العلاج الكيميائي : -
تعين أحيانا العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب والأدوية المساعدة في اختفاء التوتر والاكتئاب المصاحبين للوساوس ... مما يجعل المريض قادرا على مقاومته راغبا في الاستمرار في نشاطه الاجتماعي، ومنها البروزاك.
4/ العلاج الكهربائي : -
وإن كان لا يفيد في حالات الاكتئاب الشديدة والأفكار السوداوية.
5/ العلاج السلوكي :-
وهو الأول في العلاج للوسواس القهري وخاصة في حالات المخاوف والطقوس القهرية إما بالتحصين البطيء أو التعرض المباشر ثم الامتناع.
6/ العلاج الجراحي :-
ويستعمل في الحالات المزمنة التي لا يفيد العلاج السلوكي أو الدوائي معها.
7/ العلاج التدعيمي ورفع الذات والثقة بالنفس : -
كثرة الاستغفار والدعاء واتباع الأساليب العلمية والطبية السليمة إضافة إلى طلب مشورة العلماء.
كيف عالج الرسول صلي الله عليه وسلم هذا المرض ؟؟؟
وذلك بالنصيحة النبوية في الحديث الشريف :-
( إن شك أحدكم في صلاته فليتم )
أو بالنسبة لموضوع التعرض للذات الإلهية ؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عالجه بقوله : -
( قد يأت الشيطان أحدكم فيقول من خلق هذا ومن خلق هذا فليستعذ بالله لينته ) .
والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم هنا عن الوسواس القهري وكيف نعالج هذا الأمر، لذلك ما نقوم به هو دمج العلاج بالدواء مع العلاج بالطب النبوي.
هو نوع من التفكير ( غير المعقول وغير المفيد ) الذى يلازم المريض دائما ويحتل جزءا من الوعى والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير .
مثل تكرار ترديد جمل نابية أو كلمات كفر في ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب .
وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان فترة من فترات حياته
ولكن الوسواس القهرى يتدخل ويؤثر في حياة الفرد واعماله الاعتيادية وقد يعيقه تماما عن العمل .
وهو أحد الأمراض العصابية التي يعلم فيها المريض علم اليقين بعدم صحة أفكاره .
ويأتي المرض عادة في هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف...... وقد يكون في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية مع يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس ولا معقوليتها..... وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام....... ومحاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام .....
ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة مقاومته ....
وقد تترتب على إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية مشاكلُ اجتماعية والآم نفسية وعقلية.
و نسبة هذا المرض حوالي 2% وهذا يعني انه يعاني حاليًا واحد من كل خمسين من الناس من هذا المرض ، وربما كان ضعف هذا الرقم قد عانوا من هذا المرض المرضي في فترة ما من حياتهم.
من أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالوسواس القهري :-
1/ الوراثة :-
فحوالي30% من أقارب المريض يكون لديهم نفس الاضطراب.... كما أن ظهور الاضطراب في التوائم وحيدة البويضة أعلى من ثنائية البويضة ... ويتداخل العامل الوراثي مع العامل البيئي .... فتأثير الوالدة مثلاً، المصابة بالوسوسة في تصرفاتها، سينعكس على شخصية أطفالها سواء وراثيا أو بيئيا.
2/ العامل الفسيولوجي :-
كوجود بؤرة كهربائية نشطة في لحاء المخ .... وعلاقته بالناقلات العصبية والتي تسمى «سيروتونين».
لذا تعمل الأدوية المضادة للوسواس القهري على التقليل من ناقل السيروتونين هذا.
3/ طبيعة الشخصية :-
أي الشخصية الوسواسية التي تتصف بالصلابة وعدم المرونة وصعوبة التكيف والتأقلم للظواهر المختلفة.
وقد تبين أن الشخصية الوسواسية لا تظهر إلا بعد 20 ـ 25 سنة من حالات الوسواس القهري.
4/ المشاكل الاجتماعية :-
فالوسواس القهري له علاقة بالقلق الشديد أو الاكتئاب.
الأعراض السريرية : -
* أفكار وسواسية وأفعال قهرية في صورة طقوس حركية.
* فكرة خاصة أو صورة لمنظر ما، جميل أو كريه، أو جمل معينة ترد على مخ المريض فتسيطر عليه.
* اندفاعات تجعل المريض يشعر برغبة جامحة لأن يقوم بأعمال لا يرضى عنها، ويحاول مقاومتها. ولكن هذه الرغبة تسيطر عليه بإلحاح وبقوة ....
وعادة ما تكون هذه الاندفاعات عدوانية أو انتحارية ... إذ يشعر المريض بالرغبة في رمي المارة في الشارع أو إخوته من الشرفة أو إلقاء نفسه من الأدوار العليا أو القطار أو الأتوبيس.
* اجترار الأفكار (Rumination) : -
فتنتاب المريضَ أفكارٌ وأسئلةٌ لا يمكن الإجابة عنها .... ويحاول التخلص منها من دون جدوى، كالسؤال التقليدي (خلقنا الله؛ إذا مَنْ خَلقَََ الله؟).
وطالما سألنا أنفسنا هذا السؤال.... ثم طردناه من ذهننا.
لكن المريض يرد على هذا السؤال أو يتساءل لماذا نعيش ولماذا نموت، ولن يحتل تفكيره سوى هذا السؤال ...
ولن يستطيع القيام بأي نشاط ذهني آخر·
* المخاوف القهرية ( phobia) : -
والتي ترتبط بالأفكار أو الصور ثم الاندفاعات والطقوس الحركية، فتكون المخاوف وسيلة للهروب من الموقف القهري الذي تسببه الأفكار الأخرى· ـ الطقوس الحركية (Rituals) ... نتيجة الرغبة الخاصة المسيطرة للقيام بحركات معقدة ...
ومن أشهر الأمثلة غسيل الأيدي مئات المرات أو غسيل الجسم بعد عمليات التبول أو التبرز أو أثناء فترة الطمث· ـ وهناك مرضى يمكثون في الحمام من ثلاث إلى خمس ساعات متواصلة لإنهاء عملية الاغتسال، وبالطبع تنتهي هذه العملية بإنهاك شديد وضياع الوقت.
الأثر الاجتماعي للمرض :-
نتيجة لهذا المرض فإن الأفكار القهرية التي تعترض المريض تحدث الكثير من المشكلات الاجتماعية وخاصة بين الزوجين .
فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا ... كيف يمكن لزوج أن يعيش مع زوجة تقضي في الحمام ساعة أو ساعتين للوضوء فقط؟
وكيف ستكون حياتهم؟
أو أن شخصاً يجبر زوجته وأولاده على الاستحمام خارج المنزل حتى يدخلوا ؟
هذا سيسبب طبعاً الكثير من الخلافات والمشكلات ... وحتى بعدما يكبر الأبناء فإنه يحرم عليهم أن يزوروا والدهم أو يدخلوا بيته لعدم استيفائهم الشرط السابق .....
فذلك يؤدي بالتأكيد إلى التفرق وتشتت الأسرة.
العلاج والوقاية :-
يتحسن حوالي ثلث أو نصف المرضى في غضون خمس سنوات..
وقد أثبتت بعض الدراسات أن 1 ـ 12% من حالات الوسواس القهري تتحول إلى مرض شبيه بالفصام ... ويختلف العلماء في تفسير مدى هذا التحول.
ويعتقد انسل في عام 1990 أن الذهان الناتج عن الوسواس القهري، يختلف أساساً عن الفصام.... ويحتمل أن يكون نوعا مستقلا من الذهان له مسبباته البيئية ومصيره يختلف عن الفصام ... ويسمى بالوسواس الذهاني ... لكن شخصية المريض تكون متماسكة.
ويشمل العلاج : -
1/ العلاج النفسي :-
أ ـ يحتاج مريض الوسواس القهري إلى علاج نفسي ... وذلك عن طريق تفسير طبيعة الأعراض وتشجيعه وطمأنته بأن حالته بعيدة عن الجنون والتقليل من خوفه على ملكاته العقلية.
ب ـ محاولة الكشف عن العوامل الدفينة التي أدت إلى هذه الأعراض.
2/ العلاج البيئي والاجتماعي :-
يحتاج المريض أحيانا إلى تغيير مكان العمل والسكن حتى يبتعد عن مصدر الوساوس ... خاصة إذا كانت له علاقة بالخوف من هذه الأمراض أو التلوث بالميكروبات.
3/ العلاج الكيميائي : -
تعين أحيانا العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب والأدوية المساعدة في اختفاء التوتر والاكتئاب المصاحبين للوساوس ... مما يجعل المريض قادرا على مقاومته راغبا في الاستمرار في نشاطه الاجتماعي، ومنها البروزاك.
4/ العلاج الكهربائي : -
وإن كان لا يفيد في حالات الاكتئاب الشديدة والأفكار السوداوية.
5/ العلاج السلوكي :-
وهو الأول في العلاج للوسواس القهري وخاصة في حالات المخاوف والطقوس القهرية إما بالتحصين البطيء أو التعرض المباشر ثم الامتناع.
6/ العلاج الجراحي :-
ويستعمل في الحالات المزمنة التي لا يفيد العلاج السلوكي أو الدوائي معها.
7/ العلاج التدعيمي ورفع الذات والثقة بالنفس : -
كثرة الاستغفار والدعاء واتباع الأساليب العلمية والطبية السليمة إضافة إلى طلب مشورة العلماء.
كيف عالج الرسول صلي الله عليه وسلم هذا المرض ؟؟؟
وذلك بالنصيحة النبوية في الحديث الشريف :-
( إن شك أحدكم في صلاته فليتم )
أو بالنسبة لموضوع التعرض للذات الإلهية ؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عالجه بقوله : -
( قد يأت الشيطان أحدكم فيقول من خلق هذا ومن خلق هذا فليستعذ بالله لينته ) .
والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم هنا عن الوسواس القهري وكيف نعالج هذا الأمر، لذلك ما نقوم به هو دمج العلاج بالدواء مع العلاج بالطب النبوي.