تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رعاية الطفل المنغلق


حمزة العثمان
07-20-2009, 07:23 PM
الطفل المنغلق : هو الطفل الذي يعيش في عالمه الخاص ، حيث يظهر كثيرا من أنواع السلوك الغريب الذي لا يمكن التنبؤ به مثل ترديد بعض العبارات أو القيام ببعض الحركات بشكل متكرر أو لالإنجذاب نحو شيىء من الأشياء بدون مبرر .


التمييز بين حالات الفصام و الحالات الإنغلاقية :
1- الأطفال النغلقين لا يعانون من الهذيانات و الهلوسات كما هو حال الأطفال الفصاميين .
2 - يمكن أن تحدث حالة من التراجع بعد التحسن عند الأطفال الفصاميين ، في حين لا يظهر هذا الأمر لدى الأطفال المنغلقين .
3 - فيما يتعلق بالسن : تبدأ أعراض الطفل المنغلق بالظهور قبل سن الثالثة أما حالات الفصام فإنها تظهر بعد سن الخامسة .
4 - فيما يتعلق بالجنس : يغلب عدد الذكور على البنات في حالات الطفل المنغلق ، فيما ينعكس الأمر في حالات الفصام .
5 - فيما يتعلق بالذكاء : متوسط ذكاء الطفل المنغلق في معظم الحالات دون المتوسط ، أما الطفل الفصامي فذكاؤه في معظم الحالات متوسطا أو أعلى من المتوسط .
6 - إن الأطفال الفصاميين يمكن أن يكون لديهم قريب فصامي كما هو حال العديين من الأطفال في حين أن أكثر من عشرة بالمئة من الأطفال الفصاميين يكونون من آباء فصاميين .
إن أفضل ما يعتمد عليه في التمييز بين الطفل الفصامي و المنغلق هو زمن حدوث الإصابة ، حيث تكون في سن مبكرة لدى الطفل المنغلق و تتأخر قليلا لدى الطفل الفصامي .


الصفات المميزة للطفل المنغلق :

أ - صفات السلوك الإجتماعي : تظهر لدى الطفل المنغلق صفة مقاومة التغيير ، فيلجأ إلى الحركات النمطية و السلوك الغريب ، كما أنه يتصف بالإنسحاب الإجتماعي و التمركز الذاتي ، فالطفل المنغلق غير قادر على إقامة علاقات إجتماعية فعالة .
و بمقارة السلوك الإجتماعي للطفل المنغلق و الطفل العادي فإن الطفل المنغلق يظهر سلوكا إجتماعيا أقل تنظيما ، كما أن تواصله البصري مع المحيط أقل من الطفل العادي .

ب - زمن حدوث الإعاقة : تبدأ الإصابة عند الطفل المنغلق دون سن الثالثة ، و قد ينمو في السنتين اأولى و الثانية بشكل طبيعي ، أما الطفل الذي يولد و هو يحمل إعاقة الإنغلاق فيتصف بأنه هادىء تماما .

ج - اضطرابات اللغة : يعاني الطفل المنغلق من عدم القدرة على فهم الآخرين و الإتصال السليم بهم ، و لا تقتصر العيوب على الجانب اللفظي الصوتي للإتصال ، إنما يظهر العيب في عملية الإتصال مع اللآخرين بوجه عام .
إن بعض الأطفال المنغلقين بالرغم من أنهم قادرون على استخدام اللغة بشكل نحوي صحيح إلا أنهم أقل من العاديين في استخدام اللغة بصورة طبيعية و وظيفية ، و استخادم الإشارات التعبيرية بصورة جيدة .

د - قصور الجانب المعرفي : الطفل المنغلق غير قادر على تنظيم الكركات في محيطه ، و غير قادر على التركيز على موضوع خارج ذاته و هو عديم القدرة على المقارنة و المحاكمة ، و ينتقل من موضوع لآخر دون إيجاد رابط منطقي .
تشير بعض الدراسات إلى أن أثر من خمسة و سبعين بالمائة من الأطفال المنغلقين متخلفين عقليا ، و أن حاصل ذكائهم دون سبعين درجة ، فهم يندرجون ضمن حالات التخلف العقلي .

ه - المظاهر العامة للطفل المنغلق : ربع الأطفال المنغلقين يعانون من نوبات الصرع ، و ثلثهم يعاني من آفات وراثية ، و قد تظهر مالات من ضمور العقل و استسقاء الدماغ و ضعف الرؤية و السمع ، و أحيانا النوم القليل و الهضم السيء .


أسباب حدوث الإعاقات الإنغلاقية :
تستبعد غالبا التأثيرات التربوية و وجود آباء غير طبيعيين في حدوث هذا النوع من الإعاقات ، و تعد العوامل الفيزيولوجية السبب الرئيس ، حيث يرتبط الإنغلاق بآفةعضوية دماغية ينتج عنها اضطراب في القدرات العقلية و الإنفعالية ، كما أن العوامل الوراثية الناتجة عن اضطرابات في النمو في المرحلة الجنينية قبل الولادة و تعرض الأم للإجهاد و لبعض الأمراض ، إضافة إلى عسر الولادة الذي يتسبب بنقص الأكسجين يؤدي إلى حدوث الإنغلاق ، و قد يتعرض الطفل في الأشهر الأولى من عمره لأمراض عديدة مثل إلتهاب السحايا و الحصبة الألمانية تؤدي لحدوث خلل وظيفي للدماغ يؤدي فيما بعد لإصابة هذا الطفل بالإنغلاق .


الأساليب التربوية في التعامل مع الأطفال المنغلقين :
يجب ألا يقتصر العلاج على الجانب النفسي للطفل المنغلق ، فالأطفال المنغلقين بحاجة إلى مربين مؤهلين يمكن أن يزيدوا من مستوى تطور هؤلاء الأطفال في النواحي الإجتماعية و اللغوية و العقلية ، إضافة إلى الدور التربوي الفاعل للأسرة في التعاون مع الطبيب و المشرف التربوي المختص للتعرف على الأساليب الأكثر نجاحا في توجيه الطفل المنغلق و ضبط سلوكه .
لا بد من تدريب هذه الحالات من الإعاقات على المهارات الأساسية اليومية كالأكل و النظافة و الملبس ، و توفير الوسائل التعليمية التي تعتمد على اللمس و الرؤية مثل النماذج و الصور ، و التقليل قدر الإمكان من الإعتماد على النطق و الكلام ذلك أن استخدام أساليب الإتصال غير الصوتية أكثر نجاحا في التعامل من الأطفال المنغلقين من استخدام الكلام ، كما تعد اسخدام برامج التأهيل و التربية أكثر نجاحا من استعمال البرامج الوقائية ، لأن البرامج الوقائية تقوم أساسا على معرفة الأسباب و معالجتها في حين أن أسباب الحالات الإنغلاقية لا تزال حتى الآن غير واضحة تماما .

غير منقول .







... الوسط ...