فأس بيدي من صنع أبي

[الغريب المهاجر]

فأس بيدي من صنع أبي
مررت حيث رماني القدر في فضاء الأجيال فوجدت شابا في عنفوان عمره واقف كالهيجان
أمام هدوء شجرة تلفها الأماني والآمال حاملا فأسا موشوم عليها( هذا من صنع أبي ) فهممت
بالسؤال وقلت له ما عساك فاعل بهذه الشجرة المباركة فقال لي قد أمرني أبي بقطع هذه
الشجرة من دون أن يقول لي وقد كتبت عليها هذه العبارة من دون أن يلفظها لساني كي لا
أنسى ما سأفعله فقلت له وثيابي تفيض بها الدموع من عيون ارتمت وشاحا يلف كمال عنقي
من أمر ساعداك بحمل هذا الفأس ومن أمر ناظراك بالنظر إلى ما رسمته يداك ومن أمر
قدماك بالوصول إلى حيث أنت ............
بعد هنيهة رمى الفأس وراء ظهره ووجها على الأرض وجلس راكعا كتائب فاضت به الذنوب
حتى أخرجته قطرة زلال من فم الكأس
وأسند يداه على جيدها حتى بدت عروق راحتيه جذورا تمدها صليلا في حناجر وحبال
اليأس وغرس رأسه في تنايا ساقها حتى أعاقه هدير جسد الغد خوفا عليه من اندماج قد
يسلب حاضره ويرميه صفحات تهمل في دروج الأمس .