تاثير الحرب على نفسية الاطفال

[مرفت]

للحروب تاثيرات عديدة نراها باعيننا وتاثيرات ابلغ لا ترى بالعين المجردة,فالحروب تقتل البشر وتدمر وتصيب البعض بالعاقات وتيتم الاطفال وتشرد العديد من الاسر,ولا ننسى التاثير النفسي للحروب على الشعوب كافة وعلى كل الفئات العمرية وتحديدا على الاطفال,اذ يتعرض العديد منهم للاكتئاب والصدمات النفسية

يعرف اطفال غزة الحرب عن كثب اكثر من غيرهم لانهم عايشوها يوم بيومويعتبرون اكثر المتضررين من الحصار الاقتصادي والحرب الجارية.الا ان الحرب لا تمر مرور الكرام على الاطفال في مختلف بقاع الارض وتثير في اذهانهم الكثير من الاسئلة المستعصية والمخاوف والحيرة ويكون موقف الاطفال اصعب بكثير وهم يلاحظون انعكاسات الحرب على ذويهم
وهنا سؤالا مهما يطرح على العوائل: كيف يمكن شرح الحرب للاطفال وتخفيف وطاتها عليهم؟
من الضروري قبل كل شئ اجراء حوار مع الطفل بمبادرة من الام او الاب للحديث عن مشاعرهم وحتى تعرف ما يدور في تفكيرهم ونترك لمشاعرهم العنان في هذه الاوقات حتى لا تتراكم الصدمة,كما يهدف الى تبديد مخاوف الطفل من هذا الشيء المجهول والمخيف الذي يحمل اسم الحرب كما يرى د:راينهارد تاوش,المتخصص بعلم النفس ,فالطفل يعبر عن مخاوفه بهيئة اسئلة يطرحها وتساعده الاسئلة في تثبيت وضعه النفسي واحاطته بالاطمئنان وعدم تركه عرضة لمواجهة هذه المشاهد دون دعم نفسي والتركيز على بث كلمات من الحب او تشتيت فكرهم عن التركيز في الحدث المروع خاصة في اوقات الغارات المخيفة او مشاهدة المجازر عبر التيلفزيون .... فهذه اللحظات هي الاهم في حياة الطفل النفسية وكلما تركناه يواجهها وحده يزداد اثرها السلبي بداخله على المدى القريب والبعيد
ومن الاهمية بمكان عدم منع الطفل من البكاء او السؤال عما يجري والحديث عنه
وتلعب كيفية تصرف الوالدين امام الطفل دورا كبيرا في زيادة مخاوفه او تقليلها ,فمن المهم ان يراقب الاباء تصرفاتهم ويحاولو المحافظة على الحالة الطبيعية لهما وقوة التحمل وتلطيف الاجواء ليبثوا الثقة في الاطفال وان يحاول الوالدان كبت مشاعرهما وضبط نفسيهما وعدم اظهار مخاوفهما من الحرب امام الطفل.وعوضا عن اظهار المخاوف امام الاطفال فمن الضروري التحلي بالامل بزوال الحرب سريعا والتعبير عن القدرة على تجاوز الازمة.
كما لا يخفى على احد اهمية الحركة في تبديد القلق النفسي والمخاوف من نفس الانسان, وسيفيد اللعب خارج المنزل وممارسة الرياضة -بعد انتهاء الحربوتوقف الصراعات-في ابعاد الطفل عن اجواء البيت والحرب السابقة ,كما انه يفيد في زيادة انتشار الدم الى الدماغ عند الطفل وهنا لا ينطبق على البيت فقط وانما على المدرسة ايضا حيث من الضروري زيادة حصص الرياضة وفترات الحركة
ولا ننسى ما للمرشدين النفسيين من دور في عملية التخفيف عن الاطفال .فلعودة للمدارس والانكباب على الدرس يشغل بال الطفل بالدروس ويبعده في المدرسة في الاقل عن اخبار الحرب. ولا ضير ان تخصص حصة دراسية للمرشد النفسي من ضمن مناهج الاطفال في الفصول الاولى للحديث عن هذه الامور لتهيئتهم لتقبل هذا الامر دون صدمات او باقل تاثير ممكن
حمى الله شعبنا واطفالنا من كل ضر