علامات كلية التربية حلب الفصل الثاني 2012


التسجيل قائمة الأعضاء البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
المكتبة التربوية اكتب اسم البحث لتحصل على المساعدة منتدى الحقوق


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم 03-03-2009, 11:33 PM   رقم المشاركة : 1
ريم الحاج
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية ريم الحاج





 

آخر مواضيعي

ريم الحاج غير متواجد حالياً

ريم الحاج is on a distinguished road


افتراضي الحروب الفلسطينيّة .

الحروب الفلسطينية :
القضيّة الفلسطينيّة - وكما هو معروف – هي القضيّة المركزيّة للعرب , ولا أبالغ إن قلت , أنّها أيضا القضيّة المركزيّة التي تدور حولها مصالح هائلة لا تنحصر بالمصالح الأمريكيّة و الإسرائيليّة ( بطبيعة الحال ) فحسب . إنّما تمتد أهمّيّتها لتطال العالم أجمعه وبكل مجالات الاهتمام فيه إبتداءا من الدّين وانتهاءا بالاقتصاد . أضف إلى أنّ هذه القضيّة تهمّ كل إنسان يعيش على هذه الأرض , رغم أنّ كلّ لأسبابه , إلاّ أنّها تترك بصماتها في اهتمامات الكثيرين , سيّما العرب .
ولأهمّيتها أرى أنّه من المهم التعرّف على تاريخ هذه القضيّة وكيفيّة تأثيرها في الحياة العربيّة بكل تفاصيلها وتجلّياتها , لذا أورد هنا أهم الحروب الفلسطينيّة والعربيّة ( والتي أثيرت باسم القضيّة بطبيعة الحال ) ونتائجها . وسأحاول جاهدة إلى تفصيل هذه الحروب علّي أمدّكم بمعلومات من الأهمّيّة بمكان الإطّلاع عليها . ولا بدّ من التنويه بأنّ أغلب هذه المعلومات مستمدّة من الويكيبيديا .
الثورة الفلسطينية :
بدأت أطماع اليهود الغربيين في الأراضي الفلسطينيّة من العصر الحديث منذ عام 1530 م عندما حاول اليهودي الإيطالي يوسف ناسي الذي كان يعتبر أغني رجل في العالم حينها بناء مستعمرة لليهود الغربيين يفرّون فيها من الاضطهاد الذي يتعرّضون له في الغرب ورغم نجاح أمثال هؤلاء في شراء الأراضي من منطقة طبريّا من قبل السلطان العثماني الذي وافق على بيع هذه الأراضي لهم والسّماح بإقامة المستعمرات في مناطق عدّة مثل طبريّا وهو أمر ليس من حقّه مقابل تسديد ديون مستحقّة على الدّولة إلا أنّ الأمر أدّى إلى اندلاع عدّة انتفاضات شعبيّة بسيطة من قبل الأهالي البسطاء ورغم قسوة الجيش العثماني في قمع هذا الشّعب إلاّ أنّه استطاع وعلى مدار مئات السنين إفشال عدّة مشاريع مماثلة .
في ثمانينيّات القرن التّاسع عشر بدأ اليهود الغربيين يتبنّون نظريّات جديدة في استعمار الأراضي الفلسطينيّة تقوم على فكرة استبدال محاولات السيطرة المدنيّة أو السّلميّة بالسّيطرة المسلّحة وقد كان من أكبر المتبنّين لهذه النظريّة الحركة الصهيونيّة العالميّة التي قالت " إنّ اليوم الذي نبني فيه كتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذي ستقوم فيه دولتنا " .هذا العدوان أدّى إلي ردّة فعل غير منظّمة من قبل الأهالي في تلك الفترة سرعان ما تحوّلت إلي حركة سياسيّة منظّمة تعرف حتّى اليوم باسم " الثورة الفلسطينيّة المعاصرة " .
وقد انطلقت هذه الثّورة كشاهد على مرحلتين من الصّراع ضد الحركة الصهيونيّة و داعميها وأعوانها العملاء :
مرحلة ما قبل إسرائيل حيث امتدّت من عام 1880 و حتّى عام 1948 م وكانت الانطلاقة الأولى المسلّحة لها في ثورة الاستقلال عام 1920 م .
مرحلة ما بعد إسرائيل حيث تمتد من عام 1948م وحتى الآن وكانت الانطلاقة الثانية للثورة الفلسطينيّة والأولى في مقاومة إسرائيل عام 1964م مع انطلاقة فتح .
وهذا لا يعني أنّه قبل انطلاقة هذه الثورات لم تكن هناك مقاومة حيث ارتبط الأمر بالاعتراف بها وإمكانيّاتها .
أنواع المقاومة :
وتضم الثّورة نوعين من الكفاح الوطني الفلسطيني :
الكفاح السّياسي : الذي يتمثّل في القرارات والمواقف الوطنيّة و العربيّة والإسلاميّة والعالميّة التاريخيّة التي اتّخذت في سبيل نصرة هذا الشّعب .
الكفاح المسلّح : الذي تمثّل في انهار الشهداء التي قدّمها هذا الشّعب في غفلة من أمّته عنه في سبيل تحقيق ذاته التي يؤمن بها والتي تتلخّص في مصطلح الحرب أو الحروب الفلسطينية .
وقد سميت هذه الحرب الطويلة باسم ( الحروب الفلسطينية ) لسببين :
الأول : أنّ الطرف الأول و هو المستهدف فيها هو الطرف الفلسطيني .
الثاني : أنّ الطرف الثاني وهو المعتدي متلوّن فمرّة هو الاحتلال الأجنبي ومرّة هو الحركة الصهيونيّة ومرّة هو دولة الطوارئ الإسرائيليّة ومرّة هو عملائهم جميعا.
و الحروب الفلسطينيّة هو مصطلح حديث أطلق لمساعدة الدّارسين للتاريخ العالمي المعاصر على دراسة تاريخ المنطقة السّياسي و يقصد به إجمال ما كافح في مواجهته الشعب الفلسطيني من حروب في سبيل تحرير أرضه والحصول على الاستقلال منذ عام 1880م وحتّى الآن .
وتدور أحداث هذه الحروب بين الطّرف الفلسطيني الذي هو دائما عبارة عن مقاومة شعبيّة تتحول إلى عمل سياسي وعسكري منظّم أحيانا وشعبي عفوي أحيانا أخرى في مواجهة الحركة الصهيونيّة العالميّة ومشاريعها في فلسطين .
الهدف الذي أعلنه الطرف المعتدي وهو الحركة الصهيونيّة يتكوّن من شقّين :
الأول : بناء كيان عنصري ذو طبيعة يهوديّة على كامل الأراضي الفلسطينيّة وإقناع العالم بذلك ، على أنقاض الدّولة الفلسطينيّة التي يفترض وفق المخطّط أن يلغى اسمها من التاريخ .
الثاني : أن يتحوّل الكيان بأسرع وقت ولأطول مدّة إلي كيان توسّعي هدفه السيطرة على محيطه و إخضاعه بالأخص منطقة ما بين النهرين و التوجّه شرقا.
الهدف الذي أعلنه الطرف المقاوم وهو الطّرف الفلسطيني يتكوّن من شقّين :
الأول : مواجهة مشروع التهويد والإلغاء الذي أعلنه الطرف الإسرائيلي بهدف تثبّت الهويّة الفلسطينيّة مرحليّا وصولا إلي رفع المعاناة الإنسانيّة عن الشعب الفلسطيني وقيام الدّولة الفلسطينيّة المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف مع الحفاظ طوال الوقت على استقلاليّة القرار الفلسطيني .
الثاني : مواجهة مشاريع العدو التوسعيّة و صولا إلي نصرة الأمّة في أماكن المواجهة وتحقيق الوحدة على أمجاد التحرير لتعلن بها فلسطين عاصمة للأمّة العربيّة والإسلاميّة ومركز قرارها كما كانت قبل قيام دولة الطوارئ الإسرائيليّة .
يكون الطرفين في مواجهة مباشرة وعلى انفراد أحيانا أو بمشاركة إطراف إقليميّة ودوليّة أحيانا أخرى.وتجري هذه الحروب على الأرض الفلسطينية أحيانا كما يمكن أن تجر على أراضي عربيّة .
إلاّ أنّ القاسم المشترك بينها جميعا أن الطرف الذي يشنّ الحرب يستهدف بشكل مباشر القضاء على الطرف الآخر . وقد استمدّت هذه الحروب أهمّيتها التاريخيّة من عدّة نقاط أهمها :
1- أنّها تمثّل مجمل الحروب الأساسيّة المكوّنة للقضيّة الفلسطينيّة ( والتي بدورها هي الأساس في الصّراع العربي الإسرائيلي ) وبالتّالي فإنها تمتد على فترة زمنيّة تزيد عن قرن .
2- أنّ هذه الحروب هي الأكثر عددا والأكثر تدميرا .
نتائج هذه الحرب :
قيام دولة الطوارئ الإسرائيليّة من اليهود المهاجرين على أنقاض أكبر و أطول كارثة إنسانيّة في التّاريخ المعاصر نتجت عن منع اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار من العودة إلي أرضهم بعد انتهاء المعارك الكبرى في الأراضي الفلسطينيّة والتي رسّخت من خلال اتفاقية هدنيّة الأبعاد عام 1949م ولازالت آثارها مستمرّة حتى اليوم بعد بلوغ أربعة أجيال من اللاجئين في المهجر .


يتبع ..







التوقيع :
الوجه يأتينا كما لم يأتنا وجه عرفناه ..!


مادونا
آخر تعديل بواسطة ريم الحاج بتاريخ 03-03-2009 الساعة 11:39 PM .
  رد مع اقتباس
قديم 03-06-2009, 04:26 AM   رقم المشاركة : 2
Wine&Land
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية Wine&Land






 

آخر مواضيعي

Wine&Land غير متواجد حالياً

Wine&Land will become famous soon enough


افتراضي

متابع ....







التوقيع :



صاحت فجأة : هو أنت ثانية.. ألم أقتلك..؟!

قلت : قتلتني.. ونسيت مثلك أن أموت..؟!
  رد مع اقتباس
قديم 03-08-2009, 11:49 PM   رقم المشاركة : 3
قرعيش
تربوي مميز
 
الصورة الرمزية قرعيش





 

آخر مواضيعي

قرعيش غير متواجد حالياً

قرعيش is on a distinguished road


افتراضي


انه خوان ميكاس والذي يعرف بيوسف ناسي ..

ولد لعائلة يهودية معروفة من المرانوس
توفى والده عندما كان صغيراً، فرعته عمته (بياتريس دي لونا)،
أن اختيار طبرية كان مقصوداً من قبل يوسف ناسي، فهو يعرف أهميتها عند اليهود المتدينين حيث يعتبرها هؤلاء من المدن الأربع المقدسة عندهم في فلسطين وهي القدس وصفد وطبرية والخليل وكانت طبرية في فترة من الفترات مركزاً دينياً لهم،كما توجد فيها قبور لبعض الحاخامين الذين لهم قدسية عندهم مثل قبر الحاخام والفيلسوف المعروف موسى بن ميمون، حيث مازالوا يزورونها إلى اليوم.



وفي المناهج الدراسية الإسرائيلية في الوقت الحاضر يدرس مشروع يوسف ناسي ضمن منهج التاريخ كونه محاولة لإنشاء كيان يهودي في فلسطين.



مجله العربي عدد 2000






اعتقد ان القليل من الناس مطلعه على تاريخ القضية الفلسطينيه بأكمله ..
اشكرك زميلة ريم وانتظر منك ان تواصلي في هذه السلسله حتى حرب غزه 2009






التوقيع :
نصارع الظلام...
و
نقهر الشجون.... نغني للسلام....

فيزهر الزيتون
  رد مع اقتباس
قديم 03-11-2009, 11:07 PM   رقم المشاركة : 4
ريم الحاج
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية ريم الحاج





 

آخر مواضيعي

ريم الحاج غير متواجد حالياً

ريم الحاج is on a distinguished road


افتراضي الحروب الفلسطينيّة الصغرى , جزء 1 .

مراحل الحروب :
وتنقسم هذه الحروب إلي مرحلتين :
الأولى : هي الحروب الصغرى ( ما بين عامي 1880م – 1949م ) .
الثانية : هي الحروب الكبرى ( ما بين عامي 1949 م – وحتى الآن ) .
الحروب الفلسطينيّة الصغرى :
1- ثورة الاستقلال الأولى عام 1920 م .
2- ثورة لاستقلال الثانية عام 1921 م .
3- ثورة البراق عام 1929 م .
4- الثورة الفلسطينيّة الكبرى عام 1936 م .
5- ثورة الرّيف عام 1937 م .
الحروب الصغرى وهي الثورات العسكريّة التي قام بها الشعب الفلسطيني أثناء الفترة الممتدّة بين 1880- 1949 م وبالأخص الفترة العسكريّة البريطانيّة وكان للحركة الصهيونيّة هدف من ورائها هو إقامة ما سمّوه الدولة اليهوديّة حيث لم يتّفق على تسميتها بإسرائيل إلاّ قبل أيّام من إعلانها . أما الفلسطينيين فكان لهم هدفين :
أوّلا : منع قيام الدولة اليهوديّة – ورغم أنّ هذه الحروب لم تنجح في منع قيام الدولة اليهوديّة إلاّ أنّها ناجحة في تعطيل قيام هذه الدّولة مدّة لا تقل عن عشرين سنة بعد أن أحبطت هذه الثورات إعلان الدولة اليهوديّة عدّة مرّات ، كما كان من نجاحاتها أنها أدمت المهاجرين اليهود بالكثير من الخسائر المادّيّة عقب كل مذبحة كانوا يقومون بها مما جعل الحركة الصهيونيّة في مأزق تاريخي بعد أن أثبتت عجزها عن إبادة الفلسطينيين بأعداد كافية ، الأمر الذي جعل الحركة الصهيونيّة تتبني النظرية التي تبنّاها( بن غوريون ) عام 1939 م في المؤتمر الصهيوني حيث دعي فيه إلى استبدال نظرية الإبادة بنظرية التهجير وذلك عبر الاستفادة من الدول العربيّة .
ثانيا : المطالبة بالاستقلال عن بريطانيا - وهو الأمر الذي نجحت فيه المقاومة بإجلاء القوّات البريطانيّة عن الأراضي الفلسطينيّة إلاّ أنّ الفرحة لم تكتمل لأنّ إسرائيل أعلنت في اليوم التالي وقرّر على أثرها العرب الدّخول رغم رفض الطّرف الفلسطيني لذلك حيث كان الطّرف الفلسطيني المتمرّس على حرب العصابات يراهن على فشل المشروع الإسرائيلي في مهده إلاّ أنّ جميع الدول العربيّة تدخّلت بتوجيهات مباشرة من بريطانيا وتحت قيادة القائد العسكري البريطاني كلب باشا وكان أوّل مطلب للجيوش العربيّة تطلبه من الفلسطينيين هو نزع السّلاح بذريعة أن هذا يؤدّي إلى التشويش على الخطّة ومن هنا بدأت مرحلة الحروب الكبرى .
ثورة الاستقلال الأولى عام 1920 :
وقد اندلعت احتجاجاً على وعد بلفور، وبدأت أحداثها في القدس ثم امتدت إلى مختلف المدن الفلسطينيّة. وعلى الرغم من منع السلطات البريطانيّة للمظاهرات فإنّ الفلسطينيين اعتادوا أن يستغلّوا المناسبات الدينيّة وخاصّة موسم النبي موسى ، ففي شهر أبريل/ نيسان 1920 احتفل الفلسطينيون كعادتهم بهذه المناسبة وألقى عدد من وجهاء الحركة الوطنيّة خطابات حماسيّة كان من أهمّها خطابات الحاج أمين الحسيني وموسى كاظم الحسيني وعارف العارف، وبعدها سارت جموع حاشدة في مظاهرات صاخبة طافت شوارع القدس وهي رافعة صورة فيصل بن الحسين بصفته ملكاً لسوريا وفلسطين. وحينما وصلت المظاهرة باب يافا في القدس وقع انفجار قوي تبعه قذف الحوانيت اليهوديّة بالحجارة ، واشتبك المتظاهرون مع اليهود ثمّ مع الإنجليز الذين هرعوا لحمايتهم . وكانت تلك الأحداث بداية الهبّة الشعبيّة التي استمرّت أسبوعاً لم تستطع السلطات البريطانيّة إخمادها رغم إعلان الأحكام العرفيّة ، وبلغت حصيلة القتلى والجرحى من الجانب الفلسطيني تسعة قتلى و251 جريحاً. وترجع أهميّة ثورة 1920 إلى كونها بداية الانتفاضات الشعبيّة الكبرى على الوجود البريطاني والتغلغل الصهيوني منذ العشرينات من القرن العشرين وحتى الآن .
ثورة البراق :
ثورة البراق هو الاسم التي أطلقه الفلسطينيّون على اشتباكات عنيفة اندلعت في مدينة القدس في 9 أغسطس 1929، أيّام الانتداب البريطاني على فلسطين . بالعبريّة يشار إليها بـ " أحداث 1929 " أو "أحداث تارباط " (מאורעות תרפ"ט) نسبة إلى تاريخ اندلاع الاشتباكات حسب التقويم اليهودي .
في 15 أغسطس 1929، الذي وافق يوم الحداد على خراب الهيكل حسب التقويم اليهودي ، نظّمت حركة بيتار الصهيونيّة اليمينيّة مسيرة تظاهريّة احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس ، يصيحون "الحائط لنا" وينشدون نشيد الحركة الصهيونيّة . علمت الشرطة البريطانيّة عن المظاهرة سلفا وأرسلت قوّات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود . في اليوم التّالي ردّ القادة العرب بتنظيم مظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتّجهوا إلى حائط البراق ، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود ، تبيّن الأخطار التي تتهدّد المقدّسات الإسلاميّة .
ازداد التوتّر في القدس حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين , في الأيام التّالية تفشّت الاشتباكات إلى مدن أخرى حيث قتل عرب في مدينة الخليل 67 يهوديّا من سكّان المدينة . تمتّع عدد من اليهود بحماية بعض السكّان العرب الذين عارضوا العنف ولكنّهم اضطروا إلى هجر الخليل خشية من استمرار الاشتباكات . في غزّة كان مجتمع يهودي صغير الذي هجر أفراده المدينة مستعينين بحماية القوّات البريطانيّة . كذلك تعرّض يهود صفد لعمليّات العنف من قبل السكّان العرب. اضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من القوّات البريطانيّة في مصر كي تتمكّن من إيقاف العنف .
وكانت حصيلة الاشتباكات ، التي امتدّت من الخليل و بئر السبع جنوبا حتى صفد شمالا كالتّالي :
• 116 قتيلا فلسطينيّا و133 قتيلا يهوديّا
• 232 جريحا فلسطينيّا و339 جريحا يهوديّا
واعتقلت سلطات الانتداب تسعمائة فلسطينيّا وأصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 فلسطينيّا خُفّفت الأحكام على 24 منهم ونفّذ حكم الإعدام في 17 يونيو 1930، بسجن مدينة عكّا المعروف بإسم (القلعة) , في ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير . ومن بين نتائجها أيضا. تمّ الاحتكام إلى عصبة الأمم (حينها) بناءا على توصية لجنة شو (و هي لجنة شكّلتها الحكومة البريطانيّة للتحقيق في الأحداث)، و التي حدّدت الفرقاء الثلاثة : الحكومة والعرب واليهود. قبلت عصبة الأمم ، و ألفت لجنة من ثلاثة أشخاص غير بريطانيين أحدهم متضلّعاً في القانون وخبيراً في القضاء، وهم : اليل لوفغرن، شارلس بارد، وس.فان كمبن.
أقرّت اللجنة أنّ للمسلمين وحدهم تعود ملكيّة الحائط الغربي باعتباره جزءا لا يتجزّأ من مساحة الحرم الشريف، كما تعود للمسلمين ملكيّة الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلّة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط .
كما أقرّت اللجنة أنّه لا يجوز لليهود جلب أيّة أدوات عبادة أو وضع مقاعد أو سجّاد أو كراسي أو ستائر أو حواجز أو أيّة خيمة جوار الحائط لأنّه ملكا للمسلمين (تقرير اللجنة المقدّم لعصبة الأمم عام 1930) .
في أكتوبر 1930 أعلنت الحكومة البريطانية تعليمات جديدة بنسبة لسياسة حكومة الانتداب البريطاني على فلسطين . اعتمدت التعليمات الجديدة على نصائح لجنتين بريطانيّتين عيّنتا لتحقيق الاشتباكات ، وأمرت بتقليل عدد تصاريح الهجرة إلى فلسطين وتعسير إمكانيّة اليهود لبيع الأراضي من العرب .

يتبع ..







التوقيع :
الوجه يأتينا كما لم يأتنا وجه عرفناه ..!


مادونا
آخر تعديل بواسطة ريم الحاج بتاريخ 03-11-2009 الساعة 11:10 PM .
  رد مع اقتباس
قديم 03-17-2009, 05:01 PM   رقم المشاركة : 5
ريم الحاج
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية ريم الحاج





 

آخر مواضيعي

ريم الحاج غير متواجد حالياً

ريم الحاج is on a distinguished road


افتراضي الحروب الفلسطينيّة الصغرى , جزء 2 .

الثورة الفلسطينيّة الكبرى :
الثّورة الفلسطينيّة الكبرى هي من أضخم الثورات الشعبيّة التي قام بها الشعب الفلسطيني ضد المستعمرين الإنجليز واليهود المهاجرين إلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين ، استمرّت ثلاث سنوات متواصلة ابتداءا من عام 1936 - 1939 اثر وفاة الشيخ عز الدّين القسّام على أيدي الشرطة البريطانيّة في جنين .
تصاعدت الأحداث في فلسطين منذ مقتل عزّ الدّين القسّام، وكان فرحان السعدي قد استمرّ بعده بتنظيم الهجمات المسلّحة على القوافل البريطانيّة واليهوديّة في فلسطين حتى قبضت عليه القوّات البريطانيّة، وفي 15 ابريل 1936 اشتبك الفلسطينيّون مع جماعة من اليهود الصهيونيين في طريق نابلس – طولكرم ، فقتل ثلاثة من الفلسطينيين ، وفي الليلة التّالية قتل فلسطينيين قرب مستعمرة بتاح تكفا، وفي اليوم التّالي جرت اشتباكات بين العرب واليهود في يافا وتل أبيب قتل فيها ثلاثة من اليهود ، ففرض نظام منع التجوّل في يافا وتل أبيب، وأعلن قانون الطوارئ .
في 20 أبريل 1936 تألّفت لجنة قوميّة في مدينة نابلس دعت البلاد إلى الإضراب العام المستمر حتى تبدّل السلطات سياساتها، واستجابت البلاد للدّعوة وشمل الإضراب مختلف نواحي الحياة، وفي 25 ابريل أجمعت الأحزاب على تشكيل لجنة عربية عليا بقيادة الحاج أمين الحسيني وعضوية ممثّلين عنها، ودعت هذه اللجنة إلى الاستمرار في الإضراب حتى تبدّل الحكومة سياستها تبديلا تامّا وتوقّف الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين ومنع انتقال الأراضي إلى اليهود وإنشاء حكومة وطنيّة نيابيّة ، وعمّت التظاهرات المدن الفلسطينيّة ووقعت اشتباكات .
في 8 مايو عقد مؤتمر اللجان القوميّة بدعوة من اللجنة العليا ، تقرّر فيه الاستمرار في الإضراب وإعلان العصيان المدني بالامتناع عن دفع الضرائب اعتبارا من 15 مايو .
في أواخر سبتمبر/ أيلول توجّه وفد من اللجنة العربيّة العليا للاجتماع بالملك عبد العزيز آل سعود والملك غازي والأمير عبد الله، ونتيجة لهذه الاجتماعات والاتّصالات بالحكومة البريطانيّة وجّه هؤلاء الثلاثة نداء مشتركاً دعوا فيه إلى حلّ الإضراب ووقف الثورة و" الاعتماد على النيّات الطيّبة لصديقتنا بريطانيا العظمى التي أعلنت أنها ستحقّق العدالة "!!
وفي اليوم التّالي نشرت اللجنة العليا نداءات الملوك والحكّام العرب، معلنة أنّها حصلت على موافقة اللجان القوميّة، ودعت الأمة العربيّة والشعب الفلسطيني للعودة إلى الهدوء ووضع حدّ للإضراب.
وسرعان ما توقّف الإضراب والثورة، وسمح للعصابات بأن تحلّ نفسها بنفسها، كما سمح للثوّار القادمين من الدول العربيّة باجتياز الحدود تدريجياًّ والعودة إلى أقطارهم. وهكذا توقّفت ثورة 1936 وانتظرت الشعوب العربيّة ومعهم الفلسطينيّون أن تفي بريطانيا بوعودها، وما تزال تلك الشعوب تنتظر حتى الآن .
ثورة الرّيف (1937-1939) :
كانت ثورة 1937 بداية لسلسلة من الثورات العارمة عمّت ريف فلسطين، حيث بدأت أحداث تلك الثورات بعد أن أصدرت لجنة بيل الملكيّة تقريراً متحيّزاً حول أسباب العنف الذي حدث إبان ثورة 1936، فجاءت معظم توصيات اللجنة لصالح الحركة الصهيونيّة، وكان من بين توصياتها تقسيم فلسطين. وما إن عرف الفلسطينيّون بذلك حتى قاموا بثورتهم مستفيدين من خبراتهم في ثورة 1936، فقسّموا المناطق بين القادة والتشكيلات وأقاموا جهازاً إدارياً وقضائيّاً لجباية الضرائب وتنظيم التطوّع والتموين وفصل الخلافات التي تحدث بين المواطنين. ويمكن القول إن ثورة 1936 ثورة مدن دعمها الريف، في حين أن ثورة 1937 ثورة ريفيّة آزرها أهل المدن، والسّبب في ذلك غياب معظم القيادات الوطنيّة خلف قضبان سجون الاحتلال البريطاني، واضطرار الحاج أمين الحسيني إلى مغادرة البلاد.
واتّبعت السلطات البريطانيّة لإخماد هذه الثورة مختلف أساليب القمع التي مارستها من قبل إبان ثورة 1936، فقصفت مناطق الثوّار بالطائرات وهدمت بالجرّارات منازل المشتبه في تأييدهم للثوّار، مما أسفر عن سقوط أربعة آلاف قتيل وقرابة 12 ألف جريح. ولم تكتف السلطات البريطانية بذلك بل عملت على فرض ضرائب باهظة كنوع من أنواع العقاب الجماعي. وحينما فشلت في إخماد الثورة استدعت قرابة 50 ألف جندي من الاحتياطي العام للجيش البريطاني، ولم تغفل سلاح الفرقة والوقيعة بين الأهالي ونشط في ذلك بعض العملاء التابعين لها، واستطاع الجيش البريطاني في مطلع عام 1938 إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الثوّار وإخراجهم من المدن الرئيسيّة ومحاصرتهم في الريف، لكنه لم يستطع إخماد الثورة تماماً.
ومع اقتراب الحرب العالميّة الثانية بدأت بريطانيا تشعر أنّ عليها أن تخفّف من قمعها الوحشي لتلك الثورة، فأصدرت بياناً يرضي العرب قليلاً ولكنّه لا يحقق مطالب الثوّار، فأوعزت إلى الحكّام العرب بفكرة الطاولة المستديرة في لندن، تمهيداً لإصدار الكتاب الأبيض عام 1939، وانتهت بعد ذلك العمليّات المسلّحة ودخلت حلقة جديدة من دوّامة المفاوضات والبحث بعد ذلك في أروقة الأمم المتحدة التي تشكّلت في أعقاب الحرب العالميّة الثانية، ولا تزال القضيّة تراوح مكانها داخل دهاليز المنظّمة الدوليّة حتى يومنا هذا.


يتبع ..







التوقيع :
الوجه يأتينا كما لم يأتنا وجه عرفناه ..!


مادونا
  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2009, 02:25 PM   رقم المشاركة : 6
أ. علي الحمادي
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية أ. علي الحمادي






 

آخر مواضيعي

أ. علي الحمادي غير متواجد حالياً

أ. علي الحمادي has a spectacular aura aboutأ. علي الحمادي has a spectacular aura aboutأ. علي الحمادي has a spectacular aura about


افتراضي

توجد حقائق حول الصراع في فلسطين لا ينبغي ـ ونحن في غمرة الحماسة والصراع مع بني يهود ـ نسيانها .. أو تجاهلها وغض الطرف عنها!
فمن لوازم فهم حقيقة الصراع ـ أي صراع ـ فهم طبيعة الصراع، والحقائق المحيطة بهذا الصراع .. والعناصر التي تتحكم به وتوجهه ..!
وللصراع في فلسطين حقائق ثابتة .. كأنها رأي العين .. دل عليها المنقول والمعقول، والواقع المجرب والملموس .. نجملها في النقاط التالية:
1- الحقيقة الأولى: أن اليهود في فلسطين غرباء .. ودخلاء .. وجلب من أطراف وبلدان عدة .. ولصوص .. سطوا على أملاك وأراضي الآخرين .. لا حق لهم البتة في فلسطين .. وأرض فلسطين!
وهذا يعني أن وجودهم في فلسطين وجود غير شرعي .. والاعتراف بهم وبدولتهم على ثرى وأرض فلسطين لا يغير من هذه الحقيقة شيئاً .. فالاعتراف للص بشرعية ما استملكه عن طريق الغصب والسطو لا يُحيل استملاكه لهذا الشيء إلى حق مشروع ومباح .. مهما طال زمن استملاكه لهذا الشيء!
2- الحقيقة الثانية: أن اليهود كانوا ولا يزالون دعاة غدر وحرب .. دعاة قتل ودم .. لا يعرفون للسلام معنى ولا طعماً .. لا يُراعون حرمة لعهد ولا ميثاق .. ما يقتطعونه على أنفسهم من عهود في المساء ينقضونه في الصباح، وما يقتطعونه على أنفسهم في الصباح ينقضونه في المساء ..!
ما من حرب وخديعة تُحاك إلا وتجد أصابع يهود من ورائها .. كما قال تعالى عنهم:) كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (المائدة:64.
وهذا يعني أن الذين يسعون للسلام مع اليهود فإن مسعاهم في سراب .. وهم يُحاولون عبثاً .. ومن جهة يُثبتون أنهم لا يعرفون بني يهود .. ولا طبائعهم الشريرة التي تنطوي عليها نفوسهم المريضة!

وهذا الذي نقوله هنا ليس هو من ضروب التحامل عليهم .. لا .. فإن تاريخهم وواقعهم يشهد عليهم بكل ذلك، وهو مليء بالشواهد والأدلة .. فما يُعطونه مما اغتصبوه بيد يستردون أضعافه باليد الأخرى .. وبخاصة إن ظهر لهم أنهم قادرون على ذلك!

كم من اتفاق يبرمونه ويوقعون عليه ثم ـ طمعاً وشحاً ـ ينقضونه .. ويفعلون خلافه كلما سمحت لهم الظروف بذلك ؟!

3- الحقيقة الثالثة: أن اليهود أشد الناس عداوة وكرهاً لهذه الأمة .. ولدينها، كما قال تعالى عنهم:) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (المائدة:82.

وواقعهم ـ عبر تاريخهم كله ـ مع الأمة يُصدق ذلك .. ومن كان كذلك لا يمكن أن يُرجى منه خير قط لهذه الأمة ..!

4- الحقيقة الرابعة: أثبت اليهود ـ عبر تاريخهم كله وإلى الساعة ـ أنهم لا يستجيبون لمنطق الشجب والاستنكار أو المطالبة .. وأنهم لا يفهمون إلا بمنطق القوة الرادعة .. وأن ما اغتصبوه من الأمة لا يمكن أن يُرد شيء منه إلا بالقوة .. تاريخهم كله ينطق بهذه الحقيقة .. والقرآن الكريم يُشير إليها بقوله تعالى:) وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران:75.

إذا كان دينار .. مجرد دينار .. لا يؤدونه لأصحابه إلا بعد طول الوقوف على رؤوسهم بالمطالبة .. وبعد مماطلة طويلة طمعاً بيأس صاحبه وإمساكه عن المطالبة .. ذلك بأنهم يقولون ليس عليهم حرج في السطو وسرقة، ونهب المسلمين ..!!

وإذا كان دينار لا يؤدونه لأصحابه .. بمجرد المطالبة والمساءلة .. فكيف تراهم يؤدون فلسطين بكل خيراتها ومقدساتها إلى أهلها وأصحابها .. عن طريق المطالبة أو السؤال أو الشجب والاستنكار .. فهذا لن يكون .. ومن أبعد ما يكون ؟!

5- الحقيقة الخامسة: بناء على الحقائق الآنفة الذكر .. تتأكد حقيقة لا تتخلف وهي أن أقرب وأقصر طريق لتحصيل واسترداد الحقوق المغتصبة في فلسطين .. وتحجيم أطماع اليهود يكمن في طريق الجهاد في سبيل الله .. وإعلان المقاومة المسلحة، والنفير العام ..!

وأيما طريق آخر يُنشد غير طريق الجهاد .. فهو مضيعة للحقوق، والأوقات، والطاقات .. وتكريس لشرعية اعتداء المعتدي .. كما هو حاصل ومُشاهد!

6- الحقيقة السادسة: أن اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض على الإسلام وعلى أمة الإسلام .. وهذه حقيقة ظاهرة واضحة لا يجوز الشك بها .. تواترت عليها شواهد المنقـول



والمعقول، والواقع المشاهد الملموس ..!

وما أسهل ملاحظة ذلك .. فأول من أعان على قيام دولة الصهاينة اليهود في فلسطين كشرخ يفرق جسد الأمة .. هم نصارى الإنكليز ..!

ومن ذلك الوقت وإلى الساعة جميع الدول النصرانية؛ وبخاصة منها أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا .. تقف صفاً واحداً منحازاً إلى جانب المعتدين المحتلين من الصهاينة اليهود .. يدعمونهم بجميع أنواع الدعم العسكري، والمادي، والمعنوي ..!

ومن انحيازهم لليهود .. أنهم يجعلون باطلهم حقاً .. وحق المسلمين باطلاً .. وإرهاب اليهود دفاعاً مشروعاً .. ودفاع المسلمين عن حقوقهم المغتصبة إرهاباً مرفوضاً ..!

وهذه الحقيقة الدامغة يذكرها الله تعالى في قوله:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (المائدة:51.

وهذا يعني أن استجداء الدعم أو التأييد من أمريكا أو غيرها من الأمم النصرانية .. في الصراع الدائر مع اليهود في فلسطين .. هو مخالف لهذه الحقيقة الدامغة .. وهو من جهة أخرى ضرب من الخيانة، والجنون، والجهل، والعبث ..!

كيف تُناشَد أمريكا لكي تكون وسيطاً بين طرفي النزاع .. وهي تثبت في كل مواقفها .. وفي كل ساعة .. أنها طرف محايد بكليته لصالح اليهود في فلسطين ..!

أمريكا .. في نزاع المسلمين مع اليهود في فلسطين .. ليست طرفاً نزيهاً أو مستقلاً .. وإنما هي مع الصهاينة اليهود في خندق واحد ضد المسلمين .. وبالتالي فهي لا تصلح للوساطة .. وقد أثبتت ذلك بكل جدارة ووقاحة!

أمريكا خصم غير شريف .. ومن كان خصماً لا يجوز أن يكون خصماً وحكَماً على خصمه في آن معاً ..!

7- الحقيقة السابعة: أكدت الأحداث الأخيرة حقيقة طالما أشرنا إليها؛ وهي أن حكام العرب ـ وبخاصة منهم حكام بلاد الطوق المحيطة بفلسطين ـ حكام عملاء ومأجورون .. يعملون ككلاب حراسة أوفياء لحماية دولة يهود .. ومصالح اليهود في المنطقة ..!

فقدوا مروءة الرجال .. بل ومطلق الحياء .. وهم لا يهمهم من شؤون الملك والحكم إلا كيف يُحافظون على عروشهم المهترئة .. ومخصصاتهم المادية الضخمة والمفتوحة التي أثقلوا بها كاهل شعوبهم .. ولو كان ذلك على حساب أمن ومصالح الأمة والشعوب ..!

وهذا يعني أنهم لا يُرجى منهم خير للأمة .. ولشعوب الأمة .. والذي يستغيث بهم ويستصرخهم لنصرة قضايا المسلمين في فلسطين وغيرها .. كالذي يستنجد بسراب وبأموات فقدوا مطلق الغيرة والإحساس ..!!

والذي نعتقده .. لكي تأخذ الشعوب طريقها الصحيح للقيام بواجبها نحو قضية فلسطين وغيرها من قضايا المسلمين .. أنه لا بد لها أولاً من التحرر من ضغط هؤلاء الطواغيت العملاء الجاثمين على صدر الأمة ومقدراتها ..!

لا بد لها أولاً من أن تكسر القيود .. وتهدم السدود ـ المتمثلة بعمالة أنظمة هؤلاء الطواغيت ـ التي تحيل بينها وبين القيام بواجبها الشرعي نحو تحرير فلسطين .. وغيرها من قضايا الأمة الهامة والمصيرية ..!

لا بد لها ـ على الأقل! ـ من أن تقوم بعصيان مدني شامل يشل حياة هؤلاء الطواغيت .. ويحملهم على الرحيل ..!

فإن قيل ـ وقد قيل ـ: هذا يعني أن تفتح الأمة عدة جبهات داخلية .. قد تستنزف قوتها .. وتشغلها عن معاركها الحقيقية مع أعداء الأمة الخارجيين ..؟!

أقول: وإن كان هذا الخيار صعباً .. قد يكلف الأمة شيئاً من التضحيات .. لكنه خيار لا بد منه .. ولا مفر منه .. هذا إذا أرادت الأمة أن تقوم ـ بحق ـ بدورها في الدفاع عن حقوقها وثوابتها ..!

انظروا بتمعن ما الذي يحيل بين مليار مسلم من القيام بواجبهم نحو إخوانهم في فلسطين .. أليس هؤلاء الطواغيت .. أليست الأنظمة المخابراتية التابعة لهؤلاء الطواغيت الظالمين .. التي تسهر بكل إخلاص على حماية حدود دولة يهود!

فهم عقبة كأداء حقيقية أمام أي خطوة تريد الأمة أن تخطوها نحو أهدافها وغاياتها ..!

معذرة إلى أهالينا وإخواننا في فلسطين .. فإن صرخات الاستغاثة .. وطلب النصرة والعون التي توجهونها للأمة .. يتفطر لها قلوبنا .. وتزيدنا ألماً على ألم .. وهمَّاً على هم .. واعلموا أنه لا يحيل بيننا وبين نصرتكم سوى هؤلاء الطواغيت .. سوى الأنظمة الطاغية العميلة التي تسهر على أمن وحماية دولة يهود ..!

أقول لكم جازماً: أن ملايين المسلمين يطوقون شوقاً للقتال والاستشهاد على ثرى وثغور فلسطين .. لا يحول بينهم وبين رغبتهم هذه سوى هؤلاء الطواغيت الظالمين الذي يُقاتلون بالنيابة عن اليهود في بلاد المسلمين ..!

أكبر جريمة يرتكبها المرء المقيم في بلاد الطوق .. والتي قد يُحكم عليه لأجلها بالسجن

المؤبد .. مع الأعمال الشاقة .. أن يفكر بجد كيف يجاهد في فلسطين .. كيف يمد يد العون والنصرة لإخوانه وأهله في فلسطين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

8- الحقيقة الثامنة: أن قضية فلسطين قضية إسلامية قبل أن تكون قضية عربية، أو فلسطينية محلية؛ وهذا يعني أن كل مسلم في العالم له حق في فلسطين، وعليه واجب الدفاع عنها، وعن أهلها .. وكيف لا تكون كذلك وفيها مسرى النبي r .. وأولى القبلتين .. وكانت عبر تاريخها منذ ألف وأربعمائة عام داراً للإسلام والمسلمين ..؟!!

ومما يُحتم إسلامية القضية الفلسطينية كذلك أن كل يهودي في العالم .. أياً كانت جنسيته، ولغته، وكان موطنه .. يعتبر المعركة الدائرة في فلسطين هي معركته .. وأن له حظ فيها لا بد من أدائه ..!

فإذا كان هذا حال اليهود ـ كل اليهود ـ وموقفهم من القضية الفلسطينية .. وهم معتدون ليس لهم حق في فلسطين .. فمن باب أولى على كل مسلم في العالم ـ الذي له حق ظاهر في فلسطين ـ أن يعتبر المعركة الدائرة في فلسطين معركته .. وأن عليه واجب نحوها .. كما له حق فيها!

فكلمة " يهودي " التي تعني الانتماء لدين .. تقابلها كلمة " مسلم " وليس عربي أو فلسطيني .. التي تعني الانتماء لجنس أو قوم أو وطن ..!

وهذا يعني كذلك أنه لا يحق لأحدٍ ـ أياً كان منصبه وكان موقعه ـ بأن يفرط بشبرٍ واحدٍ من أرض وتراب فلسطين لصالح اليهود .. فضلاً عن أن يعترف ـ كما فعل حكام العرب في قمتهم الأخيرة! ـ بشرعية دولة يهود على أرض فلسطين .. وبالتطبيع الكامل معها .. مقابل أن ينسحب اليهود من الأراضي التي استولوا عليها سنة 1967م ..؟!!
9- الحقيقة التاسعة: أن التحرير التام لأرض فلسطين لا يتم إلا على أيدٍ مؤمنة متوضئة توحد الله تعالى .. فعلى قدر ما نعدُّ الجيلَ المؤمن الموحِّد الطاهر .. الذي يهوى الموت في سبيل الله كما يهوى العدو الحياة .. بقدر ما نقترب من النصر والتحرير والتمكين .. وعلى قدر ما نتجاهل هذه الحقيقة، وتبتعد أجيالنا عن دينها وتعاليم قرآنها .. وتركن إلى الترف والميوعة والمجون .. على قدر ما نبتعد عن النصر والتحرير، والتمكين .. كما قال تعالى:) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (النور:55. فكل هذا الخير والعطاء .. مقابل الاستقامة على الطاعة، وتحقيق التوحيد ) يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (.
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر يهود ".
فلم يقل الحجر أو الشجر: يا عربي أو يا فلسطيني .. أو يا فتحاوي .. أو يا علماني .. أو يا شيوعي .. وإنما يقول: يا مسلم .. يا عبد الله؛ أي يا موحِّد .. هذا يهودي خلفي تعال فاقتله .. مما يدل على البعد العقدي الديني لحقيقة المعركة مع يهود .. وعلى نوعية الناس التي يتحقق على أيديهم هذا الفتح، والنصر .. وما ذلك ببعيد إن شاء الله!
وبعد: فهذه الحقائق ـ التي هي في حكم المسلمات ـ التي أشرنا إليها لا بد من الانتباه إليها وعدم تجاهلها أو نسيانها .. ونحن نخوض معركة تحصيل الحقوق .. وطرد الغاصب المستعمر اليهودي .. من أرض فلسطين .. كل فلسطين.
) لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (.







التوقيع :
أمـوي الهـوى
  رد مع اقتباس
قديم 03-21-2009, 02:33 PM   رقم المشاركة : 7
أ. علي الحمادي
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية أ. علي الحمادي






 

آخر مواضيعي

أ. علي الحمادي غير متواجد حالياً

أ. علي الحمادي has a spectacular aura aboutأ. علي الحمادي has a spectacular aura aboutأ. علي الحمادي has a spectacular aura about


افتراضي

توجد حقائق حول الصراع في فلسطين لا ينبغي ـ ونحن في غمرة الحماسة والصراع مع بني يهود ـ نسيانها .. أو تجاهلها وغض الطرف عنها!
فمن لوازم فهم حقيقة الصراع ـ أي صراع ـ فهم طبيعة الصراع، والحقائق المحيطة بهذا الصراع .. والعناصر التي تتحكم به وتوجهه ..!
وللصراع في فلسطين حقائق ثابتة .. كأنها رأي العين .. دل عليها المنقول والمعقول، والواقع المجرب والملموس .. نجملها في النقاط التالية:
1- الحقيقة الأولى: أن اليهود في فلسطين غرباء .. ودخلاء .. وجلب من أطراف وبلدان عدة .. ولصوص .. سطوا على أملاك وأراضي الآخرين .. لا حق لهم البتة في فلسطين .. وأرض فلسطين!
وهذا يعني أن وجودهم في فلسطين وجود غير شرعي .. والاعتراف بهم وبدولتهم على ثرى وأرض فلسطين لا يغير من هذه الحقيقة شيئاً .. فالاعتراف للص بشرعية ما استملكه عن طريق الغصب والسطو لا يُحيل استملاكه لهذا الشيء إلى حق مشروع ومباح .. مهما طال زمن استملاكه لهذا الشيء!
2- الحقيقة الثانية: أن اليهود كانوا ولا يزالون دعاة غدر وحرب .. دعاة قتل ودم .. لا يعرفون للسلام معنى ولا طعماً .. لا يُراعون حرمة لعهد ولا ميثاق .. ما يقتطعونه على أنفسهم من عهود في المساء ينقضونه في الصباح، وما يقتطعونه على أنفسهم في الصباح ينقضونه في المساء ..!
ما من حرب وخديعة تُحاك إلا وتجد أصابع يهود من ورائها .. كما قال تعالى عنهم:) كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (المائدة:64.
وهذا يعني أن الذين يسعون للسلام مع اليهود فإن مسعاهم في سراب .. وهم يُحاولون عبثاً .. ومن جهة يُثبتون أنهم لا يعرفون بني يهود .. ولا طبائعهم الشريرة التي تنطوي عليها نفوسهم المريضة!

وهذا الذي نقوله هنا ليس هو من ضروب التحامل عليهم .. لا .. فإن تاريخهم وواقعهم يشهد عليهم بكل ذلك، وهو مليء بالشواهد والأدلة .. فما يُعطونه مما اغتصبوه بيد يستردون أضعافه باليد الأخرى .. وبخاصة إن ظهر لهم أنهم قادرون على ذلك!

كم من اتفاق يبرمونه ويوقعون عليه ثم ـ طمعاً وشحاً ـ ينقضونه .. ويفعلون خلافه كلما سمحت لهم الظروف بذلك ؟!

3- الحقيقة الثالثة: أن اليهود أشد الناس عداوة وكرهاً لهذه الأمة .. ولدينها، كما قال تعالى عنهم:) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (المائدة:82.

وواقعهم ـ عبر تاريخهم كله ـ مع الأمة يُصدق ذلك .. ومن كان كذلك لا يمكن أن يُرجى منه خير قط لهذه الأمة ..!

4- الحقيقة الرابعة: أثبت اليهود ـ عبر تاريخهم كله وإلى الساعة ـ أنهم لا يستجيبون لمنطق الشجب والاستنكار أو المطالبة .. وأنهم لا يفهمون إلا بمنطق القوة الرادعة .. وأن ما اغتصبوه من الأمة لا يمكن أن يُرد شيء منه إلا بالقوة .. تاريخهم كله ينطق بهذه الحقيقة .. والقرآن الكريم يُشير إليها بقوله تعالى:) وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران:75.

إذا كان دينار .. مجرد دينار .. لا يؤدونه لأصحابه إلا بعد طول الوقوف على رؤوسهم بالمطالبة .. وبعد مماطلة طويلة طمعاً بيأس صاحبه وإمساكه عن المطالبة .. ذلك بأنهم يقولون ليس عليهم حرج في السطو وسرقة، ونهب المسلمين ..!!

وإذا كان دينار لا يؤدونه لأصحابه .. بمجرد المطالبة والمساءلة .. فكيف تراهم يؤدون فلسطين بكل خيراتها ومقدساتها إلى أهلها وأصحابها .. عن طريق المطالبة أو السؤال أو الشجب والاستنكار .. فهذا لن يكون .. ومن أبعد ما يكون ؟!

5- الحقيقة الخامسة: بناء على الحقائق الآنفة الذكر .. تتأكد حقيقة لا تتخلف وهي أن أقرب وأقصر طريق لتحصيل واسترداد الحقوق المغتصبة في فلسطين .. وتحجيم أطماع اليهود يكمن في طريق الجهاد في سبيل الله .. وإعلان المقاومة المسلحة، والنفير العام ..!

وأيما طريق آخر يُنشد غير طريق الجهاد .. فهو مضيعة للحقوق، والأوقات، والطاقات .. وتكريس لشرعية اعتداء المعتدي .. كما هو حاصل ومُشاهد!

6- الحقيقة السادسة: أن اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض على الإسلام وعلى أمة الإسلام .. وهذه حقيقة ظاهرة واضحة لا يجوز الشك بها .. تواترت عليها شواهد المنقـول



والمعقول، والواقع المشاهد الملموس ..!

وما أسهل ملاحظة ذلك .. فأول من أعان على قيام دولة الصهاينة اليهود في فلسطين كشرخ يفرق جسد الأمة .. هم نصارى الإنكليز ..!

ومن ذلك الوقت وإلى الساعة جميع الدول النصرانية؛ وبخاصة منها أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا .. تقف صفاً واحداً منحازاً إلى جانب المعتدين المحتلين من الصهاينة اليهود .. يدعمونهم بجميع أنواع الدعم العسكري، والمادي، والمعنوي ..!

ومن انحيازهم لليهود .. أنهم يجعلون باطلهم حقاً .. وحق المسلمين باطلاً .. وإرهاب اليهود دفاعاً مشروعاً .. ودفاع المسلمين عن حقوقهم المغتصبة إرهاباً مرفوضاً ..!

وهذه الحقيقة الدامغة يذكرها الله تعالى في قوله:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (المائدة:51.

وهذا يعني أن استجداء الدعم أو التأييد من أمريكا أو غيرها من الأمم النصرانية .. في الصراع الدائر مع اليهود في فلسطين .. هو مخالف لهذه الحقيقة الدامغة .. وهو من جهة أخرى ضرب من الخيانة، والجنون، والجهل، والعبث ..!

كيف تُناشَد أمريكا لكي تكون وسيطاً بين طرفي النزاع .. وهي تثبت في كل مواقفها .. وفي كل ساعة .. أنها طرف محايد بكليته لصالح اليهود في فلسطين ..!

أمريكا .. في نزاع المسلمين مع اليهود في فلسطين .. ليست طرفاً نزيهاً أو مستقلاً .. وإنما هي مع الصهاينة اليهود في خندق واحد ضد المسلمين .. وبالتالي فهي لا تصلح للوساطة .. وقد أثبتت ذلك بكل جدارة ووقاحة!

أمريكا خصم غير شريف .. ومن كان خصماً لا يجوز أن يكون خصماً وحكَماً على خصمه في آن معاً ..!

7- الحقيقة السابعة: أكدت الأحداث الأخيرة حقيقة طالما أشرنا إليها؛ وهي أن حكام العرب ـ وبخاصة منهم حكام بلاد الطوق المحيطة بفلسطين ـ حكام عملاء ومأجورون .. يعملون ككلاب حراسة أوفياء لحماية دولة يهود .. ومصالح اليهود في المنطقة ..!

فقدوا مروءة الرجال .. بل ومطلق الحياء .. وهم لا يهمهم من شؤون الملك والحكم إلا كيف يُحافظون على عروشهم المهترئة .. ومخصصاتهم المادية الضخمة والمفتوحة التي أثقلوا بها كاهل شعوبهم .. ولو كان ذلك على حساب أمن ومصالح الأمة والشعوب ..!

وهذا يعني أنهم لا يُرجى منهم خير للأمة .. ولشعوب الأمة .. والذي يستغيث بهم ويستصرخهم لنصرة قضايا المسلمين في فلسطين وغيرها .. كالذي يستنجد بسراب وبأموات فقدوا مطلق الغيرة والإحساس ..!!

والذي نعتقده .. لكي تأخذ الشعوب طريقها الصحيح للقيام بواجبها نحو قضية فلسطين وغيرها من قضايا المسلمين .. أنه لا بد لها أولاً من التحرر من ضغط هؤلاء الطواغيت العملاء الجاثمين على صدر الأمة ومقدراتها ..!

لا بد لها أولاً من أن تكسر القيود .. وتهدم السدود ـ المتمثلة بعمالة أنظمة هؤلاء الطواغيت ـ التي تحيل بينها وبين القيام بواجبها الشرعي نحو تحرير فلسطين .. وغيرها من قضايا الأمة الهامة والمصيرية ..!

لا بد لها ـ على الأقل! ـ من أن تقوم بعصيان مدني شامل يشل حياة هؤلاء الطواغيت .. ويحملهم على الرحيل ..!

فإن قيل ـ وقد قيل ـ: هذا يعني أن تفتح الأمة عدة جبهات داخلية .. قد تستنزف قوتها .. وتشغلها عن معاركها الحقيقية مع أعداء الأمة الخارجيين ..؟!

أقول: وإن كان هذا الخيار صعباً .. قد يكلف الأمة شيئاً من التضحيات .. لكنه خيار لا بد منه .. ولا مفر منه .. هذا إذا أرادت الأمة أن تقوم ـ بحق ـ بدورها في الدفاع عن حقوقها وثوابتها ..!

انظروا بتمعن ما الذي يحيل بين مليار مسلم من القيام بواجبهم نحو إخوانهم في فلسطين .. أليس هؤلاء الطواغيت .. أليست الأنظمة المخابراتية التابعة لهؤلاء الطواغيت الظالمين .. التي تسهر بكل إخلاص على حماية حدود دولة يهود!

فهم عقبة كأداء حقيقية أمام أي خطوة تريد الأمة أن تخطوها نحو أهدافها وغاياتها ..!

معذرة إلى أهالينا وإخواننا في فلسطين .. فإن صرخات الاستغاثة .. وطلب النصرة والعون التي توجهونها للأمة .. يتفطر لها قلوبنا .. وتزيدنا ألماً على ألم .. وهمَّاً على هم .. واعلموا أنه لا يحيل بيننا وبين نصرتكم سوى هؤلاء الطواغيت .. سوى الأنظمة الطاغية العميلة التي تسهر على أمن وحماية دولة يهود ..!

أقول لكم جازماً: أن ملايين المسلمين يطوقون شوقاً للقتال والاستشهاد على ثرى وثغور فلسطين .. لا يحول بينهم وبين رغبتهم هذه سوى هؤلاء الطواغيت الظالمين الذي يُقاتلون بالنيابة عن اليهود في بلاد المسلمين ..!

أكبر جريمة يرتكبها المرء المقيم في بلاد الطوق .. والتي قد يُحكم عليه لأجلها بالسجن

المؤبد .. مع الأعمال الشاقة .. أن يفكر بجد كيف يجاهد في فلسطين .. كيف يمد يد العون والنصرة لإخوانه وأهله في فلسطين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

8- الحقيقة الثامنة: أن قضية فلسطين قضية إسلامية قبل أن تكون قضية عربية، أو فلسطينية محلية؛ وهذا يعني أن كل مسلم في العالم له حق في فلسطين، وعليه واجب الدفاع عنها، وعن أهلها .. وكيف لا تكون كذلك وفيها مسرى النبي r .. وأولى القبلتين .. وكانت عبر تاريخها منذ ألف وأربعمائة عام داراً للإسلام والمسلمين ..؟!!

ومما يُحتم إسلامية القضية الفلسطينية كذلك أن كل يهودي في العالم .. أياً كانت جنسيته، ولغته، وكان موطنه .. يعتبر المعركة الدائرة في فلسطين هي معركته .. وأن له حظ فيها لا بد من أدائه ..!

فإذا كان هذا حال اليهود ـ كل اليهود ـ وموقفهم من القضية الفلسطينية .. وهم معتدون ليس لهم حق في فلسطين .. فمن باب أولى على كل مسلم في العالم ـ الذي له حق ظاهر في فلسطين ـ أن يعتبر المعركة الدائرة في فلسطين معركته .. وأن عليه واجب نحوها .. كما له حق فيها!

فكلمة " يهودي " التي تعني الانتماء لدين .. تقابلها كلمة " مسلم " وليس عربي أو فلسطيني .. التي تعني الانتماء لجنس أو قوم أو وطن ..!

وهذا يعني كذلك أنه لا يحق لأحدٍ ـ أياً كان منصبه وكان موقعه ـ بأن يفرط بشبرٍ واحدٍ من أرض وتراب فلسطين لصالح اليهود .. فضلاً عن أن يعترف ـ كما فعل حكام العرب في قمتهم الأخيرة! ـ بشرعية دولة يهود على أرض فلسطين .. وبالتطبيع الكامل معها .. مقابل أن ينسحب اليهود من الأراضي التي استولوا عليها سنة 1967م ..؟!!
9- الحقيقة التاسعة: أن التحرير التام لأرض فلسطين لا يتم إلا على أيدٍ مؤمنة متوضئة توحد الله تعالى .. فعلى قدر ما نعدُّ الجيلَ المؤمن الموحِّد الطاهر .. الذي يهوى الموت في سبيل الله كما يهوى العدو الحياة .. بقدر ما نقترب من النصر والتحرير والتمكين .. وعلى قدر ما نتجاهل هذه الحقيقة، وتبتعد أجيالنا عن دينها وتعاليم قرآنها .. وتركن إلى الترف والميوعة والمجون .. على قدر ما نبتعد عن النصر والتحرير، والتمكين .. كما قال تعالى:) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (النور:55. فكل هذا الخير والعطاء .. مقابل الاستقامة على الطاعة، وتحقيق التوحيد ) يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً (.
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" لا تقوم الساعة حتى يُقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر يهود ".
فلم يقل الحجر أو الشجر: يا عربي أو يا فلسطيني .. أو يا فتحاوي .. أو يا علماني .. أو يا شيوعي .. وإنما يقول: يا مسلم .. يا عبد الله؛ أي يا موحِّد .. هذا يهودي خلفي تعال فاقتله .. مما يدل على البعد العقدي الديني لحقيقة المعركة مع يهود .. وعلى نوعية الناس التي يتحقق على أيديهم هذا الفتح، والنصر .. وما ذلك ببعيد إن شاء الله!
وبعد: فهذه الحقائق ـ التي هي في حكم المسلمات ـ التي أشرنا إليها لا بد من الانتباه إليها وعدم تجاهلها أو نسيانها .. ونحن نخوض معركة تحصيل الحقوق .. وطرد الغاصب المستعمر اليهودي .. من أرض فلسطين .. كل فلسطين.
) لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (.







التوقيع :
أمـوي الهـوى
  رد مع اقتباس
قديم 03-30-2009, 10:48 PM   رقم المشاركة : 8
ريم الحاج
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية ريم الحاج





 

آخر مواضيعي

ريم الحاج غير متواجد حالياً

ريم الحاج is on a distinguished road


افتراضي

السّادة ,
أرجو ملاحظة نقاط أود تفهّمها بوضوح :

أوّلا : التّأكيد على الاختلاف والواضح بين اليهوديّة وبين الصهيونيّة أو الإسرائيليّة . فالفرق واضح , قد يكون لكلّ منّا معتقده الذي يومن به , ولكن هذا لا يعني أنّني ملزم بما يفعله السّاسة من هذا الدّين باسمه , وبالمثل , أن أكون يهودي ليس معناه أنّي صهيوني , وأن أكون مسلم ليس معناه أن أكون عثماني مثلا أو " طالباني " , وإلى ما ذلك .

ثانيا : فصل العلاقة بين الدول الغربيّة وأمريكا مع إسرائيل عن العلاقة بين " النصارى " واليهود , فالعلاقة بين هذه الدول تقوم على المصالح الاستعماريّة والمطامع في الأراضي ( وإن ظهرت باسم الدّين اليهودي ) وغيرها من الأسباب , والعلاقة بين الأديان هي علاقة قائمة بين معتقدات ومقدّسات ليس أكثر .

ثالثا : التركيز على أنّ فلسطين للمسلمين , إذا ماذا يمكن أن نعتبر الشعب الفلسطيني المسيحي ؟؟ إسرائيلي ؟؟

رابعا : أود توضيح نقطة مهمّة جدّا , عندما تريد أيّا من الدول القيام بأيّة حرب ضد أي دولة , هي بحاجة إلى دعم كبير من قبل شعبها قبل أي شيء آخر , لأنّ أبنائه من سيقتل أو سيهزم أو سينتصر , وبالتّالي هي بحاجة إلى تأييده لها بشكل أعمى وبشكل مطلق , وليس هناك أكثر تأثيرا على الإنسان من دينه ومن معتقده ( بالمجمل ) لذا كان ظهور الحروب باسم الدين , وكان الدين يظهر على أنّه السّبب وراء ما يدور من حروب مخفيا وراءه الأسباب الرئيسيّة من مصالح ومطامع وثروات ونفط وغيره . والدّول عندما تشن حروبها باسم الدّين ( ظاهريّا ) هي بذلك تضمن كلّ من يتبع هذا الدين وتضمن عدم انقلابه عليها وتضمن استمرار هذه الحرب مهما تغيّرت الإدارات , إضافة إلى أنّ استخدام الدّين كسبب أقل تكلفة بكثير من عرض الأسباب الحقيقيّة . لذا كان اللجوء إلى الدّين اليهودي كسبب وراء قيام الدّولة الإسرائيليّة .

خامسا : ذكرت أ . علي أنّ " اليهود والنصارى " متعاونان ضد الإسلام وذلك بسبب مساعدة الدول الغربيّة وأمريكا " النصرانيّة " لإسرائيل , فبماذا تعلّل إذا تعاون مصر والأردن والسّعوديّة و و و .... غيرها من الدّول " المسلمة " مع إسرائيل ؟؟ أهو تعاون بين اليهود وبين الإسلام ؟؟؟

أتمنّى حقّا التفكير في القضايا العربيّة بمعزل , قليلا , عن الأفكار الدّينية وعن المرجعيّات الدّينيّة التي تربّينا عليها .
أنا لا أنكر أنّ للقضيّة الفلسطينيّة بعدا دينيّا , ولكنّها ليست وحيدة البعد أو , ليست قضيّة دينيّة .







التوقيع :
الوجه يأتينا كما لم يأتنا وجه عرفناه ..!


مادونا
  رد مع اقتباس
قديم 04-12-2009, 10:26 PM   رقم المشاركة : 9
ريم الحاج
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية ريم الحاج





 

آخر مواضيعي

ريم الحاج غير متواجد حالياً

ريم الحاج is on a distinguished road


افتراضي الحروب الفلسطينيّة الصغرى , جزء 3

أعلام هذه المرحلة :
محمّد أمين الحسيني – مفتي القدس و رئيس اللجنة العربيّة العليا والذي أعلن أوّل دولة فلسطينيّة عام 1949م تحت اسم دولة عموم فلسطين :
وُلِد محمد أمين الحسيني في القدس عام 1895 م. كان والده طاهر الحسيني مفتي القدس و يشار إلى أن العائلة جاءت من الحجاز منذ استعاد صلاح الدين الأيوبي القدس، ونزلت في القدس وبعض فروع العائلة نزلت في غزة واللد.
نشأ محمد في بيت علم وتقوى وصلاح، تلقَّى القرآن واللغة العربية والعلوم الدينية في بيت والده، فقد خصص له والده عدداً من العلماء والأدباء لتعليمه في البيت، وقد أرسله والده إلى مدارس القدس الابتدائية والثانوية كسائر أبناء البلدة، ثم أدخله مدرسة الفرير لمدة عامين لتعلم الفرنسية، ثم أرسله والده إلى جامعة الأزهر بالقاهرة ليستكمل عدته، وقد اجتهد الشاب في تحصيل العلم أيضًا في كلية الآداب في الجامعة المصرية، وكذلك في مدرسة محمد رشيد رضا "دار الدعوة والإرشاد"، وفي إجازة له في القدس عام 1914 م قامت الحرب العالمية الأولى، فلم يستطع العودة لاستكمال دراسته، فوجَّهه والده إلى إستانبول لاستكمال عدته العلمية في معاهدها، ولكن الشاب آثر الالتحاق بكليتها العسكرية، وتخرج ضابطاً في الجيش العثماني، وقد عمل في عدة مراكز عسكرية، وبذلك اجتمع للشاب عُدَّة من الكفاية العلمية والعسكرية، وكان قد أدى فريضة الحج مع والدته في عام 1913 م، فاكتسب لقب الحاج من حينها. وقد ترك الخدمة العسكرية مع نهاية الحرب العالمية الأولى .
واستمر في نضاله حتى تُفضي روحه إلى بارئها عام 1974 م شاهدة على عصر الخيانات الكثيرة والتضحيات الكبيرة، ولم يجرؤ أحد من القادة الفلسطينيين أن يدعو إلى حل سياسي إلا بعد اختفاء روح المقاتل محمد أمين الحسيني من ساحة القضية الفلسطينية .
عزّ الدّين القسام – أحد قادة المجاهدين المؤسسين من أصل سوري استشهد على يد البريطانيين :
ولد الشيخ عزّ الدين القسام (20 نوفمبر 1882 - 1935 ) في بلدة جبلة في محافظة اللاذقية في سوريا 20. والده عبد القادر بن محمود القسام. كان منذ صغره يميل إلى العزلة والتفكير. تلقى دراسته الابتدائية في كتاتيب بلدته جبلة ورحل في شبابه إلى مصر حيث درس في الأزهر وكان من عداد تلاميذ الشيخ محمد عبده والعالم محمد أحمد الطوخي.كما تأثر بقادة الحركة النشطة التي كانت تقاوم المحتل البريطاني بمصر. في مصر كان يصنع الحلويات ويبيعها ليعيل نفسه , عاد مرة في شبابه من السفر إلى جبلة ، فطلب منه والده أن يصطحبه ليسلّم على الآغا فرفض بشدة ، وقال أن المقيم هو الذي يأتي ليسلّم على القادم.
لجأ القسام إلى فلسطين في 5 شباط 1922 واستقر في قرية الياجور قرب حيفا. ولجأ معه من رفاق الجهاد الشيخ محمد الحنفي والشيخ علي الحاج عبيد وحتى سنة 1935 لم يكن سكان حيفا يعرفون عن عز الدين القسام سوى أنه واعظ ديني ومرشد سورى ورئيس جمعية الشبان المسلمين في مدينة حيفا وكان بنظرهم شيخا محمود السيرة في تقواه وصدقه ووطنيته كما كانت منطقة الشمال تعرفه إماما وخطيبا بارعا ومأذونا شرعيا في جامع الاستقلال، وهو الذي سعى في تشييده، وقد جمع المال والسلاح لنجدة المجاهدين في طرابلس الغرب أثناء حملة الإيطاليين عليها.في عام 1929 أشيع أن اليهود يريدون أن يحرقوا مسجد الاستقلال بحيفا ، فاقترح بعض الوجهاء أن يطلبوا المساعدة من الإنكليز ، لكن الشيخ القسام رفض رفضا قاطعا وقال أن دمنا هو الذي يحمي المسلمين ويحمي مساجد المسلمين وليست دماء المحتلين .وكان يرفض أي حوار أو معاهدة مع الإنكليز ويقول (من جرّب المجرّب فهو خائن) فقد جرّب بعض العرب الإنكليز ضد العثمانيين وكانت كل وعودهم كذبا .
و في إحدى خطبه ، كان يخبئ سلاحا تحت ثيابه فرفعه و قال : (من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فليقتن مثل هذا)، فأُخذ مباشرة إلى السجن وتظاهر الناس لإخراجه وأضربوا إضرابا عاما . وكان يقول للناس في خطبه : (هل أنتم مؤمنون؟ ) ويجيب نفسه (لا) ، ثم يقول للناس (إن كنتم مؤمنين فلا يقعدنّ أحد منكم بلا سلاح وجهاد ).و كان يركّز على أن الإسراف في زخرفة المساجد حرام ، و أن علينا أن نشتري سلاحا بدل أن نشتري الثريات الفاخرة . و كان يصل إلى جميع الناس من خلال عمله كمأذون شرعي وكخطيب. وكان يختلف كثيرا مع الشيوخ لأنهم كانوا لا يهتمون سوى بأمور العبادة من صلاة وصوم بينما كان اليهود يخططون ويشترون الأراضي. فكان يرى أن لا فصل بين الدين والسياسة، وأمور السياسة كانت واضحة بعد أن نال اليهود وعد بلفور . كما كان في شجار مع المستعجلين من أبناء تنظيمه الذين يريدون الثورة في حين كان القسام يعدّ ويتريّث ليضرب في الوقت المناسب فلبث سنين وهو يعدّ للثورة.
كشفت القوات البريطانية أمر القسام في 15/11/1935، فتحصن الشيخ عز الدين هو و15 فرداً من أتباعه بقرية الشيخ زايد، فلحقت به القوات البريطانية في 19/11/1935 فطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلاً، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين، وما جاء يوم العشرين من تشرين الثاني "نوفمبر" سنة 1935 حتى أضحى القسام علما من أعلام الجهاد يتردد اسمه في بلاد فلسطين كلها. اتصل بالملك فيصل في سورية طلباً لمؤازرته في ثورته فوعده ولم يثمر وعده عن شيء، واتصل بالحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر وطلب منه أن يهيئ الثورة في منطقته، فأجابه بأنه يرى أن تحل قضية فلسطين بالطرق السلمية عن طريق المفاوضات، واتصل مع الأمير راشد بن خزاعي الفريحات من شرق الأردن للمؤازرة وليهيء الثورة ضد الانتداب البريطاني وأعوانه في شرق الأردن وقد قدم الأمير الخزاعي إمدادا مباشرا وقويا للشيخ القسام بالمال والسلاح فضلا عن توفير الحماية للثوار الفلسطينيين في جبال عجلون الحصينة من فترة لأخرى الأمر الذي استدعى من الأمير راشد بن خزاعي الفريحات وقبيلته ومعظم عشائر الشمال الأردني للمواجهة مباشرة مع النظام الأردني وخاصة مع الملك عبد الله الأول والانتداب البريطاني والذي حاول تصفية الأمير الخزاعي بقصف مواقعه وقتل كثير من الثوار الأردنيين الموالين للخزاعي في ذلك الوقت مما اضطره بعدها إلى مغادرة الأراضي الأردنية إلى السعودية عام 1937م واندلعت على إثر لجوئه ثورة في جبال عجلون امتدت بعدها لنطاق واسع في إمارة شرق الأردن .
علم الشعب لأول مرة أن الشيخ القسام كان قد اعتصم مع إخوانه في أحراش قرية يعبد وكانوا مسلحين ولا يهابون خطر المجابهة مع قوات الانتداب البريطاني ولا عواقبها، إلا أن قوات الأمن كانت قد أعد قوة هائلة تفوق عدد الثوار بمئات المرات وكانت كقطيع كبير من الجيش مصممة على القضاء على الشيخ عز الدين و أتباعه فلذلك أحاطت القوات بالمنطقة منذ الفجر ووضعت الشرطة العربية في الخطوط الهجومية الثلاث الأولى من ثم القوات البريطانية، وقبل بدء المعركة نادى أحد أفراد الشرطة العربية الثائرين طالبا منهم الاستسلام فرد عليه القسام صائحا "إننا لن نستسلم، إننا في موقف الجهاد في سبيل الله ثم التفت إلى رفاقه وقال موتوا شهداء في سبيل الله خير لنا من الاستسلام للكفرة الفجرة" دامت المعركة القصيرة ساعتين كان خلالها الرصاص يصم الآذان والطائرات المحلقة على ارتفاع قليل تكشف للمهاجمين موقع الثوار وقوتهم وفي نهاية الساعتين أسفرت المجابهة عن استشهاد القسام ورفاقه يوسف عبد الله الزيباري وسعيد عطيه المصري ومحمد أبو قاسم خلف وألقى الأمن القبض على الباقين من الجرحى والمصابين. وقد اكتشفت قوات الأمن عند نهاية المعركة مع الشيخ ذي اللحية البيضاء والمجندل على التراب بملابسه الدينية مصحفا وأربعة عشر جنيها ومسدسا كبيرا وكان الشيخ نمر السعدي مازال حيا جريحا حيث استطاع صحفي عربي أن ينقل عن لسانه أول الحقائق الخفية عن عصبة القسام وكانت هذه الحقيقة دليلا على أن المجابهة المسلحة هذه كانت بقرار بدء الثورة منهم جميعا. كانت العناوين البارزة في الصحف (معركة هائلة بين عصبة الثائرين والبوليس) و (حادث مريع هز فلسطين من أقصاها إلى أقصاها) وانطلقت بعدها العديد من الثورات المؤازرة لها في العالم العربي وكان منها ثورة عجلون في الأردن في عام 1937م.
عبد القادر الحسيني – أحد أشهر قادة المقاومة جاهد في عدّة أقطار عربيّة وهو من القادة المؤسسين استشهد على يد الصهاينة في معركة القسطل التي انتهت بصد الهجوم الإسرائيلي على القدس عام 1948 م :
هو عبد القادر موسى كاظم الحسيني ، ولد في استانبول في 1910م كما ورد في مقابلة قناة الجزيرة مع ابنة غازي ، قتل في 8 ابريل 1948 في قرية القسطل القريبة من القدس بعد أن قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام.
والده هو شيخ المجاهدين موسى باشا كاظم الحسيني الذي شغل مناصب عديدة في ظل الخلافة العثمانية وكان يشغل منصب رئيس بلدية القدس عندما أحتلها الإنجليز،وأمه هي رقية بنت مصطفي هلال الحسيني توفيت بعد عام ونصف من ولادته.
قصة جهاده طويلة لا تنسى من أجندة التاريخ الفلسطيني، وهي حياة الشهيد عبد القادر الحسيني الذي كان واحداً من المجاهدين الذين ضحوا بأنفسهم واستشهدوا في أرض المعركة. أستشهد في معركة القسطل عقب إصابته فيها بعدة رصاصات في 8 أبريل عام 1948 حيث تدور تفاصيل المعركة كما دونها المؤرخون أن الحسيني غادر القدس إلى دمشق في أواخر آذار عام 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، أملاً في الحصول على السلاح ليشد من عزم المقاومين على الاستمرار والاستبسال في القتال، إلا أنه ما لبث أن عاد إلى القدس مجدداً فور علمه بمعركة القسطل التي بدأت بشائرها وهو خارج القدس، لكنه لم يحمل ما ذهب إليه جميعه فقط نصف كيس من الرصاص، واتجه به مسرعاً إلى القسطل وهناك في السابع من نسيان من ذات العام عمد أولاً إلى إعادة ترتيب صفوف المجاهدين بدقة ونظام وكان هو في موقع القيادة وعلى الرغم من استبسال كل الجهات المقاومة في القتال إلا أن ضعف الذخيرة وقلتها أدت إلى وقوع الكثير من المجاهدين بين مصاب وشهيد، وهنا اندفع عبد القادر الحسيني لتنفيذ الموقف وقام باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين إلا أنه ما لبث أن وقع ومجاهديه في طوق الصهاينة وتحت وطأة نيرانهم فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكن رشيد عريقات في ساعات الظهيرة من السيطرة على الموقف وأمر باقتحام القرية وبعد ثلاث ساعات تمكنوا من الهجوم وطرد الصهاينة منها ومن ثم فر من تبقى منهم بسيارات مصفحة إلى طريق يافا، غير أن المقاومين لم يكتفوا بذلك وأرادوا ملاحقة جموع الصهاينة الفارين غير أنهم عندما وجودوا جثمان الشهيد عبد القادر الحسيني ملقى على الأرض الأمر الذي كان له وقع أليم جداً على رفاقه وعلى الأمة جميعها ولما خرج الجميع لتشييع عبد القادر الحسيني أبت قوات الاحتلال الصهيوني إلا أن ترتكب مجزرة أخرى فعمدت إلى مهاجمة قرية دير ياسين وأتت أُكلها فلم يبق فيها شيء ينبض بالحياة فقط ركام المنازل وأشلاء الفلسطينيين!
أما مسيرة جهاده فكانت على خطى الأب موسى كاظم بن سليم الحسيني الذي فتح بيته في حي الحسينية بالقدس ليكون ملاذاً آمناً للمجاهدين والمفكرين الوطنيين.


يتبع ..







التوقيع :
الوجه يأتينا كما لم يأتنا وجه عرفناه ..!


مادونا
  رد مع اقتباس
قديم 05-24-2009, 11:17 PM   رقم المشاركة : 10
ريم الحاج
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية ريم الحاج





 

آخر مواضيعي

ريم الحاج غير متواجد حالياً

ريم الحاج is on a distinguished road


افتراضي الحروب الفلسطينيّة الصغرى , جزء 4

شهداء ثورة البراق الثلاثة التي تم تطبيق حكم الإعدام بحقهم في 17/6/1930م :

عطا أحمد الزير : ولد في مدينة الخليل- فلسطين عام 1895م وعمل في عدة مهن يدوية واشتغل في الزراعة وعرف عنه منذ الصغر جرأته وقوته الجسمانية. كانت له مشاركة فعالة في مدينته في ما يسمى ثورة البراق سنة 1929 وكان فاعلا في مقاومة الصهاينة، فأقرت حكومة الانتداب حكم الإعدام عليه وتم إعدامه في يوم 17-6-1930 في سجن القلعة بمدينة عكا على الرغم من الاستنكارات الاحتجاجات العربية. كان الزير أكبر المحكومين الثلاثة سنا.

محمد جمجوم : محمد خليل جمجوم ولد بمدينة الخليل عام 1902م وتلقى دراسته الابتدائية فيها. أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت وشارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق ضد مواطنين يهود في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين . وعرف بمعارضته للصهيونية وللانتداب البريطاني. جعلت مشاركته في المقاومة ضد الصهيونية أن تقدم القوات البريطانية على اعتقاله في 1929 م مع 25 من العرب الفلسطينيين وقد حوكموا جميعاً بالإعدام، إلا أن الأحكام تم تخفيفها إلى مؤبد، إلا عن ثلاثة هم: فؤاد حسن حجازي و محمد خليل جمجوم و عطا أحمد الزير
وفي يوم الثلاثاء 17 يونيو 1930 تقرر إعدام الثلاثة، وكان تطبيق حكم الإعدام شنقاً في محمد خليل جمجوم الساعة التاسعة صباحاً .

فؤاد حجازي : ولد في مدينة صفد- شمال فلسطين عام 1904. تلقى دراسته الابتدائية في مدينة صفد ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
شارك فؤاد حسن حجازي مشاركة فعالة في مدينته في ثورة البراق التي عمت أنحاء فلسطين عقب إحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الأشخاص وقد أقرت حكومة الانتداب حكم الإعدام عليه مع رفاقه الآنفي الذكر . وكان الأول من بين المحكومين الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في يوم 17-6-1930، بسجن القلعة بمدينة عكا، وأصغرهم سناً.
وقد قدم الشاعر الشعبي نوح إبراهيم مع الفرقة الشعبية فرقة العاشقين مرثية للمحكومين الثلاثة ما زالت مشهورة لدى الفلسطينيين.

الاستشهادي سرور برهم أول استشهادي فلسطيني ( حسب بعض الدراسات التاريخية المعاصرة ) : ولد الشهيد سرور برهم عام 1903 وكانت قصة استشهاده كالتّالي :
ذهب قائد حامية حيفا العربية المجاهد الأردني محمد حمد الحنيطي إلى بيروت ودمشق للاجتماع بالمسؤولين في الهيئة العربية العليا وباللجنة العسكرية العليا التابعة لجامعة الدول العربية كان برفقته سرور برهم وزوجته وعدد من المجاهدين وطلبوا إرسال أسلحة وذخائر ومتطوعين إلى حامية حيفا التي كانت تشكو من قلة الذخيرة والسلاح وأخيرا وبعد محادثات مضنية استطاعوا الحصول على شاحنتين كبيرتين مجموع حمولتهما 12 طنا وسارت السيارتان برفقة الحنيطي الذي أصر على المرافقة بالرغم من نصائح الشيخ نمر الخطيب على السير في طريق آخر يسبق القافلة حفاظا على سلامته وسارت السيارتان ورافقهما القائد الحنيطي بسيارة خاصة وسيارة بها سرور برهم وزوجته من بيروت لصيدا حيث انضمت إلى القافلة شاحنة مملوءة بأسلحة مرسلة من الهيئة العربية العليا لفلسطين واستمرت القافلة بالمسير حتى رأس الناقورة مركز العبور بين لبنان وفلسطين والذي كان تحت السيطرة الانجليزية وتحت أعين ضباطها وجنودها الذين كانوا عيونا لليهود وأخيرا وصلت القافلة إلى عكا فاقترح سرور برهم على الحنيطي المبيت في عكا ونقل الأسلحة إلى حيفا عن طريق البحر فرفض الحنيطي وأصر على متابعة المسير وكذا نصحه بعض وجوه عكا، ولكنه أصر على المسير لأنه اعتبر أن المبيت في عكا نوع من الجبن والهزيمة ، وتابعت القافلة سيرها بعد أن انضم إليها عدد من المجاهدين العكاويين وعند وصول القافلة مدخل مستعمرة " موتسكين " الواقعة في منتصف الطريق بين حيفا وعكا كانت قد تنامت لليهود عن طريق جواسيسهم وربما عن طريق مركز الناقورة أخبار القافلة ، يقول الشيخ محمد نمر الخطيب " وقبل وصولها ب (7) كيلو مترا شاهد أحد رجال القافلة أن يهوديا كان يراقب وصول القافلة فلما رآها امتطى دراجته النارية وعدا أمامهم ،ففوجئ المجاهدون بإغلاق الطريق ببراميل كثيرة أو دبابة ، وعند توقف القافلة انهمرت عليها النيران من كل حدب وصوب فتسلل بعض المجاهدين واشتبكوا مع اليهود وقد استطاع سائق إحدى السيارتين المملوءة بالسلاح أن يفلت من الطوق اليهودي ويعكس سيره وينجو بالسيارة كما استطاعت سيارة صغيرة رافقتهم من عكا بالإفلات وكان باستطاعة سرور برهم أن يفلت أيضا إذ كانت سيارته بالمؤخرة ولكن عز عليه أن يرى صحبه في المعركة ويتأخر عنهم فما كان منه إلا أن فتح باب السيارة وخلع سترته وطربوشه وسلمها لزوجه أم محمود قائلا لها ( اشهدي لي، اشهدي لي يا أم محمود) وتناول سرور بندقيته وأخذ يزحف على الأرض حتى وصل إلى قرب القائد الحنيطي وصحبه المنبثين في ميدان القتال فوجده قد استشهد ، ونظر إلى شاحنة الأسلحة فوجد اليهود قد صعدوا فوقها للاستيلاء عليها فعز عليه ذلك فتناول قنبلة كانت في جيبه واقترب من السيارة وألقى بها على مبدأ " علي وعلى أعدائي يا ربي " فخر الجميع صرعى بما فيهم الشهيد سرور برهم وقد احترقت جثته، وقد دوى شمال فلسطين بالانفجار وقد سمع من الحدود اللبنانية ورجت حيفا وعكا وما جاورهما ، لقد أفتك هذا الانفجار بمئات من اليهود كما دمرت العشرات من المنازل اليهودية ومن شدة هول الانفجار أحدث حفرة عميقة على مسافة بعيدة، كانت هذه المعركة في 17/3/1948.



يتبع ..







التوقيع :
الوجه يأتينا كما لم يأتنا وجه عرفناه ..!


مادونا
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
  • إرسال الموضوع إلى ارسل الموضوع الى Facebook ارسل الموضوع الى Facebook
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Google ارسال الى Google
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Digg ارسال الى Digg
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى del.icio.us ارسال الى del.icio.us
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى StumbleUpon ارسال الى StumbleUpon


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd diamond