سوء التصرف.

[جنة الدنيا]

سوء التصرف

أولا": ما هو الذوق في التعامل....... ؟؟؟

كيف يفسره الأخرون ؟؟؟ .........كيف يكون بيننا كبشر ؟؟
ولربمـــا خيل للبعض أن الذوق شىء وفن التعامل مع الناس شىء أخر ....
والحقيقة أنهمــــــا كل لايتجزأ ,فمن عــــــــدم الذوق عنده فـــــهو حتماً لايجيد معــــاملة الناس , ومن لايجيد معاملة الناس فهو بحاجة لأن يتعلم فن الذوق .
قال تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ). هذا هو المنبع الحقيقي .
سئل سلام ابن مطيع عن الخلق والذوق , فأنشد :
تراه إذا ما جئته متهــــــــللاً ................. كأنك تعطيه الذي أنت ســـــــائله
فلو لم يكن كفه غير روحـــه ................. لجاد بها فليتق الله ســــــــــــائله
هو البحر من أي النواحي أتيته .............. فلجته المعروف والبحر ساحلــــه
والذوق لايعيش منفردا"ً , بل له أعوان يؤازرونه ويساندونه.

فالـــــــــــذوق:هي لغة لكسب ودالناس ومؤاخاتهم فمن لا يتحدث بهذه اللغة النادرة فقد يفقد حب الناس وثقتهم..
ليكن صمتك حكمة وكلامك حكمة .......................لتكن لين الطباع
إملأ ثغرك بالابتسامة أمام الآخرين
بهذه سوف تكون صاحب ذوق .

ثانيا": لمسات الذوق بين الناس شبه معدومة:

1_سوء استخدام حاجات الآخرين.
2_لا يعرف البعض كيف يحترم حديث الآخرين .
3_نتدخل فيما لا يعنينا.
4_ومن اللمسات المعدومة نهائيا" المزاحمة (التدفيش) في أي مكان كان سواء أكان ذلك التصرف في الطرقات أو في الأسواق أو حتى وأبسط الأمور لذلك التصرف الذي يحدث يكون في الجامعات وبين الممرات وحتى على السلالم وفي القاعات والمدرّجات حتى هنا نلاحظ انعدام التصرف الحسن بين ما يسمى في مجتمعنا نخبة المجتمع لما هم فيه من مكانة ورقي لكن أين هذا الرقي بين طلاب وطالبات وصلوا إلى مرحلة غدا فيها المدرّس هو من الذين يتعرضون لهذه المزاحمة أيضا" ومِنْ مَنْ؟؟؟ !!! طبعا" وبلا شك من طلابه لكنهم نسوا بأن المعلم قد كاد أن يكون رسولا ولذلك عليهم احترامه .
ربما عندما يتعرض كل واحدٌ منّا للمزاحمة يشعر بأنه كالجماد يزاحمونه(يدفشونه) يمنة"ويسرة" ......لا بل ربما هم قلة من يشعرون بهذا الأمر
ومن لا يشعر بما يحدث له من مزاحمة ربما يعود :
1_إما لأنه اعتاد على ممارستها مع غيره ومزاحمتهم.
2_ أو أنه اعتاد على من يزاحموه ي كل أمر ومكان فرضخ للأمر الواقع.

وحتى أنني بتُّ أسمع بعض المقولات التي أصبحت متداولة :
1_إذا ما بتدفش ما بتعيش.
2_التدفيش التدفيش دفّش بتسبق واذا ما دفّشت ما بيمشي حالك واذا ما حدا دفشك انت ادفشه حتى تثبت وجدودك.
3_وحتى عكسوا المثل الذي يقول:{دفّش تعش تنتعش} الذي هو أصلا"من أحد العبارات المتداولة بين الطلاب {طنّش تعش تنتعش} حسب ما يذكر الطلاب أنه أحد العبارات التي تجلب الفرح والسعادة .
4_حديث بين شابين :شاهدوا فتاة قادمة من بعيد وهي لاترى من أمامها وفجأة تصدم أحدهم وتمشي دون أن تلقي الإعتذار لمن صدمته أو صدمتها .هنا بدأ الشابان بالضحك لما حدث للشخص الذي صدم. أما عن التعليق الذي أتبع تلك الصدمة طبعا" على لسان الشابان وهو{أن البنات مافي أشطر منهم بالتدفيش..... أحسن شئ اذا شفت بنت بعد عن طريقها و إلا الله يعينك على اللي رح يصرلك بعد ما تآكل شئ دفشة ...بتندار وبتزورك وكأنك انت اللي دفشتها ..........الخ}.
والكثير من الأحاديث والتي من هذا القبيل تدور على ألسنة الشباب وكذلك الشابات....

ثالثا": الاتيكيت على ألسنة الشباب والشابات:

كثيراً ما تتردد كلمة الإتيكيت على ألسنة الكثيرين من الشباب والشابات حيث أنهم لم يفهموا المعنى الحقيقي لهذه الكلمة. فقد يظنوا أن الإتيكيت هو أن نقلد الغرب بذوقهم وتصرفاتهم وحديثهم، فجذبنا أسلوبهم وغرنا تعاملهم ونسينا أن الذوق كل الذوق ينبع من أساس تربيتنا وروح هذه التربية، وكذلك إن النبي صلوات الله عليه جاء بالإسلام فخلص البشرية ونقلها نقلة عظيمة من فوضى إلى نظام ومن عدم مراعاة لشعور ولا لإحساس إلى أدب وذوق رفيع؛ فتعلم المسلمون الذوق والأدب من الإسلام ثم جاء الغرب لينسبه إلى حضارته!!!!!

ولسوء التصرف سببان:
أحدهما : نقص العلم ، وهو الجهل .

والثاني : نقصُ الحكمة .

رابعا": من يجيد فن التعامل:

فن التعامل مع الناس لا يجيده إلا القلائل وهم اللذين سمت أرواحهم
وصفت قلوبهم وطابت سيرتهم وسريرتهم .
فن التعامل مع الناس يعني أنك: يجب أن تعلم لكل ذي قدر من الناس قدره ومكانته ومنزلته فتنزلها إياه ..
وأن لا تكون المعاملة مع كل الناس بنفس الوتيرة .. قال عليه الصلاة والسلام:"خاطبوا الناس على قدر عقولهم".
فن التعامل مع الناس بأن: توطن نفسك وأن تربيها على مكارم الأخلاق
"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم".
فن التعامل مع الناس أن: تحسن إلى من أساء إليك وأن ترد الجميل إلى من أحسن
إليك "أحسنوا إلى الناس تستعبدوا قلوبهم" .

خامسا": الشك وسوء الظن مرض أم ذكاء ..؟!

الشك وسوء الظن .. مرض أم ذكاء ..؟! هل سوء الظن من حسن الفطن؟
1_إن تلوّث المجتمع وما أصاب النفوس من زيفٍ ومرض أدى لأن يكون لسوء الظن والشك بالآخرين دواع لا يمكن الابتعاد عنها وخيار لا غنى عنه..؟!
2_إن البعض من وجد بأن سوء الظن مرض نفسي و داء اجتماعي لا بل من قال بأنه ذكاء اجتماعيمحمود.........!!!.و سلوك فطري عادي...؟!!

3_إن الشك فضيلة تحفظ للمرء خطوطه الخلفية أي أنها تجعل المرء بعيدا" عن الوقوع بالخطأ.لماذا نشك بالآخرين، ويكون الشك والريبة أول ما يتبادرإلينا حين نقيم سلوك الآخرين أو نفسر سلوكهم ...؟!

4_ ينبغي أنيكون هناك هامش للشك والحذر من الآخرين بما يتناسب مع أخلاقياتنا ووفقا" للمواقف التي نتعرض لها أثناء تعاملنا معهم. 5_هل حسن الظنوطيبة القلب تكفيان لبناء علاقة إنسانية مع الآخرين ..؟؟؟؟6_ هل يمكن التعرف على الآخرينو معرفة حقيقتهم من خلال العلاقة بالانترنيت...أم أن الشك وسوء الظن يبقى سيدالموقف؟؟
{5،6}:جدال حول مفاهيم الشباب عن التعامل في هذه المواقف
5:ما أهداف الشباب من إقامة علاقة إنسانية وعلى ماذا تعتمد عليه أُطرْالتعامل؟
6:في عصر الانترنيت ما هو مفهوم الشباب عن سوء الظن وحسنه في علاقات الانترنيت ؟
لماذا لا نمتثل للخطاب الربانيالصريح:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّإِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}.
حفاظاً على علاقاتنا الإنسانيةوالاجتماعية...؟!
أين نحن من قول خليفتنا العظيم عمر بن الخطاب: التمس لأخيكسبعين عذراً...؟!! وخير الناس أعذرهم للناس...؟!

سادسا": وأطرح هنا موقفا" لسوء التصرف في البلوتوث :

وسط حضور كثيفمن العائلتين رفضت فتاة في الخامسة والعشرين خطبة شاب تقدم لخطبتها بعدما طلبت منأخيها أن يحضر لها جوال الخاطب... وكانت الفتاة عندما تقدم لها هذا الشاب طلبوالدها مهلة للسؤال عن هذا الشاب وأخلاقه ؟؟
قالت الفتاة: كلا يا أبي لاأريدكم أن تسألوا عنه سوف أعرف بمفردي فطلبت من أخيها أن يطلب من الشاب الجوالوشاهدت ما بداخله من مقاطعبلوتوثوأفلام خليعة وصوربنات..!!! ثم حكمت عليه بالرفض ؟؟وإن أهل الطرفين حاولوا في إقناعها ولكنها رفضتبشدة وقالت: بأن جهاز الجوال وما فيه من شخصية وطبيعة الشاب فمن خلال جواله أناأرفضه ولا أقبله زوجا" لي.أما الشاب فقد أعتبر حكمها هذا تسرعا" وبأن مافي الجوالمن صور ومقاطع لا يمكن أن يحكم على الشاب بأنه فاسد أو صالح فالجوالات والبلوتوثتستقبل الكثير من الرسائل في ثواني منها الجيد ومنها السيئ وأناحتفاظه ببعض هذي المقاطع لا يعني انحرافهولكن هذا التبرير لم يرضي هذيالفتاة......
هل البنت على حق ؟؟؟ أو هذا الشاب هو الذي علىحق؟؟؟؟
خاتمة:
التعامل مع الناس من أصعب الأمور؛ لأنك في هذه الحالة تتعامل مع إنسان له مشاعر، وقلب، وعقل؛ ولا تتعامل مع جماد؛ يأتمر بأمرك؛ ترفعه، وتضعه حيث، ومتى تشاء؛ لذلك أصبح التعامل مع الناس فنا لا يجيده إلا القليلون.. لكن مع ذلك جاء الإسلام؛ الدين الخاتم بقيم، وأخلاق، وسلوكيات تجعل الملتزم بها يسير دوما في جانب الصواب إذا ما اختلط بالناس؛ وتعامل معهم؛ لأن الإسلام دين أنزله الله تعالى ليعيش به الناس واقعا في الأرض ينعمون بظلاله الوارفة.
ومن أكثر الأخلاق المؤدية إلى البغضاء، وتنازع الناس، واختلاف قلوبهم، وإلى صعوبة التعامل معهم سوء الظن.. وقد قطع الإسلام هذا الطريق المفضي إلى الفساد؛بتحريم الظن السيئ، واجتنابه؛(اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم).

[حمزة العثمان]

أشكرك جنة على هكذا موضوع .
أرغب بمناقشة قضية الذوق من ناحية أخرى ، هي التصرفات من قبل بعض الطلاب في المدينة الجامعية ، مثلا :

يأتيك أحد الزملاء لشرب فنجان القهوة مع علمه أنك لا تملك الوقت لذلك ، و إذ بجلوسه يمتد لساعتين أو ثلاث (( أيام إمتحانات )) ... و إن قمت بإهماله أو طرده تكون ممن لا يملكون الذوق أو من أصحاب الأمراض النفسية أو المعقدين .

بعد تقديم أي مادة لا شك في أن تكون مرهقا و تحتاج لقسط من الراحة ، تزداد الحاجة لهذه الراحة إن كنت قد قضيت الليل ساهرا بالدراسة ، بعد نومك بنصف ساعة أو أقل من ساعة تفاجىء بأحد الأشخاص (( المزوقين )) يوقظك لأنه يريد شرب فنجان القهوة معك ، و أنه مشتاق إليك ، مع العلم أنك كنت معه منذ ساعة واحدة فقط ، وأنه يعلم أنك بحالة إرهاق شديد .

يأتيك أحد الطلاب (( المزوقين )) الساعة السادسة صباحا (( قبل موعد الإمتحان بساعتين و نصف فقط )) يطلب منك أن تعيره كتاب مادة اليوم لتحديد المطلوب بدقة من أحد الفصول المطلوبة ، مع العلم أنه يراك و أنت تدرس بهذا الكتاب ، بالتأكيد سترفض الاستغناء عن الكتاب و لو لدقيقة واحدة ، لذلك لا بد أن توصف بالأناني أو قلة الفهم ...

تترك على باب الغرفة قبل إمتحان مادة التقنيات بأربعة أيام ورقة كتبت عليها عبارة : (( الباب المطلوب مغلق أو خارج نطاق الوحدة ، في حال الضرورة يرجى ترك رسالة صوتية أو خطية )) ليأتيك أحد الأشخاص (( أيضا من المزوقين )) ليستمر بطرق الباب لمدة أكثر من سبعة دقائق ، و بعد أن تفتح له الباب يقول لك بكل برادة أعصاب و خفة دم : {{ أعلم أن هذه العبارة ليست لي فأنا لن أجلس أكثر من ربع ساعة }} بالطبع ستكون ردة فعلك طرده بغضب ، من المؤكد في هذه الحالة أنك ستكون غير محترم لأنك لم تقم باحترامه ، بل ويطلب منك و بكل وقاحة (( الإعتذار ببساطة )) .

قبل تقديم مادة بخمسة أيام ،يطلب منك أحد الأشخاص أن تعيره كتاب هذه المادة لمدة لا تزيد عن ساعة واحدة فقط ، و عندما تتصل به هاتفيا ليحضر لك كتابك تفاجىء بعبارة : {{ عنجد آآآآسف سافرت على البيت و نسيت الكتاب معي }} ، لا شك أنك ستفقد أعصابك و تبدأ بتوبيخه بصوت مرتفع ، لتفاجىء بعبارة أشد برودة من الأولى و أحد من السيف {{ يعني شو صار ، نسوة }} ، طبعا في هذه الحالة و بسبب توبيخك له لا شك أن توصف بالغباء و قلة الذوق .

فيما أنت منسجم كليا مع الكتاب و تدرس بشغف (( الساعة الرابعة و النصف صباحا )) ترتفع بسرعة مذهلة من خلف الوحدة 17 الأصوات التالية {{ شوووووط _ سدددددد _ مررررر _ كووووووووول _ هدف }} و عندما تقول له و بكل أدب : من بعد إذنك يا زميل ، لدي اليوم تقديم مادة و أريد الدراسة . يكون الجواب : كلنا لدينا مواد ، مو بس أنت .

تقفل باب الغرفة و تذهب إلى السوق لمدة عشر دقائق لشراء بعض الحاجيات ، ثم تعود لتفاجىء بباب الغرفة مفتوحا و القفل مكسورا ، و الفاعل مجهول .

و الحديث في هذا المجال يطول ، و يبقى سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام أبلغ الخطباء إذ قال : {{ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إن لم تستح فاصنع ما شئت }} .

... الوسط ...

[لولي]

فن التعامل مع الناس أن: تحسن إلى من أساء إليك وأن ترد الجميل إلى من أحسن
إليك "أحسنوا إلى الناس تستعبدوا قلوبهم" .
شكرا للموضوع القيم