الضغط الأسري يول الانفجار

[آلاء]

الضغط الأسري يولد الانفجار

يتضافر الضغط في الأسرة مع الضغط في العمل، وفي الشارع، ومع الأصدقاء والأهل.. ليجعل حياة الإنسان صعبة ولا تطاق، حياة قد تمر عبر بوابة العدم.
ولاشك أن العلاقة بين ضغوط العمل والضغوط المنزلية وثيقة، والتأثير بينهما متبادل، ولا مجال لإغفال ذلك.
وسبب المصادر الرئيسية للضغوط الأسرية، فيكمن في:
pشريك الحياة.
pالأطفال.
p الالتزامات المالية للأسرة.
p الآفات الاجتماعية {المرض، الطلاق، الموت..}.
pالترتيبات المنزلية.
p الارتباطات العائلية والاجتماعية.
pتأثير البيئة على المنزل...
وتنبع كل من ضغوط شريك الحياة والأطفال بصفة أساسية من الصدامات المزاجية أو المصلحية أو المَرَضِية، فمن المعروف أنه لا توجد شخصيتان متطابقتان تماما، حتى التوأم، سواء في الخصائص والسمات أو في القيم والميول والاهتمامات..
ومن ثمة، فإن الصدامات المزاجية بين الزوجين تعد مصدرا كبيرا للضغوط، وكثيرا ما يؤدي ضريبتها الأبناء، إذا لم يتم تناولها بطريقة إيجابية.
من ناحية أخرى، فإذا لم يكن شريك الحياة متعاونا مع المرأة في تحمل جانب من الأعباء المتعلقة بالبيت فإن ذلك يؤدي لضغوطها، وبدورها تمارس ضغطا عليه إذا لم تكن تقدر جيدا حضوره كزوج وأب ومعيل وحارس أمين على الأسرة.
إن الضغوط التي تتعرض لها المرأة العاملة تؤثر تأثيرا كبيرا على حياتها الشخصية، حيث أن عليها أن تواجه الضغوط والإجهاد المترتب على قيامها بهذا الدور الإداري المزدوج في العمل وفي المنزل، وهذا ما يغيب دور الأمومة أو يشجه.
ولعل جانبا كبيرا من الإحباط وخيبة الأمل في العمل يمكن تحملهما إذا كان الموقف في البيت آمنا، وطبيعة العلاقة قائمة على الحوار والإنصات.
أما أبرز مظاهر المساندة المطلوبة في البيت، فهي المساندة العاطفية والوجدانية.
إن المرأة والرجل اليوم، مطالبان بلعب دور مزدوج في المنزل وفي العمل، مما يجعلهما أمام دوامة الإرهاق نتيجة الأعباء الملقاة على عاتقهما، وكذا كثرة متطلبات الحياة اليومية التي لا تنتهي.
ويقل هذا العبء كثيرا عندما يجنح الزوجان لمساعدة بعضهما البعض في الترتيبات المنزلية وفي رعاية الأطفال سواء من النواحي المادية أو العاطفية، أو متابعة حياتهم الشخصية والدراسية.
وعوض أن ينفجر هذا الضغط، ويقودنا لضنك حياة لا تحمد عقباه، نبحث جميعا عن سبل ناجعة لاحتوائه، والعمل على انفراجه، وذلك بتقديرنا الدقيق والهادئ والموضوعي لمصادرها، والصراحة بشأنها، فقد يصعب علينا أحيانا الاعتراف حتى لأنفسنا أننا قد نكون مصدر الضغوط، لكن هذا الاعتراف يساعدنا على تغيير اتجاهاتنا وإدراكنا، وهي الخطوة الأولى في معالجة الضغوط.
كما أن مناقشة المشاكل المنزلية بطريقة ودية معقولة، يمكن أن يساعد في تحديد الطبيعة الحقيقية لها، والتعرف على أسباب كونها مصدرا للضغوط. فغالبا ما نكون ـ نحن الكبار ـ على غير وعي بعمق تأثير سلوكنا على المحيطين بنا، وكيف أنه من الممكن تغيير هذا السلوك، خاصة إذا علمنا بأن الأطراف الأخرى في الأسرة التي نحبها سيستجيبون بنفس الطريقة وبتغيير مماثل في طرق تعاملهم لتناسبنا وتساعدنا.
وإذا كان الكبار على غير وعي أحيانا بآثار سلوكهم على الآخرين، فما بالنا بالأطفال!!!
الأمر إذن يحتاج أن نعلمهم بآثار سلوكهم حتى يغيروا منها بطريقة لا ترهقنا.