علامات كلية التربية حلب الفصل الثاني 2012


التسجيل قائمة الأعضاء البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
المكتبة التربوية اكتب اسم البحث لتحصل على المساعدة منتدى الحقوق


 
 
أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 07-15-2010, 02:43 PM   رقم المشاركة : 1
لولي
مشرفة قسم التنمية البشرية
 
الصورة الرمزية لولي






 

آخر مواضيعي

لولي غير متواجد حالياً

لولي is a jewel in the roughلولي is a jewel in the roughلولي is a jewel in the roughلولي is a jewel in the rough


افتراضي التوافق الزواجي وعلاقته بجودة الحياة<مشروع تخرج>

جامعة حلب
كلية التربية
الإرشاد النفسي
السنة الخامسة
[COLOR=window****]بحث مقدم لنيل إجازة في الإرشاد النفسي بعنوان[/COLOR]

التوافق الزواجي وعلاقته بجودة الحياة


بإشراف الدكتور:خالد الضعيف



للعام الدراسي:2009/2010

كلمة شكر:

ها قد انتهى المشوار بهذا البحث الذي هو حصيلة السنوات العابرة.إنها لحظة حيّة نقضيها في منتصف الطريق بين ماض جميل نحنُّ إليه ومستقبل غامض نتوقُ إليه...
ولا يسعفنا في هذا الموقف إلاّ أن نتقد م بالشكر كل الشكر لأصحاب الفضل علينا...إلى من أناروا لنا درب الحياة...إلى من علّمونا على مقاعد الدراسة...إلى أساتذتنا الكرام الذين لم يبخلوا علينا بكل ما هو مفيد...واخص بالشكر الجزيل إلى الدكتور...
خالد الضعيف....
وله جزيل الشكر والاحترام لتفضله بالإشراف على هذه الدراسة المتواضعة حيث كان عوناً لنرقى إلى المستوى المطلوب إن شاء الله...





يقول الحق سبحانه وتعالى
] وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[.
صدق الله العظيم




مخطط البحث:

الفصل الأول:(مشكلة البحث وأهميتها)
أولاْ:تمهيد(المدخل)............................... .................( 11 )
ثانياً:مشكلة البحث............................................. ....( 12 )
ثالثاً:أهمية البحث............................................. .....( 14 )
رابعاً:أهداف البحث............................................. ..( 15 )
خامساً:مصطلحات البحث........................................( 15 )
سادساً:حدود البحث............................................. ..( 16 )
سابعاً:الأساليب الإحصائية.......................................( 17 )

الفصل الثاني:(الإطار النظري وأدبيات البحث)
أولاًَ:التوافق الزواجي:
تعريفات التوافق الزواجي........................................( 20 )
التوافق الزواجي من منظور إسلامي............................( 20 )
مقومات التوافق الزواجي.........................................( 23 )
كيف يدرس المدخل التفاعلي للتوافق الزواجي..................( 25 )
مظاهر التوافق الزواجي..........................................( 26 )
أنواع التوافق الزواجي........................................... ( 27 )
مثلث التوافق الزواجي........................................... ( 29 )
السعادة الزوجية وعلاقتها بالتوافق الزواجي...................( 32 )
الحب والجنس في العلاقة الزوجية..............................( 36 )
التوافق النفسي الجنسي..........................................( 40 )
أسباب سوء التوافق الجنسي......................................( 42 )
النقاط الهامة لإنجاح العلاقة الزوجية...........................( 43 )
ثانياً:جودة الحياة:
المقدمة........................................... ................( 49 )
جودة الحياة من منظور إسلامي................................( 50 )
عناصر جودة الحياة في القران الكريم.........................( 55 )
مقومات جودة الحياة............................................ ( 56 )
احتياجات جودة الحياة...........................................( 56 )
العوامل المؤثرة على جودة الحياة من الناحية الصحية........( 58 )
من المسؤول عن الارتقاء بمستوى جودة حياتنا؟...............( 62 )
الإجراءات التي تضمن حماية جودة الإنسان...................( 64 )
كيفية إتباع أسلوب حياة لتكون صحية صحيحة................( 67 )
الاحتياجات العامة لتحقيق الصحة والسلامة...................( 72 )
جودة الحياة لغة السعادة الزوجية...............................( 72 )
جودة الحياة-الرومانسية في الحياة الزوجية...................( 74 )
جودة الحياة-كيف تبني علاقة عاطفية ناجحة.................. 75
أسس الحياة الزوجية السعيدة................................... 78
قواعد لتحقيق حياة زوجية وفقا لأبعاد جودة الحياة........... 81
الأسس الخمسة التي تحقق سعادة وتوافق زواجي ........... 83
د.حنان زين تقدم خطوات للسعادة الزوجية.................. .84
خواطر متزوج............................................. .... 85

الفصل الثالث:(دراسات سابقة)
أولا:دراسات تناولت التوافق الزواجي............................ 87
ثانيا:دراسات تناولت جودة الحياة................................. 88
ثالثا:تعقيب على الدراسات........................................ 90

الفصل الرابع:(منهج البحث وإجراءاته)
أولا:منهج البحث............................................. .... 93
ثانيا:عينة البحث............................................. .... 93
ثالثا:أدوات البحث............................................. .. 93

الفصل الخامس:(النتائج وتفسيرها)
أولا:المعالجة الإحصائية...................................... 95
ثانيا:النتائج وتفسيرها......................................... 100
ثالثا:المقترحات والتوصيات.................................. 104
رابعا:الخاتمة..................................... ............. 105

الفصل السادس:(الملاحق)
أولا:الاستبيان.................................... ............. 107
ثانيا:الجداول الإحصائية...................................... 111
ثالثا:المراجع..................................... ........... 151










الفصل الأول
1-تمهيد (المدخل).......................................... ...........11
2-مشكلة البحث .................................................. ....12
3-أهمية البحث .................................................. .....14
4-أهداف البحث............................................. ..........15
5-فرضيات البحث............................................. .......15
6-مصطلحات البحث............................................. ....15
7-حدود البحث............................................. ...........16
8-الأساليب الإحصائية......................................... .......17






الفصل الأولمشكلة الدراسة وأهميتها)
أولا:تمهيد (المدخل):
الأسرة العربية دعامتها الرئيسية ونقطة ارتكازها هي عملية الزواج . ولا توجد أسرة حسب المفهوم الثقافي الحاكم والمستمد من الأديان السماوية عامة والدين الإسلامي على وجه الخصوص بدون أن يكون الزواج هو الـركيزة والأساس الذي ينهض عليه البناء الاجتماعي كله . والأسرة هي الخلية الجذعية لكل بنية اجتماعية تالية ، أو نسق سياسي اقتصادي أوسع سواء كانت هذه البنية أسرة أو عشيرة أو قبيلة أو مؤسسة سياسية – اقتصادية أو اجتماعية يضمها المجتمع العربي الحديث . وظلت الأسرة تمثل الخلية المستقرة نسبيا طوال القرون الماضية منذ ظهور الإسلام وحتى الآن . والمرجعيات الحاكمة للأسرة من حيث البنية والوظيفة وتحديد الأدوار جميعها مرجعيات دينية . العرف أو القانون الحاكم لها مستمد مباشرة من الأديان السماوية . ساعد هذا الوضع على المحافظة على الثبات النسبي لهذه المؤسسة الأساس ، ولم ينالها التطور أو التغيير طوال قرون عدة ، ولم تتم مناقشة لشئونها أو أسسها بعيدا عن العقيدة الدينية .
و يعتبر مفهوم التوافق الزواجي العماد الرئيسي لبقاء الأسرة والحفاظ على كيانها كأسرة قوية متماسكة مشبعة لاحتياجات أعضائها النفسية والجسمية والاجتماعية ، دافعة بهؤلاء الأعضاء لتكوين أنويه أسرية جديدة ، متحررة من العقد والأمراض ، قادرة على الحب ، والإنتاج . عاملة ومشاركة في انجازات العالم الذي تعيش فيه . ولأنها هي النواة واللبنة المشكلة لكل النظم والأبنية والمؤسسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، تنعكس قوتها وتماسكها بصورة مباشرة على المجتمع ، بقوتها يقوى ، وبتماسكها يتماسك ، وبصحتها يصح ، ضعفها وهن له وتفككها تحلل له وبمرضها وكثرة عللها يمرض المجتمع وتنشر فيه العلل الاجتماعية والانحرافات السلوكية .
والقرآن يصور طبيعة النوع الذي يريده الله . . فهو إحصان . . هو حفظ وصيانة . . هو حماية ووقاية . . هو إحصان للرجل وإحصان للمرأة . وهو إحصان للبيت والأسرة والأطفال . إحصان لهذه المؤسسة التي تقوم على هذا الأساس ثابتة راسخة وطيدة .



ثانيا: مشكلة البحث:
التوافق الزواجي Marital Adjustment هو حالة الزواج الذي تكون فيه اتجاهات الزوج والزوجة وتصرفاتهما متفقة علي الموضوعات الرئيسية في الزواج مثل تدبير الأمور المالية ، والتعامل مع الأقرباء ويكونان أيضا متوافقين في الاهتمامات والأهداف والقيم وهما علي نفس الدرجة من إظهار العوامل والثقة المتبادلة ولديهما تذمر اقل أو لا يتذمرون من زواجهما, أو يعني وجود بعض السمات لدي الزوجين كالميل إلى تجنب الصراعات أو حل الصراعات والشعور بالرضا عن الزواج وشعور الزوجين بالرضا ، رضا احدهما عن الآخر والمشاركة في الفعاليات والاهتمامات وتحقيق توقعات الزوج والزوجة أو هو التحرر النسبي من الصراع والاتفاق بين الزوج والزوجة علي معظـم الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهما المشتركة وكذلك المشاركة في أعمال وأنشطة مشتركة وتبادل عواطف .
وان بناء الأسرة السليمة المتوافقة في جميع المجالات يؤدي إلى تحقيق السعادة للزوجين ولأسرتهما والي تربية صحيحة ناجحة وخلق جيل سوي قادر علي تحمل المسؤولية وبالتالي تحقيق الجودة في حياتهما . إن للأسرة أهمية كبيرة في حياة أبنائها، ويمثل الاتحاد بينهم قدرتهم علي تكوين شخصية سوية تؤهل أبناءهم لان يكونوا أفرادا نافعين في المســتقبل . يعد التوافق بين الزوجين من المسائل المهمة في تحقيق التكامل الأسري وإنشاء علاقات زوجية حميمة مبنية علي الحب والتفاهم، يتزوج معظم الأفراد بقصد الحصول علي المؤانسة والدعم الانفعالي ،وتبعا لذلك تغيرت التوقعات المتعلقة بالزواج وقد اعتبر الزواج رابطة عمرية دائمة شاملة ينتمي كل شريك إلى للآخر .ولعل من أهم وظائف الزواج تحقيق الاطمئنان والاستقرار النفسي ، حيث يجد كل من الزوجين في الآخر مبعث سرور وارتياح ، وسند وتعاطف ودعم في مواجهة مشاكل الحياة ، وتلبية احتياجاتها . لذلك عبر القرآن الكريم عن العلاقة الزوجية بأنها سكن وملجأ، يأوي إليه الإنسان،يقول تعاليومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)( الروم _آية21) و لا يحصل السكون والاطمئنان في الحياة الزوجية إلا إذا كانت العلاقة بين الزوجين في إطار المودة والرحمة ، والمودة تعني الحب والانشداد العاطفي ، والرحمة تعني رفق كل منهما بالآخر ، وشفقته عليه . وذلك هو أرضية التوافق الزواجي ، والذي لاتحقق الحياة الزوجية أغراضها إلا بوجوده ، وان الخلافات والمشاكل في الحياة الزوجية إذا لم تعالج تسلب الطرفين راحتهما وسعادتهما ، وتفقدهما أهم ميزات وخصائص الارتباط الزواجي .
فالتقارب بين الزوجين كلما كان كبيرا زالت أو انزاحت الكثير من العقبات والحواجز والمشاكل التي تواجه الزوجين في حياتهم وعلي جميع الأصعدة .لان الزواج عندما يكون شامخا علي دعائم الفهم الصحيح بين زوجين ارتضيا عن قناعة أن يكونا زوجين ، فانه يشد من أزر الأسرة الزواج.
لذلك فان احترام معني الزواج يستقي بالخبرة ويحتذي بالقدوة ، وان الزواج علاقة تضفي علي المجتمعات والشرائع قدسية واحترما وبمنح كلاً من الزوجين فرصة النضج والتكامل وتحقيق الذات والحفاظ علي الكرامة وان شخصية الفرد الناضجة إنما هي ثمرة تنشئة مستقرة أيام الطفولة في أسرة مستقرة قوامها زواج متكافئ ناجــــــح .

أهمية الحياة الزوجية تكمن باعتبارها صورة مصغرة من الحياة بوجه عام ، يقوم فيها الزوج والزوجة بعمليات التوافق ، فإذا كانت هذه العملية _ من كلا الطرفين - بهدف المحافظة علي الزواج والوجود الأسري من منطلق الحب المتبادل نكون بصدد حالة من التوافق الزواجي بين الاثنين بما يضمن سعادة الأسرة وقوتها وكفاءة الأداء الوظيفي لها . فالزواج تلك الرابطة بين الرجل والمرأة هي أساس الأسرة أولا والمجتمع ثانيا ،فان التوافق الزواجي في مثل هذه الحالة يعد طاقة وقوة نفسية واجتماعية للفرد والمجتمع علي السواء ،منبعها داخل كل منهما في إضفاء السعادة أو ظهور المشكلات الأسرية.أي يحقق الجودة الحياتية بجميع أبعادها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والصحية أو لا.


ومنه فان مشكلة البحث تتجلى في التساؤلات التالية:
1-هل هناك علاقة ارتباطية بين التوافق الزواجي وجودة الحياة؟
2-هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية مرتبطة بمتغير الجنس في التوافق الزواجي وجودة الحياة؟
3-هل هناك ارتباطيه مرتبطة بمتغير العمر في التوافق الزواجي وجودة الحياة؟
4-هل هنالك ارتباطيه مرتبطة بعدد سنوات الزواج في التوافق الزواجي و جودة الحياة ؟


ثالثا: أهمية البحث.
الأهمية التطبيقية تكمن في
- أن نتائج البحث تتيح تقديم خدمات الإرشاد الزواجي والأسري.
-كذلك تسهم في تقديم التوعية المجتمعية والإعلامية فيما يخدم قطاع الأسرة وشؤونها وعملية تكوينها وبنائها.
-كذلك لعمل خطوات تضيق فجوة النزاعات الزوجية والعمل على إزالة معوقات التوافق الزواجي أو تخفيفها - لتحقيق السعادة والصحة النفسية والأسرية والمجتمعية.
-كما أن الدراسات السابقة أثبتت أن التدخل الإرشادي والعلاجي يخفف النزاعات الزوجية، ويرفع مستوى التوافق الزواجي ويقلل من حدة الخلافات إذا ما قدمت خدمة الإرشاد النفسي هذه بطريقة ملائمة لتصبح جزءاً من الحياة الزوجية في وضعها الحالي لدينا؟!

الأهمية النظرية:
- يستمد هذا البحث أهميته من تعلقه بالأسرة والحياة الزوجية وهو مجال يحتاج إلى العديد من البحوث والدراسات حتى نصل إلى الحلول التي تساعد على تحقيق التوافق الزواجي وأن تنعم الأسرة بحياة سعيدة وأبناء سعداء. فتتحقق نتيجة لذلك جودة الحياة.
-جوهر الدراسة بحث العلاقة بين مستوى التوافق الزواجي وجودة الحياة مما يساعد على تقديم أسباب علمية إيجابية تهتم بواقعية في تحقيق الأمان النفسي والصحة النفسية الزوجية إذ إن اختلال التوافق الزواجي وعدم تحققه أو سوءه أو ضعفه، يعد من ناحية الحياة الزوجية أحد أهم الأسباب الرئيسة لعدم تحقيق أبعاد جودة الحياة.. وهذا يؤدي لضعف أو عدم تحقق السعادة الزوجية وللعودة بالحياة الزوجية خاصة إلى المودة والرحمة التي هي موجودة بيننا لو عرفنا الطريق لها؟!


رابعا: أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى التعرف على مدى التوافق الزواجي وعلاقته بجودة الحياة وذلك من خلال:
1-معرفة العلاقة بين التوافق الزواجي وجودة الحياة.
2-معرفة الفروق المرتبطة بمتغير الجنس في التوافق الزواجي وجودة الحياة.
3-معرفة العلاقة المرتبطة بمتغير العمر في التوافق الزواجي وجودة الحياة.
4-معرفة العلاقة المرتبطة بعدد سنوات الزواج في التوافق الزواجي وجودة الحياة.
خامسا:فرضيات البحث:
1-توجد علاقة بين التوافق الزواجي وجودة الحياة.
2-توجد فروق مرتبطة بالجنس في التوافق الزواجي وجودة الحياة.
3- توجد فروق مرتبطة بالعمر في التوافق الزواجي وجودة الحياة.
4-توجد فروق مرتبطة بعدد سنوات الزواج في التوافق الزواجي وجودة الحياة.

سادسا: مصطلحات البحث:
التوافق: عملية ديناميكية مستمرة تتناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته .
التوافق الزواجي:هو التوافق الذي يتعلق بقدرة الفردعلى تحقيق السعادة الأسرية والحب المتبادل بين الزوجين وتحمل مسؤوليات الحياة والقدرة على حل المشكلات. .(كمال ابراهيم مرسي -ص 212 – www.alshefa.com
الجودة: الجودة من (أجاد) إذا أحسن.. والجودة تعنيالإتقان, والجودة هي نتيجة الاهتمام أساساًبالكيف والنوع لا بالكم والحجم.
جودة الحياة: مفهوم يشير إلى حالة من الرضا والسعادة والرفاهية ونوعية الحياة التي يعيشها الفرد مع متطلبات المعيشة الأساسية .( خليف مصطفى غريبة – www.4geography.com )
التوافق الجنسي: يعتبر من أهم أركان الزواج السعيد , فالنجاح في العلاقة الجنسية يعتبر ترمومتر للعلاقة الزوجية لأنه يعكس النجاح في علاقات أخرى مثل العلاقة العاطفية والعلاقة الاجتماعية والتوافق العقلي والثقافي والرضا المادي .(كمال ابراهيم مرسي -ص 222 – www.alshefa.com
والتوافق الجنسي قد يحدث مع بداية الزواج وقد يتأخر بعض الوقت لعدة شهور وأحياناً سنوات ,وهو يعنى الانسجام بين احتياجات الطرفين وقدرة كل منها على تلبية احتياجات الآخر وإشباعها في صورة طيبة , فهما متوافقان في معدل الممارسة ومتوافقان في زمن الممارسة ومتوافقان في طقوسها وراضيان بكل ذلك.(كلثوم بلميهوب – www.arabpsnet.com)
السعادة الزوجية: مفهوم نسبي، ليس من السهل قياسه أ و تعميمه، بما يعني رضي الزوجان عن حياتهما الزوجية بصورة عامة وبدرجة عالية
ترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها والتي تتمثل في تأمين العيش المشترك ، والسكن والحب ، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية للطرفين وكذلك
في إنجاب الأطفال وتربيتهم ، وفي تلبية متطلبات المنزل والمعيشة ، وفي تحقيق المتطلبات والأدوار الاجتماعية المتنوعة ، وغير ذلك .(أيمن مسلاتي – ص 23 -2009)

سابعا: حدود البحث:
1-الحدود الزمانية: تم تطبيق بنود الاستبيان في الفترة الزمنية الممتدة بين 12/2 حتى 22/2 2010.
2-الحدود المكانية : تم تطبيق الاستبيان على عينة عشوائية من أفراد المجتمع .
3-عينة البحث : 100 ذكور 100 إناث من المتزوجين



ثامناً:الأساليب الإحصائية:
قانون الارتباط لبيرسون:
ر=
حيث:
س= جودة الحياة , ص = التوافق الزواجي
قانون (ت) ستودنت للفروق:
ت =









الفصل الثاني
(الاطار النظري وأدبيات البحث)
أولاًَ:التوافق الزواجي:
تعريفات التوافق الزواجي........................................( 20 )
التوافق الزواجي من منظور إسلامي............................( 20 )
مقومات التوافق الزواجي.........................................( 23 )
كيف يدرس المدخل التفاعلي للتوافق الزواجي..................( 25 )
مظاهر التوافق الزواجي..........................................( 26 )
أنواع التوافق الزواجي........................................... ( 27 )
مثلث التوافق الزواجي........................................... ( 29 )
السعادة الزوجية وعلاقتها بالتوافق الزواجي...................( 30 )
الحب والجنس في العلاقة الزوجية..............................( 32 )
التوافق النفسي الجنسي..........................................( 36 )
أسباب سوء التوافق الجنسي......................................( 39 )
رؤية نفسية للتوافق الزواجي....................................( 40 )
النقاط الهامة لإنجاح العلاقة الزوجية...........................( 42 )
خواطر متزوج............................................. ......( 43 )
ثانياً:جودة الحياة:
المقدمة........................................... ................( 49 )
جودة الحياة من منظور إسلامي................................( 50 )
عناصر جودة الحياة في القران الكريم.........................( 55 )
مقومات جودة الحياة............................................ ( 56 )
احتياجات جودة الحياة...........................................( 56 )
العوامل المؤثرة على جودة الحياة من الناحية الصحية........( 58 )
من المسؤول عن الارتقاء بمستوى جودة حياتنا؟...............( 62 )
الإجراءات التي تضمن حماية جودة الإنسان...................( 64 )
كيفية إتباع أسلوب حياة لتكون صحية صحيحة................( 75 )
الاحتياجات العامة لتحقيق الصحة والسلامة...................( 72 )
جودة الحياة لغة السعادة الزوجية...............................( 72 )
جودة الحياة-الرومانسية في الحياة الزوجية...................( 74 )
جودة الحياة-كيف تبني علاقة عاطفية ناجحة..................( 75 )
أسس الحياة الزوجية السعيدة...................................( 78 )
قواعد لتحقيق حياة زوجية وفقا لأبعاد جودة الحياة...........( 81 )
الأسس الخمسة التي تحقق سعادة وتوافق زواجي ...........( 83 )
د.حنان زين تقدم خطوات للسعادة الزوجية..................( 84 )
الخاتمة........................................... ...............( 85 )





الفصل الثانيالإطار النظري وأدبيات البحث).

أولا: التوافق الزواجي:

1-مقدمة( تعريفات التوافق الزواجي):

هو ما يحدث من تعديلات بعد الزواج في السلوك وهي تعديلات ربما كانت سارة للزوجين معا وربما اعتبرها احدهما سارة بينما كان قرينه يعتبرها غير سارة)
-التعريف الثاني ( وجود شخصين متزوجين ومتعايشين معا ولديهما الرغبة في تجنب المشكلات وأعاده حلها في حاله وجودها)
-التعريف الثالث ( التحرر النسبي من الصراع والاتفاق النسبي بين الزوجين على الموضوعات الحيوية المتعلقة بحياتهما المشتركة وكذلك المشاركة في أعمال وأنشطه مشتركه وتبادل العواطف )
_ التعريف الرابع ( مصطلح عام يعـرف بأنه قيام الزوجين بوظائفهما ونجاحهما في القيام بهذه الأدوار كما يتضمن الرضا عن الزواج والسعادة الزوجية ) (طارق النعيمي – ص133 -1990)
التوافق الزواجي Marital Adjustment من منظور إسلامي

تعتبر الزوجية سنة من سنن المولى ـ عز وجل ـ في الخلق فلا يشذ عنها مخلوق ، فكل مخلوق يبحث عن زوجه ويسعى إليه قال تعالى : " وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ". سورة الداريات آية (49) ، بل إنها الأسلوب الذي اختاره الخالق للتكاثر واستمرار الحياة بعد أن خلق الله الرجل (الزوج) والمرأة (الزوجة) ، وأعدهما للزواج ، وهيأ كليهما للقيام بدوره بطريقة إيجابية لتحقيق الاستقرار والاطمئنان الذي يسعى إليه كلاهما ، ومن ثم يعبد الله حقَّ عبادته قال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " سورة الحجرات آية ( 13 ) .
ولهذا فقد حثَّ الإسلام على الزواج ، بل حرَّم العزوف عنه ، فقد ذكر عبد الله علوان (1999) أن الإسلام حرَّم ترك الزواج حتى لأسباب دينية كما يزعم بعضهم ، لاسيما إذا كان المسلم قادرا على الزواج ومتمكِّنا منه ، فقد رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَن كان موسِرا لأن يَنكحَ ثم لم يَنكحْ فليس مني " . ولذلك فقد أشبع الإسلام غريزة الجنس من خلال الطريق الشرعي ، مما يقوى الحاجة إلى الزواج الإسلامي ، فهو المتنفس الذي يجده الفرد لإشباع غريزته. ولهذا قال تعالى : " وانكحوا الْأَيَامَى مِنكُم ْوَالصَّالِحِينَ مِن ْعِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " سورة النور آية ( 32 ) ، وذلك حثا على الزواج وحسن اختيار الزواجين لبعضهما.
ولقد كرَّم المولى ـ عز وجل ـ الإنسان ، فلم يجعله كغيره من الكائنات ، فلم يدع غرائزه تنطلق دون وعي ، بل لقد وضع ضوابط لعملية اتصال الذكر بالأنثى ، فجعله اتصالا عفيفا مبنيا على قبولهما وتحقيق مصالحهما بما يحفظ شرف الفرد ، ويصون عرضه ، وكل ذلك من خلال النظام الشرعي السماوي المسمى " الزواج " ، لهذا فالإسلام دين شامل اهتم بكل أمور الحياة بما فيها العلاقة الزوجية ، مما قد يساعد على زيادة التوافق الزواجي بين الزواجين ؛ حيث أرسى دعائمه بصورة فريدة .
ولا عجب من عظم أمر الزواج في الإسلام ، فقد اهتمتْ به سائر العلوم ، فقد أشار كمال مرسي إلى أن الإسلام وعلم النفس يتفقان حول أهمية الزواج ؛ حيث به تتحقق أمور كثيرة ، وتتقدم به المجتمعات ، وتستمر به الحياة ، ولهذا صوَّره المولى ـ تعالى ـ بالميثاق الغليظ ، فقال : " وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً " . سورة النساء آية ( 21 ) .
ولقد نظر الإسلام للزواج نظرة شمولية ، فاهتم بكل ما يمكن أن يؤدي لحدوث التوافق بين الزواجين ، ولهذا فقد تميزت النظرة الإسلامية للتوافق الزواجي بالشمولية والاستمرارية ؛ فقد وضع للزواج نوعين من الأهداف : أهدافا دنيوية قريبة المدى ، وأهدافا أخروية بعيدة المدى ، والنوعان متكاملان ، بل إن الزوج يمكنه الاستمرار مع زوجته في الدنيا والآخرة إذا دخلا الزوجان جنة ربهما، فقد أشار كمال مرسي إلى أن غاية الزواج في الإسلام عبادة الله تعالى ، وتعمير الأرض ، كما أن أهداف الزواج في الإسلام تشمل الجانب الدنيوي والأخروي ، أما المجتمعات غير الإسلامية فلا يوجد للزواج إلا أهداف دنيوية تتغير من مكان لآخر. لذلك قال تعالى : " وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " . سورة القصص آية ( 77 ) .
وإذا كان الدين الإسلامي يعطي أهمية كبيرة للزواج السوي والحثِّ عليه ، فإنه يؤكِّد ذلك من خلال حثِّ الزواجين على القيام بواجباتهما حتى يحصلا على حقوقهما ، بل يضع الخطوط العريضة لتفاعلهما معا حتى يدعم العلاقة الزواجية ، وهذه بعض الآداب الإسلامية في ذلك الجانب :
( أ )إفشاء السلام ورد التحية بأحسن منها مفتاح القلوب ، ولهذا فلابد أن يسلِّمَ كلا الزواجين على الآخر لِمَا جعل الله ُـ عز وجل ـ في السلام من مودة ورحمة ، فقال تعالى : " ... فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون " سورة النور آية ( 61 ) .
( ب ) المداعبة والملاعبة قبل اللقاء الجنسي العاطفي ، بل في كل الأوقات ؛ حيث ثبت أن تركها يؤذي الزوجة نفسيا ، مما يساهم في اضطراب العلاقة الزواجية ، وبالتالي التأثير على مستقبل الزواج والأبناء ، وضرورة الدعاء قبله بقوله : بسم الله ، اللهُمَّ جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا .
( ج ) طلاقة الوجه والبشاشة ، فرُوِيَ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " تَبَسُمُكَ في وجه أخيك المسلم صدقة " ، فما بالنا بالزوج مع زوجته ، وحسن اللقاء بينهما
( د ) أباح الإسلام الكذب في بعض المواضع ، ومنها الكذب بين الزواجين في أمر العاطفة لزيادة الترابط والتوافق بينهما ، لكن بشروط حتى لا يستخدمها المغرضون لشيوع الفجور والفسوق بين الزواجين .
( هـ ) أن يملأ كلاهما سمع الآخر بالكلام الطيب ؛ فالفرد بحاجة إلى من يدعمه قولا وفعلا . قال تعالى : " وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ". سورة الحج آية ( 24 ) ، وحديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ابن عمر قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنَّ في الجنةِ غُرُفًا يَرَونَ ظاهرَها من باطنِها ، وباطنَها من ظاهرِها " فقال أبو مالك الأشعري : لِمَنْ هي يا رسول الله ؟ قال : " لِمَنْ أطابَ الكلامَ ، وأطعمَ الطعامَ ، وباتَ قائما والناسُ نيامُ " .
( ز ) إكرام أهل كل طرف ، فإكرام أهل الزوجة مثلا إكرام للزوجة أيضا .
( ح ) أن يُغار كلاهما على الآخر ولكن بقدر مناسب ، مما يزيد حبَّهما لبعضِّهما ولا يكون عائقا أمام التوافق ، فقد رُوِيَ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " إن من الغيرة غيرة يبغضها الله، وهي غيرة الرجل على أهله من عير ريبة " .
( ط ) أن يحسن كلاهما اختيار الآخر ، فقد رُوِيَ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " تُنكَحُ المرأةَ لأربعٍ : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربتْ يداك "
إن الأسرة المسلمة إن اتبعتْ منهجَ ربِّها ، فإن ذك يؤدي لتمتعها بقدر وفير من الصحة النفسية، والبدنية ، ... مما يساهم في تحقيق بعض الأمور الإيجابية ، إقامة علاقة زوجية أساسها التفاهم والمساواة ، وتقديم النموذج الحي للأبناء في الاحترام المتبادل ، ونبذ التعصب القائم بين الرجل والمرأة ، مما يؤثر إيجابيا في الأبناء ؛ حيث إنهم المحصلة الأساسية للعلاقة السوية بين الرجل والمرأة
يتضح بذلك أن الدين الإسلامي قد اهتم بالزواج ودعا إليه كلَّ قادرٍ عليه من جميع الجوانب ، بل جعله بابا لفتح الرزق ، ولهذا فقد وضع له الخطوط العامة التي تحقق التوافق والتكيف إن سار الزوجان على المنهج الإلهي الصحيح ، مما ينعكس أثره على الفرد والأسرة والمجتمع كله . بل نَدَرَ ما نجد أسرة مسلمة ملتزمة بالدين الإسلامي الصحيح تعاني من سوء التوافق ، مما يبين أهمية الالتزام بالدين الإسلامي الصحيح منذ البداية ؛ فنحن أمة وُسْطَى ، قال تعالى : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً " سورة البقرة آية ( 143 )(كمال ابراهيم مرسي – 325ص – www.alshefa.com)
مقومات وأسس التوافق الزواجي:

بعد أن تعرفنا على معنى التوافق الزواجي ف همنا الآن أن نحدد مقومات هذا التوافق، بمعنى الأسس التي يقوم عليها والشروط اللازمة لتحقيقه. فلكي يحقق الزوجان قدرا عاليا من التوافق الزواجي (ولا نقول توافقا تاما) يتعين على كل منهما أن يراعي عددا من المبادئ منها:
الاختيار الناجح لشريك الحياة:
لتقارب المادي-الاجتماعي-الثقافي:
حسن المعاملة وحسن العشرة:
1- الاختيار الناجح لشريك الحياة: فالزواج مثله مثل أي مشروع ينوي الإنسان القيام به. هل سمعتم عن "دراسة الجدوى"؟ إنها تلك الدراسة التي يتعين على صاحب المشروع القيام بها قبل البدء في مشروعه. وهنا قد يتساءل سائل: وما علاقة دراسة الجدوى في المشاريع التجارية بمشروع الزواج الذي هو علاقة إنسانية في المقام الأول وليس علاقة مادية؟ ولهؤلاء أقول إننا نستخدم هذا التشبيه - أو قل الاستعارة – على سبيل التوضيح من ناحية ولما فيها من دلالة على "مشروع" الزواج من ناحية أخرى. فنحن نقول أحيانا "فلان مقبل على مشروع زواج". وعموما بصرف النظر عن هذا التشبيه الذي قد يوافقنا عليه البعض ويعارضنا البعض الآخر، فإن التأني والتروي قبل اتخاذ قرار الزواج هو شيء مرغوب فيه ويمكن أن يجنب صاحبه الكثير من المشاكل والمفاجآت التي قد تنجم عن التسرع في اتخاذ مثل هذا القرار الحيوي والمصيري. إن قرار الزواج ليس كمثل أي قرار آخر نتخذه في حياتنا كشراء سيارة أو شراء منزل مثلا، أو الالتحاق بتخصص معين في الجامعة أو قبول وظيفة معينة. فقرار الاختيار للزواج من تلك القرارات المصيرية التي يصعب الرجوع عنها. بإمكانك تبديل سيارتك أو شراء أخرى بعد استهلاكها لسنوات قليلة. ويمكنك تغيير بيتك وشراء بيت آخر بعد سنوات ليلائم ظروفك المادية والاجتماعية المتطورة. ويمكنك الانتقال من وظيفة إلى أخرى. ولكن ليس بهذه السهولة يمكنك إعادة النظر في الزواج بعد عدة سنوات لأنك تكون قد أصبحت مسئولا عن زوجة وبيت وأبناء .. الخ. إذن فالاختيار للزواج ينبغي أن يبنى على معطيات صحيحة حتى يأتي قرارا سليما. لا تتسرع و لا تتسرعي قي اختيار شريك الحياة. فليكن اختيارك قائما على قناعاتك ولا تلغي عقلك وتسمع نصيحة الآخرين فقط. خذ بمشورتهم ولكن اجعل القرار الأخير لك . لا تتمرد على الأهل ولكن حاول التوصل معهم لقرار يرضي جميع الأطراف.
2- التقارب المادي-الاجتماعي-الثقافي: فهذا التقارب هو في أحد معانيه التوافق الزواجي بعينه. إن الهوة المادية والاجتماعية التي قد تفصل بين الزوجين هي واحدة من عوامل ضرب التوافق الزواجي في مقتل. في اللغة العربية حكمة أو مثل يقول "الطيور على أشكالها تقع". وفي ثقافتنا الإسلامية نقول "الطيبون للطيبات". هذه كلها مضامين ورموز في تراثنا تشير إلى أهمية التقارب بين الزوجين. إذ كيف نتصور عش زوجية يضم بين جدرانه نقيضين أو زوجين على طرفي نقيض؟ هو عصبي حاد المزاج وهي هادئة هدوءا مميتا. هو تلقى أعلى درجات التعليم وسافر كل بلاد الدنيا وتكونت لديه خبرات هائلة وهي لم تبرح قريتها أو مدينتها الصغيرة. هي اجتماعية جدا لها عدد هائل من الصديقات وشبكة علاقات اجتماعية واسعة وهو خجول انطوائي يحب العزلة. هي من بيت غني جدا وهو من أسرة مكافحة. هذه التناقضات حتما تولد شخصيات متباينة الطباع والفكر والتوجه. فليكن الزواج إذن متكافئا على كل المستويات المادية والاجتماعية والفكرية حتى يسهل على الزوجين التعايش والتفاهم. إن الاختلاف الهائل في الخلفية التي يأتي منها الزوجان سينعكس إن عاجلا أو آجلا على علاقتهما وسيجدان هذه الفروق عقبة في طريق التواصل الذي هو مفتاح أساسي من مفاتيح التوافق الزواجي.
3- حسن المعاملة وحسن العشرة:الآن وقد نجحت في اختيار شريك الحياة جاءدورك لتثبت لها ولتثبتي له أنه يمثل لك شيئا هاما جدا في حياتك. فإذا ما أبدى كل منكما اهتمامه بالآخر كلما توطدت العلاقة الزوجية وارتفعت معدلات التوافق الزواجي. والعكس طبعا صحيح. فكلما أهمل كل طرف الطرف الآخر كلما تدهورت العلاقة الزوجية وكلما قلت معدلات التوافق الزواجي الذي هو بمعنى آخر السعادة الزوجية أو الرضا الزواجي. ولكن ما هي مؤشرات الاهتمام؟ كيف أعرف أنا أن شخصا آخر مهتم بي؟ المسألة بسيطة وإن كنا لا ندركها. الاهتمام هو أن يشعر الطرف الآخر بأنك تعتني به وتلبي احتياجاته. الاهتمام ليس كما يفهمه البعض أن تطارد الشخص الآخر عبر الهاتف طوال اليوم سواء كان في مكان عمله أو خارجه. والاهتمام بالقطع ليس هو الغيرة القاتلة على الشخص الآخر التي تحسب عليه أنفاسه. إن لكل منا احتياجاته البيولوجية (أي الجسدية) والنفسية أو المعنوية التي يحتاج إلى من يهتم بها ويحققها له. خذ على سبيل المثال الراحة الجسدية من جراء يوم العمل الطويل أو الشاق. أين سيجدها الزوج أو الزوجة؟ لا مكان آخر سوى عش الزوجية. إذن فلنحرص على أن تكون بيوتنا مأوى وملاذا لأزواجنا. حينما يدخل الزوج بيته تلقاه الزوجة بابتسامة وترحيب وليس بمشاكل البيت والأبناء. وحينما تعود الزوجة من عملها أو من تقضية حاجات البيت ينبغي أن يقابلها الزوج بشكر على ما تقوم به وليس بتوجيه النقد والاتهام بالتقصير تجاه البيت والأبناء. الاهتمام هو أحد وجوه حسن المعاملة وحسن العشرة. وأحد مظاهر الاهتمام مشاركة الطرف الآخر مشاكله ومشاغله والوقوف إلى جانبه في حالات الشدة والضيق. إن للكلمات سحرا خاصا في تهدئة النفوس فلماذا لا نسمع شركاء حياتنا حلو الكلام؟ ولمن نوجه حلو الكلام إذا لم يكن لأحبائنا الذين اخترناهم عن قناعة وألزمنا أنفسنا بإسعادهم وإدخال البهجة إلى نفوسهم؟(عبد الكريم البكار – 124-125ص- www.shawat.com )
كيف يدرس المدخل التفاعلي التوافق الزواجي ؟

منذ إن بدا برجس ولوك عام 1926م- 1947م استخدامه وهو محط أنظار الباحثين , تحولت الدراسة في مجال الأسرة من المدخل النظامي إلى المدخل التفاعلي حيث الأعمال الداخلية .
إن التوافق في العلاقة الزوجية يناظر أي علاقة إنسانية أخرى إذ انه من الممكن إن نتحدث عن كل شكل من أشكال التوافق في العلاقات بين جماعات الأصدقاء أو جماعات النظراء أو جماعات العمل إلا إن الدور الذي تقوم به علاقات الأزواج والزوجات تختلف تماما عن الدور الذي تقوم به العلاقة المشار إليها فالزوج الذي يتحقق عن طريق معيشة فردين من جنسين مختلفين في قرب مكاني هو أمر شائع وله طابع ارتباطي يصعب انهياره بسبب نوع العلاقة الرسمية والعلنية التي يقوم بقاؤه عليها والارتباط هنا معناه إن أعضاءه يعملون كوحدة وبالتالي يصبح الاتفاق بينهم شيا أساسيا فكل قرار يتخذ يجب إن يضع في اعتباره متطلبات ورغبات كل من الزوجين ولهذا تحدد هذه القوى من غير شك مستوى التوافق وطبيعة العلاقة الزوجية .
ترى جسي برنارد إن الأبعاد الرئيسية لأي مشكلة في التوافق الإنساني يمكن تحديدها في النقاط التالية :
1. الدرجة أو المضمون أو طبيعة الاختلاف بين الأطراف .
2. الدرجة أو المضمون أو طبيعة تبادل الآراء والأفكار بين الأطراف .
3. نوع العلاقة السلبية أو الايجابية بين هذه الأطراف .
هذا ويمكن إن تكون الاختلافات مسالة درجة أو قد تكون مطلقة فالاختلافات في الدرجة تسمح بالأخذ والرد والمساومة والتفاوض أما الاختلافات المطلقة فهي لاتسمح بأي درجة من الاتفاق لوجود اختلافات أساسية في الرأي .
وينطوي تبادل الآراء والأفكار على التفاعل بالضرورة ولهذا يعتبر عاملا بالغ التعقيد في العلاقات الزوجية ويتجلى في صور عديدة فيكون شفهيا أو غير شفهي واضحا أو غامضا مؤديا إلى علاقات وثيقة أو إلى فرقة دائمة أو مؤقتة.[COLOR=window****]([/COLOR][COLOR=window****]عبدالله بن احمد العلاف – 219ص [/COLOR][email protected][COLOR=window****][/COLOR][COLOR=window****])[/COLOR]
مظاهر التوافق الزواجي Marital Adjustment :
يعتبر التوافق الزواجي موضوعا حيويا يحدث بين الزواجين ، ومع ذلك يمتد أثره إلى من حولهم ؛ حيث يتم فيه إشباع مجموعة من الدوافع والحاجات كما أن في الزواج يتم إشباع الدافع الجنسي من خلال إطار شرعي يرضى عنه الدين والمجتمع ، مما يزيد الرضا النفسي والجسدي لدى الفرد . وكذلك يتم فيه إشباع دافع الوالدية ؛ حيث أن المرأة غير المنجبة تتعرض للإصابة بالعصاب نتيجة شعورها بالنقص وعدم إشباع دافع الأمومة والوالدية لديها ، لأنها غير منجبة. لذلك فقد توصلت بعض الدراسات لمجموعة من المظاهر والعلامات الدالة على حدوث التوافق الزواجي ، والتي منها :
1 ـ التواضع والتعاون بين الزواجين في أداء الأدوار .
2 ـ الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة ، والراحة النفسية والسلوك الاجتماعي المقبول .
3 ـ شعور الأبناء بالأمن النفسي .
4 ـ ظهور الدعم والمساندة من الطرف الآخر والأسرة ، مما يساهم في حل المشكلات بسهولة نسبيا.
5 ـ الإشباع الجنسي ، والتعاون الاقتصادي .
6 ـ النجاح والكفاءة في العمل ؛ حيث إن التوافق الزواجي للفرد قد يزيد استقرار الفرد العامل في عمله .
7 ـ حصول كل من الزواجين على مطالبه وأهدافه ، مما يعني اتفاق السلوكيات مع التوقعات ، وكذلك الانسجام والقدرة على حل المشكلات وتقديم المساعدات لبعضهما .
8 ـ التواصل ( غير اللفظي ) الناجح وظهور الحب المتبادل بينهما .
9 ـ الرضا عن الزواج ، وكذلك الطرف الآخر .(بدر عبد الحميد هميسة – 159ص )
أنواع التوافق الزواجي:

التوافق الزواجي**الذي ينبغي أن تفتش عنه للحصول على نجاح اسري وسعادة زوجية
التوافق الزواجي يؤدي إلى زواج موفق. تلك هي النتيجة التي ينبغي أن نفتش عنها في زمن أخفق الكثيرون في اختيار شريك الحياة المناسب. فمن سعادة المرء الزوجة الموافقة، التي لا تفتش عن نقاط الاختلاف، والزوايا الحادة، وتوافه الأمور لتكبّرها.
والتوافق شرط أخلاقي ونفسي في عقد الزواج. فمن ذا الذي يبحث عن زوج مشاكس، أو زوجة عصبية المزاج؟ ومن ذا الذي يتقدم لخطبة امرأة كثيرة التبرّم والشكوى والحوائج؟ ومن تلك التي تقبل بزوج لا يملك قرار الزواج منها مراعاة لفلان وفلانة؟.
والتوافق أنواع:
1/ التوافق النفسي. وذلك ضرورة أن يكون الزوجان متقاربين من حيث الصفات النفسية، والمزاج الداخلي. فللزوج أن يسأل عن الصفات النفسية لشريكه، مثل ضرورة أن يكون ذا طبع رطب، ومزاج سليم، وبعيداً عن العصبية التي تجلب عليه النكد.
2/ التوافق الأخلاقي. ويعني أن يكونا متقاربين الصفات ذلك أن "الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، والخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات" كما يقول الرب عز وجل. فالسؤال عن الخلق والدين من أهم الأمور عند الإقدام على الزواج. إن الزوجة التي تكتشف بأن زوجها بخيلاً، أو زائغ العين فإنها تصاب بخيبة أمل عاطفية لايسدها شيء، أو ذلك الرجل الذي يكتشف أن زوجته تكذب عليه فيما يهمه من أمرها فإنه يصاب بإحباط داخلي قد يؤدي به إلى الرغبة عنها، وإن كانت ملكة جمال المدينة. ذلك أن حسن الفعال تعطي كمال الجمال. والكذب لايشفع له شيء. فمن يكذب فإنه يستغفل، ويهين الشريك.
3/ التوافق العمري: ويعني أن يكون الزوجان متقاربين في العمر. والأفضل أن يكون الرجل أكبر من المرأة، ذلك مما يساعده إدارياً وقيمومة. أما أن تكون المرأة أكبر من الرجل بأربع سنين مثلاً فإنه يفسد العلاقة غالباً، لأن الزوجة قد تنظر إلى الزوج الأصغر منها سناً بأنه غير مؤهل لأن يكون قيّوماً عليها. وأن الرجل ينظر إلى المرأة الأكبر منه سناً على أنها قد تتسلّط عليه، وهو أمر سيكولوجي. غير أن التوافق العمري يساهم بشكل كبير في نجاح المعاشرة (الجنسية والاجتماعية، والعاطفية). أما بالنسبة للحالات النادرة كزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخديجة عليها السلام فلا يُنظر لها في عصرنا فلكل زمان لباسه وطبيعته.
4/ التوافق ا لشأني. وهو التقارب في الشأن الاجتماعي والمالي والفكري .. أرأيت لو أن فقيراً تزوج من امرأة ثرية، تعودت على نظام بيتي معين، وعلى طريقة مختلفة عن طريقته. فماهي النتيجة؟. وما الذي سيحدث لو أن رجلاً مثقفاً يهتم بالفكر ، ويبحث عن النجاح قد تزوج من امرأة كسولة، ولا طموح لها في الحياة غير النوم ومشاهدة الفضائيات؟.
قد يستطيع أحد الزوجين أن ينجح الآخر، فيأخذ المثقف بيد زوجته الكسولة على خطى الثقافة والفكر، ويحاول أن يجعلها معه في اهتماماته. غير أن القليلين يقدرون على ذلك.
لاشك أن التوافق أمر نسبي، غير أنه مطلوب من أجل نجاح أسري، وسعادة زوجية، بعيدة عن الفشل العاطفي.
يعتبر التوافق الزواجي من أهم عوامل الزواج الناجح ومن هذا المنطلق ومن أجل معرفة أسس هذا التوافق قامت الكاتبة والتربوية القديرة وداد العيسى بتأليف كتابها الجميل " مثلث التوافق الزواجي " الذي أعتقد ومن خلال قراءتي له أنه يمثل طرحا مميزا جدا وأسلوبا تربويا مبتكرا لمعرفة هذا المثلث التوافقي من اجل زواج ناجح وأسرة ناجحة .(عبد الرحمن العيسوي – 185ص -1996)
العوامل المؤثرة في التوافق الزواجي:

·الشخصيات: لأن كل فرد له شخصيته المستقلة فإذا كان هناك تناغم وتلاحم حدث التوافق و إذا لم تنسجم الشخصيات أدى ذلك إلى سوء توافق.
·تغير الأدوار الاجتماعية وصراع الأدوار: إن خروج المرأة للعمل من أهم الأحداث في حياة الأسرة .
·اختلاف التنشئة الاجتماعية: كل من الزوجين تربى في أسرة لها تقاليدها وأعرافها
·الجانب العاطفي الجنسي: وهو من أهم الأسباب التي تساعد على تحقيق التوافق الزواجي
·الوضع المادي :يحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية
·طفولة الزوجين :والخبرات التي تم اختزانها في عقل كل منهما وترجمت على شكل تصرفات تظهر بعد الزواج.
·الإنجاب :ذو تأثير كبير على حياة الزوجين وان عدم الإنجاب أدى إلى دمار الكثير من الزيجات.
·تأثير سن الزواج على التوافق: حيث انه غالبا ما تكون الزيجات الفاشلة ناتجة عن الزواج المبكر بسبب عدم نضج شخصية احد الزوجين .
·مدة الزواج : مع ازدياد عدد سنوات الزواج فإن كل من الشريكين يزدادان خبرة ووعي بمتطلبات الآخر مما يزيد من احتمال التوافق.
·دور الأهل: إن تدخل الأهل في الحياة الزوجية يحولها إلى جحيم لا يطاق(جميل طربوش – 216ص -1986)
·
مثلث التوافق الزواجي:

تقول الاستاذه وداد العيسى إن مثلث التوافق الزواجي يرتكز على ثلاثة إضلاع كل ضلع منها يمثل فصلا أساسيا من الكتاب وهي
1 – فهم ذاتك
2 – طور تواصلك
3 – حل مشكلاتك
وتقول الباحثة انه من خلال تعاملها مع الحالات الزوجية في كل دول الخليج العربي وجدت بأن سوء التوافق الزواجي يرجع إلى عدم فهم الأزواج لذواتهم مما يؤدي إلى عدم الرضا عن الذات ومن ثم سوء التعامل مع الطرف الآخر
كما لاحظت الباحثة وداد العيسى إن من الأسباب الكثيرة للخلافات الزوجية هي عدم إتقان مهارات التواصل الفعال ويؤدي ذلك إلى تعثر الحوار بين الزوجين وتزيد من الخلافات بينهما .
وقد ختمت الباحثة وداد العيسى كتابها بتوجيه الأزواج إلى المهارات اللازمة لإدارة الخلافات بين الأزواج .
وحسب رأيي المتواضع فإن هذا الكتاب يعتبر دورة تدريبية متكاملة حول مثلث التوافق الزواجي ولم يقتصر فقط كما في الكثير من الكتب على تقديم الإرشادات والنصائح فقط وإنما على تدريبات عملية للزوجين ويستطيعان ممارستها في الحياة الزوجية إضافة إلى جداول توضيحية وصور إرشادية ففي الفصل الخاص للتواصل مثلا تشرح الكاتبة عن معنى التواصل والفرق بين التواصل الناجح والتواصل السىء وكيف يؤثر التواصل على الحياة الزوجية سواء بالسلب أو بالإيجاب
فالاتصال مثلا هو نقل فكرة أو غرض من شخص لآخر وكل اتصال له تأثير على الطرف الآخر فقد يكون صمتا أو ردا قويامكونات الاتصال : 1– مرسل ( متحدث ) 2– مستقبل ( مستمع ) 3 – الصياغة : أي طريقة صياغة الرسالة وهي نتاج لكل خبرات الطفولة وطرق التعلم –4 الرسالة : أي الفكرة المراد توصيلها للطرف الآخر وتأخذ شكلين : 1 – لفظي 2 – غير لفظي
5 – تفسير الرسالة : ويعتمد أيضا على خبرات الطفولة وطرق التعليم وتعتمد على فهم الكلمات والمشاعر التي يرسلها الطرف الآخر
وتقول الباحثة وداد العيسى إن مفتاح نجاح أي علاقة زوجية يعتمد بالدرجة الأولى على الاتصال الفعال .
وأحب أن أضيف على كلام الباحثة بأنني من خلال اطلاعي على البرمجة اللغوية العصبية عرفت مدى تأثير الاتصال الفعال على التأثير الإيجابي على الناس وتوطيد العلاقة معهم وأحب هنا أن أذكر أيضا كتاب " مهارات الاتصال الفعال " للدكتور إبراهيم الفقي فإنه مهم جدا ومفيد في موضوعه وكذلك ألبوم " مهارات الاتصال الفعال " الذي هو دورة تدريبية في البرمجة اللغوية العصبية على شريط فيديو وغيرها .
وللأسف الشديد فإن كثيرا من الأزواج والزوجات لا يعيرون اهتماما بطرق التواصل الفعال وبالتالي فإنهم يخفقون كثيرا في طريقة إيصال الرسالة إلى بعضهما فترى الزوج يريد أن يوصل رسالة إيجابية إلى زوجته ولكنه يخفق في صياغتها بالشكل المناسب فتكون النتيجة وصول رسالة خاطئة إلى الزوجة وتسبب في مشكلة كبيرة قد لا تحمد عقباها والسبب هو عدم إيصال الرسالة بالطريقة الصحيحة وأذكر إني سمعت مرة في محاضرة مسجلة للدكتور إبراهيم الفقي إن الشركات الأوروبية عندما تقوم بتعيين الموظفين الجدد عندها فإنها تركز وبالدرجة الأولى على قدرتهم على التواصل الفعال وبعدها تنظر إلى الشروط الأخرى مثل المؤهلات الدراسية أو غيرها .
ومن المبادئ الجميلة التي ذكرتها الدكتورة وداد العيسى في الكتاب مبادئ الحوار الناجح بين الزوجين وذكرت إن المبدأ الأول من أجل حوار ناجح أن يكون الحوار لأجل الحوار فقط ويكون حوارا يسوده الاحترام والتعاطف وحوار يظهر المشاعر للطرف الآخر ولا يظهر السخرية والاستهزاء أو اللوم والعتاب
وكذلك فإن المبدأ الثاني للحوار الناجح أن يكون تعبيرا عن الذات واحتراما لها وليكن حوارك معبرا عن ذاتك وعن مشاعرك لا عن حاجات ومشاعر الطرف الآخر وبمعنى آخر أن تظهر لزوجتك حبك لها لا أن تعبر هي عن حبها لك ومن مبادئ الحوار الناجح أن يكون التركيز على المشكلة وتجنب قدر الإمكان التفريعات وكذلك فإن من مبادئ الحوار الناجح الاختيار الموفق للوقت وأن لا يكون الحوار في وقت غير مناسب وأيضا أن تكون أفكارك إيجابية وأن لا تذهب إلى الحوار وذهنك مليء بالأفكار المسبقة .
بقى أن أقول إن الكتاب يعتبر واحدا من أفضل الكتب عن أسرار الحياة الزوجية الناجحة وعن التوافق الزواجي الناجح وهو في مائة وتسعين صفحة من القطع الكبير وصادر عن دار إقرأ للنشر والتوزيع بدولة الكويت الشقيقة . (عبدالله بن احمد العلاف -236ص-[email protected] )
السعادة الزوجية 00وعلاقتها بالتوافق الزواجي..!

السعادة الزوجية مفهوم نسبي، ليس من السهل قياسه أ و تعميمه، بما يعني رضي الزوجان عن حياتهما الزوجية بصورة عامة وبدرجة عالية.وان تقييم العلاقات الزوجية بأنها سعيدة أو غير ذلك،لا بـد أن يرتبط بمرحلة زمنية معينة تمر فيها هذه العلاقة.فبعض العلاقات تكون في قمة السعادة الزوجية في فترة معينة ثم تتغير الأمور والأحوال لتغدو العكس،وهناك لحظات سعيدة جداً قد تدوم ساعات ،أو أيام ، أو أسابيع ،وحتى إلى سنوات، لكنها لا تدوم العمر كله،وبالطبع كلما طالت المدة السعيدة كلما كان ذلك أفضل بالنسبة لحياة الزوجين .
ترتبط السعادة الزوجية بنجاح العلاقة الزوجية في وظائفها ومهماتها والتي تتمثل في تأمين العيش المشترك ، والسكن والحب ، وتلبية الرغبات النفسية والعاطفية والجنسية للطرفين وكذلك في إنجاب الأطفال وتربيتهم ، وفي تلبية متطلبات المنزل والمعيشة ، وفي تحقيق المتطلبات والأدوار الاجتماعية المتنوعة ، وغير ذلك .
تتأثر السعادة الزوجية بالنجاح أو الفشل ( النسبي ) في تحقيق الوظائف السابقة بالنسبة للزوج أو الزوجة أو كليهما وبشكل مرض ومقنع، وبعض العلاقات تنجح في تحقيق عدد من الوظائف الزوجية ، ولكنها تفشل في بعضها الآخر.فضلا عن أن العلاقة الزوجية هي مشروع طويل الأمد يتطلب الإعداد والجهد والجد وفيه مسؤوليات متنوعة وكلما أنجزت مهمات معينة ظهرت مهمات ومسؤوليات أخرى يجب إنجازها ..
ومهما يكن، فان السعادة الزوجية تتأثر بالكثير من المشكلات الحياتية مثل عدم الإنجاب ، والضعف الجنسي عند الرجل أو البرود الجنسي عند المرأة ، ويمكن لكل ذلك أن يخلق زواجاً تعيساً مضطرباً ..بالإضافة لذلكً فإن الشخصية النكدية ، أو الشخصية الأنانية، أو الشخصية العدوانية المضطربة ، أو الشخصية ضعيفة المهارات يمكن لها إذا كانت تنطبق على أحد الزوجين أن تحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق، ومشكلات لا نهاية لها إلا بالفراق .
ومما لا شك فيه،إن الفتور الزوجي يلعب دوراً مؤثرا(سلباً) في التعاسة الزوجية وأسبابه متنوعة ، بعضها يرتبط بالمجتمع وثقافته ، وتكوين الزوجين وثقافتهما وعقدهما النفسية وتاريخهما الأسري .
ومن الطبيعي انه في حالات الفتور الزوجي تزداد المشكلات الزوجية ويزداد الخصام والصراخ والسلبية وابتعاد كل طرف عن الآخر في نشاطاته وأهدافه اليومية ، ويلجأ احديهما إلى الاستغراق في العمل أو في هوايات أو نشاطات خاصة يحاول من خلالها إثبات الذات ،والتخفيف من إحباطا ته وأن يعطي لنفسه شيئاً من التوازن والمتعة والتجديد،ولكنه يضيف بذلك مزيداً من الضغوط على علاقته الزوجية ويساهم بزيادة تسميم أجوائها .فقد يتورط أحد الزوجين في علاقة عاطفية فاشلة أو متسرعة ، لتضاف إلى مشكلات العلاقة الأصلية المضطربة ، وربما قد تؤدي إلى مرحلة اللا عودة أو الطلاق .
ولكن يظل من الممكن خلال الفتور الزوجي، أن يحدث الإصلاح أو التجدد خلال هذه المرحلة، وربما يكون الملل والروتين والجمود دافعاً طبيعياً إلى تجدد العلاقة وإلى اقتراب الزوجين من بعضهما في كثير من الحالات .
ومهما يكن، فان الأمر الهام الذي يجب التأكيد عليه هو، أن السعادة الزوجية والعلاقة الزوجية الناجحة ترتبط مفاتيحها بعدد من الأمور والصفات والسلوكيات ،أهمها : المسؤولية ، والتفاعل ، والتعاون ، والمشاركة ، والحوار ، و الصداقة ، والحب ، والحساسية للطرف الآخر ، وعين الرضا ، والتكيف ، والتوافق ، والتكامل ، والمرونة ، والواقعية .
ووفقا لجدلية الحياة،ً فإن العلاقة الزوجية تبدأ وتكبر وتنضج وتشيخ وتموت ،وعليه لا بد من استيعاب هذه الدورة الطبيعية والتدخل المستمر لرعايتها وتصحيح أخطائها ومشكلاتها وضمان حياتها لسنوات طويلة.ولا بد من تقديم كل العون للعلاقة الزوجية ومساعدتها على الاستمرار في تحقيق أهدافها وسعادتها من قبل أطراف العلاقة أولاً ومن قبل الأهل والأصدقاء والمجتمع ثانياً .. كما لابد من وجود خدمات متخصصة لرعاية الأسرة والزواج وتقديم الدعم والنصح والعلاج في حالات المشكلات الزوجية والأسرية .حيث أن الكلمة الطيبة لها الدور الإيجابي دائما في العلاقات الاجتماعية ، وكذلك الحوار والتفاهم ورفع الظلم وتعديله وأخذ كل ذي حق حقه .. وتبقى السعادة الزوجية مطلباً وحلماً يسعى الجميع صوبه. (ايمن مسلاتي- 100ص -2009)
ومهما يكن ،فأن الحب والمودة هو أمر مهم جدا في بناء وتمتين العلاقات الزوجية، ويرى بعض علماء الاجتماع، إن القول بأن الحب يأتي دائما بعد الزواج هو قول يجانب الصواب. حيث يرى هؤلاء إن ما يأتي بعد الزواج هو التعود. بمعنى تعود الزوج على رؤية زوجته وتعود الزوجة على رؤية زوجها مثلما يتعود الناس الرؤية اليومية للشمس والنجوم. والبعض يسمي هذه الحالة بـ" الألفة" أي التي تجعلك تنظر إلى الشئ ولا تفكّر فيه. وهذا التعود لا يمكن اعتباره حب. لأن الحب الحقيقي يعتمد على شعور داخلي بالارتباط بالمحبوب حتى ولو لم يكن ماثلا أمامك يوميا وباستمرار.
وفي المجتمع العربي بصفة عامة يلتبس الأمر على بعض الشباب، فتراهم يتبنون احد ى الحالتين: حالة الزواج قبل الحب ،أو الزواج المرتب من قبل العائلة والذي لا يعتمد إلا على ما يعتقد الآخرون بأنه الأفضل للشاب أو الفتاة والذي لا يكون صحيحا في معظم الأحيان ويتحول إلى "الألفة" وأطفال وتراكم المسئوليات. والحالة الأخرى ،هي الوقوع في الـحب.. ثم الوقوع في الزواج المتسرع دون التروي والتريث من اجل التعرف على الشخص الآخر. وفي حالات كثيرة ، قد تحب شخصا لكنك تجد صعوبة في العيش معه، وأحيانا قد تعيش مع شخص دون أن تحبه..!.
لذلك،فان التعجل أو التسرع في كل الحالات أمر لا ينصح به. والاعتماد على الأهل والعائلة في هذه القرارات لا يمكن أن يكون صائبا في معظم الأحيان. ويبقى التوفيق من الله سبحانه وتعالى.
إن الزوجين وما بينهما من وطيد العلاقة يمثلّان حاضر أمة ومستقبلها، ومن ثم فإن الشيطان حين يفلح في فَكِّ روابط أسرة فهو لا يهدم بيتًا واحدًا، ولا يحدث شرا محدودًا، وإنما يوقع الأمة جمعاء في أذى مُسْتعر وشرٍّ مستطير. (فيصل يونس-111ص-1414 ه)
ولا يقوم بناء السعادةِ الزوجية إلا على ركنين أساسيين:
أحدُهما: جلبُ أسباب المودة، واستدامتُها.
والثاني: دفعُ أسباب الخلاف، ورفعُها.
وجلب أسباب المودة والسعادة لها سُبل كثيرة منها :
1ـ الاحترام والتقدير المتبادل بين الزوجين.
2- المودة والرحمة بين الزوجين .
2- الصراحة والوضوح بين الزوجين.
3- معرفة كل من الزوجين ما له وما عليه.
4- الاشتغال بعظائم الأمور والترفع عن سفا سفها.
5- الاحتكام إلى شرع الله عند الخلاف.
6- تلبية رغبات أحدهما للآخر على قدر المستطاع.
7- الحوار الهادئ والبناء.
8- التشاور فيما يخصهما من أمور.
9- طاعة الزوجة لزوجها وحسن معاشرة الزوج لزوجته.
10- قوامة الرجل وحنان المرأة.
وأما دفعُ أسباب الخلاف، ورفعُها. فإنه يحتاج ابتداء إلى معرفة أسباب الخلاف , ثم إلى البدء في وضع الحلول المناسبة لكل سبب .
وأسباب الخلافات الزوجية كثيرة ومتشعبة فمنها ما يرجع إلى البيئة والتنشئة الأولى , والاختلاف في نمط الشخصية , والخلل في أسلوب التعامل .ومنها ما يرجع إلى التدخلات الخارجية من بعض الأهل أو الأصدقاء أو الجيران .ومنها ما يرجع إلى الضغوط الاجتماعية والمادية من يسر وإقتار , وإسراف وإمساك.
وقد حصرت هذه الخلافات في اثني عشر سببا :
الأول : عدم تحديد الهدف من الزواج .
الثاني : سوء الاختيار وانعدام الكفاءة .
الثالث : عدم وجود آلية للتفاهم بين الزوجين.
الرابع : الكذب والخيانة .
الخامس : التدخلات الخارجية .
السادس : - نشر أسرار الحياة الزوجية.
السابع : البخل وعدم الإنفاق.
الثامن : الغيرة القاتلة .
التاسع : مشكلة الإنجاب.
العاشر : عدم العدل بين الزوجات .
الحادي عشر : الصراع في تربية الأبناء .
الثاني عشر : الإهمال في العلاقة الجنسية .(بدر هميسة,ص 2,3)
الحب والجنس في العلاقة الزوجية :

كان فرويد يرى أنه لاشى اسمه الحب وإنما هو الجنس , وبالتالي حاول أن يمسح من تاريخ البشرية شيئاً اسمه الحب على اعتبار أنه وهم أو هو وسيلة فقط للوصول إلى الجنس وأن كل الغزل والأشعار والفنون ماهى إلا مقدمات للجنس , أي أن الجنس هو الأصل والحب هو الفرع . وقد كان وراء هذا الرأي وغيره موجات من الانفجار والانحلال الجنسي بكل أنواعه , فهل ياترى كان هذا الكلام صحيحاً , وما مدى صحته بشكل خاص في العلاقة الحميمة بين الزوجين؟
دون الدخول في تنظيرات معقدة أو محاولات فلسفية نحاول أن نرى مساحة كل من الحب والجنس في الوعي الإنساني وارتباطات كل منهما .
الجنس ( في حالة انفصاله عن الحب ) فعل جسدي محدود زماناًًًً ومكاناً ولذة , أما الحب فهو إحساس شامل ممتد في النفس بكل أبعادها وفى الجسد بكل أجزائه , وهو لا يتوقف عند حدود النفس والجسد بل يسرى في الكون فيشيع نوراً عظيماً .
الجنس حالة مؤقتة تنتهي بمجرد إفراغ الشهوة , أما الحب فهو حالة دائمة تبدأ قبل إفراغ الشهوة وتستمر بعدها , فالشهوة تعيش عدة دقائق والحب يعيش للأبد .
والرغبة الجنسية بين الزوجين قد تذبل أو تموت في حالة المرض أو الشيخوخة , ولكن الحب لايتأثر كثيراً بتلك العوارض في حالة كونه حباً أصيلاً .(جميل طربوش- 234ص- 1986)
الحب غاية والجنس وسيلة

الحب شعور مقدس والجنس ( في حالة انفصاله عن الحب ) ليس مقدساً .
الحب يخلق الرغبة في الاقتراب الجميل والتلامس الرقيق والتلاقي المشروع تحت مظلة السماء ويأتي الجنس كتعبير عن أقصى درجات القرب .
المحبون ليسوا متعجلين على الجنس كهدف ... وإنما يصلون إليه كتطور طبيعي لمشاعرهم الفياضة وبالتالي حين يصلون إليه يمارسونه بكل خلجات أجسادهم وبكل جنبات أرواحهم , وحين تحدث الشهوة يهتز لها الجسد كما تهتز لها الروح .
الجنس في كنف الحب له طعم آخر مختلف تراه في نظرة الرغبة الودودة قبله وأثناءه وتراه في نظرة الشكر والامتنان ولمسات الود من بعده .
الحب هو التقاء إنسان ( بكل أبعاده ) بإنسان آخر ( بكل أبعاده ) ...... رحلة من ذات لذات .. عبور للحواجز التي تفصل بين البشر .. أما الجنس ( المجرد من الحب ) فهو التقاء جسد محدود بجسد محدود , وأحيانا لا يكون التقاء جسد بجسد بل التقاء عضو جسدي بعضو جسدي أخر .
وفى ظل الحب يتجاوز الجنس كثيراً من التفاصيل فتصبح وسامة الرجل أو فحولته غير ذات أهمية , ويصبح جمال وجه المرأة أو نضارة جسدها شيئا ثانويا .. الأهم هنا هو الرغبة في الاقتراب والالتقاء والذوبان .
حين يلتقي اثنان في علاقة غير مشروعة ومنزوعة الحب فإنهما يكرهان بعضهما , وربما يكرهان أنفسهما بعد الانتهاء من هذه العلاقة الآثمة ويحاول كل منهما الابتعاد عن الآخر والتخلص منه كأنه وصمة ... أما في حالة اللقاء المشروع في كنف الحب فإن مشاعر المودة والرضا والامتنان تسرى في المكان وتحيط الطرفين بجو من البهجة السامية .(كمال ابراهيم مرسي- 333ص)
في وجود الحب الحقيقي وفى ظل العلاقة الزوجية المشروعة لا يصبح لعدد مرات الجماع أو أوضاعه أو طول مدته أو جمال المرأة أو قدرة الرجل , لا يصبح لهذه الأشياء الأهمية القصوى , فهي أشياء ثانوية في هذه الحالة , أما حين يغيب الحب تبرز هذه الأشياء كمشكلات ملحة يشكو منها الزوجان مر الشكوى , أو يتفنن فيها ممارسي الجنس للجنس فيقرؤون الكتب الجنسية , ويتصفحون المجلات , ويشاهدون المواقع الجنسية بحثاً عن اللذة الجسدية الخالصة , ومع ذلك فهم لا يرتوون ولا يشعرون بالرضا أو السعادة , لأن هذه المشاعر من صفات الروح , وهم قد جردوا الجنس من روحه .. وروح الجنس هو الحب المقدس السامي .. فالباحثين عن الجنس للجنس أشبه بمن يشرب من ماء البحر .
وفى وجود الحب يسعى كل طرف لإرضاء الآخر بجانب إرضاء نفسه أثناء العلاقة الجنسية , بل إن رضا أحد الطرفين أحيانا يأتي من رضا الطرف الأخر وسعادته , فبعض النساء مثلاً لا يصلن للنشوة الجنسية( الرعشة أو الإرجاز ) ولكن الزوجة في هذه الحالة تسعد برؤية زوجها وقد وصل إلى هذه الحالة وتكتفي بذلك وكأنها تشعر بالفخر والثقة أنها أوصلته إلى هذه الحالة كما تشعر بالسعادة والرضا أنها أسعدته وأرضته ويشعر هو أيضاً بذلك .. أما في غياب الحب فتتحول العلاقة الجنسية إلى استعراض جنسي بين الطرفين فتتزين المرأة وتتفنن في إظهار مفاتنها لتسعد هي بذلك وترى قدرتها على سلب عقل الرجل وربما لا تشعر هي بأي مشاعر جنسية أو عاطفية فهي تقوم بدور الإغراء والغواية فقط ... وأيضاً الرجل نجده يهتم باستعراض قدرته فقط أمام المرأة , وإذا لم تسعفه قدرته الذاتية استعان بالمنشطات لكي يرفع رأسه فخراً ويعلن تفوقه الذكورى دونما اهتمام إذا ما كانت هذه الأشياء مطلباً للمرأة أو إسعاداً لها أم لا , المهم أن يشعر هو بذاته .
في وجود الحب لايؤثر شيب الشعر ولا تجاعيد الوجه ولا ترهلات الجسم , فلقد رأيت من خلال مهنة العلاج النفسي أزواجا في الثمانينات من عمرهم يشعرون بإشباع عاطفي وجنسي في علاقتهما حتى ولو فشلا في إقامة علاقة كاملة , في حين أن هناك فتيات في ريعان الشباب يتمتعن بجمال صارخ ولكنهن يعجزن عن الإشباع الجنسي لهن أو لغيرهن على الرغم من علاقاتهن المتعددة , لأن تلك العلاقات تخلو من الحب الحقيقي والعميق اللازم للإشباع . فالجنس لدى المحبين نوع من التواصل الوجداني والجسدي , وبالتالي فهو يحدث بصور كثيرة ويؤدى إلى حالة من الإشباع والرضا , فقد حكا لي أحد المسنين ( حوالي 80 سنة ) بأن متعته الجسدية والعاطفية تتحقق حين ينام في السرير بجوار زوجته (75سنة ) فتلمس ساقه ساقها لا أكثر , فالإشباع هنا ليس إشباعا فسيولوجياً فقط وإنما هو نوع من الارتواء النفسي يتبعه إشباع فسيولوجي أو حتى لا يتبعه في بعض الأحيان فيكون الارتواء النفسي كافياً خاصة حين يتعذر الإشباع الفسيولوجي بسبب السن أو المرض .
وهذا المستوى من الوعي الإنساني والوجداني ومن الثراء في وسائل التواصل والتعبير يحمى الرجل والمرأة من مخاوف الكبر والشيخوخة لأنه يعطى الفرصة للاستمرار حتى اللحظات الأخيرة من العمر في حالة التوصل الودود المحب , بل ربما لا نبالغ إذا قلنا أن الزوجية المحبين ذوى الوعي الممتد يشعران بأن علاقتهما ممتدة حتى بعد الموت فهما سيلتقيان حتماً في العالم الآخر ليواصلا ما بدآه في الدنيا من علاقة حميمة في جنة الله في الآخرة , وهذا هو أرقى مستويات الوعي الإنساني وأرقى مستويات العلاقة الحميمة (شيخة الدهمش-311ص)
التوافق النفسي الجنسي :

هو يعنى أن كلا من الشخصين المتوافقين يستوفى حاجاته من الآخر ويشبعه وبالتالي يسعد الطرفان باستمرار العلاقة .
والتوافق في العلاقة الزوجية شيء مهم جداً لأن هناك حاجات لا يمكن أن تلبى إلا من خلال هذه العلاقة ومنها الإشباع العاطفي والجنسي , وتستطيع أن تلمح علامات التوافق على زوجين محبين بسهوله , فترى علامات الراحة والشبع بادية عليهما في صورة نضرة في الوجه وراحة تبدو في الملامح , وإحساس بالأمان والبهجة ونجاح في البيت والعمل والحياة .
إذن التوافق نعمة من الله يمنحها للأزواج الأوفياء المخلصين الذين يمنحون حبهم ورعايتهم لزوجاتهم أو لأزواجهم .
والتوافق تظهر بوادره منذ لحظات التعارف الأولى فيشعر كل طرف بالراحة والسعادة في وجود الآخر , ويسعى كل طرف لتلبية احتياجات شريكه , ويشعر كل منهما أنه لا يحتاج أي شيء من طرف آخر ليكمل به نقصاً عنده , وتحدث حالة من التناغم بين الطرفين وكأنهما موجتان التقتا وكونتا لحنا رائعاً , وحين يستقر التوافق بين الزوجين ويتأكد نجد أن كلا منهما لا يجد نفسه إلا مع الآخر , فلا يمكن أن تتحرك مشاعره أو تتحرك ميوله الجنسية إلا مع شريك حياته , فهو بالتالي لا يستطيع إلا أن يكون وفياً ومخلصاً لشريكه , أو بمعنى آخر هي حالة من الإخلاص اللا إرادي لأنه لا يقدر على الخيانة حتى لو أتيحت له فرصتها .

ولو قدر أن أحد هذين الزوجين المتوافقين ترك الآخر بسبب الموت فإن الطرف المتبقي منهم لا يستطيع إقامة علاقة زوجية جديدة مع آخر لأن موجته انضبطت مع موجة شريكه ولا يستطيع ( أو لاتستطيع ) تغييرها مع آخر. وهذا يفسر لنا عزوف زوجات أو أزواج عن الزواج بعد موت شريك الحياة رغم كونهم صغار السن .
والتوافق لا يتطلب أن يتشابه الزوجين أو يتطابقا , ولكنه يتطلب كما قلنا قدرة كل طرف على تلبية احتياجات الآخر وإشباعها على الرغم من اختلافهما , فهما متكاملين أكثر منهما متشابهين .
والسكن والمودة والرحمة هم الأضلاع الثلاثة للتوافق الزوجي , فالسكن يعنى الطمأنينة والهدوء والراحة في كنف الطرف الآخر , والمودة تعنى الحب والقرب الجميل والرعاية الصادقة المخلصة وهى ( أي المودة ) أقرب ما تكون في حالة الرضا , والرحمة تعنى الرفق بالطرف الآخر ومسامحته ونسيان إساءته والإحسان إليه وهى أقرب ما تكون في حالة الغضب أو عدم الرضا .
وفترة الخطوبة مهمة جداً في اختبار مدى قدرة الطرفين على التوافق , وهى مهمة لزرع شجرة المحبة ورعايتها حتى إذا تم الزواج كانت هذه الشجرة التي اشتد عودها قادرة على تحمل أعاصير مسئوليات ومشكلات ما بعد الزواج , أما إذا أجلنا زراعة هذه الشجرة لما بعد الزواج فربما لا تستطيع الصمود للرياح التي تهب على الزوجين وهما يخوضان غمار الحياة اليومية بمشكلاتها وضغوطها .(بدر عبد الحميد هميسة-143ص-2009)
العوامل المساعدة لتحقيق التوافق الزواجي:

والتوافق الزوجي ليست له شروط صارمة أو شديدة التحديد , فهو يحث بين أنماط مختلفة من البشر , يختلفون في الأعمار والثقافات والميول , ولكن هناك عوامل ربما تنبئ باحتمالات أكثر للتوافق ومنها :
1- سن الزوجيين : فيستحب أن يكون الزوج أكبر سناً من 3- 5 سنوات , ولا يستحب أن يزيد الفرق عن 10 سنوات . ومع هذا هناك أزواج خرجوا عن هذه القاعدة وتوافقوا . ويراعى هنا مسألة الصلاحية العمرية للمرأة حيث إذا فقدت المرأة قدرتها البيولوجية في سن معين على تلبية احتياج الزوج الذي ما يزال صغيراً فإن مشكلة اختلاف الاحتياجات ربما تنشأ وتهدد التوافق .
2- التكافؤ الإجتماعى : فكلما كان الزوجان من طبقات اجتماعية متقاربة كلما كان ذلك أدعى للتوافق . وهناك استثناءات أيضاً لهذه القاعدة .
3- التقارب الفكري والثقافي والديني: بحيث لا تتعارض كثيراً أفكار وثقافات وانتماءات الطرفين .
وكان يعتقد أن الخبرة الجنسية والعاطفية السابقة لأحد الزوجين تجعله أكثر قدرة على التوافق مع شريكه , ولكن ثبت أن هذا غير صحيح , فالشخص صاحب العلاقات العاطفية أو الجنسية قبل الزواج كثيراً ما يفشل في التوافق مع زوجته ( أو زوجها ) , لأن التوافق حالة شخصية تماماً تتصل بالشريك العاطفي والجنسي الحالي , وكثيراً ما تكون الخبرة السابقة سببا للفشل لأن صاحب الخبرة يتمسك بنمط نجاحه مع الطرف السابق أو يكون متأثراً بعوامل فشله السابقة .
والتوافق الجنسي يعتبر من أهم أركان الزواج السعيد , فالنجاح في العلاقة الجنسية يعتبر ترمومتر للعلاقة الزوجية لأنه يعكس النجاح في علاقات أخرى مثل العلاقة العاطفية والعلاقة الاجتماعية والتوافق العقلي والثقافي والرضا المادي .
والتوافق الجنسي قد يحدث مع بداية الزواج وقد يتأخر بعض الوقت لعدة شهور وأحياناً سنوات ,وهو يعنى الانسجام بين احتياجات الطرفين وقدرة كل منها على تلبية احتياجات الآخر وإشباعها في صورة طيبة , فهما متوافقان في معدل الممارسة ومتوافقان في زمن الممارسة ومتوافقان في طقوسها وراضيان بكل ذلك.
أما إذا كان هناك اختلاف شديد في ذلك كأن يكون لدى أحد الطرفين شراهة ولدى الطرف الآخر عزوفاً أو بروداً فإن ذلك يتسبب في مشكلات كثيرة حيث تؤثر هذه التناقضات في الاحتياجات على العلاقة الزوجية برمتها . وبعض الأزواج يسألون عن عدد مرات الجماع المناسبة , ولا توجد إجابة محددة لذلك ولكن العدد هو ما يرتضيه الطرفان ويقدران عليه . وقد يكون لأحد الطرفين مطالب في العلاقة لا يقبلها الطرف الآخر بناءاً على اعتبارات دينية ( كالإتيان في الدبر ) أو اعتبارات شخصية ( كالجنس الفموي ) أو أي اعتبارات أخرى , وهنا يحدث الشقاق , وكثيراً ما يأتي الزوجان إلى العيادة النفسية بأعراض كثيرة وشكاوى متعددة ولكن تكون المشكلة الأصلية هي عدم التوافق الجنسي بينهما , لأنه لو حدث التوافق فإن كل منهما يغفر خطايا الآخر ويتقبلها .
وقد يأتي عدم التوافق نتيجة لاختلاف الطباع الشخصية , كأن تكون المرأة قوية ومسترجلة , والرجل ضعيف وسلبي , وفى هذا الوضع المقلوب يستحيل التوافق الجنسي أو العاطفي , ومع هذا يمكن أن يستمرا في علاقتهما الزوجية نظراً لاعتبارات أخرى , وهذا الوضع نسميه ( سوء التوافق المحسوب ) فعلى الرغم من تلك المشاكل بينهما إلا أن هناك أشياء تجمعهما , قد تكون احتياجات مادية أو اجتماعية أو غيرها .
وقد يكون عدم التوافق نتيجة إصابة الزوج بالضعف الجنسي ( العنة ) أو إصابة الزوجة بالبرود الجنسي , وهذه اضطرابات تحتاج للمساعدة العلاجية , ولكن المشكلة في مجتمعنا أن الناس تخجل من عرض هذه المشكلات على متخصصين , وتظل المشكلة تستفحل وتفرز مشكلات أخرى حتى يصل الطرفان إلى الطلاق .

وأريد أن أوضح في هذا المقام أسباب سوء التوافق الجنسي بين الزوجين ومنها:
1- الجهل بحق المرأة في المتعة الجنسية:وهذا يرجع إلى النظرة إلى المرأة - وهذا غير صحيح تماماً - أنها مصدر متعة وكفى!! وعليها أن تهتم بالإنجاب والأولاد، أما الاستمتاع فهو من حق الرجل وحده! وهذا مناقض لقواعد الزواج السليم كما هو مناقض للشرع الكريم أولاً الذي يقتضي أن من الواجب على الزوج أن يعف زوجته كما أن من الواجب عليها أن تعفه؛ ذلك أن التصور الذي يقتضي بأن تكون الزوجة إيجابية أثناء العملية الجنسية يكسب هذه العملية مزيداً من الإثارة والحيوية والبهجة. ويجعل المرأة أكثر شعوراً بالمتعة وأكثر تحقيقاًَ للذات.
2- فتور العواطف بعد فترة من الزواج:فعادة ما يسبق الحياة الزوجية نوع من التلهف والتشوق لدى كل من الزوجين تجاه الآخر، وقد يستمر فترة بعد الزواج، لكن كثيراً ما يعقب ذلك فتور في العاطفة المتأججة فتقل رغبة كل واحد من الزوجين للآخر- قد يكون من أسباب ذلك قصر ارتباط علاقة المحبة والمودة بين الزوجين على الجانب المادي الجنسي وعدم محاولة تنمية مختلف جوانبها الإيمانية والمعنوية والفكرية والجسدية.
إن على الزوجين إعادة إحياء الحب بينهما فترة بعد أخرى ومراجعة علاقتهما وتطويرها؛ فالكلمة الطيبة واللفتة الحانية والهدية ولو بسيطة، والاهتمام والإنصات والتفضيل في المعاملة، كل ذلك من ضرورات إحياء الحب وينعشه ويقيه من المنغصات، وهذا وحده يحقق ما علمنا المولى سبحانه وتعالى أن ندعو به: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74) سورة الفرقان.
إن كل من يتمتع بجمال الروح والطبيعة العاطفية والإنسانية يعرف تماماً أنه لن يحصل على السعادة الزوجية بالإحساس الجنسي فقط دون العنصر النفسي والروحي والمداعبات الزوجية التي لا تتم بدون الحب الذي يمزج الروح بالجسد ليعزفا معاً سيمفونية السعادة الزوجية حتى لا تصبح العلاقة الزوجية مثل العلاقات غير المشروعة والمحرمة التي لا تصيب الإنسان إلا بالنفور والشعور بالذنب.(عبدالكريم بكار – 168ص)
رؤية نفسية في التوافق الزواجي:

من المعروف أن الحب قبل الزواج كحالة انفعالية تشكلّه عوامل مثل (الانجذاب، والاشتياق، والإعجاب، وحب الاكتشاف للطرف الآخر، والقلق، والخوف من الهجران أو الخسارة، وغير ذلك). كل هذه العوامل قد تشكله بطريقة تجعله متأججا دائما وفي حالة حركة لا تهدأ. والحالة تختلف عما بعد الزواج حيث ستنتهي هذه العوامل ولكن من المتوقع أن تولد عوامل أخرى مختلفة تشكله بطريقة مختلفة (مثل التعويد، وقضاء الحاجات منها النفسية والعاطفية مما تعطي استقرارا نفسيا وعاطفيا، والرحمة المتبادلة والإحساس بالاهتمام، والإحساس بالمسؤولية وتقدير الذات وتأكيدها من خلال تأدية الواجبات الزوجية ونيل الحقوق الخ... ).
يرى بعض المتزوجين أن الحب بعد الزواج يكون أكثر صلابة وأكثر صدقا وحقيقة مما هو عليه قبل الزواج، إذ انه قبل الزواج يكون أكثر رومانسية ويكون غالبا بينه وبين الوهم أو حتى الكره خيطا رفيعا، وغالبا لا يعرف الفرد بالضبط في أي جانب من الخيط يقف هو أو الطرف الآخر. لكن بعد الزواج تكون قوة الحب من قوة العوامل الحقيقية الملموسة التي تكونه. فكلما كانت قوية ومتكاملة كان الحب قويا ومستمرا على مدى وجود أسباب وجوده !
بعض النقاط العامة لإنجاح أي علاقة زوجية:

نسمع كثيرا عن حالات حب رومانسية قوية جدا تتوج بالزواج. إلا أننا نُفاجأ عندما نسمع بالمشاكل الكثيرة بين الطرفين بعد الزواج حتى أنها تصل أحيانا إلى الانفصال الكامل (الطلاق) ، أو ربما إلى حالة اقل خسارة مادية ولكن بالخسارة المعنوية نفسها وهي الانفصال النفسي والعاطفي. في حين نسمع عن حالات أخرى قد تكون طريفة؛ وهي إن اثنين قد تزوجا بدون أي معرفة مسبقة ولكن بعد الزواج يصبحا أكثر من عاشقين !
والسؤال هو؛ هل تحصل كل من الحالتين صدفة؟
الجواب، طبعا لا.
فقد يحصل الزواج عن طريق الصدفة، ولكن نجاحه أو فشله قطعا لا يخضع لها.
لا شك أن كل حالة زواج لها خصوصيتها، إلا أنه من الممكن أن نعمم بعض النقاط التي تعد عامة لإنجاح أي علاقة زوجية- بافتراض أن الزوجين أسوياء نفسيا (normal ) -:
1. فيما يخص الزوجة؛

1. 1: إذا كانت المرأة تطالب بالمساواة مع الرجل في الحقوق الوظيفية –مثلا- وغيره، عليها أن تنسى ذلك تماما وتدرك دورها كأنثى داخل المنزل.
1 2: فلتظهر المرأة فضيلتها في مظهرها -كما تشاء -خارج المنزل، ولكن عليها أن تنسى ذلك عندما تكون في كنف الزوجية.
1. 3: عندما يرغب الزوج في نيل حقوقه الزوجية، ولم تكن الزوجة مهيأة لذلك نفسيا أو ماديا فعليها أن لا ترفض طلبه بطريقة جارحة لمشاعره، لأن الرجل بطبيعته –وان ظهر على عكس ذلك- بالغ الحساسية، وفي هذه الأمور بالتحديد. بل عليها أن تفهمه بطريقة وأسلوب ذكي بأنها غير قادرة على إسعاده في اللحظة الآنية. وعندما تكون محبة وحنونة في سلوكها معه دائما، سيدرك فورا أنها صادقة.
1. 4: إذا كان الزوج من النوع القلق، فلتمنحه -قولا وسلوكا- الشعور بالاطمئنان، ولتشعره بأنها سند له في السراء والضراء، وكيفما تكون حاله، وتؤكد له أن كل ما يهمها في الحياة أن تبقى بجواره إلى الأبد.
1. 5: إذا شعر الزوج أن زوجه ناضجة بما يكفي، ومتفهمة، فسوف يشاركها بكل همومه، ولن يخفي عليها شيئا.
1. 6: ولتعلم الزوجة أن الزوج لا يولد عصبيا وغاضبا، بل دائما هناك أسباب تدفعه لذلك. فإذا كان هكذا فلتبحث عن أسباب غضبه وتحاول بكل ذكاء ومحبة أن تحوله إلى شخصية هادئة لطيفة.
1. 7: فلتتذكر المرأة شيئا مهماّ وهو أن وراء كل رجل عظيم امرأة، ولتحاول أن تدفع زوجها للتميز بكل ما أوتيت من قوة وطموح.
1. 8: فلتكن الزوجة امرأة كاملة بكل معاني المرأة، وتطوق زوجها بكل تلك المعاني، فلا تترك منفذا واحدا قد ينفذ من خلاله الزوج إلى سواها.
1. 9: مهما كان الرجل متمكنا ماديا فهو يفضل المرأة المنتجة، وعليه من الأفضل أن تبحث المرأة عن كل ما يجعلها كذلك من تعلم مهارات بيتية تجعلها تعتمد على نفسها في تدبيرها مثل الخياطة أو الحياكة أو الطبخ المميز وما إلى ذلك.
1. 10. على المرأة التي تحب زوجها وتحترمه أن تحترم كل من يحب ويحترم .. بدءا من أهله وانتهاء بأصدقائه وبكل ضيوفه.
1. 11. لا تتردد في إظهار المديح لزوجها في مواقف مختلفة، كان يظهر في مظهر جديد، أو يرتدي ملابسه قبل الذهاب إلى العمل، وما إلى ذلك... فان اثر ذلك كبير ليس على مشاعره إزاءها وحسب بل وحتى على نفسيته وتعامله مع زملاءه، وعلى مستوى أداءه في العمل. ويجب أن لا تستهين المرأة بهذا الجانب فهو مهم جدا لان الراحة وان كانت بسيطة تنتج الراحة وهكذا إلى أن يصل مفعولها للزوجة نفسها.
1. 12- فلتظهر فرحتها بكل عمل يؤديه من اجلها أو من اجل البيت حتى وان كان واجبا عليه، فمن الخطورة فعلا أن نعتقد أن لا شكر على واجب !
1. 13: فلتحاول المرأة قدر ذكائها وحكمتها وتحكمها بذاتها أن تأخذ المعدل الوسط في جميع الأمور مثلا؛
- لا تناقش زوجها في كل كبيرة وصغيرة حتى لو كانت متمكنة من النقاش معرفيا وثقافيا، لكي لا يشعر زوجها أنها متفوقة عليه.. ولا تتركه هكذا بدون نقاش فيشعر أنها جاهلة أو غير مبالية بشؤونه.
- ولا تكن مبذرة في أمواله، وبالوقت ذاته لا تكن بخسة في حق نفسها فتحرمه بذلك من متعة إسعادها والشعور بالمسؤولية المادية إزاءها.
- فلتأخذ على عاتقها تربية الأطفال من جميع الجوانب الدينية والخلقية والجسمية والعقلية والعلمية وغيرها. فتكون حقا مدرسة!
- لا تغالي في زينتها عند خروجها من المنزل فيطمع ضعفاء النفوس بها! ولا تهمل هذا الجانب في المنزل فيبحث هو عن بديل.
- لا تعتمد على نفسها بكل شيء فتشعر زوجها بعدم الحاجة إليه، ولا ترمي على كاهله كل المسؤوليات فتتعبه ويلحق ذلك تبعات كثيرة ليس لصالح الزوجة بكل الأحوال. شيخة الدهمش-285ص)
2-ما يخص الزوج

1. كن معتدلا في واجباتك تجاه أدوارك الاجتماعية كافة ؛ دورك على انك زوج، ودورك على أنك أب ، ودورك على أنك موظف ، وأي دور آخر من أدوارك الاعتيادية بحيث لا تولي اهتمامك بدور منهما على حساب الآخر.
2. امنحها الثقة بنفسها بطريقتك الخاصة .. ستجد أنها ستكون أروع مما تتصور !
3. اجعل زوجتك تعمل ما تريده منها بالتشجيع والترغيب، وليس بالإكراه والتهديد! وهذا يعتمد بشكل كبير على قوة شخصيتك وحلمك. فحاول أن تقنعها بوجهات نظرك التي تود منها أن تعمل بها، بدلا من أن تفرضها عليها فرضا، فمن طبائع المرأة أنها تعمل ما تقتنع به هي وليس ما يُفرض عليها!
4. لتكن قراراتك في قبول أو رفض أي طلب منها على أساس العقل والمنطق وليس على أساس انفعالي أو عاطفي، فهناك من الأزواج من يقول (لا) ثم لا يلبث أن يعود بكلمته فيقول (نعم ) بعد ضغوط من زوجته بطريقة أو بأخرى. فهكذا قرارات متقلبة سيكون لها عواقب ليست على أية حال لصالحك وبالتالي ليست لصالح العلاقة الزوجية.
5. إذا غضبت لسبب يدعوا للغضب، فلا تغير موقفك قبل أن تتم معالجة السبب الذي دفعك للغضب! فان التنازل منك في بعض الأمور ليست لصالحك أو لصالح العلاقة الزوجية.
6. كن صديقا لها، فتعرف بود الصديق واهتمامه كل ما تهتم به؛ عملها، وصديقاتها، وأهلها، وهواياتها، وميولها وما إلى ذلك ... وبذلك تشعرها باهتمامك بها بالإصغاء لها وإعطاءها من وقتك، ومنه تغنيها عن البحث عن الصديق البديل أو الصديقة البديلة فتحميها بذلك من الاختلاط والتعاطي مع رفيقات السوء حيث أن الكثير منهن موجود فعلا في كل مكان، وكثيرا ما يكنّ سببا بطريقة أو بأخرى في هدم الكثير من البيوت.
7. لا تمدح أي امرأة أمامها – حتى لو كانت والدتك - لأنها تريد أن تكون هي في قمة نظرك.
8. لا تتردد في إبداء كلمات الإطراء لها كلما رأيت شيئا جديدا منها سواء في الملبس أو في المأكل أو في سلوكها أو في كلامها. فمن شأن ذلك أن يعطيها دافع للتطور والتقدم نحو الأمام.
9. تذكر دائما أنه مثلما تحب من زوجتك أن تعاملك بحنان على أنك طفل كبير، هي أيضا تحب أن تعاملها على أنها طفلة كبيرة. فابدي لها الكثير من الحنان خاصة في أوقات المرض والكثير من التضامن في أوقات التعب أو المرور بأي مشكلة.
10. شاركها في كل شيء عمليا – على قدر ما يمكن بطريقة أو بأخرى مهما كانت المشاركة صغيرة أو بسيطة - فمن شأن ذلك أن يوطد العلاقة بينكما ويشيع بينكما روح المرح .
11. خذ الوضع المعتدل في الكثير من الأمور على سبيل المثال:
• لا تجعل يدك معها مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط.
• لا تنفعل غضبا على أبسط الأمور، ولا تغض النظر عن أمور يجب أن تكون فيها حازما!
• لا تبالغ في كلمات المديح والإطراء بمناسبة وبدون مناسبة بحيث تصبح تلك الكلمات بالنسبة إليها لا قيمة لها! ، ولا تبخل بها في الوقت المناسب.
• لا تبالغ في إظهار غيرتك عليها بحيث تصبح غيرة غير محببة عندها وتبدوا كالشك الذي يزعزع ثقتها بنفسها، ولا تكن غير مبالٍ بحيث تبدوا عديم الغيرة بليد المشاعر وهذا ليس لصالحك في كل الأحوال.
• لا تكن معها صلبا جدا بحيث تفكر كيف تكسرك ! ولا تكن مرنا جدا بحيث تفكر كيف تصنع منك دمية!!
12. اعلم أن احترام الأولاد وتقديسهم للأب يُستمد من احترام وتقديس زوجته له. فاعمل على نيل ذلك منها وعلى طول الخط . ابو احمد عصام بن محمد الشريف-ص288)
ثالثا : .واجبات الطرفين .....

1. الثقة المتبادلة .
2. عدم الكذب ولأي سبب كان.
3. الرعاية والحنان المتبادل.
4. الاهتمام باهتمامات الطرف الآخر وتشجيعها .
5. إلغاء الحساسية تجاه الطرف الآخر.
6. الاستعداد لنكران الذات والتضحية في سبيل الطرف الآخر.
7. إظهار التعاطف والتراحم للطرف الآخر في أوقات الأزمات كالمرض أو أي أزمة أخرى.
8. مديح الطرف الآخر عندما يلاحظ أنه قام بشيء يستحق ذلك وعدم إخفاء ذلك أو إرجاءه إلى وقت آخر وتحت أي مبرر .
9. إسماع الطرف الآخر كلمات الإطراء والتعبير عن الإعجاب به بين فترة وأخرى.
10. تأكيد الحب للطرف الآخر، واستغلال المناسبات لذلك بتقديم الهدايا مثلا، خاصة في مناسبات ذكرى الزواج أو غيرها .
11. عدم حشر الأهل من قبل الطرفين في أمور خاصة بهما إلا إذا كان الأهل من الحكمة الموثوق بها والمجربة في المواقف الصعبة.
12. عدم إفشاء إسرار الطرف الآخر فيما يتعلق بالعمل أو غيره، فمن شأن ذلك أن يزعزع الثقة والاحترام.
13. إشراك الطرف الآخر في كل الأمور التي تثير القلق ومصارحته بما يدور في الخاطر والاستفسار منه عن كل شيء غامض ، لكي لا يتم تأويل بعض الأمور إلى غير حقيقتها ثم يؤدي ذلك إلى عواقب غير محمودة.
14. عدم إهانة الطرف الآخر أو الانتقاص منه وبأي شكل من الأشكال.
15. عدم إظهار عيوب الطرف الآخر وخاصة أمام الآخرين مهما كانت صلة القربى بهم حتى لو كانوا أهلهم أو أطفالهم. بل يمكن إبداء ملاحظاتك عن الطرف الآخر على انفراد وبدون تجريح وباختيار الوقت المناسب لذلك.
16. عدم المبالغة في التشكي والتظلم أمام الطرف الآخر.
17. وضع خطط مستقبلية، وصياغة أهداف مشتركة بين فترة وأخرى.
18. الاتفاق على طريقة واحدة في تربية الأطفال، فإذا قام أحد الطرفين بمعاقبة طفلهما فلا يقوم الطرف الآخر على تدليله في تلك اللحظة ، فمن شأن ذلك أن يفسد تربية الطفل من ناحية ، ومن ناحية أخرى تضيع ثقته بالطرفين.
19. ضبط النفس أمام الأطفال عند أي موقف انفعالي ، وعدم النقاش أمامهم بمسائل فيها جدل بين الطرفين، فان البناء النفسي والاجتماعي للطفل وبناء شخصيته تعتمد بشكل كبير على طبيعة العلاقة بين والديه.
20. اعرف دورك جيدا وميزه عن دور الطرف الآخر لكي لا يبتلى أحدكما أو كلاكما بظاهرة صراع الأدوار، وما تؤدي إليه !( بدر عبد الحميد هميسة-315ص-2)

ثانياً: جودة الحياة:

1-ً المقدمة:
تمتاز الفلسفة الأنجلوسكسونية في مطلع الألفية الثالثة بانتهاج نوع من التفكير الفلسفي الخاص ، والمتمثل في التنظير لجودة الحياة . ووصف آرن نايس (1989) ذلك على أنه "حق متكافئ في الحياة والازدهار". ومرجعية هذا الاتجاه المتنامي في التبلور والانتشار أن جوهر الطبيعة يخفق في إدراك أن الأخلاق قيمة بشرية مرتبطة بتحسين الحسن وتقبيح القبيح من منظور العقل والوحي . وأن المدينة المعاصرة لا بد أن تجعل الإنسان هو الموضوع والغاية. والمسألة قبل أن تلج إلى خضم الفلسفة التحليلية أثيرت ضمن موضوعات البيئة والتنمية المستدامة. وإذا كان علماء البيئة ينظرون لجودة الحياة من خلال بيئة نظيفة وغير ملوثة ، وغابات ومحيطات مراقبة من كل ما من شأنه أن يقوض مقومات الوجود .. فإن الفلاسفة عالجوا مشكلة جودة الحياة من خلال :
1- الحق في جودة العيش .
2- الحق في جودة الدخل.
3- الحق في جودة الصحة.
4- الحق في جودة المشاركة السياسية.
5- الحق في جودة الثقافة.
6- الحق في جودة المحيط.
7- الحق في جودة البيئة.
وهناك كثير من المواطن التي تتطلب الجودة حتى يحصل الإنسان على "جودة حياة". فمفهوم جودة الحياة حسب المنظور الأنجلوسكسوني جاء من أجل وضع مفاهيم السعادة ضمن الثلاثية البرغماتية المشهورة، والمتمثلة في أن الفكرة لا يمكن أن تتحول إلى اعتقاد إلا إذا أثبتت نجاحها على المستوى العملي . فالسعادة من منظور كلاسيكي لم تستطع أن تحقق للإنسان سوى تباشير أمل واه في رحم اليوطوبيا الحالمة. وبالتالي ظل الإنسان ينشد السعادة لكنه في المقابل لم يحصل سوى على البؤس ..
إن جودة الحياة تعتبر مفهوم واقعي قابل للتحقق لارتباطه بمسائل العيش أصلا كما يري الأسترالي ورويك فوكس 1990، وبالتالي يمكن للحكم الراشد الذي يحترم الإنسان كمواطن وكائن حي مكرم أن يُحقق له جودة الحياة من خلال أكبر شيء تتطلبه الحياة وهو البيئة النظيفة والكرامة في الحياة والموت .. وان يستحضر الإنسان لحظات الفرح والسرور وهو يتمتع بهواء الطبيعة ، وسحر الموسيقى ، سلامة الجسد ، وفي مناظر الكون الخلابة ... وأن يتكون له إرادة البقاء وحب الحياة ... وأن ينبذ الانتحار والإنحباس الحراري وخطر طبقة الأزون والروتين القاتل ... وأن يتحرر من خطر التكنولوجيا الخانقة.
وأخيرا هل يستطيع مفهوم جودة الحياة أن يحل محل مفهوم السعادة ?? وبالتالي هل نستطيع اليوم أن نحول الفلسفة من موضوعات الترف الفكري إلى موضوعات الهم الاجتماعي والإنساني ?? أليس حريا بالفلسفة اليوم أن تكون أكثر قربا من الإنسان ?? ألم يأن للفلسفة اليوم أن تجد موضوعاتها في البساطة وأن تتخلص من العتاقة التاريخية??(عبد القادر بو عرفة-www.alhehma.com)
الجودة من منظورإسلاميّ
الجودة من (أجاد) إذا أحسن.. والجودة تعنيالإتقان، والتجويد تسكيه قديمة أطلقها العلماء على العلم الذي يتوصّل من خلالهالقارئ إلى معرفة كيفية إتقان التلاوة وتحسين الأداء.
وهي مفردةٌ تعني فيمستوياتها العالية التفوق والإبداع والإتقان.. والجودة هي نتيجة الاهتمام أساساًبالكيف والنوع لا بالكم والحجم.
والجودة قديمة قدم الإنسان نفسه فهو يسعى دائماًإلى تحقيقها في جميع الأمور التي يرغب في الحصول عليها حسب الفرص والإمكاناتالمتاحة، كلٌّ حسب زمنه وظروفه، سواء كانت خدمة أو سلعة يريد شراءها أو غير ذلك،إلا أن الجودة كمفهوم علمي لم يتطور إلا في نهايات القرن العشرين عندما اتصلتالشعوب بعضها ودخلت مصادر الإنتاج المختلفةُ المنافسةَ في سباق محموم لتقديمالأفضل، وتحقيق الأكمل.
إننا نأسف شديد الأسف ـ كمجتمع عربيٍّ مسلم ـ أن نرغم فيمؤسساتنا الاقتصادية والإدارية والعلمية وغيرها على أن نتوخَّى في أدائنا سُبُلَالإتقان وحسن الأداء والتطوير المستمر فيما يُعرف في عالم اليوم بمعايير الجودة،ونحن في يوم من الأيام كنا أساتذة للأوربيين وغيرهم في فنّ الإبداع والإتقان المبنيعلى الأمانة والصدق والثقة التي هي أهمُّ مكوّنات الجودة الحديثة.
الإسلام قد سبق الحضارة الغربية في إبرازه لمفهوم الجودة وحثه عليها، ومدحه لها،ويكفي هنا أن أشير إلى بعض ذلك.
بقول الحق سبحانه وتعالى: "صنع الله الذي أتقنكل شيء إنه خبير بما تفعلون". ويقول: "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان منطين"
ويقول " ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" ولم يقل: أكثر عملاً، يريد أن يرشدناإلى الاعتبار بالكيف والنوع لا بالعدد والكم.
فالتحسين والإبداع والتقييمالمستمر لمستويات الأداء هي محلُّ إلزام شرعيٍّ لا يجوز الاستخفاف بها أو التّحقيرُمن شأنها، وجعلها من نوافل الطلب.
وإذا كانت الجودةُ تعني الجمال والتناسبوتنسيق الأشياء وروعتها؛ فإن الإسلام لم بهمل أن يمتدح لنا ذلك ويحرّكنا في اتّجاهالوعي بأهمّيّته فهو ـ مثلاً ـ يدعونا إلى أن نزاوج النّظر في نعمه علينا بين حسنقيمتها المعنوية بترتيبها وجمال تنسيقها وبين قيمتها الماديّة الحسّيّة، فحينمايتحدَّث عن الأنعام وما فيها من المنافع يقول: " والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌومنافع ومنها تأكلون " هذا على مستوى الانتفاع الغذائيّ المادي ثم يقول بعدهامباشرة : " ولكم فيها جمالٌ حين تريحون وحين تسرحون" وهذا مدح لقيمة الجمالوالطبيعة والاعتبار بذلك " وبعد ذلك بقليل تكلم عن " الخيل والبغال والحمير فقال:" لتركبوها" ثم قال:" وزينة" وهكذا حين يتحدث القرآن عن أنواع الثمار والخضرة فإنّهيدعونا إلى الاستمتاع والاعتبار بحسن تناسقها وجمال ينعها ونضارتها فيقول:" انظرواإلى ثمره إذا أثمر وينعه"وعندما تكلم عن منافع البحر قال:" لتأكلوا منه لحماًطريًّا" هذا على مستوى النفع الغذائيّ، ثمّ ثنّى بالتنبيه على الجانب الجماليّ منالنّعمة فقال" وتستخرجوا منه حليةً تلبسونها".
والقرآن في كل ذلك إنما يريدُ أنيمتدح لنا الأشياء لا بمردودها المادّيّ فقط بل بشكلها المعنوي والتقنيّ والجماليالمتمثّل في حسن ترتيبها وجمال تناسقها، وروعة إتقانها، ليعلمنا أن الجودة والإبداعوالإتقان هي من صميم دعوته، وكلما بحث الناسُ عن سبل تطوير حياتهم كان ذلك أنفعَلاستقرارهم، وتحسِّن أحوالهم، وفي الحديث:" إن الله جميل يحب الجمال" ـ رواهالطبراني ـ .
وإذا كانت الجودةُ تعني التَّحسين المستمرّ، لأجل تنمية الحياةالبشرية المستدامة وتقدمها فإنّ النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان من دعائه: " اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي... واجعل الحياة زيادة لي في كل خير" وهذا هومفهوم الجودة الذي يعني التطوير المستمر لسبل الحياة الكريمة.
وإذا كانت الجودةتعني الدّقّة والنّظام والتنظيم فقد شرع الإسلامُ الكثير من الآداب التي تحكمالعلاقة بين الناس على كافة المستويات:" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" :" يا غلامسمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك" " وإياكم وهبشات الأسواق" " يسلم الصغير علىالكبير والماشي على القاعد والقليل على الكثير ..الخ الآداب التي تعلمنا قيمةالنظام، ومحاسن ترتيب الأمور، وتغرس في نفوسنا تحديد المسؤوليات وتوزيع المهام وضبطالعلاقات.
إنَّ الصلاة تعني بشروطها وأوقاتها التربيةَ على احترام الوقتوالاهتمام بالموعد والنّظام والانضباط وكلّ ذلك من متطلّبات الجودةالعالية.
وإذا كانت الجودةُ تعني المحافظةَ على قيمة الوقت، وعلى الأمانة، وعلىالمصداقية فقد جعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإخلالَ بهذه القيم من علاماتالنفاق فقال:" آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتُمن خان" وقدصح في المسند من حديث أنس – رضي اللهعنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال: "لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له".وكل هذه المعايير لازمةٌ فيتحقيق الجودة بكافة مستويات الحياة.
وإذا كانت الجودة تعني كلَّ هذه الأمور فلاغرابة أن نجدها من أهم الفرائض التي كتبها الله علينا لقوله ـ صلى الله عليه وسلمـ: " إن الله كتب ـ أي: فرض ـ الإحسانَ على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة،وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة وليُحدَّ أحدُكم شفرتَه وليرح ذبيحتَه "رواه مسلم قالالنووي ـ عقب هذا الحديث ـ : " وهذا الحديث هو أحد الأحاديث الجامعة لقواعدالإسلام"( شرح مسلم13/107).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذاعمل أحدكم عملاً أن يتقنه" رواه البيه قي.
ولابد لنجاح الجودة من سيطرة المنطقالعلميّ في معالجة الظواهر المختلفة، واختيار العناصر الكفأة، وتقييم مستوى الأداءوفي امتداح المنطق العلمي على غيره يقول القرآن:" قل هل يستوي الذين يعلمون والذينلا يعلمون" وفي إشارة إلى ضرورة تسويد العنصر العلميّ يقول:" يرفع الذين آمنوا منكموالذين أوتوا العلم درجات"، وفيه تلميح إلى وجوب تمييز الكفاءات العلمية وتقديمهاعلى غيرها وهو من أهمّ عناصر ومكوّنات الجودة.
العوامل الضامنة لنجاحالجودة:
ولكي تنجح الجودة فلابدّ من التركيز على القيادات العملية المتميّزة،بالحضور الميدانيّ، والمشاركة الفعلية، بعيدا عن التنظير ورفع الشعارات، وإتقانالفرجة، والخوف من خوض غمار التجربة.
ولذا جاء في صحيح مسلم أنَّ أبا ذر ـ رضيالله عنه ـ طلب الإمارة من النبي فقال له: "يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنهايوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها".
وفي هذا إشارةإلى أنَّ العمل الميداني وتحمّل المسؤوليات يحتاجُ إلى مواصفات معيّنة لابدَّ منتوافرها فيمن يقع عليه الاختيارُ لذلك، خصوصا من طلب الولاية في أمر ولم يكنمؤهّلاً فيه لضعفه أو طمعه، أو قلة خبرته.
يقول النوويُّ معلقا على هذا الحديث:" هذا الحديث أصلٌ عظيمٌ في اجتناب الولايات لاسيما لمن كان فيه ضعفٌ عن القيامبوظائف تلك الولاية..وأما من كان أهلا للولاية وعدل فيها فله فضلٌ عظيم.." (شرحمسلم12/210).
إن الجودة تعني الاستغناء عن تولية غير المؤهَّلين من الجهلةوالضّعفاء والمتنفّذين والمتملّقين والمتسلِّقين وغيرهم.
وهانحن اليوم فيجامعاتنا ومؤسساتنا نرفع شعار الجودة التي تعني عند بعض المهتمّين :" العمليةَ التييمكنُ من خلالها رفع مستوى أداء الطُّلاب والمعلِّمين والنِّظام في ضوء توقعاتالمستفيدين "أي: الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع بشكل عام، والتي تعني عندآخرين:"جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في مجال التربية للرفع من مستوىالمنتج التعليمي بما يتناسب مع متطلبات المجتمع وتطلعاته".وكلا التعريفين مفسرٌللآخر.
والخلاصة: أننا لكي ننجح في تحقيق تطلعاتنا في الرقي والإبداع علينا أننتخلّص من النمط الروتينيّ للعملية العلمية التلقينية الكلاسيكية بالبحث عن بدائلمتطورة ومتنوعة تقفز بمستوى الأداء الخدمي والإداري والعلمي للمؤسسةالتعليمية.
إنّ من أكبر التحدّيات التي تواجه القائمين على الجودة باعتقادي هيتلك العقائد الكلاسيكية الراسبة في بعض النفوس التي لا تؤمن بالتغيير ولا بالتطويرولا تطمح في تحسين أدائها، وتلك التي ترى في مثل هذا التّصرّف تآمراً على النمطالتقليدي البدائي الذي عاشت عليه، ثمّ آمنت أنّ كلَّ تغيير أو تطوير لا يمرُّ إلاَّمن خلالها.
والأخطرُ منها تلك النفوسُ الموبوءةُ بالبيروقراطية الإداريّة؛ التيتعشق انتقاصَ فكر الآخر واحتقارَ طرحه، ذلك أنّ الجودة هي ثقافةٌ متجذّرةٌ فيالنّفس تمنع من ابتذال أيّ طرح ممكن أو استهجانه، ولأنَّ من شأن تنمية مفهوم الجودةالعملَ بفكرٍ جماعيّ متنوّع يطغى على النّظر الأحاديّ، بفكر جدليّ متجانس يتوخّىالدّقّة في المعلومة، والاستقراء في البحث والتقصّي، والاعتماد على الأرقاموالإحصاءات، والابتعاد عن الحكم بمجرد التخمين والحدس، واعتماد الرؤى الاستيراتيجيةالبعيدة المدى.
فلابدّ إذن من التجانس بين مكوّنات الجودة وآلياتها المتعدّدة،كي نحقق النجاح الذي نصبوا إليه.. (عبد الحكيم احمد ابو زيان-www.alsafaa.com)
عناصر جودة الحياة في القران الكريم:

لقد أشار القران الكريم إلى جودة الحياة من خلال الحياة الطيبة فجودة الحياة تتحقق عندما تتحقق الحياة الطيبة.وهذه العناصر هي:
1-الحياة الطيبة-السكن الطيب -الأكل الطيب -البلد الطيب -القول الطيب -النكاح الطيب الذرية الطيبة: التحية الطيبة: الطقس الطيب: -الغنائم الطيبة

أبعاد جودة الحياة:

في المؤتمر السنوي السادس لقسم علم النفس في جامعة طنطا/مصر ,كلية الآداب 26-28ابريل 2009 طرحت أبعاد جودة الحياة وهي:
1.البعد النفسي:ويتضمن الرضا عن الحياة – السعادة – تحقيق الذات –الكفاءة الذاتية .
2.البعد الاجتماعي والاقتصادي : السعادة الأسرية بالنسبة للأبناء والزوج والزوجة وتحقيق حياة أسرية صحية .
3.البعد الصحي والوظيفة الجسمية : أي الاستقلال الجسمي والصحة الجسمية والجنسية والرعاية الصحية.

مقومات جودة الحياة:

- ما هي مقومات جودة الحياة، ربما يجدها شخص في الاستمتاع بجمال منظر غروب الشمس وآخر يجدها عند الجلوس في حديقة مع أفراد عائلته مستمتعا بالطبيعة...
أو غيرها من الأشياء التي تشبع حاجة الإنسان سواء على المستوى النفسي أو الروحي أو العقلي أو الجسدي ومن مختلف النواحي: صحية أو اقتصادية أو اجتماعية، ومن ثَم فإننا نستطيع القول بأنه تعريف نسبى يختلف من شخص لآخر حسب ما يراه من معايير تقيم حياته. وتوجد عوامل كثيرة تتحكم في تحديد مقومات جودة الحياة:

1-القدرة على التفكير وأخذ القرارات.
2-القدرة على التحكم .
3-الصحة الجسمانية والعقلية.
5-الأحوال المعيشية والعلاقات الاجتماعية.
1-المعتقدات الدينية.
6-القيم الثقافية والحضارية
7-الأوضاع المالية والاقتصادية والتي عليها يحدد كل شخص ما هو الشيء الأهم بالنسبة له والذي يحقق سعادته في الحياة التي يحياها.
فالصحة هي حالة سلامة بدنية وعقلية واجتماعية وعاطفية ونفسية واقتصادية وتعليمية كاملة وليست مجرد انعدام المرض أو الإعاقة ومع ذلك فإن الصحة والسلامة لا يتوافران لغالبية الأشخاص مما يؤدى إلى خلق الصراعات داخل الإنسان وبالتالي يكون لها تأثير سلبي على صحته. وإذا تحدثنا عن مقومات جودة الحياة ونعنى هنا الناحية الصحية نجدها تتمثل في أربع نواح أساسية والتي تؤثر بشكل أو بآخر على صحة الإنسان بل وعلى نموه كما أنها تتفاعل مع بعضها البعض:
1- الناحية الجسمانية
2- الناحية الشعورية
3- الناحية العقلية
4- الناحية النفسية
وتتمثل هذه النواحي الأربع في الاحتياجات الأساسية الأخرى الضرورية لحياة الإنسان التي لا يستطيع العيش بدونها والتي يمكن أن نطلق عليها الاحتياجات الأولية:
* الاحتياجات الفسيولوجية:
- الهواء
- الطعام
- المسكن
- النوم
- وغيرها من الاحتياجات الأخرى
* الاحتياج إلى الأمن والآمان:
- الحاجة إلى العيش في مجتمع آمن بعيد عن المخاطر
* الاحتياجات الخاصة بالانتماء:
- القبول الاجتماعي
- التفاعل الاجتماعي
- الولاء الاجتماعي
* الاحتياج إلى تقدير النفس:
- الإحساس بالذات، والمهارات المكتسبة
- التقدير، والاحترام
* الاحتياج إلى تحقيق الذات:
- احتياج جسماني
- احتياج شعوري
- احتياج عقلي
- احتياج نفسي
وهذه الاحتياجات تقف جنباً إلى جنب مع مقومات جودة الحياة بل تعتبر جزءاً مكملاً لها والإخلال بأي عنصر فيها يؤدى إلى خلق الصراع. ولكن هذا لا يمنع من وجود عوامل أخرى خارجة عن إرادة الإنسان تؤثر على مقومات حياته والتي تتصل بالناحية الصحية وتتمثل في:العجز- التقدم في العمر - الألم -الخوف - ضغط العمل - الحروب - الموت - الإحباط-الأمل -اللياقة الجسمانية بل والراحة أيضاً، لكنه لابد أن نفرق بين ما هو طبيعي وبين ما يحدث نتيجة إتباع أسلوب حياة خاطئ أو مرض.
:العجز-
ويمكننا تعريف العجز على أنه أي شئ يؤثر على قدرتنا في أن نحيا حياة طبيعية بلا آلام وعدم الاستمتاع بها. والعجز أما أن يكون عجز عقلي أو جسماني أو عقلي وينتج عن عوامل عديدة مباشرة مثل: الجينات الوراثية - حادثة - مرض- أو عند التقدم في السن، أما العوامل غير المباشرة وهو ما نسلكه من أسلوب حياة خاطئ: عادات التغذية السيئة - ما تتبعه المرأة الحامل أثناء فترة حملها مثل التدخين وتناول العقاقير دون استشارة الطبيب وغيرها من العادات السيئة التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان على المستوى الجسماني أو النفسي وتؤثر هذه العادات على صحة الإنسان أما بشكل دائم أو مؤقت. وقد لا يعي الشخص المعاق حقيقة إعاقته عند ميلاده، لكن الشيء الذي يزيد الأمر سوءاً هو ما يعقده من مقارنة بينه وبين الأصحاء والتي تخلق نوعاً من المعاناة النفسية بداخله والقيام بمثل هذه المقارنة يمثل نقطة الضعف لديهم مع أن العديد من الأصحاء لديهم نقاط ضعف كثيرة والتي تكون بدورها نوعا آخر من أنواع الإعاقة لهم في نواح كثيرة. لكن الشيء الأهم من ذلك كله بالنسبة للمعاقين أو الأصحاء هو عدم النظر إلى مواطن الضعف لأنها دليل على عدم ثقة الإنسان بنفسه بل ينبغي أن تكون حافزاً له يستخدمه في تطوير حياته. ومن الحكمة أن نتقبل التحديات الجديدة، وأن ننسى آلامنا ونتعلم كيف نعيش تحت أي ظروف جديدة حتى نتمتع بحياتنا



:- الألم:
هي الوسيلة الطبيعية للإحساس بل والتعبير عن مدى ما يلحق بالإنسان من أذى أو ضرر، ويمكننا القول بأنها إحدى وسائل حماية الإنسان علاوة على أنها ظاهرة صحية. وقد يرى البعض أن الرضاء النفسي لا يتحقق إلا مع عدم الإحساس أو الشعور بالألم وهذا اعتقاد خاطئ لأن ذلك يؤدى إلى مشاكل خطيرة فيما بعد ومن أشهر الأمراض التي تدمر حاسة الإحساس عند الإنسان هو مرض الجذام. والتخلص من آلامنا ليس بالشيء الصعب علينا على الرغم من أنه شيئاً صحياً لكن التمادي فيه يضر بصحة الإنسان، فليس من الخطأ أن يشعر الإنسان بالألم لأي شئ يفقده أو أي خبرة يمر بها. والبكاء هي إحدى وسائل تجنب الألم ويلجأ الأطفال إليها دائماً للتعبير عن آلامهم لكن سرعان ما يتغلبوا عليها، وعلينا أن نتعلم كيف نسيطر على آلامنا والتغلب عليها لأنها تؤثر على تفكيرنا وما نقوم به من وظائف في حياتنا وبالتالي تؤثر على جودة حياتنا النفسية أو الجسمانية.

- الخوف:
هو رد الفعل الناتج عن الإحساس بالألم. ومصدره عدم الثقة بالنفس والافتقار إلى الشجاعة؟!! فالخوف هو الصورة النفسية للألم، أما الصورة المادية له تأتى عند التقدم في العمر والإحساس بالعجز، وعند المرض، أو عند التعرض لحادثة ما وكلاهما يؤثر على جودة حياتنا.


- الأمل، الإحباط، الموت:
الأمل هو الجانب المشرق للحياة أما الإحباط هو جانبها المظلم فقدان الأمل والإصابة بالإحباط لا يرتبطان بسن معين ولكن يمكن ملاحظتهم بشكل أوضح عند التقدم في السن. فالإحباط يعنى الموت الأمل هي الحياة وتوجد أمثلة عديدة لأشخاص تغلبوا على مرضهم وإعاقتهم بالأمل. وهنا تلعب البيئة دوراً هاماً بل ومن نتعامل معهم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في ما يصيب الإنسان من حالات إحباط، فالفرد منا يحتاج إلى الحب والعاطفة وقوة الإيمان، يحتاج إلى الثقة بنفسه وتقدير ذاته إلى بيئة يشعر فيها بالكرامة وتحقيق الذات ليس بالكلام فقط وإنما بالفعل والمساعدة المادية.

- المعاناة:
الإنسان نفسه هو الذي يسبب المعاناة في هذا العالم، صحيح أن الإنسان يتألم عند معاناته إلا أنه يتعلم وبالتالي يرفع من مستوى جودة حياته، فهي تعلمه:
1- فهم الحياة ومن ثَّم تحقيق الذات والتغلب على الصراعات النفسية.
2- معرفة احتياجاته لكي يحيا حياة نفسية وصحية وعقلية سليمة خالية من الأمراض.
3- إدراك العوامل التي تسبب في العجز أو الإعاقة وكيفية تجنبها.
4- وعيه بأن الشعور بالألم يأتي عند فقده القدرة على التكيف مع متغيرات الحياة.


- النشاط الرياضي:
إن النشاط الرياضي شيئا ضروريا وهاما لجودة حياتنا لأنه يمنع الإصابة بالعديد من الأمراض: ضغط الدم المرتفع، أمراض القلب، ونزيف المخ كما أنها تجنب الإنسان الإصابة بكثير من الأمراض عند التقدم في السن. ويتطلب أي نشاط رياضي توافر أربعة عناصر رئيسية العنصر الأول: الهواء اللازم لحرق المواد الغذائية لتمنحنا الطاقة لذلك نجد أن الشخص المدخن يجد صعوبة بالغة في ممارسة أي نشاط رياضي لأن التدخين يؤثر على الأوعية الدموية والتي بدورها تؤثر على تدفق الهواء ووصوله للقلب. ويحتاج الإنسان أيضا للماء أثناء ممارسته لأي نشاط فهو يمنع الإصابة بالجفاف ويعوض الفاقد من العرق، أما العنصر الثالث الطعام لا ينبغي ممارسة أي نشاط و المعدة خاوية لأنه يسبب الإحساس بالدوار كما يخفض من نسبة السكر في الدم فعليك بتناول الوجبات الخفيفة قبل و بعد ممارسة النشاط الرياضي وهذا يعنى أيضاً عدم تناول وجبة دسمة قبل ممارسة النشاط الرياضي لأن الدم يتدفق إلى أعضاء الجسم الداخلية للقيام بعملية الهضم. وبالنسبة للعنصر الرابع ألا و هو اللياقة وهناك فارق كبير بين تمارين اللياقة والتمارين الرياضية

- الحروب:
يميل الإنسان بطبيعته إلى العدوانية والعنف، وهو المسئول الأول عن تحقيق جودة حياته ثم يأتي تأثير البيئة والمجتمع الذي نعيش فيه. فالحروب مهما كانت طبيعتها عرقية - دينية - أو سياسة فهي تؤثر بالسلب على جودة حياة الإنسان فهو هو الذي يدمر نفسه وصحته فيما يخترعه من أسلحة يقتل بها نفسه ويلوث من خلالها البيئة التي يحيا فيها والتي تمتد آثارها إلى أجيال وأجيال.

- ضغط العمل:
تسبب الضغوط التي يواجهها الإنسان وخاصة ضغط العمل العديد من الأمراض ومنها أمراض القلب و القرحة وغيرها من الأمراض الأخرى.
وينشأ ضغط العمل من العوامل التالية وذلك بخلاف طبيعة العمل نفسه:
1-قيادة العمل: وتتمثل في علاقة الرئيس بمرؤوسيه، وتنشأ الصراعات في حالة إتباع سياسات مجحفة لحقوق العاملين إلى جانب افتقار وسائل الاتصال بين الرؤساء ومرؤوسيهم.
2-المسئولية: وهى المسئولية تجاه زملاء العمل، رأس المال، المصروفات، كما أنها تشتمل على الخوف من النقد والافتقار إلى المسئولية ذاتها.
3-الصراع الداخلي: يتسبب فيه الضعف في إنجاز الأعمال، عدم معرفة المهام بوضوح، توافر المعلومات غير الصحيحة أو وجود أكثر من رئيس واحد للعمل ومن الأشياء التي تخلق 4- 4-الصراع في العمل أيضاً:
5- ساعات العمل الإضافية من أجل التعويض المادي.
6- عدم انتظام أوقات العمل


- العلاقة بين الرجل والمرأة:
أين نجد الحب الحقيقي؟ إن أفضل مكان نستطيع أن نجد الحب الحقيقي والآمن والمستقر فيه هو العائلة، فحياة العائلة هو شيئاً ضرورياً لرفاهية الإنسان، والحب بين الزوج والزوجة هو أساس تحقيق السعادة في الحياة بل وتحقيق جودتها.
خلق زواج أو علاقة زوجية سعيدة بين كلا من الرجل والمرأة شئ معقد أو يمكننا وصفه بأنه سلاح ذو حدين. فإما النجاح والهدوء الأسرى وإما الطلاق الذي يؤدي إلى انشقاقات في العائلة. وقد يتساءل البعض عما إذا كانت توجد طريقة تحافظ على هذه العلاقة الأبدية، بلا، دوام الحب. فالعلاقة بين أي رجل وامرأة ما هي إلا عقد اتفاق وعندما ينقض هذا العقد فإن وسيلة الاتصال تتعرض للفتور وبالتالي يؤثر بالسلب على العلاقة بمختلف نواحيها وخاصة العلاقة الجنسية التي هي إحدى مقومات جودة حياتنا ونجد أن العلاقة الجنسية تعكس مدى نجاح الزواج ومدى نجاح حياة الإنسان عموماً فيما يتعرض له في دوامة هذه الحياة، فهي معيار لصحة الإنسان عموماً ولا تتعلق هذه العلاقة فقط بمفهوم الهرمون وإنما تتعلق بمشاعرنا بل وبصحتنا العامة.
فالحالة النفسية تؤثر على العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة فنجد بعض الأمراض مثل الاكتئاب والأدوية المستخدمة في علاجها تؤثر على العلاقة الجنسية وتؤدى إلى فتورها بل وفقدان الشهوة لها، وبالمثل أدوية مرض السكر والقلب والضغط. كما أن ضغوط العمل أو أي مشكلة يمر بها الإنسان تؤثر على هذه العلاقة بشكل كبير وليست فقط الأمراض النفسية أو العضوية ويعنينا من هذا أنه كلما كان الإنسان صحيح نفسياً وجسمانياً كلما كانت علاقته الجنسية آمنة ومستقرة.
فالعلاقة الجنسية قوى كبيرة إما أن تدمر جودة حياتنا وإما أن نحافظ عليها ونعمل على ترقيتها فهي أقوى هبة إبداعية ممنوحة للإنسان فهي تخلق الإحساس بالاستقرار وعدم الشعور بالوحدة، كما أنها تخلق الأجيال، وكلما كانت هذه العلاقة صحية كلما ازدادت جودة حياتنا، لكن هناك جانباً سلبياً فيها ألا وهو انتقال الأمراض المعدية الخطيرة مثل مرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي من الشخص المصاب إلى الشخص السليم وبالتالي يهدد حياته الآمنة التي كان يحياها لذلك يوصى بعمل الفحوصات الطبية قبل الزواج.

- الاسترخاء:
وتبدو أساليب الاسترخاء بسيطة ومن السهل على أي شخص إتباعها مثل: الضحك، الراحة، المشي، التمارين الرياضية وغيرها من الأساليب التي يتبعها الشخص لكي ينعم بالرضاء والراحة النفسية. ومع سهولة إتباع هذه الأساليب لكن لها تأثير سحري وفعال لصفاء الإنسان وجدانياً ونفسياً وجسمانياً وشعورياً.

* من المسئول عن الارتقاء بمستوى جودة حياتنا؟
المسئولية تكمن في قدرة المرء على الاستجابة على نحو صحيح لمتحديات الحياة بما يتفق مع طبيعتنا كبشر لأن ذلك ينعكس على حياتنا في هذا العالم:

- أولاً المسئولية تجاه أنفسنا:
وتبدأ هذه المسئولية من الآن وفيما بعد، وتمتد إلى أي مكان نعيش أو نعمل أو حتى نلعب فيه، هي مسئولية تجاه صحتنا الجسمانية - المادية- الشعورية -العقلية - النفسية، مسئوليتنا تجاه تطوير وتعليم أنفسنا واكتسابنا الخبرات. مسئوليتنا تجاه المستقبل الذي ننتظره وخاصة عند تقدمنا في السن.



- ثانياً المسئولية تجاه من يعتمدون علينا وهم:
- أزواجنا.
- أطفالنا.
- زملاؤنا في العمل والمدرسة والجامعة.
- من يكبرونا في السن.
- آباؤنا ورؤساؤنا في العمل.
- مدرسونا.
- ثالثاً مسئوليتنا تجاه مع من نتعامل معهم بغض النظر عن عمق العلاقات التي تربطنا بهم:
ويحتاج هذا النوع من المسئولية إلى العناصر التالية:
1-- دعم العلاقة وتمثل مدى المشاركة الإيجابية التي تسهم في إنماء هذه العلاقة
2- تقدير الطرف الآخر والاعتراف بمساهماته.
3- الاحترام المتبادل، لا توجد علاقة حقيقية بدون توفر الاحترام المتبادل بين كافة أطرافه، وينبغي أن تسود هذه الصفة بين الآباء وأبنائهم والرؤساء ومرؤوسيهم فالأبناء والمرؤوسون ليسوا عبيد طالما تتوفر لديهم قابلية تعلم كل ما هو جديد، وتكمن الفجوة في افتقار الخبرات لذلك فهم يحتاجون إلى مساعدتنا واحترامنا.
4- فهم احتياجات كل طرف: تحتاج هذه العلاقة إلى معرفة احتياجات كل طرف والعمل على إرضائها.
5- العطاء: ويتمثل في العطاء دون النظر إلى مقابل.
6- توفير وسيلة الاتصال وهو الجزء الفعال الذي تبنى عليه أية علاقة بل هو أساس قيام أية علاقة.
7- التأكيد على حرية الآخرين: لكل واحد منا احتياجاته وأفكاره المختلفة التي تشكل جودة حياته الخاصة به فيجب أن تترك الحرية للآخرين في اختيار أسلوب حياتهم ولكن مع التوجيه من جانبك. وفرض الآراء يؤدى إلى نتائج عكسية ومنها الإصابة بالإحباط والعنف، أما ممارسة الديمقراطية يؤدى إلى التعاون والاحترام المتبادل والسلام النفسي.
لابد من التغيير، بشرط آلا يكون هذا التغيير مقتصراً على البيئة المحيطة بنا بل يمتد ليشملنا نحن أيضاً لاكتشاف ما إذا كنا على الطريق الصحيح أم لا. وعند التعرض إلى الحلول التي تؤثر على جودة حياتنا سنجدها إما حلول شخصية أي تعتمد على ما يبذله الشخص لحماية جودة حياته كما أن هناك حلول عامة تتطلب اتخاذ إجراءات على المستوى العام ومن ثَّم فإن المجهودات المطلوبة ستكون مجهودات جماعية لكن لابد أولا أن نسأل أنفسنا الأسئلة التالية:
- ما هي النواحي التي تدعم فيها البيئة جودة حياتنا؟
- ما هي مصادر الخطر التي تهدد حياتنا؟
- هل يحافظ الإنسان على جودة حياته إلى جانب حياة الآخرين؟
إنه من الصعب حقاً التنبؤ بما سيحدث لنا، لأن الحياة دائمة التغير ولا يستطيع الشخص التنبؤ بأي شئ فيها والنتائج التي يتوصل إليها الإنسان تكون عبارة عن خبرات متراكمة مكتسبة من الآخرين إلى جانب عامل التعلم وتساهم إلى جانب ما يتبعه الإنسان من أساليب تطويرية والتي تساهم بشكل إيجابي في عملية التنبؤ
ويتجاهل كل واحد منا حقيقة أن هذا العالم هو ملك لكل شخص يعيش فيه وليس ملك لفرد بعينه، لكن الجشع والتعالي والطمع هما أسباب انقسام هذا العالم إلى مجتمعات صغيرة والتي بالتالي تؤثر على جودة الحياة التي نعيشها، فنجد في البلد الواحد صراعات كثيرة بين أفرادها لاحتياجاتهم المتعددة والشيء الصعب تحقيقه هو إرضائهم جميعاً ومن هنا لزاماً على الإنسان أن يتعلم كيف يرضى بالحل الوسط لكي يشبع رغباته وهنا يكمن دور البيئة كما أن دور الإنسان لا يقتصر فقط على ما يمكن أن يقدمه لنفسه بل أيضاً ما يقدمه للآخرين وقبل أن نتعرض لدور البيئة بوجه عام والإنسان بوجه خاص لابد من معرفة
الإجراءات التي تضمن حماية جودة الإنسان وهما نوعان من الإجراءات:
* الإجراءات التصحيحية:
وهى تعنى الإصلاح والرجوع عن ما يدمر جودة حياتنا بحيث لا يقتصر هذا الإصلاح على العادات المتبعة وإنما تمتد لتشمل العادات التي ستتبع فيما بعد وتتطلب التطوير مثل الغذاء، النشاط الرياضي، التعلم، فكل عنصر من هذه العناصر تنعكس سواء بالسلب والإيجاب على سلامتنا وصحتنا. صحيح أن أجسامنا يتوقف نموها عند سن معين لكن العقل يتقبل دائماً التطور فنحن لا نتوقف عن التفكير وبالمثل أيضاً حالتنا الشعورية مع أن بوسع كل إنسان أن يطور جسده وذلك عن طريق ممارسة أية مهارات رياضية. وبما أن الألم و المعاناة يشكلان جزءاً هاماً في حياة كل إنسان فحينئذ يحتاج الإنسان إلى ما هو أبعد من الوقاية أو الحماية ألا وهو العلاج و يتمثل في "الترويح عن النفس" حيث يساعد الإنسان في تخفيف آلامه ومن الخطأ أن يلجأ الشخص إلى تناول المهدئات أو العقاقير للقضاء على آلامه والتي تؤثر على جودة حياته.

* الإجراءات الوقائية:
وهى ليست عملية إصلاحية وإنما هي عملية حماية تبدأ منذ ميلاد الإنسان بل وسابقة على ميلاده وعلى مر العصور نجد أن الإنسان يخطئ في تقدير جودة حياته على المدى الطويل فهو ينظر إلى حياته التي يحياها على أنها حياة أبدية لكنه يجنى ثمار عاداته السيئة التي اتبعها في شبابه من تناول العقاقير والكحوليات وشرب السجائر عند تقدمه في السن ويحاول أن يصحح أخطائه لكن بدون جدوى. ويتم تبنى هذه الإجراءات منذ الصغر ونضرب مثلاً بسيطاً على ذلك: الأسنان الدائمة ومشاكلها العديدة تبدأ منذ الصغر وسببها سوء التغذية في الأربعة أشهر الأولى، كما أن العيوب الخلقية بالمخ سببها إساءة استخدام الأدوية خلال فترة الحمل. وهذه الإجراءات تتطلب أن نلتفت جيداً إلى كل تفاصيل حياتنا مع تضافر الجهود سواء على مستوى الإجراءات التصحيحية أو الوقائية. لذلك يجب طرح سؤال هام حول كيفية إتباع أسلوب لحياتنا التي نحياها حتى نستطيع أن نطلق عليها حياة صحية صحيحة، وهنا لا يطلب من الإنسان أن يقوم بتغيير شخصيته ولكن المقصود منها أن يقوم بتغيير أسلوب حياته ورسم خطة فعالة يكون بمقتضاها أكثر إيجابية في المجتمع الذي يعيش فيه ولابد أن تشمل الخطة على العناصر التالية:
- التغذية:
لابد أن تكون الوجبات الغذائية متوازنة، تحتوى على فاكهة وخضراوات طازجة لتمدنا بالفيتامينات و المعادن، وأن تحتوى على النشويات لإمدادنا بالطاقة، و البروتينات اللازمة لتجديد الخلايا، والتقليل من الزيوت التي تحتوى على دهون تضر بصحة الإنسان. عليك بتناول إفطار وغذاء متكاملين لإمداد الجسم بالطاقة مع تناول عشاء خفيف، والإكثار من تناول الأطعمة التي يتوافر فيها فيتامين ب، ج، هـ لأنها تزيد من مقاومة الجسم، في حين تحقيق التوازن بين فيتامين د، و الكالسيوم، و الماغنسيوم، و الفسفور شيئاً هاماً وضرورياً لتنظيم ضربات القلب كما أنها مفيدة للعظام. عدم الإكثار من تناول السكريات والدهون لأنها تسبب جلطات الدم مع الحفاظ على توازن نسبة الأنسولين في الدم.

- الماء:
لابد من تناول كمية كافية من الماء للتخلص من الأملاح الزائدة.

- التحكم في الوزن:
ألا يكون وزنك زائد عن الحد لأن ذلك يضر بقلبك ولا يكون أقل من المعدل الطبيعي أيضاً لأن ذلك يعرضك لنقص في الطاقة. الاستمتاع بما تأكله من وجبات غذائية لأنه يساعدك على هضم أصح. تجنب تناول السكريات، و الدهون "لا خوف من الزيوت". الابتعاد عن التدخين فهو يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالجلطات. عدم تناول الحبوب المنومة أو أية مهدئات لأنها تقلل من مناعة جسمك. عدم شرب الكحوليات فهي تسبب الأرق وتدمر الكبد والمخ.



- النوم والراحة:
كلما تعرضت إلى ضغط وإجهاد كلما كان احتياجك للراحة شيئاً ملحاً وذلك عن طريق الاسترخاء لفترات قصيرة 15 دقيقة كل ساعتين أو خمس دقائق كل ساعة مع عدم الجلوس لفترات طويلة. وإذا كنت تعانى من الأرق فلا تقلق أبقى مسترخياً. لا تتناول أية عقاقير أو حبوب منومة أو منبهات مثل الكافيين و النيكوتين بنصف ساعة على الأقل قبل النوم. عليك بالاسترخاء على ظهرك وذراعيك بجانبك وتنفس بعمق وببطء ستجد نتيجة مذهلة. اصعد السلالم لأنها تحرق الكثير من السعرات الحرارية وتساعدك على فقد وزنك.

- اللياقة الجسمانية:
لابد أن تضع برنامج لأي نشاط جسماني وعليك باختيار ما بلائمك سواء: المشي، السباحة، التنس، الإسكواش. ابتعد عن الأنشطة التي تؤذى الركبة وخاصة إذا كنت لم تمارس رياضة منذ زمن بعيد وأن تكون البداية بشكل تدريجي وليست بصورة مكثفة. استخدم آلات رياضية مناسبة مع أخذ النصيحة قبل الشراء. لا تجلس أمام التليفزيون مدد طويلة وخاصة إذا كنت تعمل في وظيفة لا تتطلب منك الحركة.

- التحكم في النفس والاسترخاء:
المطلوب منك ضبط النفس والسيطرة عليها أثناء الغضب لأن ذلك يضر بصحتك ويأتي ذلك خاصة مع ضغط العمل أو عند التعرض لأية ضغوط أو مضايقات. ولتجنب ذلك لابد من تكوين فريق عمل يتم التنسيق بين أفراده للوصول إلى تحقيق الراحة النفسية في العمل. كما أن التوتر والقلق ينجمان عن مقابلة تحديات الحياة التي نعيشها، اطرح أفكارك السلبية جانبا وفكر بطريقة أكثر إيجابية لأن الإنسان هو الوحيد الذي بوسعه تحقيق السعادة لنفسه.


- تدوين يومياتك:
إنه نوع من العلاج النفسي لأي شخص، ويحقق للإنسان نوع من الرضاء والإشباع الوجداني، ويجب على كل شخص في هذا العلاج النفسي الذاتي أن يلاحظ التغيرات التي تطرأ عليه مع حالة الضيق التي تنتابه سواء كانت جسمانية نفسية أو عقلية وهل تعدت الحدود المسموح بها أم لا مثل: قضم الأظافر، الأرق في النوم، عدم الشعور بالسعادة أو الاستمتاع بالحياة، وجود آلام في العنق، صداع، إرهاق مزمن مع عدم القدرة على أخذ القرارات والشعور بالعدوانية وغيرها من الأعراض الأخرى.
وهذه طريقة سهلة لتجنب الوقوع في أية مشاكل صحية، والشيء الذي يدعو إلى السخرية هو أن الإنسان منذ ميلاده يسعى وراء تحقيق السعادة ويكافح من أجل ذلك ويسخر كل شئ من حوله للوفاء بهذا الغرض مع أن السعادة تنبع من داخله وحينئذ يستطيع الوصول إلى أقصى مستوى في تحقيق حياة صحية هانئة
هذا بالنسبة لما يحتاجه الفرد ويضمن تحقيق صحته وسلامته على المستوى الشخصي. ولكن إذا نظرنا نظرة أعم واشمل لتحقيق الصحة والسلامة العامة لأي شخص والتي يمكن تفسيرها أيضا في شكل احتياجات عامة لها علاقة بالنواحي الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، سوف نجد أن حياة الإنسان تتأثر بعوامل أخرى عديدة غير احتياجاته الأولية وتوجد في البيئة المحيطة به أي أنها لا تتصل بتكوينه النفسي أو العقلي أو الجسماني ولا يكون للإنسان أي دخل فيها بل تؤثر عليه وعلى تكوينه من النواحي المختلفة، فهي بمثابة مجموعة من السياسات ينبغي إتباعها أيضاً وأن تكون لكل سياسة منهاج أو برنامج عمل خاص بها وذلك سعياً لخلق نوعاً من التحدي من أجل الوصول إلى مجتمع صحي، وتتلخص في النقاط الآتية وهى على سبيل الحصر لا القصر:


* الاحتياجات العامة:
- التثقيف الصحي:
وهو وسيلة هامة وضرورية لضمان جودة الحياة، وهذا التثقيف لابد وأن تكون له قنوات متعددة تتمثل في:
1- وسائل الإعلام، وهى وسيلة قوية من وسائل التعليم ويمكن لوسائل الإعلام بوصفها أداة تعليمية، أن تكون وسيلة يتم تسخيرها للنهوض بمستوى الصحة. وللتلفزيون بشكل خاص اكبر أثر على الشباب وهو بصفته تلك له القدرة على أن يحدد تصورات أي إنسان سواء على نحو إيجابي أو على نحو سلبي، كما تلعب الوحدات الإعلامية المتنقلة والبرامج الإذاعية دوراً هاماً في هذا الشأن.
2- إزالة كافة الحواجز التنظيمية التي تعترض التثقيف في مجال الصحة.
3- إزالة كافة الحواجز التنظيمية التي تعترض التثقيف في مجال الصحة.
4- وضع برامج ومواد تدريبية للمهتمين بالصحة تزكى الوعي بدورهم في عملية الصحة من أجل تزويدهم بكل ما هو جديد وفعال في مجال الصحة الوقائية
5- القضاء على الأمية لأنها تساهم بشكل ما أو بآخر على صحة الإنسان فالإنسان المتعلم يعرف كيف يقي نفسه أكثر من الشخص الذي لم يتلق أي نوع من أنواع التعليم.
6- تحديد الفجوة التي توجد في مصادر الصحة التعليمية.
7- الحصول على تعليم أو تدريب فني على كل المستويات الملائمة والذي يساهم في تحقيق الذات واحترام النفس واكتساب المهارات والذي يؤدى بدوره إلى تحقيق السلامة النفسية.
8- تشجيع استخدام الانترنت فهي مصدراً هاماً للحصول على أية معلومات خاصة بالصحة سواء للطبيب أو المريض أو الصحيح.
9- مواكبة التغيرات السريعة التي تمر بها الصحة على مستوى العالم بأسره:
ولن يتم ذلك إلا عن طريق إنشاء هيئة استشارية رسمية في كل بلدان العالم لمتابعة ما يطرأ من تغيرات في مجال الصحة وأن يكون من بين مهامها ضمان حصول كل فرد على خدمات الرعاية الصحية وعلى أعلى مستوى كما تتولى التنسيق بين الأجهزة المختلفة التي تقوم بوضع الخطط في مجال العناية بالصحة.

- ضمان توفير الرعاية الصحية في ساعات الليل المتأخرة وأوقات العطلات:
إنشاء العديد من المراكز الصحية في أماكن مختلفة وذلك لتخفيف الضغط على المستشفيات، ولضمان حصول الأفراد على الخدمات الصحية في أي وقت وفى كل مكان، ولحماية الأشخاص من التعرض لأية مخاطر.

- الحد من انتشار الأمراض المعدية:
مثل مرض الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي، ... الخ، فقد أصبحت هناك ضرورة ملحة لتوسيع نطاق الخدمات الطبية ليس فقط للشخص المصاب وإنما للشخص الحامل لفيروسات هذه الأمراض، بل ووقاية الأصحاء منه وخاصة أن هذه الأمراض تنتقل من المرضى للأصحاء عن طريق الاتصال الجنسي وتعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي فلابد من زيادة حملات التوعية التعليمية للوقاية من مرض الإيدز ومن الإصابة بفيروسه وتجنب طرق العدوى به وعواقبها على كل من الرجل والمرأة في جميع الأعمار. توفير الأماكن المجهزة التي تعتني بهؤلاء المرضى وتأمين وسائل نقلهم مع توفير الرعاية الكاملة لهم لان سلامة المرضى لا تقل أهمية عن سلامة الشخص السليم وتحقيق رضائه النفسي. متابعة شركات الأدوية لضمان توفير الأدوية والعقاقير وبأقل تكلفة ممكنة.

- توفير خدمات الصحة العامة:
والتي تعتني بحماية مستوى الصحة وتحسينها من كافة نواحيها وذلك عن طريق متابعة أحوال الصحة العامة:
- ضمان سلامة الطعام والماء والهواء وذلك عن طريق هيئات مختصة وقوانين صارمة.
- تشجيع السلوك الصحي السليم عن طريق الثواب والعقاب.
- إنشاء حلقة اتصال بين الهيئات الصحية والمعامل والمستشفيات وعيادات الأطباء الخاصة لضمان سرعة انتقال المعلومات.
- تعزيز البرامج الوقائية التي تتصدى لأخطار الصحة العامة ورفع شعار الوقاية خير من العلاج. وتكون في صورة برامج موجهة تؤكد على تغيير عاداتنا السيئة وتتمثل في ممارسة النشاط الرياضي وإتباع أنظمة غذائية محددة وغيرها من الأساليب الوقائية الأخرى.
- تكثيف الجهود لرسم المزيد من الخطط للقضاء أو على الأقل للحد من الأمراض الوافدة.
- الاستجابة إلى قانون الطوارئ الذي يوجد من حولنا في البيئة وذلك عن طريق تقديم خدمات صحية على أعلى مستوى وبجودة عالية مع إمكانية الحصول عليها بسهولة.
- الحد من استخدام العقاقير- السجائر- الكحوليات- المهدئات- الحبوب المنومة:
أولاً لأنها تلوث البيئة وثانياً لأنها تدمر صحة الإنسان وتؤدى إلى ارتفاع نسبة العنف والجريمة. وينبغي إتباع السياسات التالية للحد من هذه الظاهرة:
- تحسين الظروف المعيشية لمن لهم دخل منخفض، ومحاولة القضاء على ظاهرة البطالة لأن ذلك يؤدى إلى الانحراف.
- عودة رقابة الأسرة أولاً، ثم يأتي دور المدرسة ثانياً في تربية الأطفال من الناحية الأدبية والخلقية.
- إنشاء برامج علاجية تهتم بالمدمنين والتركيز على مرحلة ما بعد العلاج.
- توفير الأماكن والمراكز الصحية التي تهتم بهؤلاء المرضى.
- صرامة العقوبات القانونية لمن يقدم على عمل أي شئ يضر بصحته.
- تقديم الدعم المالي:
زيادة الموارد المخصصة للصحة بشأن الطب الوقائي والبحوث المتعلقة بالأسباب والنتائج الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمشاكل الصحية. وتلك المتصلة بإنتاج العقاقير، وبخدمات كبار السن أو ذي الإعاقات والمشاكل الصحية.



- وجود برامج خاصة بالخدمات الداعمة:
وهى التي تقدم للمعاقين وكبار السن حيث لا يكون الاحتياج هنا فقط إلى الخدمات الصحية وإنما إلى الخدمات الاجتماعية أيضاً وتتمثل في عدم توافر التغذية الملائمة وتنظيم أوقات تناول الدواء. ولا يتطلب هذا النوع من الرعاية
التواجد في المستشفيات إلا عند الافتقار إلى العنصر البشرى في المنزل ومن ثَّم ينبغي ضمان سهولة الاتصال المباشر بمن لهم احتياجات خاصة وذلك عن طريق توفير بل وتدريب أشخاص مؤهلين لذلك، لأن كبار السن والمعاقين هم أشخاص أصحاء ويمثلون نسبة كبيرة من سكان العالم بل ومن حقهم أن ينعموا بحياة سعيدة هانئة. وأن تهيئ فرص عمل تناسب احتياجاتهم لتحقيق الرضاء النفسي واحترام الذات.

- توفير العناية الصحية لمن لا مأوى لهم (المشردون):
ويكون ذلك ناتج عن الزيادة المستمرة في عدد السكان ويؤدى ذلك بالطبع إلى قصور في الخدمات الطبية. فلذلك ينبغي إقامة وإنشاء دوريات صحية تصل إلى أماكن هؤلاء المشردين لوقايتهم من الأمراض.

- الاهتمام بالمرأة:
المرأة لها دور كبير في إقامة مجتمع صحي وسليم ويتضح ذلك في دورها كأم في تنشئة أطفالها على العادات الصحية بل وفى أثناء حملها من إتباعها لعادات صحية سليمة. ويتمثل أيضاً فيما تعده من نظام غذائي لأفراد أسرتها. فلابد من توجيه رعاية كبيرة وتوجيهاتها إلى كل ما هو صحي لان كل ذلك ينعكس على صحة الأجيال بل المجتمع بأسره.



- تطبيق برامج الإنصاف في العمل:
ليس المرض هو اعتلال الجسد دون النفس، فهذا خطأ شائع بين الناس فمن الممكن أن تكون الحالة النفسية للإنسان هي التي تتحكم في حياته أما أن تجعله سعيدا راضياً عن نفسه أو تعيساً يعيش في صراعات دائمة. ونظراً لمتطلبات الحياة الكثيرة وتحدياتها يعانى الإنسان من ضغوط نفسية عديدة تؤدى إلى انعدام توازنه نفسياً وبالتالي تؤثر على صحته وسلامته فينبغي إزالة التمييز وتحقيق العدالة في العمل. للإنسان دور كبير أيضاً يستطيع من خلاله تحقيق التوازن النفسي:
- تكيف النفس واستيعاب ما يدور حوله من تغيرات لتخفيف الضغط الواقع عليه. - الواقعية في تناول أي أزمة يمر بها الإنسان.
- استيعاب وفهم أن كل مشكلة يمر بها الإنسان هي مشاكل يعانى منها العديد من الأشخاص الآخرين وكلها مشاكل يمكن حلها لأنها بالنسبة للعالم الذي نعيش فيه مشاكل ضئيلة بل وأمور صغيرة
- تعلم التحكم في النفس وعلى المرء أن يفرق بين القلق و الغضب وأن يتعامل مع مشاعره بشكل أكثر واقعية.
- طرح الأفكار السلبية جانباً ولكن مع عدم الاستسلام.
- المرح هو الحل الأمثل لحياة هانئة بلا ضغوط ومتاعب.
- مناقشة مشاكلك مع أي طرف آخر تحس بارتياح تجاهه لتنال المشورة.
- كفالة برامج التأمين الصحي:
وهى تؤمن الإنسان وأسرته ضد أية مخاطر تقع عليه، فلا بد من تطوير هذه البرامج بما يتناسب مع متطلبات الحياة القاسية التي يعيشها هذا الإنسان.

- ضمان سلامة الغذاء والماء والهواء:
يؤثر كلا من الماء والهواء والغذاء على صحة الإنسان، ونظراً لما يعانيه العالم بأسره من تلوث حاد فهي البيئة والتي يعنى بدوره تلوث ما نأكله من طعام وما نتنفسه من هواء وما نشربه من ماء، فلابد من اتخاذ إجراءات صارمة تحمى حياتنا بدءاً من عدم استخدام المبيدات الحشرية، المواد الكيميائية والنووية، الإكثار من الزرع والأشجار لأنه تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو، مع الاحتراس من عوادم السيارات.

- المحافظة على البيئة:
الحد من ظاهرة التلوث، والمحافظة على البيئة وخاصة لوجود ظواهر عديدة تشكل خطراً ليس على الصحة فقط وإنما على الحياة التي نحياها بشكل عام مثل ظاهرة الاجترار العالمي وهى تهدد الشعوب التي تعيش في البلدان الجذرية والمناطق الساحلية، كما إمكانية استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون ومن قبيلتها المنتجات المحتوية على مركبات الكلوروفلور كربون والمواد الهالوجينية والمواد الرغوية واللدائن (ومنها البلاستيك) تلحق ضرراً بالغاً بالغلاف الجوى بسماحه للأشعة فوق البنفسجية بالنفاذ إلى سطح الأرض مما يتسبب في آثار إلحاق ضرر بالغ لصحة الإنسان. هذا إلى جانب الآثار السامة المنبعثة من المواد الكيميائية

وتلخيصاً لما سبق ذكره نجد أن جودة حياة كل إنسان تقاس بما يتبعه من أساليب في حياته، والرغبة عند الإنسان هي أساس معاناته وشعوره بالألم لأن الإنسان إذا أراد شئ ولم يستطع الوصول إليه أو الحصول عليه يولد لديه الشعور بالألم وهو شكل آخر من أشكال معاناته. وكلما قلت احتياجاته كلما كثرت رغباته.
www.alshefa.com))

جودة الحياة- لغة السعادة الزوجية:
-
لا شيء في الحياة أهم من الصحة الجيدة والزواج الطويل. يؤكد الباحثون أن العلاقات الزوجية الإيجابية ترفع نسبة المناعة في الجسم وتقلل من خطورة التعرض لأزمة قلبية، وذلك عن طريق بقاء هرمون الضغط العصبي في مستوى منخفض.
الكلمات الجميلة والأحاسيس الدافئة لها تأثير كبير في استمرار الزواج المثالي. أكدت الدراسات أن اللغة تؤثر على نسبة [COLOR=window****]الكورتيزول [/COLOR]بين الأزواج حديثي الزواج. وأن المرأة تكون أكثر حساسية للكلمات السلبية.
الكورتيزول هو عبارة عن هرمون مرتبط بالضغط العصبي وكلما زاد الضغط العصبي كلما زادت نسبة الكورتيزول في الدم.
في الواقع، السيدات اللاتي ترتفع نسبة الكورتيزول لديهن أكثر تعرضًا للطلاق بعد مرور عشر سنوات من الزواج.
تتعرض السيدات بمنسبة أكثر لارتفاع نسبة الكورتيزول في الدم، لذلك فهن مقياس جيد للعلاقات الزوجية.
وقد أكدت بعض الدراسات أن السيدات لهن رد فعل جسماني أقوى من الرجال بالنسبة للخلافات الزوجية. وهذا يحدث عندما تستعيد الزوجة أو السيدة أحداث أو خلافات زوجية مؤلمة بالنسبة لها.
لكن كل شخص يستطيع أن يتعلم كيف يناقش المشاكل الزوجية بينه وبين الطرف الآخر بطريقة هادئة وإيجابية حتى أثناء الغضب.هناك أساليب فعالة للتغلب على تلك المشكلة و منها:
- حاول تغيير خططك إذا كانت هذه الخطط لا تتناسب مع الطرف الآخر. أفضل من الإصرار على فعل شيء لا يرضى الطرف الآخر ويؤدى نوع من الخلاف بينكم.
- اجعل دائماً صوتك منخفض وهادئ، خاصة في بداية الحوار.
- لا تستخدم العبارات التي تشير إلى عدم الاحترام أو عدم الحب.
- حاول الحد من العبارات التي تنقد الشخصية والعادات.
- حاول الاسترخاء لمدة 20 دقيقة حتى تهدأ، إذا كنت في حاجة إلى ذلك.

يحتاج كل زوجين إلى فترات من الاحتكاك الإيجابي وتبادل النقاش في مواضيع مختلفة لتجنب زيادة حجم المشاكل حيث يعمل معظم الأزواج طوال النهار، وينشغلون بأمور أولادهم ويبدأ الحوار المتبادل بينهم في الانقطاع لذلك يجب إعادة الاتصال وإعادة العلاقات العاطفية بينهم وذلك عن طريق:
- محاولة القيام بنزهة قصيرة في المساء بمفردهم.
- الالتقاء بعد العمل وبعد العودة إلى المنزل لمدة20 دقيقة على انفراد.
- تحديد ساعتين كل أسبوع للخروج.
- الالتزام بهذه الخطوات على أنها عادات ثابتة.

في بداية الزواج دائماً، يواجه الزوجان مشاكل عديدة وذلك نتيجة تعود كل فرد على نظام محدد في حياته.
ولكن بعد الزواج لابد وأن يتقاسما كل شيء في الحياة الوجبات اليومية، السهرات والإجازات.
لذلك عند إعداد نظام حياتك وتحديد خططك يجب مشاركة الطرف الآخر في ذلك ويجب أن تضع في الاعتبار:
- مناقشة أسلوب حياتك مع الطرف الآخر.
- عدم الإصرار على شيء محدد تفضله.
- إيجاد أشياء جديدة تتشاركان فيها
ايمن مسلاتي -222ص-2009


جودة الحياة الزوجيةوالرومانسية:
- إن تجديد الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة من حين لآخر شيء ضروري وهام حتى لا تتعرض حياتهم للملل والروتين الذي يشعر بهما أزواج عديدة.
لا تخجل من أن تجدد الرومانسية في حياتك الزوجية. الرومانسية موجودة في الحياة من حولنا مثل العبير الحلو الذي نستنشقه في الهواء، كما أن لها شفافيتها وجاذبيتها. لم لا يحاول كلا من الزوج والزوجة أن يخلق ولو ليوم واحد في السنة ليلة "رومانسية" لا يهم عدد السنين التي مرت هل خمسة شهور أو خمسين عاماً. لكن ما هي الطريقة إلي العودة إلي الرومانسية؟
* دعوة علي العشاء:
الحل بسيط وسهل، وأفضل طريقة لتجديد الحب بين كلا الزوجين هي دعوة خاصة علي العشاء في المنزل الذي يعكس مدي اهتمام كل طرف بالآخر. وهذا العشاء ليس مجرد عشاء عادي لكنه يختلف قليلاً ... يا تُري ما هو شكل هذا العشاء ليكون متميزا؟

- اتبع هذه الخطوات التالية و سوف تري النتيجة:- أرسل دعوة:
لجذب الانتباه، لابد من إرسال دعوه شخصية مكتوب فيها "هذه دعوه لقضاء ليلة رومانسية لفردين فقط" والذي سيقع اختياره عليك بالطبع. ويجب أن تكون هذه الدعوة مليئة بالكلمات الرقيقة الدالة علي الحب. وعليك بإرسالها في مكان العمل لزيادة التشويق أو بوضعها تحت الوسادة أو أي طريقة أخري مبتكرة.
2-إعداد المنزل :
أحسن مكان للاحتفال سوياً هو المنزل الذي يجمعكما. لذلك يجب إعداده وتهيئته ليلائم هذه الليلة الرومانسية بملئه بالزهور، والشموع، أو تشغيل الموسيقي الهادئة، مع الحرص علي تنظيف المنزل جيداً لأن ذلك سيريح الأعصاب.
3-البعد عن أسباب الإزعاج:
مثل التليفونات، أو الأطفال فيمكنك أخذ أجازه أبويه ونسيان المسئولية تجاه الأطفال ولو لفترة مؤقتة.
4-اختيار الأطعمة اللذيذة:
لا شك أن اختيار قائمة الطعام اللذيذ هي أحد العناصر التي تخاطب الأحاسيس ... وعلي الرجل ألا ينسي شيئان هامان:
1-[COLOR=window****]الشيكولاته[/COLOR] دليل علي الحب والعاطفة عند السيدات.
2-الزهور، فالزهور لها لغة جميلة تخاطب المشاعر تختلف هذه اللغة باختلاف ألوان الزهور:
- لكل لون من الزهور معني فعندما تهدي لشخص:
- الورد الروز يعني:الرقة، الإعجاب، والشكر وكأنه يتفوه بلسان المحبوب"أنت فاتن / فاتنة"
- الورد الأحمر يعني: الاحترام، الجمال الخجول، والشجاعة وتنطق بلسانك "أنا أحبك" للطرف الآخر
- الورد الأصفر يعني: السعادة، المرح، [COLOR=window****]الصداقة[/COLOR] وينطق بالكلمات الآتية" أنت دائماً في تفكيري ووجداني".
- الورد الأبيض يعني: النقاء، البراءة ، الخصوصية، والسكون وكأنه يخبرك" أنت هدية من السماء في هذه الدنيا.
جودة الحياة-كيف تبني علاقة عاطفية ناجحة؟
الصلة بين الزوجين صلةمودة ورحمة وليست علاقة عشق وهيام وصبابة وغرام؛ فهي صلة محبة هادئة [مودة] وصلة [رحمة] متبادلة، لا أوهام عشقية لا تثبت على أرض الواقع، ولا خيالات غرامية لم يقمعليها أي زواج ناجح.
وإن من أهم الأشياء لبناء الحياة العاطفية الناجحة، التفاهمبين الزوجين، والتفاهم يكون في البداية في كيفية اختيار شريك الحياة على أسس صحيحةمن الدين والكفاءة الشخصية العائلية، وبعد ذلك في الأمور المهمة والأساسية فيالحياة الزوجية مثل الأولاد وكيفية تربيتهم والقيام على شئونهم، وكذلك الأمورالمالية وكيفية الإنفاق، وأخيراً المسائل الجنسية وكيفية إشباع رغبة الزوجية منالآخر.
ـ وإذا تم التفاهم على قدر كبير من الأمور السابقة، بعدها فلا بد أنيتعرف كل من الرجل والمرأة على طبيعة الآخر وكيف تفكر المرأة وكيف يفكر الرجل. وكيفيعبر كل منهما عن مشاعره.
ـ وبعد ذلك لا بد من الاستفادة من العلاقة الجسديةلبناء علاقة عاطفية ناجحة ومثمرة، لأن هذه العلاقة تولد الشوق والمودة والحيويةبالنسبة لكلا الطرفين.
ـ والأهم من ذلك كله أن يتعلم الزوجان قاعدتين مهمتينلبيوت سعيدة، وهما: أن البيوت تُبنى على المودة والرحمة، وأن دمار البيوت يبدأ منجفاف المشاعر، فيجب المحافظة على أجواء البيوت هادئة ومستقرة ومعين متجدد للمودةوالحب والدفء والحنان.



عناصر الحبالحقيقي:
إن العلاقة الزوجية ليست فقط مشاعر الحب والعاطفة، ولكنها أيضاالاستعداد للتضحية، أو التصرف لمصلحة الطرف الآخر على حساب المصلحة الشخصية، ويجبأن نميز بين مشاعر الحب وأعمال الحب، فالمشاعر هامة وأساسية إلا أن أعمال الحب منالتضحية والبذل للآخر من شأنها أن تحافظ على العلاقة السعيدةوالدافئة.

أعمالالمودة و الحب؟
ومن وسائلتنمية المودة و المحبة بين الزوجين ما يسمى بأعمال المودة و الحب، تلك الأعمالالتطوعية التي تنم عن المحبة الكبيرة والتقدير العظيم للطرف الآخر كمفاجأة غيرمتوقعة أو دعوة عشاء خارج المنزل، أو ورقة في كتاب في كلمة حب.
وكثير من الأمثلةالتي تخطر في ذهن المحبين والعروسين الجديدين، وتشير هذه الأعمال إلى إهمال الواحدبالآخر وأنه يفكر فيه
-كيف تنمو المودة ويزداد الحب؟
مودة الزواج وحبه أكثر عمقاً في واقع الحياة، إن الحب يكبر مع كبر الزوجين، ومع مواجهتهما لمشكلات الحياة وتحدياتها، ومع اشتراكهما معًا في التغيير والتكيف مع علاقتهما المتغيرة باستمرار.
شجرة الحب:
إذًا يمكن القول أن الحب هو كبذرة زرعت في أرض خصبة، تُسقى بماء المشاعر الفياضة وتحدث بأعمال الحب الكثيرة ولا بد لها من زمن حتى تستقر شجرة كبيرة فارهة الطول عظيمة الأغصان، تتجاوز كل المحن والصعوبات.
وهناك عشر وسائل لتنمية الحب والمودة بين الزوجين:
1ـ تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية، فوردة توضع على وسادة الفراش قبل النوم، لها سحرها العجيب، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال، والرجل حين يدفع ثمن الهدية، فإنه يسترد هذا الثمن إشراقًا في وجه زوجته، وابتسامة حلوة على شفتيها، وكلمة ثناء على حسن اختيارها، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت, وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضاً.
2ـ تخصيص وقت للجلوس معًا لإنصات بتلهف واهتمام للمتكلم، وقد تعجب بعض الشراح لحديث أم زرع من إنصات الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث عائشة الطويل وهي تروي القصة.
3ـ النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلهما عن طريق أداء الواجبات الرسمية أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرة الوجه، ونبرة الصوت، ونظرات العيون، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي، فهل يتعلم الزوجان فهم لغة العيون؟
وفهم لغة نبرات الصوت وفهم تعبيرات الوجه، فكم للغة العيون مثلاً من سحر على القلوب؟
4ـ التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج، وعند السفر والقدوم، وعبر الهاتف.
5ـ الثناء على الزوجة، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها، وعدم مقارنتها بغيرها.
6ـالاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل، أو ترتيب المكتبة، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد، أو كتابة طلبات المنزل، أو غيرها من الأعمال الخفيفة، والتي تكون سبباً للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة.
7ـ الكلمة الطيبة، والتعبير العاطفي بالكلمات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب للزوجة مثلاً، وإشعارها بأنها نعمة من نعم الله عليه.
8ـ الجلسات الهادئة، وجعل وقت للحوار والحديث، يتخلله بعض المراح والضحك بعيدًا عن المشاكل، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم، وهذا له أثر كبير في الألفة والمحبة بين الزوجين.
9ـ التوازن في الإقبال والتمتع، وهذه وسيلة مهمة، فلا يُقبِل على الآخر بدرجة مفرطة، ولا يمتنع وينحرف عن صاحبه كلياً، وقد نُهي عن الميل الشديد في المودة، وكثرة الإفراط في المحبة، ويحتاج المتمتع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية.
10ـ التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات، كأن تمرض الزوجة، أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية، أو يتضايق الزوج لسبب ما، فيحتاج إلى عطف معنوي. وإلى من يقف بجانبه، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين وجعلهما أكثر قرباً ومحبة أحدهما للآخر(محمود مهدي الاستنبولي-ص244)

جودة الحياة-أسس الحياة الزوجية السعيدة:

من أجل الاستمتاع بحياة زوجية مستقرة ترفرف عليها أجنحة السعادة وتغيب عنها أشباح المصاعب والمشكلات يقدم خبراء العلاقات الزوجية أربع نصائح لتحقيق هذا الهدف. هذه النصائح الأربع هي:
(1) احترام مشاعر وأحلام الطرف الآخر:
إذا وضعت أصيصا من النبات في خزانة معتمة ومغلقة ولم تفتحها إلا في فترات قليلة. ورحت تقول للنبات: "أيها النبات الجميل.. أنني أحبك.. وأنت تثير البهجة في نفسي.. وأنت ملكي وحدي" فإننا نشك في أن يستمر النبات في الحياة لأكثر من أيام قليلة. وكذلك الإنسان، إنه يحتاج إلى ما وهو أكثر من الكلام. إنه في حاجة إلى عناية واهتمام. لهذا علينا أن نحترم الطرف الآخر ونتقبله على علاته، ونقدم له الدعم بلا شروط. وبدلا من الرغبة في السيطرة عليه ينبغي التعاون معه ومساعدته لتحقيق الهدف من العلاقة المشتركة.
أن إعطاء الطرف الآخر حريته يجعله أكثر رغبة في التواصل والالتزام. أي أن توثيق الرابطة لا يأتي عن طريق التحكم وإنما عن طريق احترام مشاعر ورغبات الطرف الآخر وإفساح المجال أمامه لتطوير العلاقة وتوثيقها بدون ضغوط أو توترات. أما التبرم والشكوى والعصبية فإنها تؤدي النفور والتباعد.
هذا يعني أن الرغبة في السيطرة وامتلاك للطرف الآخر تؤدي إلى نتائج عكسية - إما التعاون والمودة والاحترام فنها توثق العلاقة المقدسة وتقوي أواصرها.
لهذا ينبغي أن يحرص كل من الزوجين على الاهتمام بالآخر وأن يشجعه على ممارسة هواياته ويتعاون معه (في رعاية الأبناء والتدبير المنزلي وشراء اللوازم وتسديد الفواتير..الخ) مع اللجوء إلى الحلول الوسط التي يمكن أن تشبع حاجة الطرفين مع التسامح والتنازل المتبادل إذا لزم الأمر.
باختصار نقول أن "الحب غير المشروط" من أهم عوامل استقرار الحياة الزوجية السعيدة.


(2) الأمـــانـــة:
نعني بالأمانة هنا الصراحة والوضوح والعلاقة الحرة غير المشروطة والصلة الوثيقة القائمة على الإعزاز والمحبة، وليس على الرغبة في التحكم بالطرف الآخر.
قد يكون هناك تصرف من الزوج يضايق الزوجة كغيابه عن البيت لمدة أطول من اللازم. ورغبة من الزوجة في تجنب غضب الزوج إذا أثارت الموضوع فإنها تلجأ إلى الصمت وكتمان مشاعر الاستياء في نفسها. وهذا تصرف غير أمين.. وغير صحي.
فمحاولة السيطرة على سلوك الطرف الآخر (كالغضب أو الضيق أو الاستياء) بالصمت تجعلنا نحن نتحمل ونضحي براحتنا. وما الفائدة في ذلك؟!
إن المرأة تلجأ أحيانا إلى إتباع بعض أساليب السيطرة والتحكم في سلوك الزوج ومشاعره بإتباع الوسائل التالية أو بعضها:
(أ) ممسحة الباب -
The doormat
هناك زوجات يحققن ما يريده الرجل من طلبات. وكثيرا ما تكون رغبات الرجل وراحته على حساب رغبات المرأة وراحتها. وهي تريد الاستجابة المطلقة لطلبات الزوج حتى لا يغضب وحتى تنال هي رضاها التام
(ب) الشهيدة -
The martyr
إنها المرأة التي تضحي بنفسها وبراحتها واحتياجاتها من أجل راحة الرجل وإشباع كل حاجاته لا لشيء إلا لإثارة عطفه عليها أو إثارة إحساسه بالذنب تجاهها. وعادة ما تغضب هذه المرأة بشدة إذا لم يلاحظ الرجل تضحياتها ولم ينقذها.
(جـ) ماكينة غضب -
The Ragemachine
تلجأ المرأة أحيانا إلى الصراخ والتحدث بعصبية وصوت عال وتوجيه التهديدات.. كل ذلك للوصول إلى هدفها بالسيطرة على الزوج حتى يحقق المطلوب بالطريقة التي تريدها.
(د) العدوانية السلبية -
The PassiveAggressor
تلجأ المرأة (والرجل أيضا) إلى الانتقام الصامت ضد شريك (أو شريكة) الحياة. فالزوجة تحقق ما يريده الزوج بطريقتها الخاصة. فإذا أراد منها طبخ وجبة يحبها (وهي لا تريد ذلك في قرار نفسها) فإنها تطبخها لكن بمذاق غير مستحب. وإذا طلب منها حضور زفاف إحدى قريباته فإنها تحضر الحفلة (غصبا عليها) وهي تضمر الكراهية، وتخاصم زوجها ولا تكلمه لمدة أربع أيام!
هذه الأمثلة للنساء اللاتي يرد التأثير - بطريقتهن الخاصة - على أزواجهن حتى يغير سلوكه. وعلى الرغم من أن مظهرهن يخالف باطنهن إلا أن المشكلة تكمن في نقطة واحدة وهي:
(هـ) الخوف
فالزوجة هنا تخشى أن يغضب زوجها منها، وتخشى أن تصاب بخيبة أمل أو بحالة من الاستياء أو الصد.
مثل هذه التصرفات لا تخلق مناخا صحيا لعلاقة زوجية حرة سليمة تسودها المحبة والاحترام المتبادل.
إن كتمان الاستياء عامل سلبي يمكن أن يدمر العلاقة. أما الأمانة والصراحة فهما من العوامل البناءة لأنهما لا بد أن يؤديا إلى التعاون لحل المشكلة.
لهذا ينبغي أن يعرب كل من الزوجين عن حاجته بصراحة وصدق. وبدلا من الكتمان أو الغضب يمكن للطرفين أن يواجها المشكلة ويتعاونا معا من أجل حلها.
(3) لا إكراه في الحب
ليس بإمكان أي شخص أن يجبر شخصا آخر على حبه. فالحب لا يأتي بالإكراه. وكلما حاولنا فرض محبتنا على شخص آخر كلما أزداد عنا، وتكون النتيجة عكسية. وهذا يعني أن محاولتنا السيطرة على مشاعر وسلوك الطرف الآخر كلما أدركنا عبث ما نقوم به وحصدنا الألم والمرارة.
في كتاب "القواعد
The Rules" يقول المؤلف أن الرجل أكثر انجذابا إلى النساء اللاتي يبدين أنهن مستقلات وراضيات بحياتهن وليس إلى النساء الحريصات على جذب اهتمام الذكور وينصح المؤلف المرأة بأن تتظاهر بأنها مشغولة ومنغمسة في العديد من الأنشطة، وبهذه الطريقة تستدعي انتباه الرجل.
إن المرأة النشطة التي تحقق المثير من الإنجازات ولها دورها المؤثر في العمل والعلاقات العامة، وتتعلم الكثير، وتطور نفسها، وتساعد الآخرين.. امرأة تحترم نفسها وتقدر إمكاناتها، ولا تحتاج باستمرار إلى جذب اهتمام زوجها حتى تظل سعيدة، ولهذا لا تضطر إلى فرض حبها. ومع اختفاء حالة الإكراه والإجبار ينمو الحب ويقوى بمرور الزمن.
عليك يا سيدتي أن تكتبي المهارات التي تريدين أن تمارسيها. وإذا وجدت زوجك مشغولا فإن بإمكانك أن تمارسي إحدى هذه الأنشطة للتعويض عن غياب الزوج. وبهذه الطريقة تنمو شخصيتك وتجدين نفسك غير محتاج إلى الغير.
(4) تقبل الذات كما هي:
خذي زوجك يا سيدتي على علاته، وتقبلي وضعك الحالي كما هو، ولا تسرفي في التوقعات، ولا تهتمي بأمور معينة أكثر من اللازم. إن محاولتك السيطرة على سلوك وخيارات الغير لا يمكنك من حب شريك حياتك حبا حقيقيا غير مشروط. لهذا ينبغي عدم الانشغال بسلوك ومشاعر الطرف الآخر بصورة مبالغ فيها.
إن كثيرا منا يشعر أحيانا بالفراغ أو الخواء العاطفي والقلق. والبعض يحاول ملء هذا الفراغ بالعمل والإنجاز وتطوير الذات. والبعض يرى أن إقامة علاقة عاطفية تحقق له السعادة الكاملة. والحقيقة الأكيدة هي أن شعورنا الداخلي بالفراغ ناتج عن عدم قدرتنا على حب أنفسنا وتقبل ذاتها كما هي. وهذا يعني أننا في حرب ضد طبيعتنا، ولن نحقق السعادة في الحب والنجاح في الحياة إلا إذا أحببنا أنفسنا أولا.
فإذا شعرت المرأة أن سعادتها تأتي أساسا من زوجها وليس من ثقتها بنفسها وقبولها إمكاناتها الطبيعية فإنها تشعر بالتهديد في كل مرة يتضايق فيها زوجها أو يستاء بسبب مشكلة ما. والحل يتمثل في إمكانية اعتماد المرأة على نفسها واطمئنانها إلى وجود دخل مالي آخر يتمثل في وظيفتها. وفي هذه الحالة يكون هناك زواج متكافئ بين شخصين يكملان بعضهما البعض، وليس بين شخصين يحاول إجبار الآخر على حبة أو يحاول السيطرة على أحاسيسه وقراراته في الحياة

قواعد لتحقيق الجودة والسعادة الزوجية:

·تقول بيس هامبرجر والتي قضت أحد عشر عاما في محكمة العلاقات الأسرية في مدينة نيويورك وشهدت آلافا من حالات الطلاق أن احد أهم الأسباب التي تؤدي إلى هجران بيت الزوجية هو الشجار الدائم . أو كما ذكرت صحيفة بوسطن أن كثير من الزوجات يحفرن قبور سعادتهن الزوجية بالتدريج بعمليات حفر صغيرة لا ينتبهن لها في بادئ الأمر.
لذا إذا أردت أن تظل حياتك الزوجية سعيدة طبق القاعدة الأولى "لا تتصيد النكد "
·يقول هنري جيمس "أول شئ تتعلمه في تعاملك مع الآخرين هو ألا تتدخل في طرفهم الخاصة في إسعاد حياتهم ".
كما يقول ليلاندفوسترود في كتابه "النمو معا في الأسرة "إن نجاح الزواج أكثر من مسألة اختيار الشخص المناسب أنها أيضا مسألة أن تكون أنت الشخص المناسب.
لذا إذا أردت أن تظل حياتك الزوجية سعيدة طبق القاعدة الثانية "دع شريك حياتك على سجيته".
·تعلق دورثي دويكيس الحجة والمرجع في أسباب التعاسة الزوجية أن أكثر من 50 % من الزيجات الفاشلة سببها تحطم الأحلام الرومانسية بسبب النقد العقيم الذي يكسر القلب ويذل النفس ولذلك
إذا أردت أن تظل حياتك الزوجية سعيدة طبق القاعدة الثالثة "لا تنتقد "
·في هوليود حيث يعتبر الزواج مخاطرة لا يقدم عليها أشد المقامرين جرأة كان أسعد الزيجات القليلة هناك زواج وارنر باكستر من قرينته التي تخلت عن عملها المرموق في المسرح عندما تزوجته إلا أن تضحيتها لم تفسد سعادتها يقول باكستر أنها افتقدت التصفيق في المسرح ولكني حاولت أن اجعلها واعية تماما بتصفيقي لهاو إذا كانت المرأة تجد السعادة فإنها تجدها في تقدير زوجها وإخلاصه لها.
إذا أردت أن تظل حياتك الزوجية سعيدة طبق القاعدة الرابعة "عبر عن تقدير مخلص"
·ما الزواج إلا سلسلة من الأحداث التافهة تقول إرنا سانت فينسينت ميلان في أحد قصائدها ليس ضياع الحب هو الذي يشقيني ولكن الذي يشقيني أكثر أنه ضاع بسبب أشياء صغيرة
إذا أردت أن تظل حياتك الزوجية سعيدة طبق القاعدة الخامسة"أظهر قليلا من الاهتمام"
·إن الوقاحة هي السرطان الذي يلتهم الحب , يقول هنري كلاي إن الأدب واللطف هو الذي يحجب عن العين البوابة المشوهة ويجعلنا نعتني بالزهور في الفضاء الذي بعد البوابة "إن الأدب مهم لزواجك أهمية الزيت لموتور السيارة"
إذا أردت أن تظل حياتك الزوجية سعيدة طبق القاعدة السادسة "كن مهذبا ولطيفا"
·يقول د.بيتر فليد إن الجنس ليس إلا أحد الأشياء المرضية في الحياة الزوجية ولكن مالم تكن هذه العلاقة على النحو الصحيح لن يكون أي شئ على النحو الصحيح .
يجب أن يستبدل الصمت العاطفي بالقدرة على المناقشة الموضوعية للحياة الزوجية وليس هناك وسيلة لتنمية هذه القدرة أفضل من كتاب تعليمي ذي ذوق رفيع مثل كتابي "الزواج والتوافق الجنسي"
إذا أردت أن تظل حياتك الزوجية سعيدة طبق القاعدة السابعة "إقرأ كتابا عن الناحية الجنسية"( ديل كارينجي – 2001- 184-185ص)
الأسرار الخمسة التي تحقق السعادةالزوجية.
1*السر الأول: الرجل يستخدم الجانب الأيسر من مخه ،أما المرأة فتستخدم الجانب الأيمن من مخها.
معلومة:صفات الجانب الأيسر الأرقام،والتحليل ،والترتيب،والقرارات ،والتخطيط .
صفات الجانب الأيمن: العاطفة،والخيال ،والأبعاد،والإبداع،والتناسق ،والألحان ،والذوق.
2* السر الثاني :الرجل ينظر إلى الصورة بشكل كامل،بينما المرأة تنظر إلى تفاصيلها؛أي:أن المرأة تحبّ التفاصيل بينما الرجل تكفيه النظرة العامّة.
معلومة:الرجل لا يهمه ماذا يوجد داخل البيت بقدر ما يهمه أن يؤمن مستقبل البيت.
3*السر الثالث: الرجل يحتاج إلى وقت أكثر حتّى يجمع عواطفه ثمّ يخرجها.
معلومة: العاطفة في الجانب الأيمن من المخ ،وهو الجانب الذي تستخدمه المرأة أكثر من الرجل.؛والرجل يعبر عن عواطفه بالعمل،أمّا المرأة فتعبر عن عواطفها بالكلام.
4*السر الرابع: الرجل يسعى لحلّ المشاكل بينما المرأة تسعى للقيام بالأعمال.
معلومة:العلاقة بين الرجل ،والمرأة ليست علاقة تفاضل،وإنما علاقة تكامل.والزوج يجب عليه أن يفرق بين كلام الزوجة،هل هو مشكلة تريد لها حلاّ أو إخبار فقط.
5*السر الخامس:إن الاختلاف الجسدي،والعضوي بين الرجل ،والمرأة له تأثير نفسي على الطرفين.
أسباب التأثيرات عند المرأة: العادة الشهرية، والنفاس، والحمل.أما عند الرجل: العمل،والكدح ،وتأثيرهما على البيت.
..فبهذه الأسرار قد نحقق بإذن الله السعادة الزوجية (فيصل يونس- 155)
ادكتورة حنان زين استشارية السعادة الزوجية ,تقدم خطوات لتحقيق أحد أبعاد جودة الحياة بين الزوجين وهو السعادة الزوجية:

ما معوقات تحقيق السعادة الزوجية من وجهة نظرك؟
أشد ما نعانيه في وقتنا الحاضر هو غياب الأسر الذكية التي تجيد فن التعامل مع المشاكل المختلفة سواء بين الزوجين معاً، أو بين الآباء والأبناء، أو بين أفراد الأسرة، أو بين الأسرة والجيران المحيطين، أو بينها وبين المجتمع بوجه عام، ونتج عن ذلك بصورة تلقائية تقلص العلاقات الاجتماعية في دوائرها المختلفة بصورة واضحة وفجة.
كما نعاني جهلاً واضحاً بعملية التواصل الأسري والسعادة الزوجية بوصفها فن يجهله الكثيرون، كما لا نخطط لتفعيله مما أدى إلى عدم قيام كل طرف من الزوجين بواجباته نحو الآخر على الوجه الأكمل فضلاً عن هروب الدفء الأسري, وكانت المشكلة الأكبر في أن كل طرف يعرف حقوقه أكثر مما يعرف واجباته ولا ينظر إلى إيجابيات الطرف الآخر ولا يقدر جهود وتضحيات الآخر وحرصه على استمرار الأسرة, علاوة على عدم تدعيم مساحات الحوار مع شريك العمر والأبناء,هذه كلها عوامل تعيق تحقيق السعادة الأسرية.

* الاستقرار والسعادة:

وكيف تتحقق السعادة الزوجية؟
من خلال دراستنا وخبرتنا في جمعية استشارات السعادة الزوجية تبين لدينا أن هناك ثلاثة جوانب أساسية من شانها تحقيق الاستقرار والسعادة الأسرية، بداية بإشباع الجوانب النفسية لدي الزوجين، والإشعار بالرحمة والمودة، والتغاضي عن سلبيات الآخر، والتركيز على إعلاء القيم الإيجابية فيه وتزكيتها، وكذلك إشباع الجوانب الاجتماعية، وأن تصبح أم الزوج أما للزوجة والعكس صحيح، وألا تتقوقع الأسرة النووية على نفسها، وهو ما أظهرته دراسة حديثة بأن نسبة الطلاق في الأسر المركبة أقل منها في الأسر النووية؛ بسب تدخل أطراف حاضرة باستمرار في بيوت العائلة تتدخل لإنهاء واحتواء الخلاف بين الزوجين فضلاً على أن الاتزان النفسي للأبناء في بيوت العائلة أفضل من الاتزان النفسي لأطفال الأسر النووية بشرط احترام خصوصية الأسرة النووية، علاوة على ضرورة إشباع الجانب البدني الذي فصله القران الكريم في العديد من الآيات القرآنية ولم يهمله بل ركز على ضرورة الاهتمام به وضرورة النجاح فيه واحترامه.
خواطر متزوج

1- لا تكن حاطبا في غير حبلك وموقـدا نارا ضوءها لغيرك .
2-
وجدت المودة منقطعة ، ما كانت الحشمة منبسطة ، وليس يزيل سلطان الحشمة إلا المؤانسة ، ولا تقع المؤانسة إلا بالبر والملاطفة .
3-
ليس عارا على الإنسان أن يسقط أمام الألم ولكن أن ينهار أمام اللذة .
4-
الحد الفاصل بين سعادة الزوج وشقائه هو أن تكون زوجته عونا على المصائب أو عونا للمصائب عليه .
5-
الجمال الذي لا فضيلة معه كالزهر الذي لا رائحة فيه .
6-
الشهوة الآثمة حلاوة ساعة ثم مرارة العمر ، والشهوة المباحة حلاوة ساعة ثم فناء العمر ، والصبر المشروع مرارة ساعة ثم حلاوة الأبد .
7-
أعظم نجاح في الحياة أن تنجح في التوفيق بين رغباتك وبين رغبات زوجتك>
8-
ليس السقوط دائما يعني الفشل000 والدليل على ذلك سقوط المطر قد أكون بطيء في سيري000 لكن المهم ألا أعود إلى الوراء إن من الكلام ما هو أشد من الحجر000 وأنفذ من وخز الإبر






التوقيع :
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
آمين يا رب العالمين...

  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
  • إرسال الموضوع إلى ارسل الموضوع الى Facebook ارسل الموضوع الى Facebook
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Google ارسال الى Google
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Digg ارسال الى Digg
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى del.icio.us ارسال الى del.icio.us
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى StumbleUpon ارسال الى StumbleUpon

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
مشروع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
دراسات سابقة مفيدة زهرة البيلسان المكتبة التربوية 11 11-13-2013 12:24 PM
دراسات سابقة مفيدة لمشاريع التخرج و حلقات البحث زهرة البيلسان قسم البحث العلمي 7 11-03-2010 06:22 PM
ملخصات لرسائل علمية في التربية و علم النفس و علم الاجتماع Morhafsyria قسم البحث العلمي 22 08-12-2010 11:40 PM
مثلث التوافق الزواجي لولي حواء × آدم 8 07-15-2010 09:29 PM
مارح تخلصو مني.. بس محتاجتكم مياس 2009 قسم البحث العلمي 15 02-28-2009 03:13 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd diamond