رعاية الموهبة

[سيزيف]

لقاء مع التلاميذ ذوي المواهب

(( موسيقى - رسم ))

الكشف عن المواهب عند التلاميذ

و رعاية الموهبة

مقدمة

وهب الله تعالى كل إنسان صفات خاصة به تميزه وتكون ركيزته ليأخذ دوراً فعالاً في بناء مجتمعه .. وهذه الهبة أو الموهبة تكون عبارة عن استعدادات فطرية تداني بذور زهرة تنتظر من يرعاها ويوفر لها التربة الملائمة والعناية اللازمة حتى تنمو وتنشر عبيرها ..

ولو عدنا إلى الحضارات السالفة والتي نهضت وقدمت رسالة للإنسانية أو لو حاولنا البحث في اليوتيبيات التي عرضها عظماء الفكر الاجتماعي سنجد أن التربية حازت في نظمهم على مرتبة سامية ، بل كانت الأساس الذي يرتكز عليه بناء مجتمعهم وتطوره ، ففخته (( الفيلسوف الألماني )) وبعد هزيمة ألمانيا وأثناء خطابه للشعب الألماني أكد على أن النهضة ينبغي أن تنطلق من التربية والتي بدورها يجب أن تكون بعيدة عن التلقين وأن تقوم على تنمية ملكات الأطفال والعناية بمواهبهم ، كما أن مراحل التربية في مدينة أفلاطون الفاضلة (( جمهورية أفلاطون )) ما هي إلا اختبارات عادلة - كونها متاحة لجميع أطفال المدينة - تحاول الكشف عن ملكات كل طفل لتضعه في مكانه المناسب ليعم الخير على المجتمع ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى هذه التربية تعبر عن حقيقة يجب أخذها بعين الاعتبار وهي أن الأطفال هم ملك الوطن وعليه فإن العناية بهم وتنمية مواهبهم تقع بالدرجة على المدارس الحكومية - في لغة عصرنا – ولهذا قامت مجموعتنا وبإشراف من الأستاذ الفاضل حسان سعودي بزيارة إحدى المدارس الابتدائية – مدرسة حاتم الطائي - مستهدفةً لقاء التلاميذ الموهوبين في المدرسة وتقديم النصائح المتعلقة بتنمية الموهبة عندهم و أيضاً الاطلاع على دور المدرسة في رعاية الموهبة عند تلاميذها ..

اكتشاف الطفل الموهوب

وكيفية تنمية موهبته

فنياً

الموهبة في اللغة : اسم من وهب ، وجمعها مواهب ، وهي كل ما وهب الله لك وتستخدم اصطلاحاً بمنى المواهب الفنية ..

ويعرف كمال أبو سماحة وآخرون (( تربية الموهوبين والتطوير التربوي ))الموهبة على أنها قدرة عالية أو استعداد خاص في مجال واحد أو أكثر من مجالات الاستعدادات للنبوغ في المجالات الغير أكاديمية مثل الرسم و الموسيقى و الشعر والرياضة والرقص وما إلى ذلك ..

أما الطفل الموهوب : فيعرفه "طلعت أبو عوف " (( القيم المميزة للطلاب الموهوبين لغوياً وعلاقتها ببعض المتغيرات )) بأنه الطفل الذي يتم تحديده من قبل أشخاص مؤهلين مهنياً ، على أنهم يتمتعون بقدرات بارزة تمكنهم أن يحققوا مستوى مرتفع من الأداء ..

ويستخدم البحث الحالي مصطلح " الطفل الموهوب " للإشارة إلى ذوي القدرة العالية في الفنون التشكيلية ، و الذين يملكون استعدادات فطرية عالية للتميز في الفنون ..

وتوضح الباحثة عفاف لبا بيدي (( تعليم الفن للأطفال )) إن الفنون تشتمل – فنون بصرية – تشكيلية – حيث يدلان على فنون الأداء عموماً بمعنى الأداء الحركي مثل الباليه و الرقص والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية من رسم وتصوير وفن تجميعي ونحت .... الخ

ويشير طلعت أبو عوف ((مرجع سابق تم ذكره ))إلى أن هنالك نمطان أساسيان لاختبار الإبداع تتمثل في اختبارات التفكير التباعدي و الاختبارات التي يمكن أن يقدمها الأفراد والتي يمكن من خلالها معرفة السمات الشخصية لكل منهم وهذه الاختبارات تعتمد في الأساس على استخدام محكات معينة تتمثل في تلك المحكات التي تحكم التفكير الابتكاري وهي :

أ . الطلاقة وتتمثل في عدد الأفكار التي يقدمها الفرد .

ب . المرونة وتعني عدم التقيد بنمط واحد ...............

ج . الأصالة وتعني تفرد الأفكار و جدتها ......... ....

خصائص الطفل الموهوب

لديه قدرة على الابتكار والتطلع والخيال في مواجهته للمواقف المختلفة

يفوق من هم في سنه بالتحدث..

يمكنه التركيز على موضوع ما لفترة أطول قياساً مع أقرانه

يحب الكتابة ولديه اهتمام مبكر بالزمن

يميل إلى المحاكاة وتقليد الناس الذين يندهش بأعمالهم .

يحب الفكاهة ويستطيع ملاحظة الأشياء المضحكة وإلباسها ثوباً جديداً أكثر قبولاً

يتميز على أقرانه في حب الفن وتقدير الجمال

يتميز بحب النظام والقدرة على التنظيم

القدرة على تنسيق الألوان والأنغام

لا يقبل الأعمال البسيطة بالنسبة لعمره

مستوى مرتفع من النشاط

يسأل الطفل الموهوب أسئلة كثيرة

أكثر قدرة على التحكم بعضلاته و مهاراته الحركية متزنة .

قوة الملاحظة و إدراك تفاصيل دقيقة للغاية في الموضوع المهتم به

التلاميذ الموهوبون موسيقيا

التلميذ الموهوب موسيقياً هو طفل يتمتع بحساسية عالية للأصوات المنسجمة والمتناغمة وقادر على إدراك طبيعة الأصوات بطبقاتها المختلفة وإعادة أدائها دون تشويه لسير العلامات المطابقة لما يسمعه .. وهو إما أن يكون ذا صوت عذب يؤدي ما يسمعه بشكل جميل أو لديه بوادر تعلم العزف على آلة موسيقية بالإضافة إلى الرغبة الملحة لديه بسماع الموسيقى و الاطلاع على أركانها ..
كيفية اكتشاف الموهبة الموسيقية عند الطفل :
القدرة على تكرار الضربات الإيقاعية – البسيطة – المنفذة أمامه ..
القدرة على إعطاء نفس طبقة العلامة المنفذة أمامه بالصوت البشري ..
ميول الطفل نحو الاستماع للموسيقى ..
تشده رؤية الآلات الموسيقية ..
الانسجام مع المقطوعات الموسيقية الراقية ..
القدرة على أداء بعض الأغاني البسيطة بصورة سليمة لفظاً ونغماً ..
العناية بالطفل الموهوب موسيقياً :
لا شك بأن الأهل يقع عليهم الدور الأكبر في البحث عن السمات الخاصة لطفلهم ، إلا أن المدرسة كحلقة تربوية هامة وأساسية ومرحلة فعالة تسهم في بناء شخصية الفرد ينبغي عليها أن تسعى للكشف عن مواهب تلاميذها وتنميتها ، فربما كان موقف الأهل سلبياً تجاه ميول أطفالهم الموسيقية ، أو أنهم لا يملكون الوعي الكافي ، وهنا يأتي دور المدرسة كمتمم لدور الأسرة ..
وتتم العناية بموهبة الطفل الموسيقية عبر منحه الفرصة ليتعرف على الآلات الموسيقية ليختار ما يحبه منها ، ومن ثم تأمين سبل تدربه على العزف أو الغناء وبشكل علمي ، وإتاحة الفرصة له للتعبير عن أحاسيسه عن طريق ما تعلمه ..

و يمكن للمدرسة أن تشكل فرقة من تلاميذها الموهوبين وبإشراف مدرس ( ة ) الموسيقى ليشاركوا بأنشطة المدرسة المختلفة كالاحتفالات .

واقع التلاميذ الموهوبين موسيقياً ضمن المدارس

توجهنا إلى مدرسة حاتم الطائي مستهدفين لقاء التلاميذ الموهوبين في أكثر من مجال ومن ضمن هذه المجالات الموسيقى ، وقد رحبت بنا إدارة المدرسة إيماناً من المديرة السيدة مارينا شيخ حنا بتوجب خدمة البحث العلمي الذي تقوم به الجامعة من جهة ، ومن جهة أخرى أكدت مديرة المدرسة على أهمية ربط الجامعة بالمجتمع وقضاياه المختلفة ، وقد هيأت لنا صف للحوار مع التلاميذ الموهوبين والاطلاع على موهبتهم وواقعهم ..

استمعنا إلى التلاميذ و كان منهم من يجيد العزف وقراءة النوتة الموسيقية ، ومنهم من غنى بصوت عذب وبإيقاع متزن ، وطرحنا عليهم أسئلة فتين لنا بأنهم مزودين بمعلومات هامة وأساسية حول الموسيقى ..

أكدنا لهم على أهمية متابعتهم لتنمية موهبتهم كما قدمنا بعض النصائح المتعلقة بذلك ..

ومن خلال الحوار حاولنا أن نتعرف على دور المدرسة في رعاية موهبتهم فتبين أن دورها محدود للغاية – بالرغم من العناية الفائقة التي أولتها مدرسة الموسيقى الآنسة غادة لولو - مقارنة مع دور الأسرة ، ومرد ذلك إلى عدة أسباب أهمها أن برنامج الأسبوع لا يتضمن إلا حصة واحدة للتربية الموسيقية – 45 دقيقة –

و حيازة المجالات الأكاديمية – رياضيات ، لغة ، اجتماعيات ... الخ –

على الأولية المطلقة ،وأيضاً عدم وجود منهج واضح ومخطط للتربية الموسيقية .

التلاميذ الموهوبون في مجال الرسم

التلميذ الموهوب في مجال الرسم : هو تلميذ يتمتع بذائقة بصرية مميزة و تفاعلاً خاص مع الألوان والرسومات المختلفة ، وقدرة على التعبير عن أفكاره وأحاسيسه عن طريق الرسم و الألوان ..

كيفية اكتشاف موهبة الرسم عند الطفل :

انجذاب الطفل وفي مرحلة مبكرة نحو الرسومات والصور وألوانها

قدرته على إمساك القلم بصورة تداني الصحيحة في وقت مبكر

سعادته بإمساك القلم و الكتابة – وإن كانت طلاسم – على الورق

الخط الجميل منذ تعلمه الأحرف الأولى

اهتمام التلميذ بنظافة وترتيب دفاتره وكل الأشياء الخاصة به

ميول التلميذ نحو عدم النسخ في عملية الرسم وإنما ابتداع صور جديدة

تفاعل التلميذ مع الأحداث المحيطة به والتعبير عنها من خلال الرسم

تميزه عن زملائه في اختيار الألوان و انسجامها

العناية بالطفل الموهوب في مجال الرسم :

قد يظن البعض بأن موهبة الرسم من المواهب الحائزة على انتشار واسع بين صفوف الأطفال ، إلا أن الرسم كموهبة حقيقية هي سمة نادرة ، وأي طفل موهوب في هذا المجال هو مشروع فنان عالمي قادر على أداء رسالة حضارية سامية ، وعلى طرح قضايا مجتمعه وإكسابها صفة العالمية ..

نستطيع تنمية موهبة الطفل بالنسبة للرسم من خلال تأمين أدوات الرسم له بحسب عمره ، وتشجيعه المتواصل وإبداء الإعجاب بما يقدمه من أعمال على بساطتها ، وأيضاً إثراء ذاكرته البصرية باللوحات والصور ذات الألوان المتناغمة وتشجيعه على محاكاتها ، على أن يضفي عليها شيئاً جديد ..

ثمة عدد من الطرائق لتنمية موهبة الرسم :

سنعرض في البداية بعض الطرق القديمة في تنمية الرسم عند الطفل - التلميذ - :

1- طريقة الإعادة أو طريقة كراو هول :يضع التلميذ النموذج أمامه ويرسمه كالمعتاد ، ثم يبعده عن ناظريه ويرسمه ثانية في وضعه السابق ، ويقارن بعدها بين الرسم في الحالتين ، ثم يعود فيرسمه مرة ثالثة ، ويترك ليكتشف الفارق بنفسه ..

2- طريقة الحفظ أو طريقة ويستلر : وهي أن يدرس التلميذ النموذج دراسة كاملة ومفصلة بإشراف مدرسه حتى إذا تفهم عناصره ، رسمه وبعد ذلك يقارن بين النموذج وما قام برسمه ..

3- طريقة العرض والإخفاء : أول من استخدم هذه الطريقة الرسام سميث وتتضمن عرض النموذج على التلاميذ ، حتى إذا ألموا بعناصره وتفهموها جيداً ، أخفاه وطلب منهم رسم النموذج ..

إلا أن أفضل الطرق الحديثة والتي تنمي روح الإبداع طريقة التعبير الحر الذي يفسح المجال أمام التلميذ ليقوم بعمله بحرية معبراً عن ذاته ..

واقع موهبة الرسم في المدارس

خلال زيارتنا لمدرسة حاتم الطائي التقينا بتلاميذ قدمتهم لنا إدارة المدرسة على أنهم أطفال موهوبين في مجال الرسم ، منحنا كل تلميذ ( ة ) منهم دفتر رسم وألوان وطلبنا منهم رسم أشياء محببة لديهم .

لاحظنا سعادتهم وهم يمارسون هوايتهم المفضلة ، وبدأنا نتواصل معهم بالحوار لنتعرف على دور المدرسة في تنمية موهبتهم ، فتبين لنا أن دور المدرسة محدود في تنمية موهبة الرسم - كالموسيقى – وذلك لنفس الأسباب ، حيث أن عدد الحصص المخصصة لمادة الرسم غير كافية ، وأيضاً كثرة عدد التلاميذ في الصف الواحد ، و عدم وجود منهج واضح و مخطط لمادة الرسم ، و سيطرة المواد الأكاديمية على الأولوية المطلقة ..

كبت المواهب الفنية

و أهمية تنمية المواهب الفنية عند التلاميذ

كبت المواهب ظاهرة منتشرة في البلدان النامية ، ويعود ذلك لأسباب عديدة مرتبطة بالظروف الاقتصادية والسياسية و أولويات الحياة في المجتمع ، كما تلعب درجة الثقافة لدى الأسرة دوراً هام ..

وتأتي أهمية تنمية المواهب عند التلاميذ من الدور الذي يمكن أن يلعبه التلميذ الذي نما موهبته في المستقبل ، فقد يغدو فنان يقدم رسالة إنسانية خالدة باسم بلده ، كما أن الدراسات التي قدمها علماء النفس وأخصائيي التربية ومنهم – أريك فروم – أشارت إلى أن الطفل الذي يهتم مربيه بتنمية موهبته ولاسيما الفنية ، يكون أكثر قدرة على التوازن في المواقف المختلفة للحياة ، و أكثر إحساساً بالواجب ، كما أنه يتمتع بإيجابية عالية تجاه مجتمعه ، ومن جهة أخرى فإن الطفل الذي يمارس هواية تلامس ميوله وتعبر عن مشاعره ، يكون في حماية مؤكدة من مخاطر الانحراف والتطرف وأمراض النفس المتعددة ، وهو بذلك مشروع مواطن صالح قادر على المشاركة الفعالة في بناء مجتمعه ...

[سمر]

الموضوع رائع ....وروعته من أهميته .

سلمت يداك وجزيت خيرا.

[RED ROSE RORO]

طرح مميز سيزيف....

تنمية المواهب شي ضروري برايي الدور الأول بيتركز على الاهل

وبجي الاهتمام بالدور التاني على المدرسين...باكتشاف وتنمية المواهب وعدم كبتها..

والمواهب بتشمل كل شي ....الرسم الموسيقا ......الخ...


سلمت يداك سيزيف

[B & R]

للأسف أكتر الناس اللي بتشوف المواهب بدال ما تحاول تنميتها
عم بتسارع لكبتها قبل ما تتطور حتى ولو جزء بسيط.........
مشكوررررر سيزيف على مواضيعك المتميزة دائماً.....

[شذى88]

رعاية الموهبة شيء مهم لتنشئة جيل مبدع ...........
أشكرك زميل سيزف .........................