علامات كلية التربية حلب الفصل الثاني 2012


التسجيل قائمة الأعضاء البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
المكتبة التربوية اكتب اسم البحث لتحصل على المساعدة منتدى الحقوق


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم 11-12-2010, 03:36 PM   رقم المشاركة : 1
محمد أيـمن بني
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية محمد أيـمن بني






 

آخر مواضيعي

محمد أيـمن بني غير متواجد حالياً

محمد أيـمن بني is on a distinguished road


Smile قصة الأميرة آنستازيا

الأميرة أنستازيا رومانوف

ولدت الأميرة أنستازيا في سنة 1901 و هي أصغر أطفال القيصر نيقولا رومانوف الذي أصيب بخيبة الأمل بعد مولد الأنثى الرابعة في سلالته ، فقد كان يتوق لولي عهده الذي سيخلفه في عرشه. 0

قيل أن مأساة العائلة بدأت بعد ظهورراسبوتين

في العائلة حيث كان طبيبهم


الذي سحرهم
بسحره
وكان يريد السيطرة غير أن نواياه تم كشفها على يد أحد أقرباء القيصر ..
فقام بدعوة راسبوتين للعشاء
فقاموا بحرقه
وأخذ يردد طلاسم مجهولة
قيل إنها كانت لعنة للقيصر وعائلته
حيث قال راسبوتين بعدها لن يعيش القيصر وعائلته بعدي طويلا
وتحقق صدق ذلك ببداية الثورة البلشفية
القيصر نيقولا رومانوف
في عام 1917 و عند قيلم الثورة البلشفية في روسيا القيصرية اعتقل رجال الثورة عائلة القيصر نيقولا رومانوف الحاكمة كلها ، القيصر و زوجته و أطفاله الأربعة و تم وضعهمفي كوخ حقير انتظارا للمحاكمة التي كان سيجريها رجال الثورة. 0
و كانت أنستازيا في ذلك الوقت طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات و لا تعي بطبيعة الحال ما يدور حولها. و في عام 1918 أي بعد سنة واحدة من اندلاع الثورة صدر الحكم باعدام جميع أفراد الأسرة رميا بالرصاص بما فيهم أنستازيا و تم تنفيذ هذا الحكم في أحدى المناجم. 0
و في كتاب نشر سنة 1992 باسم "القيصر الأخير" سردت وقائع الليلة الأخيرة لهذه الأسرة ، حيث أوقظ أفراد الأسرة في منتصف الليل و أجبرت على ارتداء ملابسها بدعوى نقلهم لمكان جديد أكثر أمنا. و ما هي دقائق حتى دخل عليهم ضابط يدعى "يوروفسكي" الذي بدأ باطلاق النار عشوائيا على أفراد الأسرة وسط دخان كثيف. و بعد أنجلاء الدخان عرف الخاطفون سر المجزهرات الملكية التي تم أخفاءها في أحشاء الوسادات و ملابس الأطفاء حتى يتم ابعادها عن اعين الطامعين. 0

يقول يوروفسكي في مذكراته أن المجوهرات كانت كالدرع الواقي ضد الرصاص و أنه تم اكتشاف اختفاء أنستازيا و أختها ماريا و هربهما ، الا أن ضابطا آخر أفاد بأنه تم العثور على جثة أنستازيا و لكن خلال نقل الجثث تم اكتشاف بأن بعض الأميرات ما زلن على قيد الحياة و كن يصدرن أصواتا أقرب الى الأنين. 0

و من ذلك الحين قامت الكثيرات بالأدعاء بأنها الأميرة أنستازيا الهاربة سليلة و وريثة روسيا القيصرية. فعلى الأقل أدعت 10 فتيات هذا الأمر. بل قد تم دفن فتاتين شقيقتين تعيشان في جبال الأورال تحت هذه المسميات. و عزز هذه الشائعات بأن الكثير من فرق البحث أنتشرت في المناطق الجبلية النائية و محطات القطار تبحث عن طفلة نبيلة هاربة. بل ان أحدى الأميرات أدعت فيما بعد أن العديد من الأطفال قد تم عرضهم عليها من قبل رجال الثورة الحمراء على أمل العثور على أنستازيا الهاربة. 0

بنات القيصر الأربعة

الا أن أشهر المدعيات كانت فتاة تدعى آنا أندرسون. ففي عام 1933 أقدمت فتاة مجهولة على الانتحار بالقاء نفسها في أحد الأنهار بلندن و تم انقاذها لكنها فقدت ذاكرتها. و فجأة و بلا مقدمات أستعادت بعضا من ذاكرتها لتعلن بانها الأميرة الهاربة. و ذكرت التقارير بأن تم العثور على آثار رصاصات على جانبي ذراعيها. 0



آنا أندرسون

الغريب في الأمر أن جدة أنستازيا الحقيقة كانت قد تمكنت من الهرب الى الولايات المتحدة و رفضت مقابلة تلك الفتاة مؤكدة بأن حفيدتها أعدمت مع بقية أفراد الأسرة و هي متأكدة من ذلك ، حتى تمكن صحفي روسي من نقل الفتاة لمقابلة جدتها المزعومة التي سرعان ما توقفيت فجأة ليصدر بيانا من أثنى عشر من أقرباء أنستازيا ينكرون فيه أي صلة قرابة مع تلك الفتاة من أجل التمتع بالارث الحصري للجدة المتوفية. 0

و سرعان ما نست الصحافة هذه القصة لتعود الفتاة الى بريطانيا و تدخل في معركة قضائية طويلة انتهت بحكم شهير في سنة 1970 ، حيث قررت المحكمةبعد سماع المئات من الشهود و مراجعة كمية ضخمة من الملفات و الوثائق التاريخية بأنه لم يثبت بشكل قاطع بأن "أنستازيا رومانوف" قد لقيت حتفها خلال اعدام أفراد الأسرة ، كما لم يثبت أيضا أن هذه الفتاة هي نفسها أنستازيا ، لتعود القضية الى نقطة البداية. 0

و لم ينته الأمر عند هذا الحد ، فبعد انهيار الأمبراطورية الشيوعية ، أعلن مجموعة من الباحثين انهم كانوا على علم - و منذ مدة طويلة - بالمكان السري الذي دفنت فيه عائلة رومانوف ، الا أنهم كانوا يخشون اثارة الموضوع مرة أخرى خوفا من عقاب الحكومة السوفيتية ، أما الآن و بعد أنهيار النظام الشيوعي فهم على أتم الاستعداد للكشف عن المكان. 0

و هذا ما حدث فقد تم استخراج العظام التي كانت متكدسة عشوائيا و تم عرضها على فريق متخصص روسي و كانت النتيجة الرهيبة التي أكدت بأن الأطباء الشرعيين استطاعوا تمييز عظام جميع أفراد الأسرة ما عدا أنستازيا و ماريا التين كانتا مفقودتين. 0
ما لم يذكره الكتاب هو ان آنا أندرسون توفيت في سنة 1984 و تم أجراء فحوصات جينية عليها في سنة 1994 و تمت مطابقتها مع عينات لأقارب الأسرة القيصرية و قد تم الأنتهاء بأنها ليست الأميرة أنستازيا بل هي أبنة أحد عمال المناجم في بولندا. الأمر المثير هو أنه لم يتم التأكد بأن العينة التي تم أختبارها هي فعلا لآنا أندرسون. 0
في سنة 1995 تم اجراء أختبار لمطابقة وجه و تقاسيم جمجمة آنا أندرسون مع الأميرة


قد لا نعرف حقيقة ما حصل لأنستازيا

ولن نعرف ذلك أبدا..

((منقول))







التوقيع :
بأبي أفديك وأمي يارجل في زمن قل فيه الرجال
  رد مع اقتباس
قديم 11-16-2010, 08:30 PM   رقم المشاركة : 2
bassma
تربوي مميز
 
الصورة الرمزية bassma






 

آخر مواضيعي

bassma غير متواجد حالياً

bassma will become famous soon enough


افتراضي

قصة جميلة
مشكورمحمد على حسن الاختيار
مررت من هنا وتركت باقة من الازهارفتقبل مروري






التوقيع :
بغيابك عني أصبحت غارقة في مدينة يتراقص فيها الأموات
ألم تعلم أنك قد تركت من ......أمنية يتيمة الصرخة....
  رد مع اقتباس
قديم 11-16-2010, 09:04 PM   رقم المشاركة : 3
knightofLight
مرشد في العيادة النفسية






 

آخر مواضيعي

knightofLight غير متواجد حالياً

knightofLight will become famous soon enoughknightofLight will become famous soon enough


Cool

اقتباس:
قيل أن مأساة العائلة بدأت بعد ظهورراسبوتين

في العائلة حيث كان طبيبهم


الذي سحرهم
بسحره
وكان يريد السيطرة غير أن نواياه تم كشفها على يد أحد أقرباء القيصر ..
فقام بدعوة راسبوتين للعشاء
فقاموا بحرقه
وأخذ يردد طلاسم مجهولة
قيل إنها كانت لعنة للقيصر وعائلته
حيث قال راسبوتين بعدها لن يعيش القيصر وعائلته بعدي طويلا
راسبوتين لم يمت حرقا وهذه هي القصة الكاملة لموته
وشكرا على القصة القيمة



أترككم مع قصة موت راسبوتين وعذرا إن كانت طويلة بعض الشيء








اغتيال راسبوتين و سقوط العهد الإمبراطوري الروسي

" سأموت موتاً شنيعاً بعد عذابٍ شديد ..
و بعد موتي .. لن يكون لجسدي الراحة
و ستتجرّدين يا Alexandra من الملكية على روسيا
و أنتَ و إبنك ستُغتالون .. و كذلك كلّ العائلة الملكية
سيعبر روسيا بعد ذلك طوفان رهيب
و ستقع بين يديّ الشيطان "..


كانت تلك إحدى تنبؤات راسبوتين للإمبراطورة Alexandra .. و التي حدّثتكم عنها في بداية هذه السيرة ..

لم يخطيء راسبوتين في تنبوئه هذا ..
إذ أنه تمّ اغتياله بأبشع الطرق من قِبل الأمير الروسي Félix Youssoupoff

و شارك في المؤامرة و الجريمة بعض مؤيّدي الأمير يوسوبوف .. من بينهم :

- القائد العسكري Vladimir Pourichkevitch

- و Duc Dimitri .. أحد أفراد عائلة الامبراطور Nicolas II

- و الطبيب الشخصي للأمير يوسوبوف .. الدكتور Lazovert

و كي نفهم الأسباب التي دفعت بالأمير يوسوبوف للتخلص من راسبوتين .. لا بدّ من الإشارة مرّة أخرى إلى نفوذ و دور راسبوتين في سياسة الامبراطورية الروسية قبل و خلال الحرب الروسية الألمانية .. حيث كان معادياً لهذه الحرب و ساعياً لإقناع الامبراطورة بتوقيع معاهدة سلام مع ألمانيا .. مما دفع برجال الأمن السرّي حينها لاتهامه و الامبراطورة بالخيانة و التعامل مع ألمانيا معتمدين بذلك على الأصول و الجذور الألمانية التي يعودان إليها.

هذا بالإضافة لدور راسبوتين الديني و التأثير الروحي على العائلة الملكية .. مما أدى إلى إبعاد يوسوبوف عن تلك العائلة والتي تربطه بها صلة قرابة بزواجه من ابنة أخ الامبراطور نيكولا الثاني.

كلّ هذه الأسباب مجتمعة .. جعلت من راسبوتين العدوّ الأوّل ليوسوبوف و الشعب الروسي من وجهة نظر عسكرية و أمنية .. لهذا كان لابدّ من قتله لحماية مستقبل الامبراطورية الروسية و مصالح الأمير يوسوبوف أيضاً.

مخطط الاغتيال :

كان يوسوبوف قد تقرّب من راسبوتين من خلال معرفته بمجونه و عشقه للخمور و النساء .. إذ أنه هو أيضاً كان من روّاد الخمارات و بيوت الدعارة في ذاك الحين .. و كان يعلم أن راسبوتين يحلم بلقاء مع زوجة الأمير و التقرّب منها .. لهذا اعتمدت الخطة على دعوة راسبوتين لمنزل الأمير يوسوبوف كي يتمّ هذا اللقاء باحتساء كأس من الشاي و تذوّق أفخر الخمور و بعض الحلويات التي يحبها راسبوتين.

كان يوسوبوف قد قرّر اغتيال راسبوتين بعد اتفاق و دعم و مساندة من أصدقاء و مساندين له في السلطة .. و كانت الخطوات مدروسة و منسّقة بأدقّ تفاصيلها على الشكل التالي :

- تحديد ليلة 16/12/1916 لاستقباله في منزل والديه في مدينة Moïka .. و ذلك بحجة لقاء مع زوجته الأميرة التي كانت في زيارة عند والديه .. و لكن في الحقيقة كانت زوجته في زيارة لوالديه في مدينة أخرى و منزل آخر.

- الموافقة على حرص راسبوتين بأن يأتي يوسوبوف بنفسه حيث يقيم راسبوتين و يرافقه بسيارته لهذا اللقاء .. و الذي تعمّدَ راسبوتين أن يكون سرياً دون معرفة أحد من سكان المنزل.

- استقبال راسبوتين في صالة في القبو المرافق لمنزل والديه .. كي لا يثير انتباهه خلو المكان من الزوجة و الأهل .. و كي يتمكن من اغتياله بعيداً عن مسامع و أنظار الحاشية و المجاورين للمنزل .. لهذا كان لابدّ من عزل راسبوتين في ركنٍ من المنزل بينما شركاء الأمير ينتظرون في الطابق الأعلى أوامر يوسوبوف بعد اغتياله لراسبوتين.

- استخدام مادة السيانور cyanure .. ( من أقوى السموم المعروفة حتى يومنا هذا ) .. و ذلك بإفراغ كمية كبيرة في الكؤوس التي سيشرب فيها راسبوتين الشاي و النبيذ .. و على قطع الحلوى التي سيلتهمها كعادته دون تردّد.

- بعد القضاء على راسبوتين بواسطة السيانور cyanure .. التخلص من جسده و آثاره مباشرة .. و ذلك بإعادته إلى مكان إقامته معتمدين بذلك على أحد المشاركين بالجريمة Soukhotine .. في انتحال شخصية راسبوتين عائداً للمنزل .. كي لا يوقظ غيابه فضول أحد .. متعمّدين إحداث ضجة لحظة العودة لإثارة انتباه سكان المنزل .. و من ثم وضع جثة راسبوتين في سيارة القائد Pourichkevitch و الذهاب بها إلى جزيرة Petrovsky لإلقائها هناك في المياه الجليدية لنهر الـ Neva.

بالرغم من هذا التخطيط الشيطاني الدقيق .. إلاّ أنّ الأمور لم تحدث كما خطط لها يوسوبوف .. و هذا ما جعل من حادثة اغتياله قصة يتداولها الإعلام حتى يومنا هذا .. و ذلك لغرابة تفاصيلها و مقاومة راسبوتين اللاطبيعية للموت بشتى الوسائل الأخرى التي استخدمها يوسوبوف.

إذاً .. كيف تمّت تفاصيل اغتيال راسبوتين؟

في التاريخ المحدد للجريمة ..16/12/1916 .. جاء يوسوبوف إلى منزل راسبوتين لمرافقته لمكان الجريمة التي تنتظره .. و كان يوسوبوف يخشى في داخله من تنبؤ راسبوتين بما سيحدث له و من ثمّ رفضه في اللحظة الأخيرة لهذه المقابلة .. .. ولكنّ رغبة راسبوتين بلقاء الزوجة الجميلة كانت أكبر من هواجسه بأي شيء آخر .. و مع ذلك .. تجدر الإشارة إلى ما صرّح به راسبوتين ليوسوبوف آنذاك .. بأنّ أحد المقرّبين إليه .. Protopopov .. كان قد حذّره من الخروج من منزله في نفس تلك الليلة .. مؤكّداً له أنّ ثمة أشخاص يتهيّؤون لاغتياله .. و لكن راسبوتين أجاب قائلاً :
" عبثاً ستكون محاولاتهم .. فلن يفلحون ".

بالرغم من هذا التحذير الذي لم يكن خاطئاً .. أصرّ راسبوتين على الذهاب إلى ذلك الموعد و الارتماء بين أنياب الغدر.

في الساعة الثانية عشر ليلاً .. وصل يوسوبوف إلى منزله برفقة راسبوتين .. و أعلن له أن زوجته تستقبل حالياً بعض الأصدقاء في الطابق العلوي .. و أنه سيتمّ اللقاء بينهما حالما تودّع هؤلاء الأصدقاء ...
و بانتظار لحظة اللقاء .. اقترح يوسوبوف على راسبوتين التصبّر بتذوّق المشروب و الحلويات التي كانت أمامه .. لكنّ راسبوتين رفض في البداية لعدم قابليته للشرب أو الأكل في تلك اللحظات .. و هنا بدأ القلق باجتياح نفس يوسوبوف .. و حاول البحث في داخله عن طريقة لدفع راسبوتين للشرب و الأكل ..

كان الحوار يدور بينهما في مجالات عديدة من الحياة و الذكريات الماجنة .. و اللقاءات المتعددة مع شخصيات مهمة في الامبراطورية الروسية .. و لكن هاجس يوسوبوف الأكبر .. كان ذلك التحذير الذي أخبره به راسبوتين عن مؤامرة اغتياله .. و الذي كان قد تلقاه من صديقه Protopopov ..
و لم يتمكّن يوسوبوف من منع نفسه عن سؤال راسبوتين عن سبب تخوّف و تكهّن ذاك الكاهن بهذا الشيء ..
أجابه راسبوتين بهدوء لا يشوبه أيّ شك .. بأنّه من الطبيعي أن يكرهه البعض و يخطط للتخلص منه .. فهو يعلم أنّ بعض المقرّبين من العائلة الامبراطورية و السلطة الروسية .. لم يستسيغوا أن يكون راسبوتين .. ذاك الفلاح القروي الأمّي الماجن القذر .. من أقرب و أهمّ الشخصيات للامبراطورة و زوجها .. و أن هؤلاء يحمّلونه مسؤولية تدهور الوضع السياسي الروسي خلال الحرب الالمانية الروسية .. و أضاف راسبوتين :
" فلتعلم يا صديقي يوسوبوف .. بأنني لا أخشى هؤلاء الأغبياء .. لأنني محميّ بقدرة إلهية .. و كلّ من تراوده نفسه بإيذائي أو المسّ من وجودي .. سيلقى أقبح العقوبات و سيصاب بأسوأ المحن ".

لم يكن تأثير هذا الكلام على يوسوبوف سوى زيادة حقده على راسبوتين و تثبيت إرادته في التخلص منه اليوم بالتحديد مهما كلفه ذلك.

فجأة .. و دون أن يتوقع يوسوبوف .. طلب منه راسبوتين أن يصبّ له فنجاناً من الشاي الساخن .. و لم ينتظر يوسوبوف أن ينهي راسبوتين طلبه .. حتى كان الشاي أمامه .. مستخدماً بالطبع أحد الفناجين التي كان الطبيب Lazovert قد وضع بها مسبقاً كمية كافية من السم لقتل عشرة رجال خلال دقيقة واحدة.

كم كانتا دهشة و مفاجأة يوسوبوف بعدما مضى أكثر من نصف ساعة على آخر رشفة في فم راسبوتين و هو مازال في تمام قدراته و وعيه و صلابته ..

لم يتردّد يوسوبوف بتشجيع راسبوتين على تذوق بعض الحلويات التي كانت أمامه .. و التي هي الأخرى تحتوي على كمية هائلة من السم .. و لكن راسبوتين أشار ليوسوبوف بأنه يرغب قبل الحلويات بتذوق نبيذ الـ ماديرmadère المعتق أمامه .. فكانت هنا فرصة أخرى من السماء قد هبطت على يوسوبوف .. و بالطبع .. سكب له النبيذ في إحدى الكؤوس التي تحتوي مسبقاً أيضاً على سم السيانور .. و بعدما أفرغ راسبوتين الكأس دفعة واحدة في معدته .. كان العرق يتصبب من جبين يوسوبوف لرؤيته أن راسبوتين ما زال بحيويته و نشاطه كما لو لم يتجرّع سوى الماء .. فما كان من يوسوبوف إلاّ أن سكب ذاك النبيذ الفاخر في كأس أخرى تحتوي على السيانور .. و بعد دقائق فقط .. بدأ راسبوتين بإظهار بعض الضيق في التنفس و الكلام .. لكنه طلب تذوق قطعة من الحلوى لإنعاشه بعد هذين الكأسين من النبيذ .. فلم يكن يوسوبوف ينتظر أكثر من ذلك .. لكنّ خوفه و توتره لم يلبثا أن تملّكا به بعد انتهاء راسبوتين من التهام الحلوى و هو مازال يواصل الحديث و يتأمل آلة جيتار متكئة أمامه على مقعد في الصالة .. و إذ به يطلب من يوسوبوف أن يعزف و يغني له أغنية مرحة على ذاك الجيتار ..

لم تكن أعصاب يوسوبوف تساعده على عزف لحن مرح طروب .. و لكن .. و بعد إلحاح من راسبوتين .. بدأ يوسوبوف بأغنية حزينة شجية .. و خلال ذلك .. كانت ملامح راسبوتين تتغير ببطء إلى تشنجات في الوجه و ارتعاش في الجسد .. لكنه ما زال يستمع و يدندن مع الأغنية.

أنهى يوسوبوف عزفه و غناءه .. و كانت الساعة تشير للثانية صباحاً .. و بدأ يفقد صبره و أمله بموت راسبوتين بهذ السمّ القاتل..

لم يبق أمام يوسوبوف سوى اللجوء لآخر حلّ أمامه ..
إطلاق الرصاص على راسبوتين و إنهاء هذه الساعات الطويلة من الانتظار و الخوف ..
و بما أن مسدّسه كان قد تركه في الطابق العلوي مع شركائه .. استأذن من راسبوتين بحجة قلقه على تأخر زوجته في التخلص من ضيوفها .. و صعد للطابق العلوي مرتعباً ليخبر شركاءه الذين بدؤوا بنفاذ الصبر أيضاً .. بأن راسبوتين ما زال على قيد الحياة رغم الكمية الهائلة من السم الذي ملأ به معدته ..

عاد يوسوبوف للصالة التي ينتظر بها راسبوتين .. ليتفاجأ به أمام منبر يتأمل ما عليه من قطع ذهبية و كريستالية زجاجية مصفوفة بعناية و أناقة على المنبر ..
اقترب منه و مسدسه خلف ظهره .. و طلب منه أن يحمل بيده صليباً من الزجاج الكريستالي .. و الذي كان يتوسط تلك المجموعة من القطع الجميلة النادرة .. تناوله راسبوتين بهدوء و خشوع .. و طلب منه يوسوبوف أن يصلي على روحه التي ستغادره الآن .. و بنفس الوقت .. وجّه يوسوبوف طلقة رصاص مباشرة اخترقت صدر راسبوتين باتجاه القلب.

تهاوى جسد راسبوتين على الأرض ترافقه صرخة اخترقت أجواء المنزل ..
سارع شركاء الطابق العلوي لملاقاة يوسوبوف في صالة القبو ..
اقترب الطبيب من الجسد الممدد الملطخ بالدماء ..
و أعلن بصوت مرتجّ مليء بالسعادة .. بأنّ راسبوتين الآن جثة بلا روح.

صعد يوسوبوف و الشركاء للطابق العلوي لاسترداد أنفاسهم و هدوئهم .. و لتحضير الخطوة التالية من المخطط الشنيع ..
و لكن .. ثمة شعور غريب داخل يوسوبوف يدفعه للعودة ثانية للصالة للتأكد من موت راسبوتين .. فيعود ..
كان الجسد الشيطاني ممدداً على الأرض دون حراك ..
اقترب منه يوسوبوف .. و تمعّن بذاك الوجه المشنج الملطخ بالدماء .. و بالرغوة المتسربة من فمه .. و التي أحدثها السمّ الذي تجرّعه قبل ساعات ..

في لحظة تهيؤ يوسوبوف لمغادرة الجسد مطمئناً .. رفرف راسبوتين بعينه اليسرى رفة خفيفة ..
ارتعب يوسوبوف مذهولاً .. و لم يصدق عينيه ..
اقترب بوجهه من وجه راسبوتين للتأكد مما رآه ..
و إذا براسبوتين يفتح عينيه الإثنتين المكتظتين بالغضب و الألم و الحقد ..
و تشبث برقبة يوسوبوف ليقف من جديد على ساقيه كماردٍ مهيّج بالوحشية و العنف اللاطبيعي ..
بقدرة عجيبة .. تمكّن يوسوبوف من تحرير كتفيه من يديّ راسبوتين الحديدية .. دافعاً به إلى الخلف ليسقط ثانية جثة هامدة على الأرض.

توجّه يوسوبوف للطابق العلوي .. صارخاً بصوته المرتعب .. معلناً أن راسبوتين ما زال على قيد الحياة ..
تمكن من الوصول لمكتبه .. حيث وقع نظره على عصاة من الكاوتشوك القاسي المخصصة للقتال في المشاحنات العسكرية .. تناولها بجنون القاتل .. وعادوا جميعهم للصالة التي تخمد فيها جثة راسبوتين.

ياللصاعقة ... لم يكن هناك جثة ..
كانت هناك آثار دماء تتجه نحو الباب المؤدي للخارج .. و الباب مفتوح على مصراعيه .. و جسدٌ يترنّح نحو باب الحديقة في ظلام لا يشيبه سوى بياض الثلج في الحديقة ..

سارع Pourichkevitch باللحاق براسبوتين و أطلق عليه رصاصتين ..
الآولى اخترقت رقبته
و الأخرى تمكّنت في رأسه
سقط ككومة قش على الثلج المتراكم على الأرض
و كان الآخرون قد لحقوا به أيضاً و الجنون يقود خطاهم جميعاً.

تمّ نقل جثة راسبوتين لداخل المنزل ريثما تتم التحضيرات للتخلص منها بأسرع وقت ..
غلّفوه بغطاء سميك بعد أن أوثقوا يديه و رجليه ..
و بينما يوسوبوف يتأمل مذهولاً جثة المارد الذي قاوم الموت بقدرة غير بشرية ..
و إذ به ينتابه نوع من الجنون المدفوع بالحقد و الكراهية و النقمة على هذا الشيطان ..
فانهار عليه ضرباً بالعصاة الكاوتشوكية التي كان قد أخذها من مكتبه
تتالت الضربات بعنف و وحشية لا مثيل لهما
حتى فقد يوسوبوف وعيه من الإرهاق و التشنج و الغيظ
و عندما عاد لوعيه ..
اقترح عليه شركاءه بتغيير الخطوة الأخيرة للتخلص من الجثة بأسرع ما كانوا قد خططوا له في البداية .. و ذلك بإلقائها مباشرة في النهر الذي اتفقوا عليه .. و الانتهاء من هذا العبء الذي بدأ يزعزع أعصابهم جميعاً ..
وافق يوسوبوف على الاقتراح .. و تمّت الخطوة الأخيرة بإلقاء جثة راسبوتين في نهر Neva.

و هكذا ....
كانت نهاية راسبوتين نهاية من الصعب أن يصدّقها العقل
و لكنّها انتهت كما تنبّأها راسبوتين بقوله :

" سأموت موتاً شنيعاً بعد عذابٍ شديد ..
و بعد موتي .. لن يكون لجسدي الراحة
و ستتجرّدين يا Alexandra من الملكية على روسيا
و أنتَ و إبنك ستُغتالون .. و كذلك كلّ العائلة الملكية
سيعبر روسيا بعد ذلك طوفان رهيب
و ستقع بين يديّ الشيطان ".

- مات راسبوتين موتاً شنيعاً بتاريخ 16/12/1916
- جُرّدت الملكة Alexandra و عائلتها من الحكم الملكي بتاريخ 15/03/1917
- تمّ اغتيال العائلة الملكية بأكملها بتاريخ 16/07/1917
- اندلعت الثورة الروسية بأشدّ عناصرها بقيادة "لينين" .. و كان ذلك أوّل منعطف أساسي في تاريخ المملكة الروسية.

تجدر الإشارة أخيراً .. إلى أنّ التشريح الطبي لجثة راسبوتين بعد العثور عليها في اليوم الثالث من اغتياله .. أثبت و أكّدَ بأنه لم يمت من السم و لا من الطلقات الثلاث التي اخترقت قلبه و نخاعه و عنقه .. و إنما غرقاً في مياه النهر الجليدية.

*******

هنا تنتهي هذه المرحلة من حياة و موت راسبوتين
و لكنّه و حتى بعد موته
بقي تأثيره و اسمه يطغي على الأحداث التي تلت اغتياله الرهيب.






التوقيع :
Ψ


"You don't question your believe but I can not, I most" Hypatia
  رد مع اقتباس
قديم 11-17-2010, 12:24 PM   رقم المشاركة : 4
محمد أيـمن بني
تربوي سوبر نشيط
 
الصورة الرمزية محمد أيـمن بني






 

آخر مواضيعي

محمد أيـمن بني غير متواجد حالياً

محمد أيـمن بني is on a distinguished road


افتراضي

مشكورين bassma&knight of light على مروركن الجميل
في الحقيقة لقد قرأت في المرجع الذي عدت إليه عن قصة السم الذي لم يتمكن من قتله وطلقات المسدس التي لم تقتل راسبوتين , ولكن لصعوبة تصديق هذا وخاصة أن المرجع مقالة انترنت فقد تعمدت اهمالها من الموضوع لصعوبة تصديقها وانتقلت إلى المرحلة النهائية لموت راسبوتين ألا وهي الحرق كما قرأت وربما يكون رمي الجثة في النهر والله أعلم!!!







التوقيع :
بأبي أفديك وأمي يارجل في زمن قل فيه الرجال
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
  • إرسال الموضوع إلى ارسل الموضوع الى Facebook ارسل الموضوع الى Facebook
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Google ارسال الى Google
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Digg ارسال الى Digg
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى del.icio.us ارسال الى del.icio.us
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى StumbleUpon ارسال الى StumbleUpon

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
آنستازيا, الأميرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd diamond