علامات كلية التربية حلب الفصل الثاني 2012


التسجيل قائمة الأعضاء البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
المكتبة التربوية اكتب اسم البحث لتحصل على المساعدة منتدى الحقوق


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
قديم 12-10-2008, 06:51 PM   رقم المشاركة : 1
أ. علي الحمادي
مشرف المنتدى الثقافي
 
الصورة الرمزية أ. علي الحمادي






 

آخر مواضيعي

أ. علي الحمادي غير متواجد حالياً

أ. علي الحمادي has a spectacular aura aboutأ. علي الحمادي has a spectacular aura aboutأ. علي الحمادي has a spectacular aura about


افتراضي الحداثة ....... و ..... الحضارة





في 14 من مايو 2008، يوم احتفال إسرائيل بـ"عيد ميلادها" الستين، أعلنت القناة الإخبارية الألمانية ARD أن عدد الفلسطينيين المطرودين عام 1948 كان 70 ألفا.وفي نفس اليوم، شاهد الجمهور رئيس مجلس النواب الألماني "نوربيرت لاميرت Norbert Lammert"، وهو يُثني على قوة الاحتلال الإسرائيلي، في وسط كنيسة "باول" الفرانكفورتية، واصفا الدولة الإسرائيلية بكونها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. لقد حذفت الـ ARD صفرا من الرقم الحقيقي؛ فإذا بالـ 700 ألف فلسطيني الذين طُردوا طردا جماعيا في عام 1948 يتم اختزالهم إلى 70 ألف فلسطيني، كنوع من تقزيم القضية والتهوين من شأنها، وإذا بالدولة التي أجبرت أولئك الفلسطينيين على ترك قُراهم؛ ليتم تدميرها بالكامل بعد ذلك (500 قرية)، إذا بتلك الدولة يتم الثناء عليها من قبل أكبر شخصية قانونية رسمية ألمانية؛ وفي داخل الكنيسة تحت مباركة القساوسة والرهبان.
أقلام تتحدى الإعلام
يتساءل الصحفي الألماني "روديجير جوبيل Ruediger Goebel"، عبر مقاله "لا سبب للاحتفال" -المنشور على الموقع الألماني يونجيه فيلت حول منطق الاحتفال الرسمي الألماني بذكرى ذلك اليوم المؤلم؛ متعجبا من كذب وتضليل قناة إخبارية رائدة، مثل قناة الـ ARD، ومندهشا من موقف شخصية قانونية مرموقة مثل "نوربيرت لاميرت" التي يُفترض أن لديها قدرا من العقل والرشد.
صحفي ألماني آخر "لوتس لوكيرمان Lutz Luckermann"، يكتب مقالا تحت عنوان "ملبس الرياضة مع سجادة الصلاة"، في مجلة "دير شبيجيل Der Spiegel" الألمانية (يناير 2007)، يطرح فيه التساؤل الآتي: كيف يتضاعف عدد الألمان المعتنقين للإسلام أربع مرات خلال عام واحد، على الرغم من إبراز صورة "المسلم الإرهابي" في وسائل الإعلام الألمانية؟
ففي حين كان عدد الألمان المعتنقين للإسلام من يوليو 2003 إلى يونيو 2004 حوالي 1000 ألماني، وصل العدد إلى 4000 ابتداء من يوليو 2004 إلى يونيو 2005.
وأخيرا، باحث ألماني –"بوخن هيللر Buchen Heller"– يكتب كتابا تحت عنوان "الحرب – القمع – الإرهاب"، متسائلا فيه: لماذا يكون منهج تعريف الغرب من خلال النقاط الإيجابية فقط، بينما يكون منهج تعريف العرب والمسلمين من خلال النقاط السلبية فقط؟
ثلاثة تساؤلات.. تكشف عن أزمة حقيقية يواجهها الإعلام الألماني عند تناوله لقضايا العرب والمسلمين، فهو مُتهم بالكذب، وبتسويق صورة "إرهابية" غير حقيقية عن المسلم، وبانتهاج منهج متحيز غير علمي في تعريف الغرب والعرب سواء.
لكنه على الرغم من كل ذلك، يتزايد عدد المُقبلين من الألمان على دين الإسلام، حتى الألمان غير المسلمين قد يُستَنفر عدد منهم للبحث عن الحقيقة، متشوقين إليها، في وسط رُكام الأكاذيب والافتراءات والأباطيل.تُرى.. هل هي سُنة كونية تتحقق؟ أن يبحث البشر عن الحقيقة إذا ما استفحل الباطل، وعض على الحق؟
هؤلاء الكُتاب الثلاثة ألمان غير مسلمين، تشوقوا إلى معرفة الحقائق المخفية؛ فمنهم من اكتشف أن الحداثة أفضت إلى نتائج عكسية في وسط المجتمع الألماني، ومن ثم تهافت عدد غير قليل منهم على الإسلام، ومنهم من اكتشف علاقة وطيدة بين الحداثة والعنف، باختصار لقد تم نبش "صرح" الحداثة على يد هؤلاء "الرواد" الشغوفين لمعرفة الحقيقة.
الحداثة ونتائج عكسية

حينما سأل "لوكيرمان" الطبيب الألماني المسلم "كاي لور Kai Luehr" عن سبب إسلامه، أوجز قائلا: "إنه الإحساس بنقصان شيء". إن سقوط عالم القيم في الغرب -كما يؤكد الطبيب الألماني- جعل الحياة ناقصة وفارغة، "أما في الإسلام، فما زالت القيم تُمثل سدا منيعا تجاه هذا السقوط".
إن رؤيته للأمراض المُستعصية كانت تثير لديه تعجبا واندهاشا وتساؤلا، وإرواء لتعطشه نحو الإجابة، ظل "لور" يبحث في المسيحية والبوذية والدايلي لاما، ولكنه لم يرتو إلا بعد أن قرأ في الإسلام.
إن المُتتبع لحالة "لور"، وغيره من الألمان الذين أسلموا، يجد أنهم أقبلوا على الإسلام، دون مصالح معينة، كما يؤكد "لوكيرمان" الذي استدعى "نيلز فون بيرجير Nils von Berger" كمثل حي آخر، يدلل عبره على مدى تمسك الألمان حديثي الإسلام بالدين أكثر من المسلمين الذين تربوا ونشئوا على الإسلام.
إن "بيرجير" –كما يُسرد الصحفي "لوكيرمان"– يؤدي الصلاة في مكتبه الذي يقتسمه مع صديقه التركي المسلم "علي أوزكان"، "وحينما تُفرد سجادة الصلاة في مكتب (بيرجير) على الدوام عند صلاة الفجر، نجد (أوزكان) يقول: الصلاة الأولى لا أقدر عليها؛ فهي تكون مبكرة جدا".
وتُعضد باحثة الاجتماع الألمانية "مونيكا فولراب زاهر Monika Wohlrab-Sahr" من ذلك قائلة: "إن مسلمي النشأة يعتبرون ليبراليين بالنسبة لحديثي الإسلام".
لقد كان عدد الألمان المتحولين إلى الإسلام لا يتعدى 300 سنويا، كما يؤكد "لوكيرمان"؛ حيث كان أغلبهم من النساء الألمانيات اللائي يسلمن؛ لكي يتزوجن من مسلمين، أما في غضون السنوات الخمس الأخيرة، فقد أضحت القناعة بالإسلام هي الحكم والفيصل، كما يشير "لوكيرمان".
وهنا يمكن القول: إن الإحساس بالنقصان والفراغ –الذي عبر عنه الطبيب الألماني المسلم في وسط المجتمع الألماني– إنما يعكس تهاوي الحضارة الغربية، بفعل الحداثة، وما أفرزته من فردية وتفكيكية ومادية، حيث فرغت الإنسان الغربي من محتواه الإنساني والاجتماعي والحضاري.
وللدكتور إعجاز أكرم -أستاذ مساعد (الدين والعلاقات الدولية) بجامعة لاهور بباكستان- أدبيات كثيرة، وباع كبير في تناول تلك الفرضية التي تقول إن الحداثة تقضي على الحضارة؛ فهما عدوان لدودان لا يجتمعان، وإن أي حضارة مركزها الدين؛ فإذا ما فُقد المركز، فُقدت الحضارة بأسرها.
فتحت عنوان دراسته "الخصوصية الثقافية والعالمية الحضارية.. الحداثة وجذور الصراع الحضاري"، والصادرة عن مركز "حوار الثقافات والدراسات الحضارية" بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية/جامعة القاهرة في 2007، أكد "إكرام" على عدم صحة فرضية "صاموئيل هنتنجتون" على الرغم من شهرتها وذيوع صيتها، فهي فرضية لا تُمثل الحقيقة؛ وإن كانت تُمثل نصفها على الأقل، كما يشير "إكرام"، فإذا كان "هنتنجتون" مُحقا بقوله إن هناك صداما، فإن هذا الصدام لا يتواجد بين الحضارات وبعضها البعض؛ وإنما يتواجد بين الحضارات من جهة، وبين ذلك الكيان الخاص المناهض لمعنى ورسالة الحضارة من جهة أخرى؛ ذلك الكيان الذي يُسمى بالحداثة.
ويستكمل الأستاذ الباكستاني حُجته قائلا: "لا توجد هناك ظاهرة للحداثة في فضاء أي حضارة؛ بمعنى أن الحضارة الحقيقية تخلو من تلك الثقافة الحداثية العلمية العالمية المادية التي تتمركز حول الفكرة الطاغية للفردية. وفي ظل ذلك الانشقاق عما نعتبره حضاريا، فإن الأمر يزداد صعوبة أكثر إذا ما حاولنا العمل على إيجاد إمكانات للحوار؛ وذلك بسبب هيمنة الحداثة كشكل حضاري على العالم بأسره؛ وهو ما يُعتبر ظاهرة راهنة لنوع جديد من الهيمنة الناتجة عن العولمة".
والحق يُقال: إن معظم الحضارات التي أتت قبل قدوم الحداثة يمكن وصفها بالحضارات، على اعتبار أن مسارها الحضاري كان على علاقة محورية ودائمة مع الدين-المركز، بينما تقف ما يُسمى بـ(الحضارة الحديثة) موقفا معاديا وسلبيا تجاه مركزها الديني.
ومن ثم يمكن القول: إن الثقافة الغربية الحالية (أو الحضارة المسيحية السابقة في الغرب) هي (الحضارة) الوحيدة التي بَعُدت بمبادئها الإنسانية والعلمانية عن المركز؛ وهو ابتعاد حدث بوعي كامل، ليس اعتباطا أو سهوا؛ ولذلك فإن انتشار التيار المناهض للحضارة المُدجج بالعسكر من ناحية، وبالفكر من ناحية أخرى، يمثل حركة هجوم واعتداء على الحضارات التقليدية؛ وهي الحركة التي يمكن أن نطلق عليها الحركة المناهضة للحضارة أو anti-civilization".
ارتباط الحداثة بالعنف


في كتابه "الحرب – القمع – الإرهاب"، الصادر عن "المعهد الألماني للعلاقات الثقافية الخارجية بشتوتجارت" (2006)، تناول "بوخن هيللر" مسألة ارتباط الحداثة بالعنف في التاريخ الأوروبي؛ حيث أقر بداية بأن التاريخ الأوروبي "يضم التسامح والهولوكوست معا".
ثم تطرق إلى الحديث عن ظاهرة العنف المنهجي في تاريخ أوروبا الحديث، واصفا جهاز الدولة في أوروبا بكونه أبشع فاعل للعنف؛ وهو ما يناقض الفلسفة الإنسانية الأوروبية.ويضيف قائلا: إن جهاز الدولة الأوروبية الحديثة يستخدم العنف استخداما تسلطيا، وإن الحداثة لا يتوقع لها أبدا أن تقلل من مستوى العنف.
ويشير أخيرا إلى الإرهاب الذي يعتبره ظاهرة لا علاقة لها بالدين أو الإسلام، فالإرهاب يحدث في سياقات سياسية وثقافية مختلفة ومتباينة؛ ولا يقتصر على سياق (إسلامي) معين، كما يُروج صانعو السياسة والإعلام.
لقد ربط "هيللر" بين الحداثة والعنف، مؤكدا على عنف الدولة الأوروبية الحديثة التي تتجمل "نظريا" بالرشادة تارة، وبالإنسانية تارة، وبالحضارة تارة؛ بينما تناقض "تطبيقيا" كل ذلك، وأوضح الباحث الألماني أن السبب في ذلك العنف المنهجي هو الحداثة؛ وهو ما نستطيع أن نعتبره عاكسا ومؤكدا لما أورده "إعجاز أكرم".
فكما تسببت الدولة الأوروبية القومية الحديثة في إلحاق العنف باليهود في مذابح "الهولوكوست"، تسببت أيضا في إلحاق أضعاف مُضاعفة من العنف بالمسلمين في شتى بقاع الأرض؛ من البوسنة إلى كوسوفا إلى الشيشان إلى العراق إلى فلسطين.
كان الاغتصاب والاعتداء والإبادة الجماعية يمثل أدوات ذلك المنهج "القومي الحداثي" العنيف؛ الأمر الذي يُدلل –كما يوضح "إكرام"- على حقيقة واضحة وواحدة، وهي: أن العالم الحديث ما زال متأثرا حتى النخاع بمناهضة الحضارة؛ وأن الدولة القومية هي أكبر عدو للقيم الكونية، وأكبر مناهض لحقوق الإنسان غير المنتمي لقومية وحدود الدولة.
وقد نادى "إكرام" في نهاية دراسته قائلا: "إن الغرب منوط بدور مهم في القضاء على ذلك التيار (الحداثة) المناهض للحضارة والكاره لها؛ وذلك في سبيل إعادة الحياة للحضارة الغربية الأصلية ذات التقاليد الدينية العليا، وفي سبيل إعادة البيئة الغربية التي تسمح ببزوغ الكونية من جديد، من أجل الإبقاء على حياة الحضارات الأخرى".






التوقيع :
أمـوي الهـوى
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
  • إرسال الموضوع إلى ارسل الموضوع الى Facebook ارسل الموضوع الى Facebook
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Google ارسال الى Google
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Digg ارسال الى Digg
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى del.icio.us ارسال الى del.icio.us
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى StumbleUpon ارسال الى StumbleUpon


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
الرئيس والفيلسوف والسياسة الحضارية منار منوعات و كشكول 2 07-11-2008 04:33 PM
كتاب قصة الحضارة علاء المكتبة الالكترونية 5 04-19-2008 12:22 PM
ملخص كتاب : اليابان علاء المكتبة الالكترونية 0 02-15-2008 03:59 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd diamond