علامات كلية التربية حلب الفصل الثاني 2012


التسجيل قائمة الأعضاء البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
المكتبة التربوية اكتب اسم البحث لتحصل على المساعدة منتدى الحقوق


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 07-23-2010, 02:25 PM   رقم المشاركة : 1
عمار @تسونامي@
سيكيولوجست
 
الصورة الرمزية عمار @تسونامي@





 

آخر مواضيعي

عمار @تسونامي@ غير متواجد حالياً

عمار @تسونامي@ is a jewel in the roughعمار @تسونامي@ is a jewel in the roughعمار @تسونامي@ is a jewel in the roughعمار @تسونامي@ is a jewel in the rough


افتراضي من فنيات الارشاد النفسي التخيل

الوظيفة لثانية
تمارين
تعميق الوعي باستخدام التخيل



في الخطوة الثانية التي من خلالها تتعامل مع المشكلة, أي التوتر العضلي المزمن (وجميع أعراضه السيكوسوماتية),عليك الاتصال بالعرض وقبوله وكأنه جزء منك.عليك ان تعتبر العرض كشيء فرض عليك ,وان تستنجد بالآخرين لمساعدتك في إزالته ولكن ستجد أن لا أذن صاغية إليك.وفي المفهوم العلاجي الجشتالتي ,الطريقة الناجعة في هذا الموقف أن تصبح مدركاً تماماً للعرض,وان تقبل الجانبين من الصراع ,أي بتعبير آخر عليك إعادة التعرف على هوية ذاتك مع أقسام شخصيتك التي تم فصمها وانقسامها.وهكذا فبالنسبة لألم الصداع,يتعين عليك أن تتحمل مسؤولية هذا الألم وليس اللجوء إلى المسكنات.فالدواء يضعف الألم مؤقتاً ولكنه لا يحل المشكلة .فالفرد هو الذي يحلها وحده.
هذه التقنية لحل الألم و إزالته يمكن تطبيقها على الصداع أو على أعراض أخرى.
فبادئ ذي بدء عليك أن تعير الألم انتباهك,ومن ثم دعه يتشكل ويبرز تلقائياً,وبدون أفكار مسبقة أو تدخل من جانبك.ستجد الموقف في بادئ الأمر صعباً مربكاً,ولكن عليك ألا تفقد صبرك.فالألم قد ينتقل,أو يمتد,أو ينحسر,ويتبدل في الشدة,أو يتحول في النوعية أو الشكل.حاول أن تشعر بشكل الألم و أبعاده,وباتجاهه(أي بالعضلات النوعية التي تقلصها).عليك أن تعي الرجفان, والحكة, والنبض ,والقشعريرة.إن مثل هذه الإحساسات قد تكون مستمرة.فمثلاً عندما تمعن الحكة بإزعاجاتها,لاحظ ما إذا كان في مقدورك تجنب الحكّة مبكراً.ركز على الشعور بالحكة وانتظر حتى يتنامى هذا التركيز .وعندما تتبع هذه التعليمات وتطبقها بإتقان ,فإن هذه الطريقة تجلب لك الحس بالصحة والعافية .إن التقنية هذه يمكن تطبيقها ليس فقط على الآلام السيكوسوماتية ولكن أيضاً على التعب والاكتئاب ,ونوبات القلق.
ولا بد من الكلام هنا عن حدوث النوم في تمرين الاسترخاء.فالنوم هنا يحدث لأن الفرد يهرب إليه لتجنب المشكلات وليس لحلها,إذ من الصعوبة بمكان التعامل مع المشكلة بالموقفين التاليين: الأول أن المشاكل غير موجودة,وثانياً أن المشكلة حتمية وغير قابلة للحل.
تلك هي الخطوط العامة للعلاج الغشتالتي الذي يقوم بالدرجة الأولى على تركيز الوعي على المشكلة ,وبالتالي تحمل مسؤوليتها,والأخذ بالحاضر.


8-المدخل إلى تركيز الوعي من خلال التخيل والتصور
أن التدريبات والأساليب التي سنذكرها هنا قد نظّمت,وتم إدماجها معاً بغرض تقديم بعض الأفكار المفيدة الخاصة بتنمية التخيل والتصور,بدءاً من تشكيل الوعي وتنميته,إلى أنماط التخيل المتعددة التي اتضحت فائدتها العلاجية.وبهذا,فإن ما سنعرج على ذكره وشرحه هو بمثابة أدوات علاجية هامّة نضعها في أيدي المختصين, لتضاف إلى ما لديهم من استراتيجيات وطرق علاجية أخرى.
ثم إن هذه الطرق تعين المريض الذي لم يسبق له أن ركز وعيه في جسه أو لديه خبرات تخيلية, على زيادة تركيز وعيه الذاتي والحس بالمسؤولية الذاتية.فالطريقة التدريبية في هذا الميدان إما أن تقرأ على الفرد,وتعدل حسب الاستخدام النوعي المطلوب,أو أنها تكون بمثابة تدريب يتعين على المريض ممارسته في داره(وظيفة بيتية).وينظر إلى هذه الاستراتيجيات على أساس طلائع ومقوّمات في عمليات التكرار الذهني,والاسترخاء والتدريب على التغذية البيولوجية الراجعة .ولا بد هنا من التمييز بين:
أ-إعطاء تعليمات للمتعالج كيما ينفذ العمل المطلوب منه,أو السيطرة على العرض الذي يشكو منه,أو تعلّم السيطرة على بعض الجوانب الفيزيولوجية.
ب-طرح الإيحاءات,والتوجيه و الإرشاد في بداية العلاج ,أو تسهيل التعلم.
فالتمييز هنا هو في الفهم الضمني للأفراد لعملية تطوير المسؤولية الذاتية وتنميتها.
إن التقنيات السلوكية والتغذية البيولوجية الراجعة الموصوفة في هذا الكتاب قد يكون فيها كل النفع والفائدة,بل فيها القوة الكبيرة عندما تستخدم لمساعدة الفرد عن ذاته,والتعرف على نفسه,وتطوير عملية التعبير عن الذات.وكما هو الحال في أية وسائل و أدوات أخرى,يستخدم جهاز سبر مقاومة الجلد الغلفاني الذي يرمز إليه مختصراً عن اسمه باللغة الانكليزية بـ:
(galvanic skin resistance)GSR ككاشف للكذب ,كما ويستخدم أيضاً لتسهيل الوعي الذاتي وللسيطرة على الذات,تماماً مثل السكين التي يستعملها المجرم لذبح ضحيته,أو الطباخ لإعداد الطعام.
ثم إن الهدف من وراء هذه الطرق والوسائل المتعددة هو تقديم العون إلى الفرد ليصبح أكثر ادراكاً ووعياً,وبالتالي تنمية الحس بالمسؤولية .ومن ناحية أخرى,يتعين احترام خبرة المريض , في حين يوجد كثير من الطرق تكون فيها الخبرة غير محترمة و لا معتبرة.ومثالنا على ذلك , الإفراط في إعطاء النصائح و الأحكام من جانب المعالج,أو فرض الرأي على المريض, والإمعان في التفسير والتأويل بكلمات من مثليجب عليك).فالأحكام على الخبرات أو التخيلات التي تبدو غريبة وغير ملائمة بالنسبة للمعالج لا تحفز المتعالج على الكشف عن ذاته كشفاً عميقاً .فالمعالج الكفء هو الذي يكون مفتوح الصدر,فيقبل خبرة المتعالج,مهما كانت غريبة كما تبدو للمعالج .فمثلاً إن المقولة:"أشعر بعدم الارتياح" هي خبرة, بينما قول المعالج للمتعالج:"أنت مجنون"حكم.والملاحظ أنه في عملية الحكم يبدي الفرد نقداً لخبرة الآخر.
9-استخدام التخيل في العلاج السلوكي
بينما يعد التخيل في نظر التحليل النفسي مجرد أهلاس,وأحلام يقظة,فإن علماء النفس السلوكيين والتجريبيين قد شدّوا الأنظار إلى السلوك القابل للملاحظة والقابل للقياس.
وهناك من درس حالات أحلام اليقظة للوعي وللأحلام ,ووجد أن التخيل هو أسلوب رئيسي في ترميز المعلومات وتحويلها,بحيث إن عملية حلم اليقظة لها قيمة تكيفية, وتمثل أسلوباً لخزان المعلومات في الدماغ.
فالتخيل يمثل طريقة جوهرية ورئيسية في تعليم مهارات تنظيم الذات والسيطرة الذاتية.
ثم إن استعمال التخيل واللجوء إليه بغرض السيطرة على التأثير السلبي(أو الخبرة السلبية) ,ولتكرار الأعمال المستقبلية,ولزيادة و اغناء الخبرات الجنسية,هو بمثابة استخدام علاجي مباشر ورئيسي.
و إضافة إلى ذلك ,إن الكشف عن موضوعات انفعالية هامة,والممارسة الذهنية النموذجية عن طريق التخيل,لهما أدوارهما الهامة المتزايدة في الطب السلوكي. بل وحتى في ميدان الرياضة, اتضح أن التمرين الذهني ,والتوقع يؤديان إلى تحسين الأداء في التنافس الرياضي.
أ-الأسباب التي تسوّغ التدريب على التخيل في العلاج
1-تطوير التصور والتخيل أو الجهاز التفسيري بهدف إحداث التبدل أو التغير السلوكي المطلوب
2-مساعدة المريض على توضيح مشكلته القائمة.
3-إضعاف العاطفة المنافية غير السارّة من خلال تكرار التخيل وإعادته.
4-تعلم التمييز بين الواقع وما هو خيالي تصوري.
5-إيجاد التمييز والتفريق بين الجوانب السلوكية,والإدراكية (المعرفية),والدافعية, والاندفاعية للمشكلة المعاناة.
6-إضعاف التوقعات السلبية,وزيادة التقويم الواقعي للمشكلات الخارجية.
7-إيجاد المزيد من السيطرة على القدرة التخيلية.
8-إيجاد المزيد من السيطرة الواعية على العملية اللاشعورية.
9-زيادة القدرة على إدراك عدم عقلانية المعتقدات.
10-إيجاد المزيد من السيطرة على تخيلات الفرد بالنسبة للمحتوى,وللتكرار,وللمدة الزمنية, لا أن يكون ضحية الأفكار والتصورات والمشاعر(هذه البنود مأخوذة من كتاب قوة التخيل الإنساني لمؤلفيه ميكنبوم, وسينجر, وبولك)
ب- تشكل الوعي الذاتي وتطويره
هناك ثلاثة أشكال من الوعي:
أ-وعي العالم الخارجي من خلال أجهزة الحواس الخمس.
2-وعي العالم الداخلي,أي الإحساسات الداخلية مثل الحكات الجلدية,والتوتر العضلي,والضيق, والشعور بالراحة والعافية.
3-وعي التخيل,وهو يتضمن التصور,والتفكير والتخمين,والتذكر والتوقع.
وبينما لا نحس أو نرى الوعي ,فإنه يمكن أن نتخيله,فيصبح وعياً للإدراك أو للمشاعر و الإحساسات البدنية.ثم إن الماضي هو تصور نستطيع ان نتخيله الآن ومستقبلاً,أما الحاضر والمستقبل فيعتمدان على فهمنا للحاضر.كما و ان الماضي والمستقبل هما تخميناتنا وحدسنا لما سبق اللحظة الراهنة الحاضرة ,وتخميناتنا لما يلي هذه اللحظة.وفي كل مرة يسبر الفرد تخيلاته فإنه يكتشف خبرته الذاتية.ويمكن ان نشبه التفكير بالتخيل بمثابة النظر إلى خريطة مكان لم يسبق أن رآه الفرد.وتخصيص الوقت للتخيل وللتصور يسمح له بالاكتشاف وبزيادة وعيه لذاته,وإدراك هذا الوعي كجزء ثابت لواقعه.لذا فإنه من الأهمية بمكان تنفيذ التمارين والتدريبات التالية ببطء , وبشكل يسمح لك بالحصول على النفع الأعظم في خلق القدر على التخيل وتنمية العمليات التخيلية.
أ-الملاحظة
تمّم الجملة الناقصة التالية:
أعي الآن.............................................. .....................................
من خلال وعيك للحظة,لاحظ فيما إذا كان شيء يجري في الخارج وفي الداخل من حيث التخيل. هل تعي إحساسات جسدك الداخلية,داخل جلدك مثلاً أو العالم الخارجي,أي الأصوات أو الأشياء التي هي من حولك؟أم هل ينساق ذهنك في تيار أفكارك وتخيلاتك وتصوراتك؟عندما تكون مشغولاً في فكرة أو في صورة تخيلية,فإن الوعي الآخر يضعف أو يتلاشى.وعلى هذا,فإن الملاحظة تسمح لك بتقويم أين أنت ,وبالتالي تخلق التمييز بين التخيل والواقع المرتبط بخبرة حقيقية.
ب-تركيز الانتباه
عندما تركز انتباهك في شيء ما,فإن الحوادث الأخرى الموجودة في ساحة شعورك تميل إلى أن تخبو وتتلاشى وتنحسر من ساحة الوعي.مثالنا على ذلك أنه عندما تنتبه لما تسمع,فقد تسمع العديد من الأصوات المختلفة والضجّة التي لم تكن تعيها قبل تركيز انتباهك نحوها.ونضرب مثلاّ على ذلك إحساساتك في يدك.فما إن تركز انتباهك في إحساساتك اليدوية حتى تخبو وتغيب إحساساتك بسماع الأصوات الخارجية.فالانتباه أو الوعي يمكن نقله من شيء إلى آخر بسرعة. فأنت تكون في حالة تركيز انتباه كامل لما تعيه دون غيره,ولما هو موجود في ساحة الشعور. لذا خصّص بعض الوقت لتكون أكثر وعياً لكيفية تركيز انتباهك, وللشيء الذي يدخل إلى ساحة الوعي ولخارج هذا الوعي.
ج- الانتشار
في مقدورك تعميم انتباهك(وعيك)من خلال سماع جميع الأصوات,لتعي جميع موجودات الغرفة التي أنت فيها.
فعندما يتم توسيع الانتباه ليشمل كل الصور الفردية تستطيع نقل انتباهك من العمومية الإدراكية ,إلى الإدراك الأضيق والانتباه البؤري المركّز في صورة واحدة.
د-الانتقائية
تستطيع حصر انتباهك ف يبعض الأشياء التي تبدو أكثر اهتماماً بالنسبة إليك, في حين تهمل الباقي .مثالنا على ذلك,إدراكك للون قطعة قماشية,أو شكلها,أو لأصوات الحركات,أو التوترات , أو الإحساسات البدنية,وذلك عندما يجول في ذهنك .ارصد في دفترك الأشياء التي يَنشَدّ انتباهك نحوها.
هـ-الإحجام(هذا التمرين مفيد للمتعالج الذي يجد صعوبة في التركيز على إحساس واحد)
بتركيز انتباهك على شيء واحد يمكنك ابعاد المنبهات الأخرى من ساحة وعيك,وبذلك يكون التركيز الانتقائي طريقة لعدم التركيز على شيء آخر غير الموضوع المنتقى.
ارصد كتابة أنواع الأشياء التي تتجنبها وتبعد ناظريك عنها,أو الحوادث التي لا تكون موضع وعيك وانتباهك.بذلك تستطيع أن تعرف ,من خلال عملية الرصد الكتابي هذه ,الأشياء التي لا تدركها ولا تنتبه إليها .وهكذا تتعرف على ما تتجنب تركيز انتباهك عليه وعلى مالا تدركه ولا تعيه.حاول أن توجّه انتباهك نحو هذه الأشياء أو الحوادث البعيدة عن ساحة وعيك,وأن تعيها تماماّ.
و-مدة الانتباه(هذا التمرين مفيد للمتعالج الذي يكون زمن تركيز الانتباه عنده ضعيفاً,أو هو قليل الصبر)
ما إن تترك ذهنك يجول ويطوف تلقائياً وبدون رقابة,حتى تفطن إلى المدة الزمنية التي تستطيع أن تقضيها مع فكرة أو صورة خيالية.لاحظ تبدل انتباهك وتحوله,وفيما إذا كان سريعاً أو بطيئاً و يعطيك الوقت للتمحيص وللمعاينة بما تنتبه إليه.جرّب تسريع طواف انتباهك وتنقلاته من موضوع إلى آخر وفي الوقت نفسه إبطاء سرعة تجواله وطوافه.ومن ثم دع انتباهك يجوب بحرية وسهولة ,وكن مراقباً له,قادراً على أن تعي فرق الزمن الذي تمضيه بالانتباه إلى الأشياء المختلفة أو الحوادث.وستلاحظ خلال هذه العملية أن هناك بعض الأشياء يسهل عليك الوقوف عندها وتركز انتباهك لمدة أطول,بينما تجد أشياء أخرى,على نقيض ذلك,يقف انتباهك عندها لمدة زمنية قصيرة(مرور الكرام).وكذلك عليك ملاحظة أي اتجاه في توقيتك.هل تجد أن انتباهك يعود مرة ثانية لمعاينة شيء أو حادثة مراراً وتكراراً؟أو إنه ينتقل من شيء إلى آخر بالتناوب؟
ز- المسرة
لاحظ فيما إذا كنت تجد المسرّة أو الكدر في انتباهك نحو الأشياء.ثم هل يطول زمن انتباهك نحو شيء أو آخر؟جرّب لفترة زمنية لتتعلم كيف يكون الفرق بين الوعي السارّ وغير السارّ.
ح-طواف الانتباه وتنقّله(هذا التمرين مفيد للمتعالج الذي يجد صعوبة بالنسبة للمحيط)
انقل انتباهك من شيء موجود في الخارج إلى شيء موجود في الداخل لمدة دقيقة أو دقيقتين, لتتعلم أن تكون أكثر وعياً وانتباهاً للمحيط الذي من حولك ,ولتعي أيضاً ما يجري في عضويتك. استمر في نقل وعيك باتجاه الخارج ,المحيط,وللداخل نحو العضوية.
وخلال هذه العملية عليك أن تنتبه إلى الانقطاع في استمرارية نقل الانتباه المتناوب نحو الداخل والخارج ,وللاتصالات بين الحوادث المتتالية المتتابعة للانتباه,وبذلك تكتسب المزيد من الخبرة في وعي الحوادث الداخلية المرتبطة بخبرتك الخاصة بالمحيط.ستصبح أكثر وعياً وانتباهاً باستجابة عضويتك إزاء الحوادث أو التفكير الخارجي،وتخبر وعي الاستجابة الخاصة ببدنك إزاء وعيك وانتباهك للخارج(المنبه المحيطي أو البيئي).
ط- العزم والتصميم(لزيادة الحس بالسيطرة الذاتية على العمليات)
من خلال استمرارك بالانتباه إلى الوعي واتجاهاته,عليك أن تلاحظ إذا كان وعيك يطوف من تلقاء ذاته ويجول,بينما تكون في هذه الحالة مراقباً له,أو أنك تقوم بتنفيذ شيء نوعي,بفرض نشاط على ذاتك عن قصد وتصميم.ثم هل تحاول إتقان الشيء الذي تنفذه أم أنك تؤديه بعجالة كما تستوجب تعليمات أدائه؟ثم هل تستعجل التنفيذ لإنهائه،أم أنك حريص على الاستمرار بالعمل أو تشعر بقليل من الضيق منه؟أعطِ لنفسك بعض الوقت لتلاحظ كيف أن التصميم والعزم يوجهان وعيك بدلاً من تَركِه يجول بدفعه الذاتي بدون تدخل من جانبك.
ي-الإجراء ( لتحسين معاني الكلمات)
تجنح اللغة نحو تركب المحيط الخارجي (العالم)بموجب أشياء.إن النظرة إلى العالم كأشياء وعمليات دائمة التبدل والتغير,تبدو صعبة,ومع ذلك تبدو مفيدة.وعندما توجه انتباهك لوعيك المستمر,أعطِ لوعيك صفة الحوادث الجارية وليس الأشياء.فمثلاً,بدلاً من أن تقول:"أشعر بالتوتر" ,قل:"أشعر بتوتر عضلاتي".وعوضاً عن أن تقول:"أسمع الناس",قل:"أستمع إلى الكلام والضحك",
أي سَمّ الأشياء باسمها كحوادث جارية.وعوضاً عن أن تقول:"أشعر بالبرودة",قل:"أشعر بخروج الدفء من أصابعي".خصّص بعض الوقت لتستشعر بعملية خبرتك للعلام الذي يحيط بك.
ك-وعي وظائف البدن(هذا التمرين مفيد للمتعالج الذي لا يستشعر بإحساسات جسده)
عندما تباشر بتركيز انتباهك على بدنك وعلى إحساساتك البدنية,ارصد كتابةً أو لاحظ بإمعان, الحركة,أو الانزعاج,أو التوتر.بلغ بإحساسات بدنك,مثل دفع رجلك, أو توتير عضلة أو مجموعة عضلات,أو القبض على الشيء بقوة.ومثل هذه المبالغة في المبالغة في التوتير تجعلك نستشعر بإحساسات بدنك.فمثلاً،إذا كنت توتر رقبتك,وترها قليلاً,ومن ثم أكثر فأكثر,لتعي تماماً هذا التوتر وتحس به.وفي الوقت نفسه تبينّ النشاط العضلي وتابعه بأن تقول.لذاتك:"أوتّر رقبتي,وأزعج نفسي",أو"أمسك معدتي وتنفس وبذلك أصلّب نفسي"وبذلك تدرك وتعي أن توتر العضلي هو من نتاج ذاتك,وأن ما تشعره من انزعاج في بدنك هو من صنعك ونتاج إرادتك.خصّص بعض الوقت لتزويد وعيك بعضويتك وكن مسؤولاً عن ذلك بما تفعله لنفسك.
ل-الانطلاق والتحرر(هذا التمرين مفيد للمتعالج الذي يجد صعوبة في تحرير توتّراته البدنية)
من خلال كظم التعبير لما يحدث في نفوسنا نعيق وظيفتنا النفسية والبيولوجية ونسيء إليهما. يمكنك أن تتعلم تحرير جسدك من التوترات.اجلس على كرسي, وأسند ظهرك بشكل تكون مرتاحاً,وأغلق عينيك,وتأكد من أنك مرتاح تماماً,ولا شيء مشدود على جسدك.راقب تنفسك ولاحظ بإمعان جميع التفاصيل في العملية التنفسية بالاستشعار كيف يدخل من منخريك,ومن ثم إلى فمك,ليصل إلى الحنجرة,وينزل إلى الرئتين.كذلك كيف تتحرك معدتك إلى الأعلى والداخل عندما يدخل الهواء إلى الرئتين ويخرج.وأيضاً لاحظ أنواع الأفكار والصور التي تطوف في ذهنك.وأيضاً عليك مراقبة كيف تتطفل الكلمات والصور التخيلية فتتدخل في عملية وعيك والحساسية البدنية والتنفس. وعندما تركز انتباهك في الأفكار والصور الذهنية,ولاحظ ماذا يحدث عندما تتدخل إرادياً لتوقف أفكارك وهنا هل تعي إحساسات جسدك عندما تقرر وقف تفكيرك؟
الآن ركز انتباهك على تنفسك.عندما تشعر أن ذهنك قد شرد وانتباهك قد ضلّ نحو صور وتخيلات دخيلة أخرى,حاول أن تشد انتباهك إلى إحساساتك النفسية.
لاحظ نفسك,بدون جهد إرادي,عندما تكون مشغولاً بالكلمات وبالصور الذهنية.ومن ثم شد انتباهك(الذي انجذب عفوياً إلى تلك الصور) نحو تنفسك مرة ثانية.وعندما تعيد انتباهك على إحساساتك الجسدية،لاحظ ما هي الأجزاء التي ترد إلى وعيك تلقائياً,وما هي الأجزاء الأخرى التي تبدو دون وعيك وانتباهك.سجّل الأجزاء التي يتجه نحوها وعيك وانتباهك بسهولة,واستشعر بالإحساس المتميز.ترى هل تشعر بوجود فرق بين الطرف الأيسر والطرف الأيمن من جسدك أو بين الأجزاء العليا والسفلى منه؟
أصبحت الآن أكثر قدرة على وعي الانزعاج البدني,وتركيز انتباهك عليه:تعي كل تفصيل, و تلاحظ كيف يتطور الانزعاج ويتحول.دع هذا التبدل يحدث بدون أن تتدخل فيه إرادياً,واترك جسدك يتحرك في الوجهة التي يريدها.
م-العمل اليومي(بهدف أن تعي جوانب الحياة اليومية الروتينية)
اختر بعض النشاطات التي اعتدت ممارستها, ,مثل تنظيف أسنانك بالفرشاة ,أو إغلاق باب الدار في المساء,أو إخراج أشياء من جيبك الخ.نفّذ هذا العمل تخيلياً,الآن كرر هذا التخيل بنصف السرعة السابقة ولمدة عدة دقائق وذلك لتتيح لنفسك الوقت لتعي إذا ما كان التخيل مزعجاً منفراً. بالغ التوتر وبالانزعاج لتحس به تخيلياً.الآن فكر بتبديل طريقة التخيل للشيء الذي تخيلته سابقاً بصورة مزعجة ليصبح الآن ساراً ومفرحاً.واجعل الحركات تنساب وتنطلق لتكون رقصات.دع نفسك تلعب مع وعيك في تنفيذ العمل بطريقة مريحة.والآن طبّق هذا على نشاط يزعجك ويضايقك.نفّذه بصورة بطيئة تخيلياً.بالغ في الحركات المزعجة بالتوتر,ومن ثم اترك نفسك لتنفيذ ذلك بسهولة وبليونة وحتى بالاستمتاع بذلك.
ن-الإنصات إلى العالم(هذا مناسب للأفراد الذين يستثيرهم المحيط)
افحص المحيط الذي حولك.دع الأشياء الموجودة بهذا المحيط تكلمك عن ذاتها وعن علاقتها معك.مثلاً تلاحظ الأوراق المبعثرة المتناثرة على مكتبك تقول لك:إلى ان تجمعني,سأظل مصدر إثارة و إزعاج لك,ومستأثرة بانتباهك واهتمامك !!! أوقد تلاحظ صورة تخاطبك قائلة:"انظر إليّ أنا جميلة رغم أنني لا أتحرك.أبطئ واكتشف جمالي"
خصّص بعض الوقت لتتخيل أن الأشياء الموجودة في المحيط تكلمك وتخاطبك وتسمع باهتمام لجميع الاتصالات الصادرة عن الأشياء التي تحيط بك. عندما تنجز ذلك , أدرك نوع التأثير الذي
تتركه على ذاتك هذه الأشياء في وقت لم تكن تعي ذلك قبلاً. وعندما يزداد وعيك بهذه التأثيرات تسطيع أن تغير محيطك لتجعله أكثر راحة لذاتك و أقل إثارة لأعصابك وتشتيتاً لانتباهك.
س-صورة الذاكرة(للمساعدة في تنمية التخيل البصري)
انظر إلى شيء ما موجود في محيطك الخارجي,وأغمض عينيك وشد انتباهك إلى الداخل, أي إلى جسدك.استشعر إحساساتك الجلدية,ولاحظ ماذا يحدث و أنت مركز انتباهك على هذه الإحساسات الجلدية.الآن و أنت مغمض العينين ,تصور الشيء الذي كنت منذ هنيهة تنظر إليه. هل في مقدورك إتمام عملية التخيل هذه؟ما هي السمات والملامح التي تبدو واضحة عند تخيلك لذلك الشيء؟ ثم ما هي النواحي التي تبدو لك مفقودة في هدا الشيء المتخيّل بمقارنته مع صورته الموجودة في الواقع؟ هل تستطيع أن تتذكر شكله,لونه.......الخ؟ ركز انتباهك أين تكون الصورة المتخيلة واضحة ,وأي من الجوانب تكون خارج تركيز الانتباه(هامشية).واعلم أن ما يغيب عن ذاكرتك أيضاً يغيب عن وعيك له, ومن ثم قارن الصورة المتخيّلة مع مثيلتها الواقعية. ما هي التفاصيل التي كانت صحيحة و الأخرى الخاطئة؟قد تتدرب على شحذ تخيلك وفقاً لما شرحناه بالنظر إلى وجه شخص تعرفه,ومن ثم تتخيل جميع تفاصيل وجهه,والمقارنة في نهاية المطاف لمعرفة مدى مطابقة عملية التخيل هذه مع الواقع.
ع-قبول الأعراض(تفيد في تدريب المتعالج بالنظر إلى ألمه الذي يعاني منه من منظور مختلف)
ركز انتباهك على ما يجري في بدنك,وعلى ما يعيق وعيك عندما تنتبه.لاحظ مثل هذا الشيء هو توتر عصبي نفسي(مثل تسرع ضربات القلب,أو توتر عضلي أو تشنج في المعدة).ولاحظ الأعراض التي لا تستسيغها وترفضها لأنها تزعجك,والمشاعر التي تنتابك ولا تبوح بها لأي فرد, وحتى لذاتك.
الآن اعكس حكمك ومفهومك لهذه الأعراض.فبدلاً من أن تسمي هذه الأعراض اضطراباً عصبياً سَمّها تهيجاً أو إثارة,ولاحظ, بعد هذا التبديل لهوية الأعراض , بالتسمية , ما إذا كنت أضحيت مستسيغاً لها.لاحظ كيف أن الأعراض تتغير لمجرد قبولك لها, وتصبح أكثر إدراكاً ووعياً لها.
ف-الأعراض المبالغ فيها (تفيد بالنسبة للأشخاص الذين ينشغلون انشغالاً مفرطاً بأعراضهم)
عليك هنا,المبالغة بالأعراض البدنية التي تشعر بها بدلاً من سعيك إلى إضعاف هذه الأعراض. فإذا ما شعرت بالتوتر, عليك الإمعان في وتيرته-وليكن مثلاً التوتر العضلي-وراقب ماذا يحدث, في وقت تثير أعراضك بدلاً من مناهضتها والتصدي لها لإضعافها. وقد تترك الأعراض لتأخذ طابع خلق نوع ما من الضوضاء والأصوات.ضخم هذه الأصوات بذهنك ومن ثم سيطر عليها من جديد لتخفض من توترها إلى أن تتلاشى وتغيب,واقرن ذلك بالاسترخاء.
ص-تنغيم الصوت humming(يفيد هذا التدريب في حال وجود توتر صوتي)
اجلس هادئاً,ودع نفسك متصلة بوظائف جسدك وبمشاعرك لفترة زمنية. عندما تكون جاهزاً للبدء بإحداث صوت"همهمة" بنعومة وهدوء بدون أن يترافق ذلك بنيّة القيام بأي عمل , نفذ ذلك, ودع
"الهمهمة الصوتية"هي التي تقودك.ركّز وعيك وانتباهك على هذا الصوت ,ومن ثم دعه يتبدل, وراقبه عندما يتغير في الحجم والنغمة.لا تحاول أن تتعمد تبديله.وكل ما عليك هو أن تعي تحولات مشاعرك وإلى أين تقودك, إذ تقودك إلى نغمة تعرفها,بل وتقترن ببعض الكلمات التي تتوارد إلى ذهنك.دع"الهمهمة"تخبو وتتلاشى,والجأ إلى الاسترخاء.عليك أن تعي شعورك من خلال ممارسة هذا التمرين, ولاحظ هل أضحيت أكثر استرخاءً من السابق عندما بدأت بهذا التمرين وذلك عن طريق تقويم إحساسات جسدك.
ق-التنفس( يفيد بخاصة فرط التهوية الرئوية ونوبات القلق)
ركّز انتباهك على تنفسك,ولاحظ جميع تفاصيل عملة التنفس,مستشعراً دخول الهواء من منخريك أو فمك,نازلاً إلى الحلقوم,ومنه إلى الرئتين.ارصد في دفترك كيف تتوسع معدتك ومن ثم تتقلص برفق عندما تتنفس,وكيف يتحرك قفصك الصدري.لاحظ الخبرات الأخرى التي تحدث في جسدك عندما تمارس هذا التمرين التنفسي.
الآن تخيل بدلاً من أنك تتنفس الهواء, أن الهواء هو الفاعل الذي يدخل بذاته إلى رئتيك.أي بتعبير آخر تخيل الهواء بذاته يتحرك فيدخل رئتيك,ومن ثم ينسحب ببطء.وتخيّلك هذا ينصب على الفكرة التي تتصورها وهي أن الهواء و الذي يتحرك ويدخل و أنت فقط تستقبله استقبالاً منفعلاً لا فاعلاً فلا تقوم بأي جهد.مارس هذه الخبرة لفترة زمنية قصيرة.بعدها قم أنت بعملية الاسترخاء,وناوب الدور بين الموقف الفاعل والمنفعل في العملية التنفسية.لاحظ قدرتك على لعب هذا الدور بالتناوب و إلى أية درجة تستطيع تنفيذه بسهولة.
ر-تبدل الصفة الجنسية(ينفع في معالجة مشكلات الهوية الجنسية)
تخيل أن نوعية جنسك قد تبدلت وانعكست.فإذا كنت ذكراً,أنت الآن أنثى والعكس بالعكس.لاحظ كيف يكون جسمك في هذا التبديل التخيلي,وبخاصة الأجزاء التي تغيرت "تخيلياً".إذا ما وجدت ان مثل هذا الدور التخيلي الذي تلعبه صعب عليك ,قل لنفسك:"لا أستطيع ذلك".لاحظ ما هي الأفكار التي تلي ذلك عندما تقول لنفسك المقولة السابقة.إذا ما قبلت هذا الدور,تخيل ماذا سيكون عليه الأمر في حياتك الجديدة .كيف يكون تبدل الحياة؟ماذا تفعل بصورة مختلفة عن السابق الآن بعدما تبدّل جنسك؟ما هي مشاعرك وإحساساتك إزاء هذا التغير؟استمر في تخيّل هذه الخبرة وعش فيها لعدة دقائق.ومن ثم عد مرة ثانية إلى حقيقة جنسك الأصلي واستشعر بما أنت فيه من جنس حقيقي وليس تخيلياً. ترى ما هي أنواع الأشياء التي خبرتها عندما "تقمّصت"الجنس الآخر والتي لم تعد تشعر بها الآن؟هل كانت تلك الخبرة التقمصية التخيلية سارّة أم غير سارّة؟
ش-الاتصال مع الذات(التمرين على الحوار الداخلي الذاتي)
يمكنك إقامة اتصال بين الأفكار المجزأة والمشاعر الخاصة بذاتك بحيث تصبح في حالة اتصال أكثر تماسكاً مع الواقع المستمر.فالمطالب التي تمليها على ذاتك أو الصادرة عن الغير وتبدو مختلفة, من شأنها أن تضعف اتصالك بما تمارسه فعلاً وواقعاً,وبالتالي تبدأ عملية التصرف تصرفاً مختلفاً عمّا تشعر به ومن خلال لعب الأدوار, إذ في مقدورك أن تتصرف بصورة أعنف و أقسى,أو بالعكس بصورة ألطف مما تشعر.
لتنفيذ ذلك,اجلس جلسة مريحة على كرسي,و أغمض عينيك,وتخيّل أنك تنظر إلى ذاتك,وهي تجلس أمامك.شكل صورة بصرية لذاتك وكأنك تعكسها على المرآة.لاحظ كيف تجلس,وماذا تلبس,ما نوع تعبيراتك الوجهية.وبهدوء انتقد صورة ذاتك التي تراها في المرآة و كأنك تتكلم مع شخص آخر.أعلم هذه الذات التي تجسدها أمامك(وهي ذاتك طبعاً) ما يجب ان تفعله وما يجب أن تتجنبه.حضّر لائحة طويلة و أنصت إلى صوتك عندما تقرأ محتويات هذه اللائحة التي تمليها على ذاتك.لاحظ كيف يسمع صوتك,وكيف تشعر عندما تتصرف على هذا النحو.
بعد ذلك تخيّل أنك بدّلت المكان فأصبحت ذاتك التي تتصورها أمامك في المرآة هي مكانك وأنت ذهبت لتحلّ محلّ الأولى(تبادل الأمكنة),وبهدوء أجب على الانتقادات.لاحظ ماذا تقول ردّاً على هذه التعليقات الانتقادية .كيف حال لحن صوتك,وكيف تشعر عندما تجيب على هذا الانتقاد؟ الآن بدّل الدور مرة ثانية واعكس الآية لتكون الناقد من جديد.عندما تستمر في حوارك الذاتي لاحظ جميع التفاصيل:كيف تشعر بدنياً في كل دور تلعبه,وكيف يختلف المتكلمان.فهل يا ترى تتكلم مع شخص آخر فعلاً، أم أنك تتجنب الاتصال الحقيقي والمواجهة؟هل تسمع مثلما تتكلم؟أم أنك تذيع فقط؟
ما هو شعورك إزاء المتكلم الآخر عندما تتكلم؟عليك أن تعلم المتكلم الآخر بذلك,وترى كيف يرد أو يستجيب؟هل تعرف الصوت الذي ينتقدك ويقول عليك أن تفعل ذلك أو لا تفعل؟ سلّط هذا الوعي على المحادثة الجارية بينك وبين ذاتك الأخرى. واستمر في هذا الحوار لعدة دقائق.هل تلاحظ وجود تبدلات عندما تتابع هذا الحوار؟
ت-نعم-كلا(ينفع هذا التدريب لتسهيل التدريب على تأكيد الذات)
مرة ثانية,فتّش عن مقعد مريح واسترخِ بالجلوس في وضعية مريحة وأغمض عينيك, وركز وعيك على بدنك وداخل بدنك.لاحظ ما هي أجزاء بدنك التي تندمج مع وعيك ,وما هي الأجزاء التي تبدو غامضة غير متميزة.وحالما تصبح أكثر وعياً بالمنطقة الموترة من بدنك,حاول أن ترخي هذه المنطقة وتزيل هذا التوتر.
ركّز انتباهك الآن على تنفسك,ولاحظ جميع عمليات التنفس وتفاصيلها. استشعر بالهواء يتحرك في منخريك أو فمك,ومنه إلى البلعوم والحنجرة,ولاحظ كيف يتحرك صدرك خلال التنفس.تخيل عملية تواتر التنفس اللطيفة مثل الموج الذي ينسكب على الشاطئ الرملي,وكل موجة منسكبة تمسح وتغسل بعض التوتر الموجود في بدنك,فتنعم بالاسترخاء وبالسكينة والهدوء.
عليك أن تعي تنفسك الطبيعي,وتتخيل في كل تنفس أنك تغسل بقايا التوتر الموجود في جسدك, بحيث تنعم بمزيد من الاسترخاء والسكينة والهدوء.
الآن تذكر موقفاً نوعياً سبق وقلت فيه حكمة "نعم",ولكن في واقع الأمر تقصد أن تقول "كلا"في داخل نفسك,أي أنك تقبله ظاهراً ولكنك ترفضه في قرارة نفسك. تخيل هذا الموقف بالذات و كأنه يحدث الآن. أين أنت في هذا الموقف التخيلي؟كيف يبدو لك المحيط؟كيف تشعر؟ من هو الذي معك في الموقف التخيلي الآن؟عمّ تتكلم معه؟ حاول أن تتصل مع هذا الموقف و كأنه واقعي,يحدث الآن.ثمّ ركّز تفكيرك عندما تقول له "نعم"لاحظ ما هي نبرة الصوت التي تستعملها عندما تقول له "كلا"؟ما هو شعورك عندما تلفظ هذه الكلمة؟كيف يردّ الشخص الذي تتخيل أنك تتكلم معه بعد ما قلت له"كلا"؟الآن ما هو شعورك إزاء ردّ فعله,وبماذا تجيبه؟
بدّل الدور,وكن الآن في مكانه,أي الشخص الذي تسمع من شخص آخر أنه يقول لك"كلا". ما هي نوعية هذا الشخص الذي تشعر به,وكيف تشعر؟ماذا تقول ردّاً على كلمة "كلا"التي تسمعها,وما هي لهجة الصوت التي تستخدمها؟ الآن وقد عدت إلى ذاتك ثانية,هل شعرت بالفرق بين ذاتك الحقيقية والذات الأخرى التي" تقمصتها"؟هل لمست أنك أكثر قوة بنفسك الأصلية,أم بذات الشخص الآخر الذي"تقمصته"؟تكلم مباشرة إلى ذاك الشخص(الذي سبق أن"تقمّصته"وتتخيله الآن) وأخبره كيف تتميز عنه.الآن تعود لتتقمص دور الشخص الثاني الذي تتخيله فتكون بدلاً عنه وتستمر معه بالحوار.
دع ذاتك تعيش هذه الخبرة المتناوبة مزدوجة الشخصية.وكلما أمعنت في الحوار ناوب ذاتك مع الذات الأخرى التي تحاورها مناوبة متواترة,تتكلم معها وتتكلم معك,ثم تعود إلى ذاتك الأصلية و تتكلم مع الذات الأخرى.عاين نوعية التفاعل القائمة بين هاتين الذاتين.هل تتصارع معها أم تحاورها؟أم أنك بدأت الاتصال معها اتصالاً تبادلياً؟ هل تعي بالشيء الذي لم تفصح أو تعبر عنه؟ما الشيء الذي تمسكه فلا تبوح به؟عبر عن مشاعرك:كيف يشعر كل فرد إزاء الآخر؟وإذا كان هذا صعباً, قل:"إنني أمسك شيئاً حتى الآن فلا أقوله ولا أفصح عنه",ومن ثم قل شيئاً ما عنه وبالقدر الذي تستطيعه.
استمر في الحوار المتبادل لمدة عدة دقائق,واحصل على مزيد من الخبرة من خلاله حدد مزيد من الوقت لتستوعب هذه الخبرة التخيلية الهامة.أطلب منك الآن أن تفتح عينيك,وتتصور أن هذه الرحلة الحوارية شيء واقعي حدث لك.فما الذي استفدته من هذه الخبرة التي كان فيها الحوار قائماً دوماً على كلمة"نعم"و"كلا".بعدما فتحت عينيك,دع نفسك تتكلم عن تلك الخبرة بالشخص الأول الحاضر(أي المباشرة باستخدام الضمير"أنا").
ث- وعي حركات الوجه(هذا التمرين مفيد للمتعالج الذي يعاني من عرّات عصبية ومن اضطرابات الكلام أو التأتأة)
كالعادة,اجلس على مقعد مريح و أغمض عينيك,وركز انتباهك على وجهك.استشعر بالإحساسات الصادرة عن مختلف أجزاء وجهك.لاحظ التوتر أو "الشدّ" في وجهك ,وما هي أجزاء وجهك التي يكون فيها الإحساس متميزاً أو غامضاً.ثم استشعر ذاك الجزء من وجهك الذي يبرز وتحسّ به إحساساً قوياً أكثر من غيره.ركّز انتباهك على هذا الجزء,وتحسّسه بخيالك,فما هو التعبير أو الحركة التي تظهر منه؟اترك هذا الجزء من وجهك "يتصرف"كيفما يحلو له بدون أن تتدخل بحركته, وركز انتباهك على أي شيء يظهر منه ويتطور.ترى ما الذي يعبر هذا الجزء من وجهك عنه؟إذا كان يتكلم بصمت,ترى بماذا يتكلم؟
تخيل الآن انك أصبحت جزءاً من وجهك (عملية"تقمّص"),عليك أن تتعرف على هوية ذاك الجزء ,ماذا تقول له؟انخرط بهذه الخبرة "التقمصية "بكل جدّية لتكون جزءاً من وجهك .بماذا تكون عليه حياتك؟ماذا تفعل؟ماذا تشعر؟ما الشيء الذي تحاول عن أن تعبر عنه؟.بعد لحظة سأقول لك:افتح عينيك وحاول المشاركة بما اكتشفته,معبراً عن مشاعرك لأول شاهد موجود و كأن ما تخيلته حدث الآن .صف الذي أصبحت تعيه في وجهك,وأظهر ذاك أنه تعبير وجهك,إضافة لما حدث لك و أصبحت تعيه عندما كنت تركز انتباهك على ذلك الجزء من وجهك. وبما أننا نتصل بالناس الآخرين من خلال تعبيرات الوجه عادةً, فإنه من الأهمية بمكان أن نتصل بهم من خلال المشاعر و الإحساسات التي تبدو في وجوهنا. لذلك أعطِ لنفسك عدة دقائق لتعي تماماً ماذا يجري في وجهك من حركات كي تعيد اتصالك بما يحدث لك ,وبما لا تعبر عنه.
خ-حوار اليد(يفيد بخاصة لتوسيع الوعي الخاصّ بتكامل وظائف البدن)
أغمض عينيك,واجلس جلسة مريحة على كرسي مريح بحيث يسمح لك باستعمال كلتا يديك.ركّز انتباهك نحو الداخل معزولاً عن المنبهات الخارجية حتى تكون أكثر وعياً لوظائف بدنك ونشاطاته.لاحظ أجزاء بدنك التي تندمج في سياق وعيك,وما هي الأجزاء التي تبقى خارج الوعي.الآن اطوِ يدك بشكل تكون معه مستريحاً وركز انتباهك عليهما.ما إن تتصل بانتباهك بيديك حتى تصبح واعياً لإحساساتك التي تصدر عن يديك.ما هي العلاقة البدنية بين يديك؟ هل تتفاعلان بصورة ما؟ دع يديك تبدآن بالحركة قليلاً إذا كانتا متفاعلتين,وتتحادثان بصمت.كيف تتحركان وكيف تشعران؟الآن ترجم حركاتهما بكلمات و كأنهما تتكلمان بصوت منخفض جداً. تصور أنك أنت أصبحت اليد اليمنى("تقمّص")فماذا تقول؟ماذا تجيب اليد اليسرى عليك بكونك أنت يداً؟كيف تشعر بصفتك الآن يداً يمنى؟كيف تختلف اليد اليسرى؟أخبر اليد اليسرى كيف أنت تختلف عنها(بكونك يداً يمنى).
الآن انتقل إلى دور آخر:أصبحت اليد اليسرى(عملية"تقمّص"لليد اليسرى).قل لليد اليمنى كيف تشعر كيد يسرى,وكيف تبدو مختلفاً عن اليد اليمنى. ماذا تقول كيد يسرى؟ماذا تجيبك اليد اليمنى؟ماذا يجري بينكما من حديث؟ وأنتما مستمران في الحديث,ركز انتباهك على كلتا يديك,و اوجد الكلمات المناسبة للتفاعل(عملية تشخيصية).بدّل الدور لتكون تارة اليد اليمنى وتارة أخرى اليد اليسرى حالما ترغب ذلك, وإذا كان لا يوجد ما تقوله لليد الأخرى, قل لهاليس لدي ما أقوله لك), وانتظر جواب اليد الأخرى.
أعطِ لنفسك فرصة لتفكر و أنت تغلق عينيك لتمتص هذه الخبرة التخيلية التي عشتها.بعد لحظة سأطلب منك أن تفتح عينيك,وتقول ما خَبِرتَه وعشته للشخص الأول الحاضر معك و كأنه الحوار حدث فعلاً في الواقع الآن.تكلم عن يديك لكن ليس بصيغة الماضي (لا تقل :كنت),ولكن بصيغة الحاضر"أنا الآن" مثلاً, تقول و كأنك الآن أنت اليد اليمنى"أغطّي الآن اليد اليسرى,أشعر بالثقة والحماية, وأقول لليد اليسرى كذا...".افتح الآن عينيك ,واسرد هذه الخبرة وما دار من حديث كما تخيلته.
ذ-تقدير الاستياء(ينفع هذا التدريب في المشكلات المتصلة بالعلاقات)
أغلق عينيك,فكّر بالشخص الذي تكرهه,أو الذي يزعجك,وينغص علك حياتك.تخيّل ذلك الشخص الذي تكرهه وهو أمامك,تنظر إليه:عاين ماذا يلبس,وكيف يبدو وجهه,وكيف ينظر إليك.عبّر عن استيائك مباشرة منه وفي وجهه.وعندما تقول الأشياء التي تكرهها فيه,كن نوعياً.حاول أن تحصل على الإحساسات التي تحاول أن تنقلها إليه.خذ الوقت الكافي لتخاطبه في وجهه,وبحضوره,عن جميع الأمور التي تستاء منها والصادرة عنه.بدّل كلمات الاستياء والنقمة التي وجهتها له بكلمة "تقدير"توجهها إليه.فكّر بعد ان بدّلت لهجتك تبديلاً معاكساً,ولاحظ كيف تشعر بفعل هذا التبديل. فكّر بعد ان بدّلت لهجتك تبديلاً معاكساً,ولاحظ كيف تشعر بفعل هذا التبديل.انظر هل حصلت على ادراك ووعي لذلك. مثلاَ,إذا كان استياؤك بالصورة التاليةأكره ضعفك لأن لدي أشياء أرغب بتنفيذها من أجلك),فبإمكانك أن تقولأقدّر ضعفك ,فإنه يجعلني قوياً وقادراً على المقارنة).وبهذا تكتشف بعض التقدير لما تكره.
10-التخيل الموجه Guided imagery
تمثّل عمليات التخيل الموجه خبرات لا تزيد في إغنائها فقط القدرة التخيلية ولكنها أيضاً تساعد المتعالج على إزالة عوائق المقاومة القوية التي تعترض تبديل سلوكه.وعندما يوجه المعالج المتعالج نحو تخيل المشاهد والمناظر النوعية الموجهة,فإن هذا الأخير يكتشف العلاقة القائمة بين
ذاته و أعراضه.ثم إن توجيه انتباه الفرد نحو الداخل(أي نحو ذاته) ليعاين دوافعه ونزعاته وتوقعاته,من شأنه أن يمنحه منظوراً يزيد زيادة دراماتيكية في عملية استبصاره لذاته ووعيه لها, وبالتالي يسهل عملية تبديل السلوك.
والحوار الجاري بين النفس والجسد, والعلاقة القائمة بين التفكير والإحساس ينفع بخاصة في تحديد الأهداف والأفضليات في تبديل السلوكيات:اجلس على مقعد في حالة استرخاء,مغمضاً عينيك,ودع عين ذهنك وخيالك تجول وتطوف فتتصور حيواناً يخرج من رأسك,وآخر يخرج من معدتك.ما هذان الحيوانان؟صِفهما,تصور أنهما يسيران معاً,بعد أن خرجا من جسدك,على طريق ترابي يتحادثان.أحدهما قال شيئاً للآخر والثاني أجابه.ماذا قالا؟في نهاية حديثهما,ودعا بعضهما و أخذ كل واحد طريقه لوحده.
الآن ماذا يعني هذان الحيوانان بالنسبة لك؟هل يمثل الحيوان الذي خرج من رأسك ذاتك ودماغك(الجانب التفكيري),وبماذا يرمز بالنسبة إليك؟وإذا كان الحيوان الذي خرج من بطنك يمثل أحشائك(الجانب الحسي),حينئذ عليك أن تستكشف معنى هذا الحيوان وهل يمثل مشاعر الأحشاء والأمعاء؟
عندما سارا في الطريق يتحادثان,هل تكلما بروح الأخوة والصداقة؟هل كانا يتجادلان بأمور يختلفان بها؟ هل كانا متكافئين؟هل يخاف أحدهما الآخر أو يتسلط أحدهما على الآخر؟كيف كانت علاقتهما وطبيعتها؟هل كانت العلاقة منسجمة متلائمة طوال سيرهما معاً على الطريق الترابي؟ عندما ودّعا بعضهما وانفصلا هل كان الوداع أخوياً أم عدوانيّاً؟عن انفصلا عن صداقة أكثر قوة من قبل أن يتلاقيا أم ساءت علاقاتهما وتدهورت بعد أن انفصلا؟هل انفصلا بهدوء وسكون أم بصراع ومواجهة حادة عدوانية؟هل كان هناك ما يوحي أن صداقتهما ستستمر بعدما افترقا أم أضحيا عدوّين جاهزين للتصادم والصراع؟هل هناك ما يوحي أنهما سيتلاقيان معاً مرة ثانية؟الآن , ماذا استخلصت وتعلمت من هذه العلاقة القائمة بين تفكيرك ومشاعرك؟بين ذهنك وجسدك؟بين التفكير وأحشائك؟ هل هما متماثلان؟ هل هما متضادان؟هل هما عدوان أم صديقان؟ هل هناك توازن أم اختلال في القوة,هل هناك تضادّ؟ هل هذه الخبرة زادت من فهمك لذاتك؟
أ-المرآة
تخيل ذاتك موجودة في غرفة مظلمة وإلى جانبها مرآة كبيرة.تدريجياً أضحت الغرفة أكثر نوراً وضياءً بحيث أصبحت ترى صورة ذاتك منعكسة على المرآة.بدت الصورة مختلفة تماماً عما كنت تراها.انظر إلى الظلمة,ومن ثم دع الصورة تظهر عندما أخذ النور في الغرفة يتزايد.وأخيراً أصبحت قادراً على أن تراها بصورة واضحة تماماً.ماذا تشبه هذه الصورة الظاهرة في المرآة؟
ماذا تلاحظ في هذه الصورة؟ما هي وضعيتها وكيف تتحرك؟ماذا تشبه تعبيراتها الوجهية؟ ما هي المشاعر والمواقف التي تعبر عنها هذه الصورة؟ما هو شعورك تجاهها؟
الآن تكلم بهدوء إلى الصورة,وتخيل أنها قادرة على الكلام معك:ماذا تقول لها وكيف تجاوبك؟وما هو شعورك نحوها عندما تتكلم معها؟تبادل الدور مع هذه الصورة,وضع نفسك في مكانها.أصبحت أنت الصورة الآن.ماذا تشبه كصورة؟ ماذا تشعر؟ ماذا تقول لذاتك عندما تستمر في الحوار بينك وبين ذاتك؟أوجد الصلة بينكما وحاول أن تكتشف المزيد من الخبرة بكونك أنت الصورة.وعندما تتبادل الدور ذهاباً وعودة تبادلاً متناوباً بينك وبين ذاتك الصورة,تابع الحوار والتفاعل معها.هل تلاحظ وجود أية تبدلات بالمقارنة معها عندما شاهدت الصورة لأول مرة؟ما هو شعورك نحو هذه الصورة الآن؟هل يوجد شيء ترغب أن تقوله لهذه الصورة قبل أن تودعها؟
الآن,قل لها وبهدوء"الوداع",وعد إلى وجودك الحقيقي في هذه الغرفة.اجلس هادئاً مع هذه الرحلة التخيلية التي قمت بها واستنتج منها الخبرة.
ب- الرجل الحكيم الواعظ
تخيل ذاتك وهي تمشي في طريق جبلي ليلاً.القمر بدراً يسمح لك أن ترى بضيائه امتداد الطريق الجبلي بسهولة ويسر.ماذا يشبه هذا الممر,وماذا ترى حوله؟ كيف تشعر وأنت تمشي في هذا الممر الذي يقودك إلى الجبل؟ إلى الأمام يوجد ممر فرعي جانبي يؤدي إلى كهف يقطن فيه رجل حكيم واعظ يستطيع أن يجيبك على أي سؤال تطرحه عليه.انعطف نحو هذا الممر الفرعي وسر إلى هذا الكهف,ما إن تصل إليه حتى تجد موقداً نارياً صغيراً في مواجهة الكهف.
وبصعوبة نسبية تستطيع أن ترى هذا الرجل الحكيم بواسطة نور شعلة الموقد المتراقصة.ضع في الموقد حطباً و أعواد أشجار واجلس بجانب الموقد هادئاً.عندما يزداد لهيب الموقد وتتصاعد ألسن النار منه ستتمكن من رؤية معالم هذا الرجل بوضوح أكبر.
راقب عينيه ووجهه وجسمه ولباسه.اطرح عليه سؤالاً هامّاً بالنسبة إليك,وفي الوقت نفسه استمر في مراقبته وكيف يستجيب إلى سؤالك.قد يجيبك ببعض الكلمات أو بالإشارات والحركات,أو بتعبير وجهه.أو قد يريك شيئاً ما. ما هي الإجابة التي صدرت عنه؟فكر بالجواب من جميع وجوهه.الآن اعكس الدور,أصبحت أنت الرجل الحكيم.كيف تحس وتشعر وبماذا تشبه حياتك؟ما هو موقفك من الزائر الذي يسألك؟وما هو شعورك نحوه,وماذا تقول له إما بالكلام,أو بالإيماءات والإشارات؟الآن تعود إلى ذاتك مرة أخرى وتتابع الحديث مع الرجل الحكيم.هل تفهم ماذا يقول لك؟هل لديك أسئلة أخرى تود أن تطرحها عليه.ما هو شعورك تجاه هذا الرجل؟بعد قليل ستقول له الوداع,لذا قل له أي شيء ترغبه قبل رحيلك.وعندما توشك على وداعه تجده وقد التفت,ومدّ يده إلى داخل حقيبة جلدية موجودة خلفه و أخرج منها شيئاً و أعطاه لك هدية. نظرت إلى هذه الهدية.ما هو شعورك تجاه هذا العطاء الصادر عن هذا الرجل؟ عبّر عن هذا الشعور وودّعه.وما إن أقفلت عائداً مبتعداً عن بيت هذا الرجل حاملاً هديته,حتى أخذت تلتمس طريق العودة إلى الطريق السابق الذي كنت تمشي عليه,وفي الوقت نفسه أخذت تحاول أن تتذكر الطريق الذي يؤدي إلى هذا الرجل لنزوره مرة أخرى عندما تسنح لك الفرصة.أنت تركز انتباهك حول ما يحيط بهذا المكان من الأشياء.
و أنت ما زلت مغمضاً عينيك احمل هدية هذا الرجل إلى غرفتك و عاينها تفصيلاً.الآن أنت أصبحت هدية.صف ذاتك كهدية.ماذا تشبه هذه الهدية؟كيف تشعر بكونك هدية؟ ما هي سماتك و نوعياتك كهدية؟ ماذا تفعل وكيف يمكن استخدامها؟الآن عدت إلى ذاتك الأصلية مرة ثانية.انظر إلى الهدية,وفتش عن شيء تستطيع أن تكتشفه حيال هذه الهدية.هل لاحظت أي شيء جديد فيها؟ أو أية تفاصيل لم تلحظها من قبل؟الآن ضع جانباً هذه الهدية.
ج-البحث أو التفتيش
تخيّل أنك تفتش عن شيء هام بالنسبة إليك.قد تجول في ذهنك فكرة أن ما تفتش عنه تعرفه أو لا تعرفه.و أن كل ما تعرفه هو أن ما تفتش عنه هام بالنسبة إليك,وأن حياتك ستكون ناقصة ما لم تعثر عليه.أين أنت الآن عندما بدأت بعملية التفتيش؟ أين تفتش وكيف تفتش؟ماذا حدث لك؟ صف العقبات والعثرات التي تعيق عملك التنقيبي؟ كيف تواجه العقبات وتتصدى لها؟ وكيف تتعامل معها؟ما هي البدائل التي سعيت إليها؟وأنت مستمر في عملية البحث,إلى أي مدى أصبحت قريباً من الوصول إلى الهدف؟قد تجد أن التفتيش يتبدل كلنا أمعنت في البحث,وحتى لو لم تصل بعد إلى هدفك,قد تكتشف المزيد عما أنت تفتش عنه.قد تكون قادراً على رؤيته من بعد,ومع ذلك تجد ما يمنعك من الوصول إليه.ماذا يشبه هدفك,وبماذا ينفعك عندما تصل إليه وتناله؟هل الهدف هو ذاتك التي تحاول الوصول إليها أم هو وسيلة للوصول إلى شيء تطلبه؟عندما تعود على رشدك في الغرفة التي تجلس فيها,اجلس هادئاً مستبصراً بالخبرة التخيلية قبل أن تفتح عينيك.
د-تخيل الجنون
أغلق عينيك ووجّه انتباهك إلى الداخل,ومن ثم تخيل أنك أصبحت مجنوناً.دع نفسك "تتقمّص" لجنون تخيلياً,واكتشف خبرة الجنون.ما هي الأشياء التي تفعلها خلال جنونك,وكيف تشعر حيالها؟أين أنت؟راقب جميع تفاصيل خبرتك الجنونية,وكيف تتصرف وتتفاعل مع الناس؟ما معنى الجنون بالنسبة إليك؟و ماذا يفعل بك؟الآن"تقمّص"شخصية العاقل المتزن السوي,ماذا تعني خبرة الجنون التي" تقمصتها"ومثّلت دورها؟ إذا كنت قد فقدت السيطرة النهائية على ذاتك و أنت تمثل دور المجنون,فأنت الآن في شخصية المتزن العاقل بحالة سيطرة تامة على سلوكك,فماذا تعني السيطرة عندك,وكيف تتصرف وتتفاعل مع الناس؟ثم كيف يتصرف الناس معك؟ دع ذاتك تارةً"تتقمّص"دور المجنون وتارة أخرى دور العاقل المتزن.ومن ثم افتح عينيك.
هـ-الشخص الآخر
مرة أخرى أغلق عينيك ودع ذاتك تتخيل بوضوح بالقدر الذي تستطيعه.سأوحي لك ببعض الصور لإثارة بدء التخيل.هناك شخص يجلس إلى يمينك ونحو الخلف,تلفت إلى اليمين لتتعرف
عليه,وتعاين جميع تفاصيل ملامحه وهويته.ماذا يلبس؟ كيف يبدو؟ ما هي تعبيرات وجهه وهيئته؟ ما هي الأشياء الأخرى التي تلاحظها فيه؟
هناك أيضاً شخص آخر وراءك وإلى اليسار.التفت إلى يسارك لتتعرف على هويته ولباسه وهيئته وملامحه وتعبيراته,والأشياء الأخرى التي تلاحظها فيه.دع هذين الشخصين يتلاقيان وجهاً لوجه ويقفان أمامك.لاحظ كيف يتحركان ويتفاعلان مع بعضهما.لاحظ ماذا يفعلان وعمًا يتكلمان.لقد أصبحت تعي جميع تفاصيل تفاعلاتهما.
أنت الآن "تتقمّص"ذات(شخصية)الرجل الموجود على يمينك.كيف تبدو وكيف تشعر؟ماذا تقول للشخص الآخر؟وما هو شعورك نحوه؟الآن بدّل الدور لتصبح الشخص الآخر في الحوار ما هو شعورك عندما تتقمص شخصيته؟وما هو شعورك تجاه الشخص الآخر؟خلال متابعتك الحوار لفترة زمنية"تقمّص" تارةً شخصية أحدهما وتارةً أخرى شخصية الآخر "تقمّصاً"متناوباً. دع التفاعل في الحوار يستمر,ولاحظ ماذا اكتشفت في عملية التقمص هذه لكل واحد منهما.هل تعلّم كل واحد من الآخر شيئاً؟هل التفاعل الآن مختلف عما كان عليه في البداية؟ودّع الشخصين ,وعد إلى وعيك,وافتح عينيك.
11-التنويم
التنويم تعبير غامض وغير محدد,لذا فما زال موضوع جدال وحوار. وهناك من يجد فيه الفائدة العلاجية,وإن كان هذا غير مجمع عليه.وهناك الكثير من الأسباب التي جعلت التنويم الذاتي أسلوباً غير مقبول من الوسط الطبي والسيكولوجي,أو حتى من قبل العامة.
أحد هذه الأسباب الرئيسية هو اقترانه بأجواء الشعوذة والسحر,والتنويم المغناطيسي على المسارح.إذ يلجأ المنّوم المغنطيسي إلى الحيل في التنويم,فيثير التوتر بالتركيز على النواحي الروحانية.لذا أخذ الناس ينظرون إلى التنويم على انه أمر مخيف ومرعب,يفقد الإنسان معه إرادته وسيطرته على ذاته,فيقوم بأعمال خرقاء سخيفة نتيجة لاستلاب إرادته,كالنقنقة مثل الدجاج و الفراخ , أو الارتجاف من البرد.
وعلى أية حال,إن التنويم مقرون عند الناس بالسحر والأمور الروحانية,ويفقد الإنسان فيه سيطرته على ذاته,ويكون المنوَّم تحت تأثير إرادة المنِّوم.وواضح أن جميع الأمور التي يقوم بها المنوِّم على المسرح هي ليست بالضرورة حقيقة وصحيحة.
أما السبب الثاني الرئيسي فهو أنه يتضح حتى الآن ما هو التنويم وماهيته.لقد أخفقت الأبحاث في تحديد صدق تأثيراتهvalidity ,إذ أبانت بعض الدراسات العلمية أن ما يمكن إنجازه تحت تأثير التنويم يمكن الوصول إليه أيضاً وبصورة متساوية متعادلة خلال حالة اليقظة بينما اشارت دراسة أخرى إلى إن موجات الدماغ التي تتبدل خلال حالات الوعي المختلفة لا يمكن تمييزها عند الأفراد إذا كانوا منومين أو غير منومين.
والسبب الثالث أن التنويم قدّم على أساس دواء عام panacea لأنواع كثيرة من المشكلات والاضطرابات.فالكثير من الكتب التي تكلمت عن التنويم,أبانت أن الإنسان في مقدوره أن يتعلم خلال دقائق معدودة كيف يزيل بواسطة التنويم جميع الأمراض والعلل,إلا أنه عندما اتضح أن مثل هذا القول كان محض هراء,أو أن التنويم ليس بالصورة التي يطرحها مروّجوه,فقدت هذه الطريقة الاهتمام بها في الوسط المهني والشعبي معاً.
إن النظرة الحديثة إلى التنويم(وهذا الذي يهمنا عند الكلام عن التنويم) ترى أن جميع التأثيرات,مثل التأثيرات الذاتية,ليست أموراً سحرية,فالتنويم ينظر إليه على أساس إحساس عالي الدرجة لقابلية الإيحاء. تحت مستوى منخفض من الإثارة والتوتر,وبتأثير الانتباه أو الوعي المركز و الإيحاءات المعدّة لزيادة التعاون,ويكون المنَّوم قادراً على القيام بأعمال يعتقد أنه لا يستطيع القيام بها وهو في حالة اليقظة التامة.ومع هذه الرغبة المتزايدة في محاولة القيام بما هو مطلوب منه,عيه أيضاً أن يفهم أنه يستطيع تنفيذ مطلبه تماماً وبالأسلوب نفسه الذي يطبقه المنوِّم عليه. فهذه النظرة ترى أن جميع ضروب التنويم هي عملية تنويم ذاتي,وأنها مسألة مهارة يمكن للفرد أن يخلقها ويكتسبها ويطوّرها ويستخدمها من اجل الحصول على التأثير الذي يفيده.




أماني قبيطري +أمل






التوقيع :
أجمل فن في هندسة الحياة أن تبني جسراً من الأمل فوق نهر من اليأس
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
  • إرسال الموضوع إلى ارسل الموضوع الى Facebook ارسل الموضوع الى Facebook
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Google ارسال الى Google
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Digg ارسال الى Digg
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى del.icio.us ارسال الى del.icio.us
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى StumbleUpon ارسال الى StumbleUpon

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
الارشاد, التدخل, النفسي, فنيات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
دراسات سابقة مفيدة زهرة البيلسان المكتبة التربوية 11 11-13-2013 12:24 PM
دراسات سابقة مفيدة لمشاريع التخرج و حلقات البحث زهرة البيلسان قسم البحث العلمي 7 11-03-2010 06:22 PM
من فنيات الإرشاد النفسي فنية الإيحاء عمار @تسونامي@ دليل المرشدين النفسيين والاجتماعيين 0 07-23-2010 02:10 PM
الاحتراق النفسي لولي الصحة النفسية 6 07-15-2010 04:14 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd diamond