علامات كلية التربية حلب الفصل الثاني 2012


التسجيل قائمة الأعضاء البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة
المكتبة التربوية اكتب اسم البحث لتحصل على المساعدة منتدى الحقوق


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 07-23-2010, 02:28 PM   رقم المشاركة : 1
عمار @تسونامي@
سيكيولوجست
 
الصورة الرمزية عمار @تسونامي@





 

آخر مواضيعي

عمار @تسونامي@ غير متواجد حالياً

عمار @تسونامي@ is a jewel in the roughعمار @تسونامي@ is a jewel in the roughعمار @تسونامي@ is a jewel in the roughعمار @تسونامي@ is a jewel in the rough


افتراضي من فنيات الارشاد النفسي السيكودراما

السيكودراما

مخطط البحث:

أولا: المقدمة
ثانيا:العرض ويتضمن:
1- تعريف السيكو دراما
2- مكونات العلاج بالسيكودراما
3- خطوات العلاج السيكو درامي
4- مراحل العملية السيكودرامية
5- التكنيكات السيكودرامية
6- نظريات السيكو دراما
7- النظريات الحديثة في السيكودراما
8- الدور العلاجي للسيكودراما
9- نقاط هامة حول نجاح السيكو دراما
10-تطبيقات للسيكودراما لعلاج بعض الإضطرابات النفسية
ثالثا:الخاتمة
رابعا:المصادر والمراجع




المقدمة:
قدم العاملون في مجال العلاج والإرشاد النفسي على مستوى العالم العديد من
الاستراتيجيات والأساليب النفسية والعلاجية والإرشادية والتي تساعد المعالج النفسي لتقديم يد العون ومساعدة الفرد على تقبل حياتة وتجاوز مشكلاته والتعامل معها بطرق علمية تطبيقية وقابلة للقياس والتطبيق في جميع المجتمعات. ومن ابرز الوسائل العلاجية ما قدم من العاملين في مجال التحليل النفسي والعلاج العقلاني الانفعالي والعلاج المعرفي والعلاج السلوكي والعلاج الجشتطلتي وتقنيات وأساليب السيكودراما وإيجاد استراتيجيات لحل المشكلات مثل نموذج ايجان وغيره من الأساليب النفسية العلاجية والتي تهتم بالدرجة الأولى على مساعد العميل وتقديم المساندة النفسية خلال الأزمات النفسية والتي قد يتعرض لها.
إن العالم العربي والمجتمع الخليجي على وجه الخصوص يعاني من قلة القائمين والممارسين للعلاج النفسي وفق ضوابط علمية وشروط مهنية معينة، ومما ساعد في عزوف المجتمع والقائمين على المؤسسات التربوية والإصلاحية والإنمائية إلى غير المهنيين والبحث عن حلول قد لا تكون ناجحة وذات دلالات عملية واضحة. ونتيجة لارتباط القائمين والمهتمين بعلم النفس في المؤسسات التعليمية والجامعية بالاهتمام بالإطار النظري والمنهجي والاهتمام بمدارس علم النفس إلى الاتجاه الشمولي والتربوي بالدرجة الأولى دون البحث عن استراتيجيات يمكن تقديمها للمجتمع والمؤسسات التربوية ذات الصلاحية والتي غالبا من تسعى إلى مؤسسات

خارجية وذات ثقافات في الغالب لا تتناسب وخصوصية المجتمع الخليجي بصوره واضحة


تعريف السيكو دراما :
يعرفها لوتز بأنها " هي الطريقة النشطة للوصول الى اعماق النفس " ولقد ولد هذا الاصطلاح ( أي السيكو دراما ) من كلمتين هما النفس ( Psycho ) ودراما Drama) ) ومعناها الفعل او الحركة. وبإختصار شديد فإن العلاج السيكو دراما هو شكل حي من اشكل استكشاف النفسفالسيكو دراما كلمة مركبة تعني الدراما النفسية وهي تطلق على شكل من أشكال المعالجة النفسية من خلال التقنيات المسرحية وعلى استخدام المسرح كوسيلة تربوية. وأول من استخدم هذه التسمية هو الطبيب النفسي الروماني مورينو Moreno حيث يتم استخدام التكنيكات الدرامية والتي يقوم فيها العميل بتمثيل أدوار ، قد تتعلق بالماضي أو بالحاضر أو مواقف حياتية مستقبلية متوقعة ، في محاولة للحصول على فـهم أكـثر عـمـقاً ( استبصار ) وتحقيق التفريـج (التنفيس (.
إن السيكودراما تحاول أن تمسك بالمحفزات والدفاعات التي يمكن ان نرى من خلالها الآخر في الكائن الإنساني . تماما كما تضع الأحلام يدنا على المشاعر الدفينة في اللآوعي ذلك أن احداثا تنطوي على دلالة وقيمة يتم تمثيلها على المسرح ، او يعاد تمثيلها . ومن ثم تساعد الافراد على ان يدركوا مشاعرهم الدفينة والتعبير عنها بحرية كاملة ، وتشجيع القيام بمسالك جديدة أكثر فاعلية (corsini , 1994 .P. 59 ) .
وتتميز السيكو دراما بطبيعة تفعيلية هي جوهر ما يعيشه المريض تحقيقا للرغبة في الواقع لافي المتخيل . كما أنها عن طريق التمثيل تحقق اشباعات بديلة للتوحدات النرجسية . والسيكو دراما هي الشكل الأساسي للعب الدور ، حيث يكون المريض هو ( بطل العرض ) والمعالج يؤدي وظيفته كمخرج Director والمعالجون المشاركون أو أعضاء الجماعة يقومون بلعب الأدوار الأخرى . أما الأدوار المساعدة فإنهم يجسدون جزء يتصل بالبطل مثل الحب او صورة في حلم . او يمثلون مظاهر الحياة الداخلية الخاصة ببطل العرض والنقطة الهامة هنا هي أن يتفاعل المريض مباشرة مع التجسيدات الممثلة للعلاقات بين الشخصية الداخلية
ويعتقد مورينو في تفوق القيمة العلاجية لتمثيل مشكلات الفرد اذا ماقورنت بالتحدث فقط عن هذه المشكلات . فتكنيكات مورينو تشجع التفاعل الشخصي والمواجهة والتعبير عن المشاعر في اللحظة الحالية واختبار الواقع . هذه المواجهة تحدث في سياق السيكو دراما مما يتمخض عنه تطويق لنماذج دفاعية مألوفة بصرف النظر عما اذا كان هذا الدور الذي يتم تمثيله يرتبط بحدث في الماضي ، أو بحدث يتوقع ان يتم حدوثه في المستقبل .
ان السيكو دراما عبارة عن حوار تلقائي متصاعد يكشف ويعرف الفرد نفسه بالوقائع التي قد تسهم في تقوية مواقفه وتمد امام عينيه بقع من ضوء(آفاق) تضع يده على اصول الداء والأعشاب الضارة التي نمت والتي عليه ان يستأصلها أو يقوم بتعديل متجهاتها ، وهذا هو هدف العلاج بالسيكو دراما وهدف كل علاج من وجهة نظر التحليل النفسي .
وتعد السيكو دراما طريقة علاج حية نشطة وفعالة وذلك عن طريق التعامل مع الماضي او مع المشكلات المتوقعة كما لو كان الصراع يحدث الآن فالمشاعر الشديدة القوة يتم اخراجها على نحو نموذجي وقد صممت هذه العملية بحيث تكون خبرة انفعالية سليمة وبعد حدوث مستوى كبير من الاستبصار يحدث التفريج فمع تحرر تلك المشاعر مثل اليأس والحزن والإثم فان كل المشاركين في السيكو دراما بما في ذلك جمهور المشاهدين يحققون مستوى جديدًا من الفهم للموقف المشكل الصراعي فهناك إذن عملية تفريج متكاملة في العلاج بالسيكو دراما لانه يتم تشجيع الفرد من خلالها على أن يتوحد مع مواقف ومشكلات الآخرين وبهذه الطريقة يجد الأشخاص الذين كانوا يرون أنفسهم في مواقف سابقة غير قادرين على الفرار من العزلة الإنفعالية يرون أنفسهم من خلال العلاج بالسيكو دراما كجزء من العلاقة القائمة مع الممثلين الآخرين المشتركين معهم في العمل الدرامي ومن ثم يحدث تعلم فعل السلوك لإن القوة المبالغ فيها مع الآخرين تصبح قوة معدلة للسلوك وذلك حين تمثل المواقف المتعددة والمتباينة التي تحيط بالصعوبة (الشناوي ,1996,ص125)
مكونات العلاج بالسيكودراما
إن للعلاج السيكودرامي مجموعة من العناصر الأساسية والأدوات والتي بدونها لا يمكن اعتباره علاجا سيكودراميا، كما يحتوي على عدد من الخطوات المحددة والتي تعطي في النهاية شكلا مميزا لهذا النوع من العلاج ، و قد حدد
Moreno (1954) هذه العناصر أو الأدوات بالاتي:
القائد A director
المجموعة The group
الممثلين A protagonist
المساعدات الإضافية والانا Auxiliary egos
المسرح A stage
وجميع هذه الأدوات تقوم على الترابط فيما بينها وتتراكب ككل متكامل للعملية العلاجية والتي من خلالها يمكن مساعده المجموعة التي يقوم عليها العلاج بصورة صحيحة (Karp,1998) .
1- القائد: غالبا ما يكون معالج نفسيا متمرس، لديه خبره عمليه وعلمية، يساعد على اتخاذ القرار، يهتم بأفكار أي فرد يبحث عن مساعده وحلول، اهم التي ينطلق منها القائد:
- بناء علاقات متبادلة داخل مناخ المجموعة
- ينظر إلى المجموعة ويتعامل معها ديناميتكيا وقياس فاعليه المجموعة عند أول جلسه
- يهتم ويساعد على اختيار الممثلين، ويحث على المحافظة على بعضهم البعض ومراعاة بعضهم لمشاعر البعض
- لا يقوم باختيار الموضوعات إطلاقا
- يقوم بوضع عقد علاجي مع المجموعة للجلسات ويكون قابل للتفاوض،
- يهتم بالعلاقة العلاجية الفعالة
- يقوم بتحضير المكان المناسب
- يعطى الحرية التامة للمثلين لأداء أدوارهم دون قيد أو شرط
- يهتم ويركز على السلوك غير اللفظي
- يهتم بالوقت وسلامة المكان المناخية
- يساعد الأنا الذاتية للممثلين على المشاركة
- يهتم ويركز على السرية التامة
- يستخدم الأساليب العلاجية الحديثة بناء على خبراته
- يركز على أن العملية علاج جمعي وليس فردي
- يقوم على إعداد وتهيئة الممثلين للدخول بالجلسات في كل جلسه نفسيه علاجية جمعية او جماعية
- يهتم بتنظيم الأدوار من خلال التفاعل وتقبل الأدوار بين المجموعة
- يسمح ويساعد الممثلين على استحضار التجارب الشخصية بطريقه تنفيسية
- يهتم بحماية المجموعة والأفراد جميعا من خلال المشاركات المتشابهة والخبرات بين الأفراد المشتركة وجدانيا ويهتم بعدم المقاطعة
- يشارك المجموعة بخبراته وتاريخ حياته
2- المجموعة:
هناك خلاف كبير لدى المختصين في حجم المجموعة التي ينتمي إليها الإفراد في العلاج بالسيكودراما، ولكن في الغالب يكون حجم المجموعة من 10 إلى 15 قد يكون خمسة أو 25 ولكن كلما قل العد كلما أمكن المشاركة الوجدانية والعملية أكثر.
تعتمد إدارة الجلسة بالنسبة للمجموعة بناء على أداء الممثلين فإذا كان الأداء عن إدمان الكحول كان الأداء اسريا وهكذا، كل فرد له الحق بالمشاركة وإظهار عواطفه وانفعالاته مع الآخرين( ضد الأسرة، الأصدقاء، المدير الخ..)
يحرص على استخدام دور واحد في كل جلسه علاجية
3- الممثلين : إن دور الممثلين يشبه تماما دور التمثيل على خشبة المسرح تقريبا، حيث ينظر إلى الأدوار لكل واحد منهم على انفراد، فالممثلين في العلاج الجمعي هم الأصوات التي تعلو أثناء قيام الآخرين بأدوارهم و حل مشكلات، تقمص شخصيات، أداء ادوار، انتقال إلى حقبات تاريخيه، الاستمرار حول النفس والذات. ومعظم الممثلين في مجال الأيتام يمكن اختيار مجموعات من الأيتام والتعامل مع خبراتهم السابقة ، وغالبا ما يراعى الفروقات في السن والخبرة الحياتية للممثلين وقدرة الأيتام على التصور العقلاني والمنطقي في إطار وحدود حل المشكلة التي يعانون منها.
كما إن الممثلين قد يكونوا اسر هولاء الأيتام أو يكونوا الأشخاص المحيطين بهم والذين يدخلون ضمن العملية العلاجية.

4- المساعدات الإضافية: أي شخص في المجموعة يمكن له إن يظهر ادوار أو يلعب ادوار دقيقه لأي فرد من أفراد المجموعة لا يستطيع الآخرون القيام بها، ويكون هذا الدور عاكس لحياة الفرد طبيعيا. هذه الأدوار عادة تكون خارجية مثل تقمص شخصية احد أفراد الأسرة أو الزملاء بالعمل، وهذا الدور يمكن إن يكون داخليا مثل تمثيل احد أقطاب الذات اما الجانب السيئ أو الحسن بصوره حركيه أو صوتيه.
5- المسرح: ويتمثل بالمكان المناسب للقيام بالعملية العلاجية على ضوء أداء الأدوار، وغالبا يشترط بالمسرح أو مكان انعقاد الأداء التمثيلي للعلاج بالسيكودراما توفر جميع الظروف وشروط العمل والسلامة الشخصية للمعالج والفريق الأدائي. فمثلا في مجال رعاية الأيتام ينصح بإيجاد مكان مناسب ويتوفر فيه أساليب السلامة والإضاءة والتكييف مما يشعر فريق العمل بالراحة والاطمئنان.(الشناوي,1992, ص34 )

خطوات العلاج السيكو درامي :
1 -
التسخين : - ويعرف بأنه "ظاهرة نفسية ويهدف الى اعداد المجموعة العلاجية من الناحية البدنية ، النفسية من اجل الوصول الى الجو العام الذي يجلب التلقائية " ويعرف مورينو التلقائية بأنها "استجابة جديدة لموقف قديم او استجابة مناسبة لموقف جديد ويتضح مما سبق ان التلقائية هي عبارة عن ( فعل الجديد المناسب (
2 -
الحدث : - وهو الخطوة الثانية التي تعقب التسخين ، وتبدأ بالحديث مع البطل لاستكشاف الاوجة المختلفة للمشكلة .
3 -
التكامل : - وهي المرحلة الأخيرة من الآداء السيكودرامي وتأتي بعد مرحلة التسخين ( الحدث ) فالبطل يكون جاهزاً لإعادة إتزانه النفسي من خلال تنمية الاحساس بقدرته على السيطرة على مشكلته من خلال نمو استجابات سلوكية فعالة نحو المواقف الضاغطة او المثيرة في مشكلة البطل . ويمكن للمخرج ( المعالج ( ان يقوم بعمل ( بيوفيد باك ) تغذية راجعة من المجموعة عن سلوك البطل اتجاه مشكلتة ... ويمكن سؤال البطل عن شعوره حول استجاباته وعن كيفية آدائه لاستجابات اخرى بطريقة مختلفة ، ويمكن سؤال المجموعة ايضا عن ملاحظاتهم ومقترحاتهم ويمكن للمخرج ) المعالج النفسي ) ان يدعو الى تمثيل المقترحات على المسرح ، ويكون ذلك من خلال : -
-
استخدام الدور العكوس .
-
اسلوب المرآة .
كما أن هناك ثلاث مراحل للعملية السيكو درامية وهي : -
1 -
مرحلة التهيؤ ( التسخين(
2 -
مرحلة التمثيل .
3 -
مرحلة المناقشة .
وقد أكد مورينو على أهمية مرحلة التهيؤ وذلك لكونها تجعل من المشاركين في العملية السيكودرامية ان يكونوا مستعدين للتجربة انها مرحلة تنسيق كل آداء في عملية تمهد للجلسات أنها استعداد وتجهيز للمراحل التالية وتتم التهيئة بأساليب متعددة كأن تبدأ مجموعة العلاج في النقاش حول موضوع معين مما يجذب افراد الجماعة وتكون مثار اهتمامهم ومن ثم يتفاعلون فيما بينهم كما يمكن أن تتم التهيئة عن طريق إطلاق النكات والدعابة والمزاح والضحك.
ان كل انواع الجماعات العلاجية يمكنها الاستفادة من جلسة ترفيه كجلسة تهيئة حيث يمكن للشخص ان يشعر فيها بأنه يشترك بصفة غير شخصية علاوة على مايسود فيها من جو المرح ، ومع التهيئة التي تقام على نحو جوهري وأساسي كقنوات للتواصل يمكن من خلالها ان يدمج الاداء والتجسيد على خشبة المسرح وكذلك المشاعر السائدة بين افراد الجماعة في العمليات المفيدة الخاصة بالتفريج الانفعالي ونمو الاستبصار واعادة التعلم ، وبالتناوب تستفيد الجماعة ككيان واحد من عملية الآداء والتجسيد عن طريق التفريج ومن خلال اتساع المجالات الأدراكية. وقائد المجموعة يلعب الدور الرئيسي من اجل تأسيس حالة الاستعداد والدافعية المطلوبة للتعامل مع الموضوعات الحية في أسلوب شخصي وفي هذه المرحلة مرحلة التهيؤ يستشعر الاعضاء ان بيئة العمل آمنة وسيودها مناخ من الثقة والاطمئنان (80 P 1994 (corsini .
أما في مرحلة التمثيل فيتم تجسيد موقف من الماضي او الحاضر او حدث يتوقع حدوثه مستقبلاً ويستخدم المعالج تكنيكات درامية ليتسنى للبطل ( العميل ) ان يستكشف منطقة جديدة للحصول على فهم جيد ودونما ارتباك ، وعندما يكون تجسيد الدور تماماً وعندما يتاح للفرد خبرة تفريجية واستبصار فان السلوك المختل يتم اخماده .
ان الفعل التجسيد او التمثيل هو السلوك الشخصي لما يريد ان يعبر عنه كل فرد على حدة كما أنه يمكن المريض من الدخول في ادوار متعددة متباينة تتداخل فيها ادوار الآخرين فتكون نفياً فعلى للواقع مما يعني ابطال الواقع المنحرف وتجاوزه للممكن بلوغاً الى الأمثل وبخاصة مع دفء العلاقة التي يبتعثها التبادل الحي للأدوار والتي يشارك فيها المعالج والأنوات المساعدة وما يتضمنه الموقف بكله من توزيع حتمي للعلاقة الطرحية مع مريض ثنائي المشاعر والوجدانات ها هي ذي الجماعة السيكودرامية تتيح له رباطا وجدانيا سوياً مفقوداً بقدر مايتيح طرح فرد لفرد (مريض لمريض ) تيسيراً للعلاقة الطرحية واقامة علاقة جديدة تعين المريض في فهم صلته برغبته فالمعالج ليس اما فحسب أو أبا فحسب بل هو معين وسند متعدد الأوجه ومدد نرجسي واشباع مطمئن بلا عقاب.
ثم تأتي المرحلة الثالثة وهي مرحلة المناقشة( المشاركة) والتي تهدف الى اعطاء معنى متكاملاً للخبرة التي يتم تمثيلها وغالباً مايطلب من المشاركين اعطاء ملاحظاتهم الشخصية عن كيفية ارتباط طبيعة السيكو دراما بهم .
السيكودراما كشكل من اشكال العلاج الجماعي تسهم في تدعيم علاقة قادرة على المعرفة ( المعالج ) بجاهل بما يجب أن يعرفه الممثل (العميل) ، وان نشاط المعالج النفسي في السيكودراما له مميزات عديدة ولأن الشخصية في ظل الاداء السيكودرامي يتم التعبير عنها في حدود التفاعل المتبادل بين افراد الجماعة وكذلك نظراً لطبيعة الموقف النوعي للمعالجة بهذا الإسلوب فأنه يصبح من الواضح ان يكون النشاط السيكودرامي دافعاً للعملية العلاجية الى الأمام حيث ان هذا النشاط يشجع على حدوث المواجهة وذلك لأن المريض يرى ويعي سلوكه حين يحدث وعي ، ويرى الهدف من حدوث سلوكه على هذا النحو بالذات .
وعن طريق نشاط المعالج يتم توجيه وارشاد المريض من خلال اكتشاف المجالات والمساحات ذات المعنى في الحاضر وفي الماضي وفي المستقبل لكي يعيد اصلاح وتجديد علاقاته مع الناس الذين قد تتضمن هذه العلاقات معهم في بعض الأحيان المعاملة وجها لوجه او قد يرتبط هؤلاء بالمشكلات التي يعاني منها وتؤدي تلقائية المخرج ( المعالج ) الى تعبير المريض عن مشاعره تعبيراً حراً الى ابعد حد وخلال مرحلة التمثيل
(الحنفي,1987,ص238 )
التكنيكات السيكودرامية
يعتمد المعالج على العديد من التكتيكات السيكودرامية في العملية العلاجية والتي تساعد في تسهيل التفاعل بين الأفراد أو المجموعة الواحدة، وقد استخدم السيكودراميين العديد من هذه الاستراتيجيات والتي من أهمها:
1- تكرار البروفة السلوكية : وهي احد أشكال لعب الدور والذي أصبح مقبولاً على نطاق واسع في مجال التدريب على التوكيدية وفي تعلم المهارات الاجتماعية فالأدوار التي تم تجسيدها يمكن أن يعاد تمثيلها مرة أخرى وإعطاء تغذية راجعة والتعليم والتدريب والاقتداء بأنموذج وإعادة التمثيل على نحو متكرر تماما مثل بروفات الحفلات الوطنية أو الدرامية .
2- المكونات الشخصية: و يتضمن العمل مع مكونات نفسية مختلفة لنفس الفرد وهذه المكونات يتم إدخالها في ديالوج مع البعض الآخر وحتى يمكن اختزال الاضطراب والفوضى فإن المعالج يقوم بتوجيه كل دور كي يحدث دون قطع الكلام وقد ذكر
Moreno (1954) إن الفهم الأساسي لمكونات الشخصية يقوم على عدد من الأساليب العلاجية والتى يجب على المعالج إن يهتم بها مثل:
الأجزاء المتعددة للذات : والذي بمقدوره أن يحول التناقض الوجداني وكبح العواطف وتعطيلها إلى نموذج موثوق به للتعبير عن الذات .
الحديث على انفراد : حيث يتحدث العميل على جمهور المشاهدين دون أن يسمعه الآخرون الموجودون على المسرح وهذه الطريقة تساعد العميل على إن يستجلب مشاعره وأفكاره إلى حافة الوعي والى الخارج .
مناجاة النفس : وهي عبارة عن مونولوج مناجاة البطل نفسه على المسرح في سياق الأداء السيكودرامي وفيها يؤدي الفرد دوره في المشهد الدرامي الذي قد يكون السير في الطريق إلى بيته عائداً من عمله .
قلب الدور : حيث يقترح فيه المعالج على المريض أن يتخيل ما يجب أن يكونه في الدور لدى الآخر ذي الشأن ثم يساعد اليتيم على نحو دافئ لأداء مهمته والهدف يكون تشـجـيع الفـهـم على مستوى أكثر نـضجاً، وتلك عملية تربوية تحتاج إلى ممارسة تطبيقية وتحتاج إلى التخلي عن التمركز حول الذات .
الدوبلاج : حيث يقوم المعالج بالتعبير عن الأفكار والمشاعر الداخلية للعميل ويعمل من خلال ما أطلق عليه كارل روجرز Rogers (1965) تقدير الذات لدى الفرد .(الشناوي ,1994,ص230 )
نظريات السيكودراما
1 – نظرية حل المشاكل العاطفية :
السيكودراما أساسية في إيجاد الطرق لتنمية الاستبصار في العلاقات الشخصية وعمل التوقعات لتحديد الاختيارات اللاشعورية ويمكن من خلالها تكون عملية علاج نفسي أو تعليم للمشاعر الذي يمكن النظر إليه من خلال التالي: -

تحقيق الأفضل لنمو الشخصية .
تحليل جزئي لطرق حل المشاكل .
2 - نظرية طريقة النمو :
يعتبر واحد من أهم الأسس لأي نوع من العلاج النفسي هو تكوين علاقة صحية مساعدة ويعتمد هذا على عامل الإيحاء والذي بدوره يتأثر العميل بالدور السلوكي للمعالج وتوقعه للمساعدة ولتقبل العميل لدوره على انه الشخص المحتاج للمساعدة ووجود الآخرين الذين يشاركون العميل المعتقدات ( على سبيل المثال : تركيبة المجموعة ) يزيد من كفاءة عوامل الإيحاء في العلاج النفسي .
* - العامل الثاني في العلاج النفسي يبدأ في العمل عندما ينمي المرشد تقاليد في المجموعة مثل:- التقبل والأمانة وملاحظة النفس وتوقعات الخطورة والتعبير عن المشاعر والمناقشة وغيره. ومن خلال السيكودراما يجسد المرشد هذه السلوكيات ويتكلم عنها ويكون قدوة لها .
3 - نظرية توضيح المشكلة : بغض النظر تم استخدام المجموعة أم لا فإن عملية توضيح وتكامل الاتجاهات العاطفية لأي مشكلة يكمن تسهيلها بطرق عديدة باستخدام وسائل سيكودرامية .

عند عرض المشكلة يمكن توضيح السلوك المجرد الذي شارك في المشكلة. ويتجه معظم العملاء إلى شرح وتبرير والدفاع عن هذا السلوك .
عند عرض الموقف فإن الملاحظ يتفاعل مع التواصل الغير لفظي والذي يكون على دراية بمعظمها ثم يتم عمل استبصار للعميل ويعد عدم التوافق بين التواصل اللفظي وغير اللفظي من أهم الصعوبات في العلاقات الشخصية .
الطرق السيكودرامية سرعان ما تدفع العميل للدخول في الجزء العاطفي لمشكلته ويعتمد استفادة العميل من خبرات المعالج والمرشد في التعامل مع هذه العواطف .
تحتاج عملية حل المشكلة العاطفية ليس فقط لمشاعر العميل ولكن أيضا لمشاعر الآخرين الذين يتفاعل معهم. وتنمية التفهم يمكن تسهيله بجعل العميل يلعب دور الشخص الآخر ، ومن خلال عكس الدور يكتشف العميل الكثير من النقاط التي تعمق استبصاره وتساعده لاختيار استجابات أكثر توافقا .
المناقشة : كحلول ممكنة في حل المشكلة يمكن الاستفادة منها في العمل الفعلي ليس فقط في الأفكار الجديدة التي تناقش ولكن باستخدام وسائل السيكودراما . ويمكن لأعضاء المجموعة أن يجسموا السلوكيات التي يخمنونها والسلوكيات الناجحة والعفوية ليمكن تدعيمها، بينما التكيف الغير فعال تصبح واضحة في الحال ويمكن التخلص منها بالتدريج .
4 - نظرية وظيفة الحقيقة الباقية :
إذا كان استخدام طرق السيكودراما في التعامل مع حل المشاكل العاطفية يبدو مصطنع، فيمكن إن يكون هذا بسبب إساءة الفهم الشائع كدور للحقيقة الباقية في حياتنا . وفي خيالنا يعد هذا اتجاه عاكس للنفس في عقلنا الشعوري وقدرتنا على رؤية أنفسنا من مسافة. ويعد الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يتضايق إذا وضع في الاعتبار وفاته الذي لا يتعلمها . بالخبرة وهذه الجوانب في أساس إنسانيتنا تعتبر دلالات على الخيال والخيال يمثل هذا الاتجاه في حياتنا الموجود في حقيقتنا الباقية . فنحن ملوك ونحن أطفال وسوف نتواجد لسنوات في المستقبل(الله وحده يعلمها) والدعوة إلى استخدام خيالنا هو أساس اللعب والتنويم والسيكودراما . واستخدام وسائل السيكودراما تصبح منظور هام في استخدام الخيال كوظيفة في نمو الشخصية .

5 - نظرية تفخيم الدور أو الوظيفة :
الجدل الثاني الكبير في استخدام طرق السيكودراما لا يعتمد على أساس النظرية السيكوديناميكية ولكن على نظرية الدور أو الوظيفة . والأكثر من ذلك فإن علم النفس المرضي يعكس ليس فقط تشوه في جوانب الشخصية ولكن غالبا يمثل تعبير مكمل عن الشخصية. ويمكن استخدام وسائل السيكودراما كطريقة فعالة للاندماج في التعليم لكل هذه الأدوار العديدة أكثر من التحدث ببساطة عن النفس .

6 - نظرية التكامل مع طرق العلاج النفسي الأخرى :
المفاهيم النظرية التي لها علاقة بانفصال العقل ( في نظرية علاقات الأشياء) والتعقيدات (في نظرية يونجيان) ولغة الجسم التلقائية ( في نظرية الجشتلط) وكل هذا يمكن أن يكون واضح وجلي بتجسيد نفسية العميل في السيكودراما.(الشناوي ,1994, 235)
النظريات الحديثة في السيكودراما
1- نظرية الطبيعة البشرية :
ليس هناك نظرية واحدة ولكن عدة نظريات والتي تشمل الوعي واللاواعي والاتجاهات الشخصية والاتجاهات الجماعية . الروح والمعنويات والسياسة والخيال والفن والرومانسية تحدد المعتقدات.
2 - نظريات النضج للطفل والبالغ :
وتشمل مجال واسع من الاتجاهات مثل اللعب والروحانية والفن والإبداع الاجتماعي والمزاج وأنماط التعلم المختلفة وأنواع الذكاء والوراثة والتكوين الفسيولوجي العصبي والتقاليد البيئية والسياسية وغيره . استخدام الناس للتمثيل يعتبر عنصر في النظرية والممارسة وبذلك يتم إبدال الدور الحقيقي بالتمثيل وهذا يصبح أكثر أمانا ويساعد على المواجهة بين الآباء أو المعلمين
3- نظرية الاضطراب النفسي والصحة :
وهي مفهوم الالتحاق الصحي في مجال العلاقة بين الأفراد وهذا الالتحاق يعتبر توازن بين المهارات المطبقة في الوعي مع تكوين حدود ومناقشة هذا الحدود بطريقة مرضية.
4 - نظرية التغير والعلاج :
التعميم عن التغير في العلاج النفسي يعتمد على التشخيص وغالباً ما يشارك فيه عدد من التغيرات المختلفة وهكذا يظهر عند الدخول في علاقة مساعدة.

الدور العلاجي للسيكودراما
يوجد محاور هامة يعتمد عليها الدور العلاجي الفعال للسيكودراما في مجال العلاج وهذه المحاور هــي:
أ - التفاعل الجماعي : من خلال إحدى عشر عنصرا تم ذكرهم في كتاب (
,1985yalom ) وأهم هذه العناصر الآتي:
1 - غرس الأمل :
إن اليتيم يجد الأمل في الشفاء عندما يجد آخرين معه مشاركين في مراحل التحول والتغيير إلى الأفضل أثناء السيكودراما . كذلك مقابلة المعالج الذي لديه الاعتقاد والحماس الشديد في الدور المؤثر العلاجي للسيكودراما (
Moreno 1964 )
2 - الشعور بانتشار الشكوى الفردية :
إن اليتيم يشعر أولا أن مشكلته فريدة من نوعها وهي خاصة به فقط فيشعر! بالخوف والخجل. ولكن أثناء السيكودراما يشعر أن خبراته المرضية منتشرة وشبيهة لتجارب الآخرين ويؤدي ذلك إلى تقليل الشعور بالوحدة والانعزالية .
3 - اكتساب مهارات فنية علاجية :
حيث يتعلم اليتيم مهارات التواصل وإيجاد حلول للمشاكل بين الأشخاص وبعضهم.
4 - الآثار الاجتماعي ( إيثار مصلحة الجماعة على الفرد )
إن مفهوم المشاعر الاجتماعية والاعتماد الاجتماعي ينموا من خلال مشاركة اليتيم بتجربته في السيكودراما وتجعله يتعلم كيف يكون مساعدا للآخرين .
5 - تعلم السلوك الصحي وتطبيقه
يتعلم اليتيم السلوك الصحي أثناء عملية السيكودراما ويقوم بتقليده وتطبيقه في حياته العملية بعد ذلك .
6 - التنفيس :
حيث يحدث تحرير وتنفيس المشاعر والأحاسيس المكبوتة في العقل اللاواعي .
7- التماسك الاجتماعي :
إن اليتيم يشعر أنه مقبول وغير منبوذ من المجموعة المشاركة في السيكودراما حتى عندما يعبر عن تجربته الفردية والخاصة به .
8 - اكتساب مفاهيم الوجودية ( الوجودية المؤمنة )
إن تعلم اليتيم وجود الله عز وجل والإيمان به ورسم أهداف للآخرة وأهداف للدنيا ويتعلم معنى حياته وأنه مسئول عن كل اختياراته وأهدافه ومشروعاته ، يؤدي ذلك إلى حدوث خبرة مشتركة في المجموعة تؤدي إلى تقليل الشعور بالخجل والخوف وتؤدي إلى التفاعل الاجتماعي النشيط .
ب - إتاحة الفرص للتنفيس :
يعتقد العالم
Moreno انه أثناء السيكودراما يحدث تحرير المشاعر المكبوتة في العقل اللاواعي ويرى العالم (Blenter, 2000 ) أنه يوجد أربعة أنواع شائعة للتنفيس وهـــي : -
1 - التنفيس أو التفريغ الانفعالي : قدمها رائد التحليل النفسي ومازالت تستخدم لدى المدرسة الحديثة في التحليل النفسي:

إطلاق الشحنات المكبوتة باستدعاء الذكريات المكبوتة وصياغتها في كلمات .
إن التنفيس بالكلمات وردود الفعل التالية عليه الإرادية واللاإرادية مثل انهيار الدموع يحدث الأثر العلاجي المطلوب .
فالكلمات التي يلجأ إليها الفرد هنا بديل عن النشاط الحركي الذي كان من الممكن إن يلجأ إليه الفرد للتنفيس عن نفسه .
لكن فرويد انتقد هذه الوسيلة بعد ذلك وأعلن أنها لا تكفي واحل محلها تحليل الشخصية بهدف إعادة تنظيمها
ومع ذلك فهذه الوسيلة مازالت موجودة ضمنا داخل العملية التحليلية وفي عمليات التصعيد والتسامي كاللعب والتجربة الجمالية وغير ذلك مما يكون وسيلة لإنطاق التوترات الانفعالية.
2 - التنفيس التكاملي :
وفيه يعاد صياغة وفهم الأفكار والمشاعر المكبوتة وذلك على أسس خبرات وتجارب صحيحة أثناء السيكودراما وبعد ذلك يتم التعبير عن هذه المشاعر وتحريرها من العقل اللاواعي بشكل صحي ويؤدي إلى علاج هذه الأحاسيس المنتشرة المكبوتة .

3 - التنفيس الاحتوائي والتضامني :
في هذه المرحلة من السيكودراما فإن الفرد لم يعد لديه الشعور بأحاسيسه المكبوتة بمفردة وكذلك خبرته السابقة ، فان باقي الأعضاء المشاركين في السيكودراما يتقبلون خبرته ومشاعره وهذا يؤدي إلى شعور الفرد بتضامن الآخرين معه واحتواء خبرته معهم .
4 - التنفيس الروحاني :
والمقصود به هو اتصال الروح أو النفس بالرب الخالق. وتعزيز جانب الإيمان بالقضاء والقدر والتعامل مع المشاعر والتفاعلات الوجدانية الداخلية لدى اليتيم وأسرته من خلال منهج إسلامي رباني يقوم على أسس شرعية دينية.
ج - المشاركة بالخبرات الذاتية
يقوم الفرد بالتعبير عن المشاعر الدفينة والداخلية في العقل اللاوعي ويحررها إلى الوعي ويؤدي ذلك إلى إدراكه بهذه الأحاسيس المكبوتة . ويقوم الفرد أثناء السيكودراما بمناقشة هذه المشاعر مع مشارك آخر (
,1985Bletner ) وان الخبرات التي قد تم تخزينها داخل الجهاز العصبي عند التعرض للصدمة والتي أحدث المرض النفسي . تقوم السيكودراما بتحريرها من الجهاز العصبي بالتعبير الجسدي والعاطفي(حسين, 1974,ص29)
نقاط هامة حول نجاح السيكو دراما
ان عملية السيكو دراما ( احد طرق العلاج النفسي ) أو تعليم الفرد للمشاعر تعتمد على .
*
ترسيخ وتوطيد بيئة لتطور الظروف اللازمة للنمو الشخصي .
*
تحليل طرق حل المشاكل العاطفية .
-
توطيد بيئة النمو الشخصي : -
*
من العناصر الأساسية لنجاح أي شكل من العلاج النفسي هو توطيد علاقات صحية مساعدة وذلك مبني على عنصر الايحاء ونجاح ذلك يعتمد على الدور السلوكي للمساعد او المعالج وكذلك تقبل الشخص الذي سيخضع للعلاج السلوكي ( العميل ) على دوره بأنه سيكون هو الفرد الذي يجب أن يُساعد.
*
إن وجود افراد آخرين مشاركين مع العميل في الدور العلاجي يعظم من التأثير العلاجي للسيكو دراما في نجاح عنصر الايحاء .
*
إن المعالج الذي يستخدم الطرق السيكو درامية يزيد من نجاح عناصر الإيحاء العلاجية .
*
العنصر الثاني الهام وهو توطيد معايير ومبادئ السلوك الإجتماعي للمجموعة مثل : -
-
الأمانة .
-
القبول .
-
التعبير عن المشاعر .
-
المناقشة .
-
تبادل المنفعة .
في السيكو دراما يقوم المعالج بتقديم نموذج عن هذه المعايير الخلقية للجماعة كما أنه يتحدث عنها . وعنصر آخر هام هو استخدام وقت محدد لجلسات السيكو دراما ووقت كاف لكل فرد مشارك في العلاج حتى يتم احتوائه . وكذلك يجب التركيز اثناء عملية السيكو دراما على فترة التهيؤ والتحمية والتي تحتاج الى وقت اكثر وهذه هي مرحلة وفترة التسخين والوقت اللازم لهذه المرحلة مهم جداً حتى يصل الفرد الى مرحلة التعبير عن مشاعره بتلقائية وكذلك التنفيس وهذا يؤدي الى استبصار اكثر وادراك اكثر . وعنصر آخر مهم هو التركيز على مشاكل عميل واحد أثناء الجلسة الجماعية . حيث يقوم ذلك الفرد العميل بدور البطل ويشتمل ذلك الدور على مشكلة تهم الحاضرين الآخرين . ويقوم المعالج بجعل بقية الحاضرين بإيجاد حلول لمشكلة ذلك الفرد بإستخدام أسلوب المواجهة والدعم والإهتمام وتعزيز السلوك الملائم لبيئة الفرد حسب قدراته وإمكانياته . وبالتأكيد ان مشاركة واهتمام المجموعة يزيد من الاتجاهات والإهتمامات الإيجابية للفرد وكذلك يزيد من عملية الإيحاء المساعدة للنمو الشخصي لذلك الفرد .
تطبيقات للسيكودراما لعلاج بعض الإضطرابات النفسية
1 - الخجل :
إن الخجل المرضي يجعل الفرد مترددا ، ويجعله غير قادر على اتخاذ القرارات وغير قادر على قبول الحب من الآخرين ويوقف تطور حياة الفرد الاجتماعية والوظيفية في كثير من الحالات. إن السيكودراما تقوم بكسر الحاجز الذي يحبس خلفه السر وراء ذلك الخجل ويجعل ذلك الخجل ويجعل ذلك السر مكشوفا للآخرين المشاركين في السيكودراما وعندئذ فإن مشاعر الخجل الدفينة في اللاشعور تقوم ببذل مجهود كبير على العقل حتى تتحرر وتصبح شعوريا في العقل الواعي وعندئذ فإن هناك مجهود يبذل بواسطة النفس أو الآخرين لتخفيف مشاعر الخجل بواسطة التعبير عنها سلوكياً لتحريرها.
(Moreno,1954)
2 - عدم القدرة والصعوبة على توضيح الاحتياجات اللازمة للفرد :
إن الاحتياجات اللازمة للفرد والتي لم تكن تلبى بصفة مستمرة أثناء الطفولة فإن ذلك الفرد يشعر بالخوف عند طلب هذه الاحتياجات أو يشعر بأنه غير قادر على طلبها أو وجود رغبة ضعيفة جداً لها ، وخصوصا في المرحلة الأولية لخبرة اليتم عند الأطفال أو المراهقين. وأثناء عملية السيكودراما فإن التفاعل الجماعي يحرك المشاعر الخاصة بالاحتياجات اللازم لأنه يوجد الجو الأسري الأصلي . بمجرد أن تصبح هذه المشاعر في الوعي فإن الفرد يتفهمها ويعمل معها ويقل الخوف تدريجياً معها .
3 - الحذر العاطفي ( فقدان الحس العاطفي )
إن الطفل الذي ينشأ في جو أسري ملئ بالمواقف المؤلمة فإنه يتعلم كيف يخدر مشاعره وأحاسيسه تجاه هذه المواقف حتى لا يشعر بها . ولكنه في الواقع يؤدي أيضا إلى تخدير وتعطيل مشاعر أخرى . ومع تكرار ذلك فإن الفرد يؤدي إلى منع التواصل بين الظروف المحيطة به واستجابة مشاعره وعاطفته لهذه الظروف . وذلك يؤدي إلى حدوث العزلة . وأثناء السيكودراما يحدث تحرير لهذه المشاعر المجمدة في أول الأمر يشعر الفرد بالخوف والقلق وعدم التركيز ولكن في النهاية يستعيد هذه المشاعر. حيث إن هذه المشاعر التي تم تخزينها في الذاكرة في اللاواعي تُستعاد مرة أخرى من خلال تشجيع الفرد للتواصل مع الآخرين وتكون روابط وجدانية .
4- الشعور بالوحدة عند الأيتام
غالبا ما يكون لدى الأيتام أو الأطفال اللذين عرضوا لخبرات مؤلمه خلال فترات تاريخية في حياتهم شعورا بالوحدة والانعزال وعدم تقبل الحاضر وهروب متكرر إلى عالم الخيال وعدم قدرة على حل مشكلاتهم اليومية. لذا كان استخدام أسلوب السيكودراما كأداة علاجية يقوم بها مختص له دور بارز في خفض الشعور بالتوتر والوحدة لدى الأيتام وذلك لأنه ينقل الطفل اليتيم إلى عالم يريده هو حقا أن يكون فيه وذلك بطريقة تكتيكية وإرشادية ويجعله يتعامل مع مشاعره وتطلعاته النفسية والاجتماعية بطريقة مقننه.
5- المخاوف الاجتماعية
تظهر مجموعة من أعراض المخاوف لدى الأيتام خلال مراحل حياتهم المختلفة وهذه المخاوف تتمثل في الخوف من المستقبل والخوف الاجتماعي والخوف من فقدان الأم أو احد الإخوان أو الأخوات، وهذه المخاوف قد تسبب في مراحل متقدمة ظهور بعض الاضطرابات النفسية المتقدمة مثل ظهور علامات الاكتئاب المزمن أو نوبات الهلع المتكررة أو تؤدي إلى ظهور بعض اضطرابات الشخصية والتي تؤثر على علاقة اليتيم مع نفسية ومع الآخرين وشعوره بعدم التقبل والاندماج والتفاعل الاجتماعي. وقد ركز المهتمين بالعلاج بالسيكودراما على استخدام هذا الأسلوب العلاجي كحماية للفرد قبل حدوث الأزمات أو قبيل حدوث أي من الاضطرابات النفسية والاجتماعية.
6- التأخر الدراسي
يعاني الكثير من القائمين بالتربية من وجود علامات تأخر دراسي وتأخر تعليمي لدى بعض الفئات الاجتماعية ولعل الأيتام من الفئات الاجتماعية والتي تعاني في منطقة الخليج العربي إلى وجود تدهور في التقدم الدراسي نتيجة فقدان احد الأبوين عند الأفراد وذلك راجعا إلى تركيبة المجتمع والأنساق العاطفية والبنائية التي تحيط بالأسرة. لذا من الممكن الاستفادة من استخدام العلاج بالسيكودراما لعلاج حالات التأخر الدراسي والتقدم العلمي ومشكلات المدرسة لدى الأيتام عن طريق تطبيق إستراتيجية العلاج بالسيكودراما.

(الشناوي .1992, ص46)
الخاتمة
إن التطبيق العلمي لاستراتيجيات وتقنيات السيكودراما تساعد المعالج النفسي على قدره علية من تفهم الفرد ومساعدته على التعامل مع مشاعر وتطابقه مع مجتمعة الحالي بصوره صحيحة. مما لاشك فيه أن كثير من التقنيات الحديثة في العلاج النفسي تقوم على محور ثلاثي هام وهو (الأفكار – المشاعر – السلوك) فالأفكار التي نفكر فيها ونعاود التفكير فيها هي تترجم إلى مشاعر في مخازن العقل اللاواعي وهذه المشاعر هي التي تؤدي إلى حدوث السلوك . ومجموعة الأفكار أو المعلومات التي نعطيها الفرد الذي يخضع للعلاج السلوكي تقوم بتكوين ما يسمى (بالصورة الذاتية) بالتقدير الذاتي للفرد حيث يقدر نفسه هل هو إنسان قوي - شجاع – ناجح وغير ذلك أم هو عكس ذلك. وعلى حسب تقدير الإنسان لذاته يقوم العقل اللاواعي بوضع صورة ذاتية للفرد في جهازه العصبي . وهذه الصورة هي مصدر المعلومات الذي سيواجه الفرد بعد ذلك في سلوكه وتصرفه التلقائي . ومن المعروف أن تكرار التفكير في الأفكار بأسلوب تأكيدي ومنظم يؤدي إلى تحولها مع الوقت إلى ما يشبه القصيدة التي تكون صورة ذاتية قوية للإنسان وقد وجد على الساحة العلمية تقنيات حديثة كثيرة تحاول تأكيد الأفكار والمعلومات الإيجابية المفيدة في العقل اللاواعي مع الاسترخاء . فمثلاً في الفيلم الذهني يقوم المعالج النفسي برسم الصفات الجيدة والأهداف النافعة للفرد على شكل فيلم ذهني كامل يتخيله المريض بصورة مرتبة ومنظمة بحيث تكون عناصر التخيل لذلك الفيلم الذهني تحتوي على الأهداف التي يمكن أن يصل إليها الفرد واقعياً فعلاً ، وتحتوي على الإمكانيات مثل الوقت والمادة المتوفرة لديه . فوجد أن ذلك التخيل للفيلم الذهني يقوم بإحداث المشاعر الموافقة لما في ذلك التحليل ويؤدي ذلك إلى اكتساب الدافعية والبواعث والدوافع إلى أحداث النجاحات والأهداف المرغوبة في حياة الإنسان .
ومن التقنيات الحديثة جداً للوصول إلى مخازن العقل اللاوعي وإزالة التجارب الغير مرغوبة والتي تم تخزينها من قبل وأدت إلى حدوث اضطرابات نفسية في حياة الإنسان هي تقنية (العودة إلى نقطة الزمن) وفي هذه الطريقة يحاول المعالج النفسي بعد أن يقوم بعملية استرخاء ناجحة للمريض ويعود به في خياله بعد أن يقوم بتنبيه عقله اللاوعي إلى هذه الفترة الزمنية أو النقطة الزمنية القديمة التي مر بها الفرد في حياته ، ويحاول إن يقوم بمناقشة عقله اللاوعي أثناء الاسترخاء في هذه التجربة السيئة ويحاول تعديلها إلى تجربة جيد



المصادر والمراجع .

1- الشناوي، محمد(1996م). العملية الإرشادية، دار غريب للطباعة والنشر. القاهرة
2- الشناوي، محمد(1994م). نظريات الإرشاد والعلاج النفسي، دار غريب.القاهرة.
3- الشناوي، محمد(1992م). موسوعة الإرشاد والعلاج النفسي(2) "بحوث في التوجية الإسلامي للإرشاد والعلاج النفسي"، الانجلو المصرية. القاهرة.
4 - الحنفي ، عبدالمنعم (1987م). موسوعة علم النفس والتحليل النفسي . القاهرة ، مكتبة مدبولي.

5 - عبدالقادر ، حسين (1974م). السيكو دراما . القاهرة . رسالة ماجستير غير مطبوعة ، جامعة عين شمس






التوقيع :
أجمل فن في هندسة الحياة أن تبني جسراً من الأمل فوق نهر من اليأس
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
  • إرسال الموضوع إلى ارسل الموضوع الى Facebook ارسل الموضوع الى Facebook
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Google ارسال الى Google
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى Digg ارسال الى Digg
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى del.icio.us ارسال الى del.icio.us
  • إرسال الموضوع إلى ارسال الى StumbleUpon ارسال الى StumbleUpon

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
الارشاد, السيكودراما, النفسي, فنيات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر رد
دراسات سابقة مفيدة زهرة البيلسان المكتبة التربوية 11 11-13-2013 12:24 PM
دراسات سابقة مفيدة لمشاريع التخرج و حلقات البحث زهرة البيلسان قسم البحث العلمي 7 11-03-2010 06:22 PM
من فنيات الإرشاد النفسي فنية الإيحاء عمار @تسونامي@ دليل المرشدين النفسيين والاجتماعيين 0 07-23-2010 02:10 PM
الاحتراق النفسي لولي الصحة النفسية 6 07-15-2010 04:14 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd diamond