تعليم العدالة و المغفرة للأطفال باستخدام الألعاب

[حمزة العثمان]

1 - لعبة الاستظهار البسيط للكلمات :

طريقة جيدة لمساعدة الأطفال على البقاء متيقظين لعقلية المشاركة و الرعاية و العدالة ، مثلاً : نعلمهم معنى كلمة " قافية " فنعمل على شرحها و توضيحها بأغاني الأطفال أو الأشعار البسيطة ، و نقول لهم بعدئذٍ : أنّ هناك ثلاث كلمات قافية كل منها هي قافية للأخرى ، هذه الكلمات تساعد الجميع على أن يكونوا أكثر سعادة ، هذه الكلمات الثلاث هي : " عدالة ، رعاية ، مشاركة " و لنتحدث و نشرح لهم ما تعنيه كل كلمة ، و لنتأكد مراراً أن الأطفال يتذكرون معناها دائماً ، و نعيد كذلك سؤال الأطفال عنها بين حين و آخر خصوصاً عند حاجتهم إليها " هل تذكرون الكلمات الثلاث المقفاة ؟ "




2 - لعبة تناوب الأدوار :

يجب أن نبدأ بترسيخ فكرة العدالة ، و أول كلمة يجب أن يتعلمها الطفل هي كلمة دور ، فالطفل منذ الثالثة من عمره و حتى قبل ذلك يمكنه أن يفهم هذا الشكل الأساسي للمشاركة .
في هذه اللعبة نحضر دميةً لطفلين ، و نترك أحدهما يلعب بها زمناً وجيزاً ، بعد ذلك نقول له : جاء دور أخوك الأصغر ليلعب بالدمية ، ثم لنساعده على المراقبة و انتظار اللحظة التي يبدأ فيها دوره من جديد ، و علينا أن نمدح الطفل كلما تنازل عن دوره ليلعب أخوه الآخر بالدمية ، و يأخذ دوره .
لا بد في هذه اللعبة من وجود أداةٍ للتوقيت ، و أثناء استخدامها نبيّن للأطفال أن الوقت يجب أن يكون متساوياً بين جميع المشاركين في اللعبة .




3 - لعبة قلب الأدوار :

فعالية تساعد الأطفال على أن ينظروا للأمور من منظور الكبار ، و أن ينظر الكبار إليها من منظور الأطفال .
عندما ينشأ خلاف يتعلق بالطاعة في مسألةٍ ما ، نطلب من الطفل أن يمثل دور الأب أو الأم ،
و يطلب من الأب أو الأم الذين يمثلان دور الطفل أن يبينا سبب عدم رغبتهما بالقيام بالعمل المطلوب منهما .
هذه اللعبة تساعد الأطفال على النظر للأمور من زاوية صحيحة ، و بشكلها المنطقي كما هي في الواقع .



4 - جائزة العدالة و المغفرة :

يجب أن يحظى الأطفال بالمكافأة و المديح مقابل عدالتهم و تسامحهم ، عندما يتمثلون النموذج الكامل لكلتا الصفتين .
في هذه اللعبة نسأل الأطفال من منكم يتطلع للفوز بجائزة التسامح و العدالة ؟ ثم نطلب منهم أن يفكروا بأحداث الأسبوع الماضي و يتذكروا حالةً شاركوا فيها و سمحوا لطفل آخر أن يتقدم عليهم ، أو طلبوا الغفران من أجل عملٍ قاموا به ، أو تسامحوا مع شخصٍ آخر ، و نمنح الجائزة وفق هذه المعايير .



5 - مناقشة " تقبل العدالة و منح العفو " :

فعالية تساعد الأطفال و المراهقين على إدراك أهمية كلتا القيمتين ، و العلاقة بينهما .
نسأل الأطفال حول أي من القيمتين يتقبلون أكثر : العدالة أم العفو ؟ و نحاول أن نطور هذا إلى مناقشةٍ تصل بنا إلى أن نفهم معاً أن العدالة شيء ما يجب أن نكون جميعاً على استعدادٍ لقبوله ، لأنها ستحقق دائماً بصيغةٍ ما عاجلاً أم آجلاً ، فهي تشكل دائماً قانون السبب ثم النتيجة التي لا بد أن تتحقق .
بعد مناقشة العدالة ننتقل إلى مناقشة العفو ، فنبين للأطفال أنه على الرغم من أننا نقبل العدالة كقيمةٍ سامية ، فإنه يجب علينا أن نقبل و نمنح العفو كقيمةٍ ساميةٍ أيضاً ، و علينا أن لا نهتم بجعل الآخرين يدفعون ثمن أخطائهم ، و لا ينبغي أن نحمل حقداً في صدورنا على أحد ،و نبين لهم كيف يمكننا أن نتخلص من أحقادنا ضدّ الناس و الرغبة في الانتقام منهم ، و أننا نسموا بأنفسنا عندما نمنح العفو لمن أساء لنا بقصدٍ أو بدون قصد .



6 - علينا ألا ننسى دائماً أن القدوة الحسنة هي خير سبيل لتعليم الطفل أي شيء .

... الوسط ...